طقوس المستوطنين بالقدس القديمة.. خطوة متقدمة لتقسيم الأقصى
تاريخ النشر: 24th, September 2023 GMT
القدس المحتلة – رنا شمعة - صفا
يتعمد المستوطنون أداء طقوسهم التلمودية في البلدة القديمة بالقدس المحتلة، على وقع الأغاني والرقصات الاستفزازية، في خطوة خطيرة تهدف إلى تقسيم المسجد الأقصى تمهيدًا للسيطرة الكاملة عليه، وإفراغ البلدة من أهلها الأصليين.
وخلال موسم الأعياد اليهودية، تتصاعد استفزازات المستوطنين عند أبواب الأقصى "السلسلة والمجلس وحطة والقطانين"، وفي أحياء البلدة القديمة وشوارعها، ويتخللها اعتداءات على المرابطين والمرابطات المبعدين عن المسجد المبارك.
وصباح أمس واليوم الأحد، أدى عشرات المتطرفين بحماية شرطة الاحتلال طقوسًا توراتية ورقصات استفزازية قرب بابي المجلس وحطة في محيط الأقصى والبلدة القديمة.
ومع بداية كل شهر عبري، تشهد البلدة القديمة مسيرات استفزازية للمستوطنين، يتخللها طقوس تلمودية، وهتافات عنصرية ضد الفلسطينيين، وسط إجراءات مشددة تفرضها شرطة الاحتلال على أهالي القدس، وإغلاق لمداخل البلدة وأزقتها.
وعبر عشرات المخططات التهويدية، تعمل حكومة الاحتلال على طمس آثار ومعالم البلدة القديمة التاريخية القديمة، واستبدال طرقاتها وأزقتها وشوارعها بأسماء عبرية جديدة، بهدف تزوير التاريخ وغسل أدمغة الناس.
أمر واقع
ويستخدم الاحتلال كل وسائله الممكنة في استهداف البلدة القديمة سواء بالحفريات والأنفاق أو الاستيطان واعتداءات المستوطنين أو محاولاته للاستيلاء على منازلها، لتهجير أصحابها منها، وصولًا للسيطرة على المسجد الأقصى، كما يقول الباحث المختص في شؤون القدس أمجد شهاب.
ويوضح شهاب، في حديث لوكالة "صفا"، أن البلدة القديمة ومحيط الأقصى يقعان ضمن مشروع ما يُسمى "الحوض المقدس"، والذي يهدف إلى تطويق البلدة ومحاصرتها بالاستيطان، وإفراغها من أهلها.
ويشير إلى أن اعتداءات المستوطنين بحق أهالي البلدة، بما يتخللها من طقوس ورقصات وأغاني استفزازية، لم تتوقف، بل تتصاعد وتيرتها مع كل عيد أو مناسبة يهودية، في محاولة لإثبات سيادة الاحتلال على المدينة المقدسة، وتكريس الوجود اليهودي في بلدتها القديمة.
وتتعرض البلدة القديمة- وفقًا لشهاب- إلى سلسلة اعتداءات تشمل الاستيلاء على منازلها وسياسة التهجير القسري بحق أهلها، فضلًا عن الاعتقالات وعمليات التنكيل، وفرض الغرامات، في محاولة لخلق واقع جديد داخلها، بحيث تُصبح الأوضاع التي يفرضها الاحتلال كأنها أمرًا اعتياديًا بالنسبة للمقدسيين.
ويضيف أن "ما يجري في البلدة من ممارسات إسرائيلية استيطانية يُمهد للتحضير لمرحلة قادمة يتم خلالها فرض التقسيم المكاني بالمسجد الأقصى، وتهيئة الرأي العام الفلسطيني والعربي بأن ما يحدث بات أمرًا واقعًا".
ويؤكد أن الاحتلال ومستوطنيه يسعون خلال الأعياد، إلى فرض وقائع جديدة في القدس والأقصى، بعدما تجاوزوا كل الخطوط الحمراء في تنفيذ طقوسهم وصلواتهم العلنية داخل الأقصى وعند أبوابه، بعدما كان يتم تأديتها بصمت.
ووفقًا للباحث المقدسي، فإن "المستوطنين يريدون إيصال رسائل للرأي العام الإسرائيلي بأننا نتقدم خطوة تلو الخطوة في تنفيذ مشروعنا الصهيوني الفكري والأيديولوجي وهو بناء الهيكل المزعوم مكان الأقصى".
"وما شجع الاحتلال على ذلك عدم وجود أي ضغوط سياسية أو توجيه تهديدات لإسرائيل من العالم العربي والإسلامي والمجتمع الدولي، وما يجري فقط مجرد بيانات تنديد واستنكار لا قيمة لها؛ لذلك يحاولون استغلال وجود حكومة يمينية متطرفة لتنفيذ مخطط هدم الأقصى"، وفق شهاب
سيطرة على الأقصى
أما المختص في شؤون القدس جمال عمرو فيقول إن تصاعد ممارسات المستوطنين في البلدة القديمة "خطوة على طريق وضع اليد على بواباتها، بما يُمهد للسيطرة على الأقصى".
ويوضح عمرو، في حديث لوكالة "صفا"، أن "المشروع الصهيوني يُركز بشكل استثنائي على نقاط محددة تتعلق بالمقدسات الإسلامية أو المسيحية في القدس، حسب تصنيفات متفاوتة لدى الاحتلال يعتبرها خطًا أحمر، وخاصة تلك الأماكن القريبة من الأقصى".
