إضراب عمال السيارات بالولايات المتحدة يتوسع ليشمل 38 موقعاً إضافياً
تاريخ النشر: 22nd, September 2023 GMT
أعلنت نقابة عمال السيارات بالولايات المتحدة، اليوم الجمعة، عن توسيع الإضراب الذي بدأته منذ أسبوع في مواقع تابعة لشركات (جنرال موتورز) و(ستيلانتس) و(فورد) ليشمل 38 موقعا إضافيا إلى حين تعديل عقود العمال لتشمل تحقيق مطالب عديدة أبرزها زيادات كبيرة في الرواتب وتعويضات تقاعد مجزية تتناسب مع التضخم الحاد في البلاد.
ومن جانبه قال رئيس النقابة شون فاين في بث مباشر عبر منصة (فيسبوك) إن توسيع الإضراب لن يشمل (فورد) حيث أثبتت الشركة أنها «جادة في التوصل إلى اتفاق».
وأضاف «لا تزال لدينا مشكلات جدية يتعين علينا حلها لكننا نريد أن نلحظ أن شركة (فورد) تظهر أنها جادة في التوصل إلى اتفاق».
وفي المقابل أكد فاين أن «القصة مختلفة في (جنرال موتورز) و(ستيلانتس)».
وأوضح أن النقابة و(فورد) أحرزتا تقدما في قضايا تشمل «إلغاء نظام السعرين (تفاوت الأجور مقابل العمل نفسه) وتعديل تعويضات تكلفة المعيشة وتحسين صيغة تقاسم الأرباح» بالإضافة إلى ضمان تثبيت العمال في وظائفهم بعد 90 يوما من إبرام عقودهم مع الشركة.
ومن جهتها قالت (فورد) في بيان إنها تعمل «بجد مع النقابة للتوصل إلى اتفاق» مشيرة بالمقابل إلى أنه «لا يزال لدينا فجوات كبيرة يجب سدها في شأن القضايا الاقتصادية الرئيسية».
وأضافت «في النهاية القضايا مترابطة ويجب أن تعمل ضمن اتفاق شامل يدعم نجاحنا المتبادل».
وستشمل الاضرابات مواقع قطع غيار وتوزيع تابعة لشركتي (جنرال موتورز) و(ستيلانتس) ويشارك بها ما يقرب من 5600 عامل بما في ذلك ما يقرب من 3500 موظف في (جنرال موتورز).
وهذه هي المرة الأولى التي يقوم فيها أعضاء النقابة بإضراب يشمل عمال شركات السيارات الأميركية الثلاث في نفس الوقت إذ بدأ ما يقرب من 12700 عامل في قطاع السيارات بالولايات المتحدة في الوقت نفسه لحظة انتهاء عقودهم عند منتصف ليل يوم الخميس الماضي (بداية يوم الجمعة) بالانسحاب من موقع (جنرال موتورز) في ميسوري ومركز (ستيلانتيس) في أوهايو ومصنع تجميع (فورد) في ميشيغان.
ووفقا لشبكة (سي ان بي سي) الإخبارية الأميركية يتوقع خبراء أمريكيون ومن ضمنهم محللون اقتصاديون في سوق (وول ستريت) المالي أن تقوم النقابة بتوسيع نطاق الإضراب ليشمل مصانع الشاحنات الكبيرة التابعة لشركات صناعة السيارات في (ديترويت) والتي تحقق أرباحا ضخمة للشركات.
رس ر / م م ج
المصدر: الراي
كلمات دلالية: جنرال موتورز
إقرأ أيضاً:
هل درّبت بريطانيا الشرع على التفاوض والقيادة؟
أثارت تصريحات السفير الأمريكي السابق في دمشق، روبرت فورد، والتي أكد فيها أن مؤسسة بريطانية تولّت مهمة تحويل الرئيس الانتقالي أحمد الشرع من عالم الإرهاب إلى عالم السياسة، وأنه التقاه سنة 2023 في هذا الإطار، موجة تساؤلات عن الدور الذي لعبته بريطانيا، المعروف عنها التنسيق الكبير مع دوائر السياسة الأمريكية، في التغيير الذي شهدته سوريا في نهاية عام 2024 والذي أدى إلى سقوط نظام الأسد على يد تحالف يقوده الشرع.
بداية، كلام فورد لا يمنح للمشتغلين في التحليل السياسي مفتاحا أو مفاتيح مهمة لفهم التطورات الحاصلة في سلوك الشرع، ذلك أن تحولات الشرع مرّت بصيرورة طويلة، قبل عام 2023، تاريخ لقاء فورد بالشرع، ففي هذا العام كان الشرع قد أنهى تموضعه في إطار الوطنية السورية، والتي بطبيعة الحال كان لزوما عليه التكيف مع هويتها، الإسلامية غير المتشدّدة، والتخلص تاليا من كل حمولات التطرف.
