إصدار سندات خزينة بالدولار / فكرة للنقاش ..
تاريخ النشر: 23rd, September 2023 GMT
بقلم أياد السماوي ..
لا زال موضوع تمويل طريق التنمية أو ما يطلق عليه ( الموديل الاقتصادي ) لم يحسم حتى هذه اللحظة ، ولا زالت الحكومة حتى هذه اللحظة لم تتخذ القرار النهائي الذي يتعلّق بالموديل الاقتصادي الذي سيموّل المشروع ، فهنالك من يطرح فكرة أن يشارك البنگ الدولي في تمويل هذا المشروع العملاق ، وهنالك من يعارض هذه الفكرة جملة وتفصيلا ومنهم كاتب هذا المقال ، لما للبنگ الدولي من تجارب وتاريخ حافل بنهب ثروات الشعوب ومصادرة سيادتها وإذلالها .
ولكن لا أحد حتى الآن طرح فكرة أن تساهم رؤوس الأموال العراقية في الداخل والخارج في بناء هذا المشروع العملاق ، من خلال إصدار سندات خزينة بالدولار ، كأن تكون قيمة السند الواحد مائة دولار أو ألف دولار ، ويتم شراء هذه السندات بالدينار العراقي وتحسب بالسعر الرسمي للدولار ( ١٣٢٠ ) دينار للدولار الواحد ، وبسعر فائدة مجزي كأن يكون خمسة بالمائة ، مع السماح لرؤوس الأموال الخارجية بشراء هذه السندات بالدينار العراقي ..
عملية شراء هذه السندات بالدينار العراقي ستؤدي إلى زيادة الطلب على الدينار العراقي داخليا وخارجيا ، وهذا بدوره سيؤدي إلى ارتفاع قيمة الدينار العرقي بشكل كبير قد يصل إلى ألف دينار لكل دولار ، وإذا ما توّفر عنصر الحماية القانونية لأموال هذه السندات ، فهذا سيؤدي حتما إلى عودة عشرات المليارات من الدولارات التي تسرّبت من العراق إلى البنوگ الخارجية سواء كان ذلك بشكل قانوني أو غير قانوني .. أنا شخصيا واثق ومؤمن كأيماني المطلق بالله تعالى ، أن حجم الأموال العراقية التي تسرّبت من العراق إلى الخارج سواء كان ذلك من قبل الأفراد أو الكيانات السياسية يتجاوز الثلثمائة مليار دولار ، وأغلب رؤوس الأموال هذه قد نهبت من خلال الفساد الذي صاحب العملية السياسية ..
أليس من الحكمة أن نستعيد هذه الأموال للمساهمة في بناء وتقدم بلدنا بعد توفير الحماية القانونية لها ؟ لماذا لا نوفرّ لها الحماية وهي في الأساس تعود لأشخاص وكيانات سياسية هي الآن تمسك بقيادة البلد ؟ قولوا لهم تعالوا استثمروا هذه الأموال في بناء بلدكم فهو أولى بها من الغير ، وحتى لا يؤدي ذلك كشف أسماء هولاء ، لا بدّ من إيجاد وسيلة يسّجل فيها السند من غير أسم ..
أنا شخصيا اعتقد أنّ العراق قادر على إصدار سندات بمائة مليار دولار ، تكفي لتمويل طريق التنمية بالكامل وبأموال عراقية وغير عراقية .. اتمنى أن يدرس هذا المقترح على مستوى عال من أجل انضاجه واعتماده موديلا اقتصاديا ..
في ١٩ / ٩ / ٢٠٢٣
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
بعد مكاسب متتالية.. مخاوف الديون تعصف بالدولار وتدفعه نحو خسائر كبيرة
بعد بداية قوية هذا العام بدعم من توقعات تشديد السياسة النقدية في الولايات المتحدة ومكانته كملاذ آمن وسط التوترات الجيوسياسية، بدأ الدولار الأمريكي يتعرض لضغوط متزايدة في الأسابيع الأخيرة، ومع حلول الأسبوع الأخير، يتجه مؤشر الدولار نحو تسجيل أول انخفاض أسبوعي له منذ خمسة أسابيع، مدفوعاً بتجدد المخاوف بشأن استدامة الدين العام الأميركي وتداعياته على التصنيف الائتماني للبلاد.
وتراجعت العملة الأميركية، اليوم الجمعة، أمام سلة من العملات الرئيسية، متأثرة بخفض وكالة “موديز” التصنيف الائتماني للولايات المتحدة، في أعقاب إقرار مجلس النواب، الذي يسيطر عليه الجمهوريون، مشروع قانون شامل للضرائب والإنفاق يعزز الإنفاق العسكري والحدودي، في مقابل تقليصات ضريبية وخفض في الميزانيات الفيدرالية.
ومع وصول الدين الأميركي إلى مستوى غير مسبوق يبلغ 36 تريليون دولار، انعكس القلق في أسواق السندات، حيث سجل العائد على سندات الخزانة لأجل 30 عاماً انخفاضاً بنحو 4 نقاط أساس، رغم بقائه فوق حاجز 5% بعد أن بلغ أعلى مستوى له في 19 شهراً خلال الجلسة السابقة.
وفي هذا السياق، انخفض مؤشر الدولار بنسبة 0.58% إلى 99.38 نقطة حتى الساعة 14:01 بتوقيت موسكو، ويتجه لتكبد خسارة أسبوعية قدرها 1.75%. وارتفع اليورو بنسبة 0.63% إلى 1.1352 دولار، بينما تراجعت العملة الأميركية أمام الين الياباني بنسبة 0.63% إلى 143.11 ين.
هذا ويشهد الدولار منذ بداية العام 2025 تحركات متقلبة تعكس توازنًا هشًا بين معطيات الاقتصاد الأميركي المحلي والتوترات الجيوسياسية العالمية، واستفادت العملة في الربع الأول من رهانات الأسواق على إبقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول من المتوقع، خصوصاً مع تراجع التضخم بوتيرة أبطأ من المستهدف، إلا أن المستجدات السياسية الداخلية في واشنطن، لا سيما المتعلقة بسقوف الدين والسياسات المالية المثيرة للجدل، بدأت في تقويض الثقة بثبات الأداء الاقتصادي، مما يضع الدولار أمام اختبارات جديدة في المرحلة المقبلة، وسط مراقبة حثيثة من قبل المستثمرين والبنوك المركزية حول العالم.