“استحضار الأرواح الرقمية” عبر الذكاء الاصطناعي.. مخاوف أخلاقية وخبراء يتحدثون عن “مبالغة”
تاريخ النشر: 23rd, September 2023 GMT
المحاكاة الرقمية للموتى واستحضار الأرواح الرقمية لأشخاص خطفهم الموت من أحبائهم بات متوفرا عبر أدوات الذكاء الاصطناعي، الأمر الذي أثار مخاوف أخلاقية لدى البعض، بينما يقلل خبراء من ذلك معتبرين أن هناك “مبالغة”، بحسب تقرير لموقع “سينس أليرت”.
وقال خبراء إن المخاوف بشأن “استحضار الأرواح الرقمية” مبالغ فيها، وهي عبارة تعبر عن استعانة بعض المستخدمين ببرامج الذكاء الاصطناعي لإعادة استحضار أشخاص متوفين.
وذكر موقع “سينس أليرت” في تقرير مطول أن “الذكاء الاصطناعي التوليدي – الذي يشمل نماذج لغوية كبيرة (LLMs) مثل ChatGPT وأيضا برامج توليد الصور والفيديو مثل DALL·E 2 – يعزز ما بات يعرف باسم استحضار الأرواح الرقمية، وهو استحضار الموتى عبر الآثار الرقمية التي يتركونها وراءهم”.
وحصلت مناقشات حول استحضار الأرواح الرقمية لأول مرة في عام 2010 بعد عرض فيديو بتقنية “التزييف العميق” (deep fake technology)، لإعادة استحضار شخصيات شهيرة مثل، بروس لي، ومايكل جاكسون، وتوباك شاكور.
كما أدى ذلك إلى ظهور كاري فيشر، وبيتر كوشينغ، وآخرين، في فيلم بعد وفاتهم.
ولفت الموقع إلى أنه “في البداية، كان الذكاء الاصطناعي التوليدي عند ظهوره، حكرا على شركات إنتاج الأفلام والموسيقى ذات الموارد الكبيرة، مما أدى إلى تعزيز إمكانية الوصول إلى التقنيات التي تم استخدامها لإعادة استحضار هؤلاء النجوم وغيرهم للجميع”.
وحتى قبل ظهور ChatGPT في أواخر عام 2022، كان أحد المستخدمين قد استخدم بالفعل LLM الخاص بشركة OpenAI للتحدث مع خطيبته المتوفاة بناء على نصوصها ورسائل البريد الإلكتروني الخاصة بها.
ونظرا لهذه الإمكانيات، أطلقت عدة شركات ناشئة مثل Here After وReplika خدمة تتيح الاعتماد على الذكاء الاصطناعي التوليدي من أجل إعادة استحضار الثكالى لأحبائهم.
ويبدو أن هذه التكنولوجيا، بالنسبة للبعض، تحرك الخوف الثقافي وربما الأخلاقي، حيث يشعر الكثيرون بعدم الارتياح العميق من فكرة أننا قد نتفاعل بشكل روتيني مع المحاكاة الرقمية للموتى.
ونتيجة لذلك، ينظر إلى استحضار الأرواح بمساعدة الذكاء الاصطناعي بعين الريبة.
وأشار الموقع إلى أن هذا قد يثير قلق بعض الناس، إلا أن الخبراء يعتقدون أنه لا يوجد سبب لذلك. ولدى الكثير من الناس صور وفيديوهات لأحبائهم المتوفين في الماضي، ويعتبرونها ذكريات.
ويؤكد الخبراء أنه “مع ذلك، بشكل عام، يجب أن يتذكر المستخدم أنه يتخيل أنه سيبدأ المحادثات مع الموتى طوال الوقت”.
الحرة
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
هل يُعلن الذكاء الاصطناعي نهاية الفأرة ولوحة المفاتيح؟
مع تسارع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، أصبح بإمكان المستخدم تنفيذ مهام معقدة عبر الأوامر الصوتية فقط، من حجز تذاكر السفر وحتى التنقل بين نوافذ المتصفح. غير أن هذا التقدم اللافت يثير سؤالًا جوهريًا: هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يستغني بالفعل عن لوحة المفاتيح والفأرة؟ يبدو أن الإجابة تكمن في ما يُعرف بـ"الخطوة الأخيرة" تلك اللحظة الحاسمة التي تتطلب تأكيدًا نهائيًا بكلمة مرور أو نقرة زر، حيث يعود زمام التحكم إلى الإنسان.
