ابتكرت مليشيا الحوثي الارهابية عبر ما اسمتها "لجنة اراضي وعقارات القوات المسلحة" حيلة جديدة لنهب اموال المواطنين بعد نهب أراضيهم واملاكهم المحجوزة والمحاصرة في صنعاء منذ سبع سنوات.

وزعمت اللجنة الحوثية، بحسب مانقلته وكالة سبأ بنسختها في صنعاء، انها سلمت عقود تمليك المساحات السكنية في أبراج مدينة السلام للمستفيدين ضمن ما وصفتها قرارات معالجة أوضاع الجمعيات السكنية الواقعة في منطقة نقم وهي (جمعيات غمدان، وبراش، والتموين،والقضاء، وموظفي مكتب الرئاسة، وجمعية 89).

وبررت اللجنة على لسان عضو اللجنة أحمد الخيواني، ممارسات النهب الحاصلة، إلى ان وضع "المستفيدين من الجمعيات داخل معسكر القوات المسلحة بمنطقة نقم وبراش، مخالفا للقوانين لوقوع جمعياتهم في مواقع ذات أهمية استراتيجية".. ملقيا اللوم على من اسماهم "النافذين سابقا" الذين قال انهم "اقدموا على التصرف بالأراضي تلك خلافا لما تنص عليه القوانين" - حد قوله.

متجاهلا أن الاستراتيجية التي أصبحت تمتلكها اليوم، هذه الأراضي هو بفعل دوران عجلة التنمية في البلاد والتطور الذي تشهده العاصمة صنعاء مقارنة بالعقدين الماضيين، لا أكثر. إلا أن موقعها الذي بات استراتيجياً فتح شهية النهب لمليشيا الحوثي مستغلة نفوذها وقوتها الحالية.

ونقلت الوكالة عن القيادي الحوثي الخيواني،" أنه تم البدء بأعمال المعالجة وتخصيص مساحة في منطقة ظهر حمير لعمل مدينة أبراج السلام السكنية بناء على توجيهات وصفها بالعليا".

وقال: إن اللجنة قامت "بتعويض المساهمين بمساحة سكنية في المدينة (المزعومة) في المكان الذي لا يشكل خطورة من الناحية العسكرية"، ومراعاة "الجوانب الإنسانية التي لا تشكل خطورة على حياة المواطنين مستقبلا" - حد زعمه.

وحصلت وكالة خبر على نسخة من وثيقة التمليك التي قدمتها اللجنة الحوثية لاحد ملاك المنازل المحجوزة بمبلغ خمسة عشر مليون ريال احتسبتها اللجنة ذاتها.

وطالبت الوثيقة مالك المنزل بدفع مبلغ عشرة مليون ريال كتكلفة بناء شقة في المدينة السكنية المزعومة، والمزمع تأسيسها من قبل المليشيا كمرحلة أولى الزامية (الهيكل الخارجي - عظم) للشقة فقط تنفذه شركة تابعة لها ثم تبديل وثيقة التمليك بوثيقة جديدة من قبل مايسمى "لجنة اراضي وعقارات القوات المسلحة" بما يمكن المستفيد التصرف بالشقة باي نوع من انواع التصرفات - حد زعمها.

وتفرض المليشيا الحوثية، عبر هذه اللجنة، التي انشأتها في يونيو 2017 ويقودها الضابط والقيادي الحوثي النافذ المدعو أبو حيدر عبدالله احمد يحيى جحاف، حصاراً خانقاً على مدينة سعوان والسنينة ومذبح و14 مدينة سكنية أخرى، بغية انتزاعها من السكان للعام السابع على التوالي بغرض تهجيرهم بشكل قسري.

وفرضت اللجنة الحوثية إجراءات جائرة وقيود على السكان، الذين يعدون بالآلاف، ومنعتهم من البناء والاستحداث والترميم او التصرف بأملاكهم اكانت منازل او أراضي، رغم امتلاكهم وثائق وعقود تمليك من الجهات المعنية، في حين كان عددا كبيرا منهم قبل الانقلاب قد قام بالتصرف فيها وبيعها لمواطنين آخرين.

وأكدت مصادر محلية لوكالة خبر، ان اغلبية ملاك المنازل والأراضي في المدن السكنية المحتجزه بصنعاء رفضوا تسلم عقود تمليك المساحات السكنية التي تزعم المليشيا اعتزامها تعويضهم بانشاء شقق عظم في ما اسمتها أبراج السلام السكنية في منطقة ظهر حمير بمديرية ازال بصنعاء.

وأوضحت المصادر ان ماوصفتها اللجنة الحوثية بالمعالجات ليست سوء خديعة وحيلة كبرى لنهب أموال المواطنين، وتمليكهم أراض وهمية، بعد حجز اراضيهم وأملاكهم منذ نحو سبع سنوات.