ويضيف أن "الأقصى يقع وسط القدس القديمة، والدخول إليه يتم من خلالها، لذلك لابد من وضع اليد على بواباتها"، مشيرًا إلى أن الاحتلال استولى على 84 عقارًا في البلدة.
ويشير إلى أن الاحتلال عمل على تطويق البلدة بعشرات المشاريع التهويدية، من ضمنها "الحديقة الوطنية"، بالإضافة إلى الحفريات والسيطرة على الأراضي الفلسطينية، وبناء "القبور الوهمية"، وغيرها من الإجراءات الإسرائيلية.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: المسجد الأقصى تهويد الأقصى استيطان الاحتلال القدس البلدة القديمة البلدة القدیمة الاحتلال على فی البلدة
إقرأ أيضاً:
علماء الأمة يطلقون ميثاق طوفان الأقصى
في مؤتمر علمائي واسع عُقد اليوم الجمعة بمدينة إسطنبول، أطلق أكثر من 350 عالمًا من 37 هيئة ومؤسسة علمائية إسلامية "ميثاق علماء الأمة في طوفان الأقصى وتداعياته"، مؤكدين أن تحرير فلسطين والمسجد الأقصى واجب شرعي لا يسقط بالتقادم، وأن مقاومة الاحتلال الإسرائيلي بكل الوسائل المتاحة فرض عين على المسلمين.
وجاء المؤتمر ثمرة مشاورات موسعة استمرت لأشهر، بمشاركة علماء ودعاة من فلسطين، ومصر، وسوريا، والعراق، وتركيا، واليمن، والمغرب، والسودان، وشرق آسيا، ودول أخرى. ويهدف الميثاق إلى ضبط الخطاب الشرعي في مواجهة التطورات السياسية والعسكرية المرتبطة بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وتحفيز الأمة على القيام بواجبها تجاه فلسطين.
وأكد الموقعون على الوثيقة أن فلسطين أرض إسلامية لا يجوز التنازل عنها، وأن الكيان الصهيوني كيان باطل شرعًا وقانونًا، ولا يمكن القبول بأي شكل من أشكال التطبيع معه.
الجهاد فرض عين والمقاومة واجب شرعي
نصّ الميثاق على أن الجهاد لتحرير الأرض والمقدسات جهاد دفع، لا يشترط فيه إذن الحاكم ولا تكافؤ القوى، بل هو واجب على كل مسلم قادر، كما دعا إلى دعم المجاهدين في فلسطين بالمال، والنفس، والدعاء، والكلمة، ورفض التعاون مع الاحتلال، واعتباره خيانة للأمة.
ودعا الموقعون إلى مقاطعة كل المنتجات والشركات التي تدعم الاحتلال، مؤكدين أن دعم فلسطين واجب حضاري قبل أن يكون عاطفياً.
مسؤوليات العلماء والحكّام والشعوب
أكد الدكتور عبد الحي يوسف، رئيس لجنة إعداد الميثاق، أن الوثيقة تتضمن خمسة أبواب، تبدأ بتوضيح المفاهيم الأساسية مثل الصهيونية، وفلسطين، والأقصى، والمقاومة، ثم تنتقل إلى تحديد واجبات العلماء والحكام والأمة، في ضوء الواقع القائم، مع تأصيل علمي دقيق لمفهوم الجهاد والتضحية في سبيل تحرير الأرض.
وأوضح يوسف أن الميثاق جاء ليكون مرجعية شرعية موحدة للعلماء في وجه محاولات تشويه المقاومة أو تبرير الخضوع والتطبيع مع الاحتلال.
دعوة لموقف موحد
من جهته، قال الدكتور نواف التكروري، رئيس هيئة علماء فلسطين، إن الميثاق يمثل موقفًا جماعيًا مدروسًا، وليس مجرد بيان عاطفي. وأضاف أن الوثيقة تهدف إلى توحيد الخطاب الديني حول واجب نصرة الشعب الفلسطيني، والتصدي للشبهات التي تبرر القبول بالاحتلال أو تهاجم المقاومة.
ودعا التكروري العلماء إلى الوقوف في صف الحق، والحكام إلى تحمّل مسؤولياتهم السياسية والشرعية، والإعلاميين إلى الانخراط في معركة الوعي، معتبرًا أن الدفاع عن غزة "موقف حضاري يعيد الاعتبار للعدالة والكرامة".
ويوصي الميثاق بإنتاج خطاب موحد يتم توزيعه على المؤسسات العلمية والشرعية والإعلامية في العالم الإسلامي، بهدف تنسيق المواقف والفتاوى، لا سيما في أوقات الأزمات الكبرى.
وأكد المشاركون أن "طوفان الأقصى" يمثل محطة مفصلية في الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي، وأن الأمة مطالبة بتكثيف جهودها في مختلف الميادين لدعم القضية الفلسطينية في مواجهة ما وصفوه بـ"مشروع الإبادة والتطهير العرقي الذي يتعرض له شعب غزة".
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
قانوني وكاتب حاصل على درجة البكالوريوس في الحقوق، وأحضر حالياً لدرجة الماجستير في القانون الجزائي، انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اقرأ ايضاًاشترك الآن