الشرع، ومنذ وصوله للسلطة في دمشق، قدم نموذجا للقيادة وإدارة العلاقات مع الخارج، مختلفا، ويكاد يكون نمطا مخالفا للصورة النمطية المُتشكّلة عن القادة العرب
وثانيا، المنظمة التي ذكرها فورد على أنها هي التي تولت مهمة تحويل الشرع (إنتر ميديت) كمنظمة غير حكومية، قد تكون ربحية، وهذا النمط من المنظمات بات منتشرا في السنوات الأخيرة، ويهتم بتقديم خدمات، من ضمنها مثلا شركات علاقات عامة، ومنظمات تقدم خبرات في التفاوض، وغالبا لا يكون لهذه المنظمات أي علاقة بسياسات الدول التي تتواجد فيها، مثل بعض مراكز الأبحاث التي تقدم تحليلات وتقديرات لصناع القرار السياسي، أو حتى دراسات جدوى لمؤسسات اقتصادية وغير ذلك.
المسألة الثالثة، أن هذه المنظمة، حسب تعريفها لنفسها، مختصة بدرجة أساسية في قضايا حل النزاعات الأكثر خطورة وتعقيدا والتي يصعب على منظمات أخرى العمل فيها، وتعمل كمنصة تواصل لأطراف النزاعات حول العالم، ما يطرح السؤال عما إذا كانت المنظمة منخرطة في السياق نفسه في العمل مع نظام الأسد في ذلك الوقت، أو ما إذا كان أحمد الشرع قد بدأ يجهز نفسه لخوض مفاوضات في إطار حل النزاع مع نظام الأسد في إطار صفقة إقليمية او دولية.
لكن، على افتراض أن هذه المنظمة تعمل بإشراف الحكومة البريطانية المُباشر، وتحديدا جهازها الاستخباري، وأنها بالفعل كانت تقوم بعملية تأهيل الشرع ليكون الرئيس المستقبلي لسوريا، فالسؤال هنا: ما هي المؤشرات التي استندت عليها بريطانيا للقيام بمثل هذا العمل، الذي عدا عن كونه يتطلب تخصيص موارد وانشغالا استخباراتيا، في وقت كان الصراع على أشده مع المخابرات الروسية، وفي وقت كانت جميع المؤشرات تدل على أن إسقاط نظام الأسد أصبح من الماضي، بل إن دولا إقليمية ودولية بدأت بالتطبيع معه وإعادة تأهيله، فضلا عن أن المعارضة باتت بأضعف حالاتها، وكانت في تلك المرحلة منشغلة بصراعات بينية استنزفت قواها ولم يتصور أشد المتفائلين أنها تستطيع التصدي لأي هجوم قد تقوم به قوات الأسد؟
الكشف الذي أعلن عنه فورد جاء ناقصا الى حد بعيد، قدم معلومة قابلة للتأويل ولتفسيرات عديدة، تراوحت بين وجود مؤامرة على نظام الأسد، وبين وجود هندسة غربية، بقيادة بريطانيا، للنظام السياسي الجديد في سوريا، وبين أن الشرع كان قائدا منفتحا ويدرك أهمية الاستفادة من منظمات خبيرة
الشيء الوحيد الواضح في هذا المشهد، أن الشرع، ومنذ وصوله للسلطة في دمشق، قدم نموذجا للقيادة وإدارة العلاقات مع الخارج، مختلفا، ويكاد يكون نمطا مخالفا للصورة النمطية المُتشكّلة عن القادة العرب، التي تتسم بالانغلاق وعدم المرونة وعدم التقاط الفرص مما يُسهل على خصومهم اصطيادهم بدون عناء، ونموذج بشار الأسد خير تمثيل لهذا النمط.
عمل الشرع بجد على صياغة أوراق تأهيله بطريقة تدل على فهمه لطبيعة اللحظة الدولية وأولوياتها، عبر محاولته الاستفادة من الألعاب الجيوسياسية بالعروض التي تقدّم بها لمراكز القوى الإقليمية والدولية، والتي أسسها على قاعدة أن الجميع رابح، وأن مصلحة الجميع الانخراط في هذه اللعبة في ظل إقناعه أغلب الفاعلين بأن صافرة البداية انطلقت وأن التأخر عن المشاركة لن يضر إلا المتأخرين.
الكشف الذي أعلن عنه فورد جاء ناقصا الى حد بعيد، قدم معلومة قابلة للتأويل ولتفسيرات عديدة، تراوحت بين وجود مؤامرة على نظام الأسد، وبين وجود هندسة غربية، بقيادة بريطانيا، للنظام السياسي الجديد في سوريا، وبين أن الشرع كان قائدا منفتحا ويدرك أهمية الاستفادة من منظمات خبيرة في البحث عن مخارج لصراعات وصلت إلى مرحلة الانسداد، مثل الصراع السوري.
على الأرجح أن فورد لا يعرف سوى جزئية من المشهد الذي حصل في سوريا، وعلى الأرجح أيضا أن أحد سيناريوهين حصلا في سوريا لإنتاج المشهد الأخير، الأول: مشاركة واسعة من فاعلين كثر في صناعة المشهد لدرجة أن كل فاعل لا يعرف سوى الجزئية التي عمل عليها، والثاني: أن ديناميكيات غير متوقعة ومخالفة للمسارات التي جرى رسمها ساهمت في التغيير الكبير الذي حصل في سوريا.. وحده التاريخ من سيكشف الحقيقة.
x.com/ghazidahman1