واكدت، أن ملاك المنازل والأراضي بالمدن السكنية، رفضوا تعويضات اللجنة الحوثية، مطالبين بأن تكون بسعر الزمان والمكان، منوهين انه وصل سعر اللبنة الواحدة في أراضي المدن المحجوزة كـ مدينة سعوان السكنية إلى مائة مليون ريال يمني.

ولفتت المصادر الى ان اغلب أملاك وأراضي المواطنين، ليس لها صلة بأراضي المعسكرات لا من قريب او بعيد، وان معالجات اللجنة الحوثية، مجرد حيلة جديدة ومسميات رنانة تهدف الى إسقاط ملكية املاكهم.

وبحسب المصادر، جدد المالكين مطالبتهم بإنصافهم ورفع الحجز عن منازلهم وأراضيهم من قبل اللجنة الحوثية ظلماً وعدواناً وبدون أي وجه حق.

وحذرت محامون قانونيون، ملاك المنازل والأراضي المحجوزة بالمدن السكنية الذين سبق وأن حصلوا على عقود من الهيئة العامة للأراضي والمساحة والتخطيط العمراني سواء عقود تمليك أو إيجار أو انتفاع من الجمعيات السكنية من تسليم وثائقهم وبصائرهم للجنة الحوثية.

وأوضحوا أن هناك قضية منظورة أمام القضاء بين الجمعيات السكنية واللجنة العسكرية التي يقودها المدعو ابو حيدر جحاف، وقد صدر الحكم لصالح الجمعيات، والزم ابو حيدر برفع يده عن اراضي الجمعيات.

وأكدوا ان العقود الصادرة من الهيئة العامة للاراضي هي عقود صحيحة وشرعية وقانونية وفقا لقانون أراضي وعقارات الدولة، ولا توجد اي صفة قانونية للجنة التي يتزعمها "جحاف" تخول له التصرف باراضي وعقارات الدولة.

وأوضحوا ان اي اقرار من اي مستفيد من اراضي وعقارات الدولة قد يضر بسير الاجراءات امام القضاء هذا من ناحية ومن ناحية اخرى فان الهيئة العامة للاراضي لها حق الملاحقة القانونية لاي مستفيد حصل على عقد ايجار انتفاع وقام بالتصرف بالارض دون ان يشعر الهيئة لأن تسليم العقد للجنة العسكرية الحوثية يعد تنازل عن الارض دون تحديد مصيرها.

ولفتوا أنه لايوجد شيء في القانون اسمه اراضي عسكرية والاراضي المسلمة لوزاره الدفاع من الهيئة العامة للاراضي هي اراضي دولة تم تسليمها لوزارة الدفاع لاقامة منشاتها ولايحق للوزارة التصرف بالارض او تخصيصها لغير الغرض المخصصة له، وفقا للقانون.

وأكدوا ان الوعود التي اطلقتها اللجنة العسكرية الحوثية هي مجرد ضحك على الدقون لغرض الاحتيال على المالكين حتى تسليمهم وثائقهم، ومن ثم لن يحصلوا على شيء، وما قد يحصلون عليه من اللجنة لا يحمل أي صفة شرعية أو قانونية، باعتباره مخالف للشرع والقانون.

وحملوا المسئولية الكاملة اي مالك منزل أو أرض من المستفيدين من الجمعيات السكنية او رئيس جمعية يقوم بالتوقيع على اي تفاهم مع اللجنة العسكرية الحوثية بخصوص الارض التي بحوزته بعقد من الدولة كون الهيئة هي الجهة المخولة بالتصرف باراضي وعقارات الدولة وفقا للأنظمة المحددة في القانون وفقا لتوجهات السلطات العليا للدولة وكماهو موضح تفصيلا بالقانون رقم ٢١ لسنه ١٩٩٥م.

المصدر: وكالة خبر للأنباء

كلمات دلالية: اللجنة الحوثیة الهیئة العامة عقود تملیک

إقرأ أيضاً:

شحنات لا تصل...كيف استغل الحوثيون المهرة لتهريب السلاح والخبراء

ظلت محافظة المهرة، الواقعة شرقي اليمن، على مدار السنوات الماضية، شريان إمداد رئيسي تعتمد عليه مليشيا الحوثي في عمليات تهريب الأسلحة إلى مناطق سيطرتها، نتيجة للأوضاع الأمنية المتراخية وسيادة الحكم القبلي فيها.

تعتبر محافظة المهرة بوابة اليمن الشرقية وتتميز بموقعها الجغرافي الذي جعل منها مركزًا استراتيجيًا مثاليًا لعمليات التهريب، فالمحافظة تطل على البحر العربي من ناحية، وسلطنة عمان من ناحية أخرى، الأمر الذي جعلها منفذًا لتهريب الأسلحة والذخائر، وحتى الخبراء الإيرانيين.

من منفذي شحن وصرفيت، تنقل شحنات التهريب إلى مناطق متفرقة تحت سيطرة مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، حيث تمتد خطوط التهريب عبر البحر والبر في الصحراء وصولًا إلى مناطق المليشيا.

