في مشهد يكشف عن تضييق متصاعد على الحريات الإعلامية في اليمن، قضت محكمة تابعة لجماعة الحوثي في صنعاء بحبس الصحفي والكاتب محمد دبوان المياحي لمدة عام ونصف، بينما أقدمت قوات أمنية تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي في عدن على اعتقال المصور حسين بلحاسب أثناء تغطيته لاحتجاج نسائي سلمي.

وأكد المحامي عبد المجيد صبره أن المحكمة الجزائية المتخصصة (أمن الدولة) أصدرت حكمها بحق المياحي بتهم تتعلق بنشاطه الإعلامي، وعلى خلفية منشور سابق دعا فيه للخروج إلى ميدان السبعين.

في خطوة وُصفت بأنها انتقامية من قيادة الجماعة، اعتُبر الحكم سابقة خطيرة لصدوره شفهياً عبر هاتف القاضي داخل قاعة المحكمة، ما اعتبره المحامون دليلاً على تهاوي أسس المحاكمة العادلة.

الحكم لم يتوقف عند السجن، بل شمل إلزام المياحي بتوقيع تعهد وضمان مالي كبير يمنعه من تكرار "الجريمة"، في إشارة إلى تعبيره عن رأيه.

نقابة الصحفيين اليمنيين أدانت الحكم بشدة واعتبرته استمراراً لمسلسل استهداف الصحفيين في مناطق سيطرة الحوثيين، ودعت إلى الإفراج الفوري عن المياحي، معتبرة أن ما جرى يمثل قمعاً ممنهجاً للكلمة الحرة.

في الجهة الأخرى من البلاد، لم يكن حال الصحفيين أفضل.

فقد أقدمت قوات تابعة للمجلس الانتقالي على اعتقال المصور الصحفي حسين بلحاسب، أثناء تغطيته احتجاجات نسائية في عدن تندد بانهيار الخدمات، وعلى رأسها الكهرباء.

الاحتجاجات التي بدأت بشكل سلمي، تم تفريقها بالقوة، ونُصبت حواجز لمنع النساء من الوصول إلى ساحة العرض، ما أضاف فصلاً آخر من فصول القمع المتنقل في اليمن.

وفي ظل تصاعد الاعتداءات على الصحفيين، دعت النقابة والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان إلى موقف دولي حازم لوقف هذه الانتهاكات، والتأكيد على حماية حرية الصحافة، التي باتت تواجه الخطر من كل الجهات المتصارعة في البلاد.

الكلمة في اليمن أصبحت تهمة، والعدسة تُعتبر جريمة.. ومع كل عدوان على الصحافة، يزداد النزيف في جسد الحقيقة.

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

الجبهة الشعبية: اليمن يُقدّم نموذجاً ملهماً في الانتصار لفلسطين وغزة

ونوهت الجبهة في بيان، باستهداف القوات المسلحة اليمنية المتكرر للمطارات والبنية التحتية الحيوية في عمق الكيان الصهيوني، الأمر الذي أسفر عن فرض حصار جوي فعلي على الكيان، ودفع العديد من كبريات شركات الطيران العالمية إلى إلغاء رحلاتها إليه.

وأكدت الجبهة أن هذه الضربات النوعية تُشكّل نموذجاً ملهماً للانتصار لفلسطين وغزة، وتُمثّل تَحوّلاً استراتيجياً في موازين المواجهة، وعامل ضغط بالغ التأثير على اقتصاد العدو يُسهم في تعميق عزلته الدولية، ويكشف هشاشته أمام إرادة الشعوب الحرة.

واعتبرت ما يقوم به اليمن اليوم، قيادةً وشعباً وجيشاً، موقفاً قومياً وأخلاقياً أصيلاً، يسقط ذرائع الصمت العربي، ويؤكد أن الانتصار لفلسطين ممكن حين تتوفر الإرادة الحرة والقرار الشجاع.

وحيّت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، اليمن على هذه المواقف البطولية، داعيةً الشعوب العربية وأحرار الأمة إلى الاقتداء بهذا النموذج المُشرّف في نصرة فلسطين، والضغط الفاعل من أجل وقف العدوان ورفع الحصار.

مقالات مشابهة

  • الجبهة الشعبية: اليمن يُقدّم نموذجاً ملهماً في الانتصار لفلسطين وغزة
  • سجن وغرامة وتعهد بعدم الكتابة.. حكم حوثي جائر ضد الصحافي المياحي في صنعاء
  • حقوق الإنسان بأمانة العاصمة: استخدام الهاتف المحمول لقراءة منطوق الحكم بحق الصحفي المياحي سابقة غير معهودة تكشف الانحدار القضائي ويطالب بالافراج الفوري
  • المركز الأمريكي للعدالة يدين الحكم بحق الصحفي المياحي ويطالب بالإفراج عنه
  • نقابة الصحفيين تدين الحكم بحق الكاتب المياحي وتستنكر استخدام القضاء كأداة للقمع
  • محكمة في صنعاء تحكم بإدانة المياحي وسجنه والقاضي يقرأ نص الحكم من التلفون
  • الحوثيون والصحافة في اليمن.. عقد من القمع الممنهج وتكميم الأفواه
  • فرض قيود جديدة على الصحفيين في "البنتاجون"
  • محمد سلماوي في الثمانين.. فارس الكلمة الحرة وظلّ نجيب محفوظ