في ذكرى ميلاده .. «ملك التترات» حكاية سيد حجاب مع أغاني المسلسلات والتربح منها
تاريخ النشر: 23rd, September 2023 GMT
اشتهر شاعر العامية المصري سيد حجاب، الذي تحل اليوم ذكرى ميلاده، بكتابة تترات المسلسلات مثل "بوابة الحلواني" و"ليالى الحلمية" و"المال والبنون"، ولقب بـ"ملك التترات".
سيد حجاب بعد صدور ديوانه الأول "صياد وجنية" واستقبله النقاد بحفاوه، عقدوا مقارنات بينه وبين شعر "لوركا"، ويقول سيد حجاب في تصريحات صحفية نادره عن هذا الاستقبال: " صحيح أن هذا الاستقبال أشبع نرجسيتي لكن في المقابل كان هناك جرح شديد لذاتي الشاعرة تمثل في إحساسي بأن هذا الشعر المكتوب عن حياة أهلي من البسطاء والصيادين لم يصل إليهم فأدركت أن في وسط عالم تحكمه الأمية يصبح من العبث أن تتوجه إلى عيون قارئه لا إلى آذان سامعة فقررت ألا أنشر شعري مرة أخرى.
وتحدث الشاعر الراحل سيد حجاب عن كواليس نشر ديوانه الأول "صياد وجنية"، قائلا: إنه لم يكن مصدقًا لكثير من قيم وتقييمات المثقفين التي جعلت أشعار عفيفي لا يلفت إليها لمجرد أنه شاعر انطوائي لا يجيد العلاقات العامة في الوقت الذي يتمتع فيه شاعر آخر بوجاهة اجتماعية يضفون على أشعاره قيمة وأهمية ليست فيه، ومن هنا قررت عدم النشر والتوجه إلى كتابة الأغاني التي تصل إلى كل الناس وترك الساحة الأدبية المليئة بأشياء تلمع وهي ليست ذهبًا حقيقيًا.
ورد حجاب عن اتهامه بأنه اتجه لكتابة الأغنية لأنها تدر مالًا، وقال: "أنا أدعو من يقول بهذا إلى النظر في شعري الذي اكتبه للغناء بمعايير النقد الفني للشعر لا بمعايير الاستعلاء عن عالم الأغنية، وأنا سعيد لأني اكتسبت من خلال الأغنية جمهورًا أوسع وسعيد بما أضفته من قيمة شعرية لساحة الأغنية كما أنني سعيد باجتهادي، في هذا المجال لحل إشكالية دور الفن في الحياة وإعادة الشعر إلى نسيج الحياة اليومية، وإن كانت تنتابني بين الحين والحين تجارب شعرية مركبة ربما لا تصلح للغناء فلا أقاومها وأكتبها صاغرًا".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: سيد حجاب سید حجاب
إقرأ أيضاً:
نبوءات ويتمان.. كيف تنبأ شاعر القرن الـ 19 بأمريكا العصر الحديث؟
رغم مرور أكثر من قرن على رحيله، لا يزال الشاعر الأمريكي والت ويتمان (1819–1892) حاضرًا بقوة في المشهد الأدبي والثقافي، ليس فقط كواحد من رواد الشعر الحر، بل كصوت استثنائي سبق زمانه وتجاوز حدود عصره.
وكتب ويتمان بروح بدت وكأنها خرجت من قلب القرن الحادي والعشرين، بتناقضاته، وتحدياته، وصراعاته حول الهوية والحرية والتعدد.
وهذا الحضور الفريد يطرح تساؤلًا ملحًا: كيف لشاعر ولد في القرن التاسع عشر أن يكتب عن قضايا تعد من أبرز ملامح عصرنا الحديث؟ وهل كان Leaves of Grass مجرد ديوان شعري أم وثيقة فكرية تنبؤية استشرفت ما هو آت
وفي زمن كانت فيه الولايات المتحدة تخوض صراعاتها الداخلية لبناء هويتها كأمة، جاء ويتمان ليصوغ رؤيته الخاصة لأمريكا، رؤية أكثر شمولًا وإنسانية، تتجاوز التصنيفات والانقسامات.
ولم يكن يكتب عن النخبة أو السلطة، بل عن الناس العاديين؛ المزارعين، العمال، النساء، المثليين، السود، الجنود، والمهمشين.
واحتوى شعره كل هؤلاء، واحتفى بهم بلغة شعرية تمزج الجسد بالروح، والحب بالتمرد، والذات بالمجتمع، في نظر ويتمان، كانت أمريكا حلمًا يتسع للجميع، حلمًا لا يتحقق إلا بالاعتراف بالتنوع والاختلاف.
وهذه الرؤية، التي بدت غريبة في عصره، أصبحت اليوم جوهر النقاش السياسي والاجتماعي في أمريكا والعالم.
واللافت في تجربة ويتمان الشعرية أنه سبق عصر “السوشيال ميديا” بمئات السنين، لكنه عبر عن ذاته بنفس طريقتها.
فقصائده، خاصة في ديوان Leaves of Grass، تبدو كأنها تدوينات شخصية على فيسبوك أو تغريدات صريحة على تويتر.
قال في أول سطر من الديوان: “أحتفل بنفسي، وأغني نفسي”، وهو سطر يبدو وكأنه خرج من حساب شخصي لا من نص كلاسيكي.
لم يتردد ويتمان في الحديث عن جسده، رغباته، تناقضاته، وحتى ميوله، ما جعله مثار جدل في عصره، لكنه في الوقت ذاته، جعله قريبًا من روح هذا العصر الذي أصبح فيه الإفصاح عن الذات جزءًا من الحياة اليومية.
تجربة ويتمان الإنسانية لم تتوقف عند الكتابة فقط، بل امتدت إلى الواقع، ففي فترة الحرب الأهلية الأمريكية، لم يحمل بندقية، بل حمل قلبًا.
تطوع للعمل في مستشفيات الجيش، وشاهد بعينيه جراح الجنود، الألم، والموت، لكنه لم يتحول إلى شاعر رثاء، بل ظل ينظر للإنسان نظرة شفقة وتعاطف.
كتب عن الجسد الجريح بروح محبة، وعن الموت كجزء من دورة الحياة لا نهايتها، هذه النزعة الإنسانية هي التي تجعل من ويتمان شاعر سلام، حتى وهو يعيش في قلب حرب.
وهي ذاتها التي نجدها اليوم في الخطابات الداعية للتسامح ونبذ الكراهية وقبول الآخر.
لكن ويتمان لم يكن مجرد شاعر حسي يحتفي بالجسد، بل كان أيضًا فيلسوفًا روحيًا يرى الإنسان ككل متكامل لا ينفصل فيه الجسد عن الروح.
لم يكن يرى تناقضًا بين التمتّع بالحياة والتأمل في الخلود، بين الحب الجسدي والتجليات الروحية، وفي عصرنا الذي يعاد فيه تعريف الإنسان وسط طوفان الذكاء الاصطناعي والعوالم الافتراضية، تعود أسئلة ويتمان لتفرض نفسها: هل الإنسان عقل فقط؟ أم روح؟ أم جسد؟ أم كل هذا معًا؟ لقد كتب عن الإنسان بطريقة تُحاكي القلق الوجودي الذي نعيشه اليوم.