شحنات لا تصل

خلال العام الجاري، تفيد تقارير رسمية، ضبط شحنات أسلحة ومخدرات وأجهزة الكترونية حديثة، تم القبض عليها قبل أن تصل إلى جماعة الحوثي الإرهابية.

في فبراير من العام 2025، أعلنت السلطات الأمنية في المهرية، ضبط خلية مرتبطة بشبكة تهريب أسلحة قادمة من طهران عبر البحر، وخلال عملية الضبط اعتقلت السلطات ثلاثة يمنيين من الخلية الحوثية.

في أكتوبر من العام ذاته، ضبطت مصلحة الجمارك في منفذ صرفيت، محاولة أخرى لتهريب أكثر من ثلاثة ألف قطعة إلكترونية، تتضمن لوحات برامجية وحساسات وأجهزة أخرى تستخدم في صناعة الطائرات المسيرة والعبوات الناسفة والمتفجرات.

في ذات الشهر أيضًا ضبطت شرطة مديرية شحن، شبكة تعمل في التهريب وألقت القبض على 26 شخصًا من جنسيات أفريقية، من بينهم عناصر تنتمي لمليشيا الحوثي، حين كانوا يحاولون التسلل بطريقة غير شرعية في إطار عمليات تهريب عبر الحدود اليمنية مع سلطنة عمان.

تشير هذه التقارير الرسمية إلى اعتماد مليشيا الحوثي بصورة مكثفة على المهرة لتهريب الأسلحة والأجهزة الالكترونية وغيرها، وهذا ما مكن الجماعة من الحفاظ على إمداد متواصل لتطوير قدراتها العسكرية، فما تم ضبطه يؤكد أن عشرات الشحنات وصلت إلى مناطق الحوثيين.

قطع شريان الإمداد

مؤخرًا تسلمت القوات الجنوبية السيطرة على محافظة المهرة، والمراكز الحيوية في المحافظة، في خطوة من شأنها احكام السيطرة على المنافذ البحرية والبرية وقطع الطريق أمام شحنات الدعم القادمة من إيران إلى الحوثيين.

في ظل محاولات التهريب البحرّي والبري المستمرة منذ أعوام، عملت جهات أمنية وعسكرية في محافظة المهرة على نشر قوات محلية وجنوبية وتشكيل وحدات "درع الوطن"، لتأمين المنافذ والطرقات الصحراوية الساحلية بين حضرموت والمهرة، والحد من عمليات التهريب وقطع شريان امداد الحوثيين.

بحسب مراقبين وتحليلات سياسية فإن الانتشار الأمني والاِستراتيجي مؤخرًا، سيساهم بصورة كبيرة في خنق الشريان اللوجستي الذي كان يمد مليشيا الحوثي بالسلاح والخبراء والذخائر عبر المهرة، الأمر الذي سينعكس بشكل مباشر في تراجع وضُعف شبكات التهريب المرتبطة بالجماعة الإرهابية.

في حوار مع موقع العين الإخباري أفاد عضو الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي، الشيخ سالم عكوش، أن الترتيبات التي جرت في المهرة، ستساعد في قطع خط إمداد تهريب الحوثيين، حيث تسلمت قوات درع الوطن مهام تأمين الموانئ والمنافذ ومطار الغيضة والمنشآت الحكومية، بالإضافة قوات جنوبية لتعزيز الأمن والاستقرار

وأكدت عكوش أن هذه وجود هذه القوات ستعمل على تأمين شرط المهرة الساحلية والصحراوي، من عمليات التهريب وسد الثغرات التي استغلها الحوثيون خلال الأعوام الماضية في تطوير قدراتها العسكرية.

مقالات مشابهة

  • مدبولي يؤكد دعم الدولة لمختلف المشروعات الثقافية المتنوعة التي تستهدف تقديم الخدمات خاصة للشباب والنشء
  • علماء يبتكرون طريقة جديدة للكشف عن خطر الإصابة بهشاشة العظام
  • مجلس المحافظات الشرقية يعلن رفضه لحشود الانتقالي العسكرية
  • محافظ بابل يعفي مديري المجاري والبلديات بسبب غرق الأحياء السكنية بمياه الأمطار
  • شحنات لا تصل...كيف استغل الحوثيون المهرة لتهريب السلاح والخبراء
  • واشنطن: الحوثيون يلجؤون إلى الترهيب لإخفاء فشلهم في إدارة المناطق الخاضعة لهم
  • إسرائيل توافق على بناء 764 وحدة سكنية في 3 مستوطنات بالضفة الغربية
  • اللجنة العسكرية السعودية التركية المشتركة تعقد اجتماعها في الرياض
  • ضبط حملة شراء أصوات بالبحيرة.. سيارة أجرة تدفع المواطنين للتصويت مقابل أموال
  • إسرائيل توافق على بناء 800 وحدة سكنية في 3 مستوطنات بالضفة الغربية