حدود الثقة
رؤية مساعد ذكي مثل Gemini من Google وهو يحجز تذاكر مباراة في ملعب أنفيلد أو يملأ بيانات شخصية في نموذج على موقع ويب، قد تبدو أقرب إلى السحر الرقمي. لكن عندما يتعلق الأمر بلحظة إدخال كلمة المرور، فإن معظم المستخدمين يتراجعون خطوة إلى الوراء. في بيئة عمل مفتوحة، يصعب تخيل أحدهم يملي كلمة سر بصوت مرتفع أمام زملائه. في تلك اللحظة الدقيقة، تعود اليد البشرية إلى لوحة المفاتيح كضمان أخير للخصوصية والسيطرة.
اقرأ أيضاً..Opera Neon.. متصفح ذكي يُنفّذ المهام بدلاً عنك
الخطوة الأخيرة
رغم ما وصلت إليه المساعدات الذكية من كفاءة، إلا أن كثيرًا من العمليات لا تزال تتعثر عند نهايتها. إدخال كلمة مرور، تأكيد عملية دفع، أو اتخاذ قرار حساس — كلها لحظات تتطلب لمسة بشرية نهائية. هذه المعضلة تُعرف بين الخبراء بمشكلة "الميل الأخير"، وهي العقبة التي تؤخر الوصول إلى أتمتة كاملة وسلسة للتجربة الرقمية.
سباق الشركات نحو تجاوز العجز
تحاول شركات التكنولوجيا الكبرى كسر هذا الحاجز عبر مشاريع طموحة. كشفت Google عن Project Astra وProject Mariner، وهي مبادرات تهدف إلى إلغاء الحاجة للنقر أو الكتابة يدويًا وذلك بحسب تقرير نشره موقع Digital Trends. في المقابل، يعمل مساعد Claude من شركة Anthropic على تنفيذ الأوامر من خلال الرؤية والتحكم الذكي، حيث يراقب المحتوى ويتفاعل كما لو كان مستخدمًا بشريًا.
أما Apple فتعوّل على تقنية تتبع العين في نظارة Vision Pro، لتتيح للمستخدم التنقل والتفاعل بمجرد النظر. بينما تراهن Meta على السوار العصبي EMG، الذي يترجم الإشارات الكهربائية من المعصم إلى أوامر رقمية دقيقة، في محاولة لصياغة مستقبل دون لمس فعلي.
ثورة سطحية
رغم هذا الزخم، ما يتم تقديمه حتى الآن لا يبدو كاستبدال حقيقي للأدوات التقليدية، بل أقرب إلى إعادة صياغة شكلية لها. لوحة المفاتيح أصبحت افتراضية، والمؤشر تحوّل إلى عنصر يتحكم به بالبصر أو الإيماءات، لكن جوهر التفاعل بقي على حاله. هذه التقنية تحاكي الوظائف التقليدية بواجهات جديدة دون أن تتجاوزها كليًا.
الطموح يصطدم بالواقع
تجدر الإشارة إلى أن معظم هذه التقنيات لا تزال إما في طور التطوير أو محصورة في أجهزة باهظة الثمن ومحدودة الانتشار. كما أن المطورين لم يتبنّوا بعد واجهات تتيح الاعتماد الكامل على الأوامر الصوتية أو التفاعل بالإشارات داخل التطبيقات الشائعة، ما يجعل الانتقال الكامل بعيدًا عن أدوات الإدخال التقليدية حلمًا مؤجلًا في الوقت الراهن.
الذكاء الاصطناعي.. شريك لا بديل
في نهاية المطاف، لا يبدو أن الذكاء الاصطناعي سيقضي على لوحة المفاتيح أو الفأرة في القريب العاجل. هو بالتأكيد يقلل من اعتمادية المستخدم عليهما، ويقدّم بدائل ذكية وسريعة، لكنه لا يلغي الحاجة إلى التحكم اليدوي، خاصة في المواقف التي تتطلب دقة أو خصوصية أو مسؤولية مباشرة. ربما نصل يومًا إلى تجربة صوتية كاملة تتفاعل مع نظراتنا وحركاتنا، لكن حتى ذلك الحين، سنبقى نضغط الأزرار ونحرّك المؤشرات بحذر وثقة.
إسلام العبادي(أبوظبي)