معايرة بين أمريكا وإيران.. عبد اللهيان ينفي سعيهم للقنبلة المحرمة وبلينكن يشكك
تاريخ النشر: 24th, September 2023 GMT
أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أن طهران مستعدة للعودة إلى الامتثال الكامل لالتزاماتها بموجب الاتفاق النووي لعام 2015 إذا كانت الأطراف الأخرى في الاتفاق مستعدة أيضًا للقيام بذلك، وفق ما ذكرت صحيفة “إيران فرونت بايج”.
. زيلينسكي يزور بولندا دون لقاء أي مسئول رسمي
والتقى أمير عبد اللهيان، الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش في مقر المنظمة العالمية في نيويورك.
وأطلع أمير عبد اللهيان خلال اللقاء الأمين العام للأمم المتحدة على التوجهات والتقدم الجيد الذي تشهده العلاقات بين إيران والدول المجاورة لها وبعض الدول العربية والإسلامية.
وتطرق أمير عبد اللهيان إلى تبادل الأسرى بين إيران والولايات المتحدة والإفراج عن الأصول الإيرانية المجمدة في كوريا الجنوبية، قائلا إن طهران تجري مشاورات جيدة مع الأمين العام للأمم المتحدة فيما يتعلق بالاتفاق النووي الإيراني وخطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA).
وأضاف: "تبادل الرسائل مع الولايات المتحدة مستمر وخطة عمان لا تزال مطروحة على الطاولة، وإذا كانت الأطراف الأخرى مستعدة، فنحن جادون في العودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة، حتى يعود جميع الموقعين إلى التزاماتهم بموجب الخطة".
وفيما يتعلق بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قال وزير الخارجية الإيراني: إن الأمور تسير في الطريق الصحيح كلما تصرفت الوكالة ضمن الإطار الفني، لكن الأمور تتعثر عندما يفضل الآخرون وجهات نظرهم السياسية على وجهات نظر الوكالة المهنية".
وقال أمير عبد اللهيان إن القنابل النووية ليس لها مكان في العقيدة الإيرانية.
من جانب آخر، تطرق أمير عبد اللهيان، في تصريحاته، إلى المبادرات التي طرحها الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في خطابه أمام الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأشار وزير الخارجية الإيراني إلى أن “جزءا مهما من خطابه كان يتعلق بضرورة دعم قوة الأسر، ومن الضروري أن تكون لدينا آلية في إطار الأمم المتحدة لحماية العائلات”.
وتحدث أمير عبد اللهيان أيضًا عن موقف إيران المبدئي بشأن الأزمة الأوكرانية، مضيفًا: "نحن نحترم السلامة الإقليمية للدول، بما في ذلك أوكرانيا، ونعتقد أن الحرب ليست حلاً".
بدوره، أعرب جوتيريش عن سعادته باللقاء، وأعرب عن امتنانه لمشاركة وزير الخارجية الإيراني وجهات نظره بشأن القضايا المطروحة، قائلا إنه عقد اجتماعا جيدا مع الرئيس رئيسي.
على الطرف الآخر، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إنه لا يوجد "دليل على أن إيران مهتمة بأن تكون لاعباً مسئولاً"، في تقليل أمريكي من الدعاوي الإيرانية على إمكانية التزامها الدولي.
وقال بلينكن: "في الأسبوع الماضي فقط رأيناهم يرفضون عمل مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية لضمان إلتزام إيران".
وأضاف: "هذا ليس دليلا على أن إيران مهتمة بأن تكون لاعبا مسئولا".
منعت إيران العديد من مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية من القيام بعملهم في البلاد.
وأوضح بلينكن أن الأنشطة النووية الإيرانية تزعزع استقرار المنطقة بشكل كبير وتشكل تهديدات لدول المنطقة وخارجها.
وقال الوزير إن إدارة بايدن عازمة على منع إيران من الحصول على سلاح نووي، معتقدة أن الدبلوماسية هي الطريق الأكثر فعالية.
وأضاف: "حاولنا العمل بشكل غير مباشر مع إيران وكذلك مع الشركاء الأوروبيين وحتى روسيا والصين لمعرفة ما إذا كان بإمكاننا العودة إلى الالتزام بالاتفاق النووي الإيراني... لكن إيران لم تستطع أو لم ترغب في القيام بذلك".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: اتفاق النووي الاتفاق النووي الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة بلينكن استقرار المنطقة وزیر الخارجیة الإیرانی أمیر عبد اللهیان للأمم المتحدة
إقرأ أيضاً:
النووي الإيراني.. دراسة تكشف دوافع الغليان الإسرائيلي ومآلات التصعيد
كشف مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات عن دراسة علمية تحليلية معمقة تناولت موقف "إسرائيل" من المفاوضات النووية الجارية بين الولايات المتحدة وإيران، محددة أبرز دوافع "إسرائيل" ومحددات رؤيتها الاستراتيجية تجاه هذا الملف بالغ الحساسية.
الدراسة، التي أعدّها الباحث سامح محمد سنجر بعنوان "موقف إسرائيل من المفاوضات النووية بين الولايات المتحدة وإيران: المحددات والأبعاد"، تسلط الضوء على ما تسميه "عقيدة الردع النووي الإسرائيلي"، وتفكك الهواجس الأمنية والسياسية والعسكرية التي تدفع الاحتلال إلى التحرّك على خط المواجهة مع طهران كلما اقتربت ساعة التخصيب الإيراني من لحظة الحسم.
الاحتكار النووي.. جوهر العقيدة الأمنية الإسرائيلية
أوضحت الدراسة أن المحدد الأبرز للموقف الإسرائيلي هو الحفاظ على الاحتكار النووي الكامل في منطقة الشرق الأوسط. فامتلاك "إسرائيل" للسلاح النووي، وإن لم تعلن عنه رسمياً، هو ما يمنحها، وفق منظورها الاستراتيجي، تفوقاً حاسماً على كافة خصومها، ويشكّل حجر الزاوية في سياستها الإقليمية التي تقوم على الردع والهيمنة والعدوانية المدروسة.
وترى الدراسة أن البرنامج النووي الإيراني يُعتبر تهديداً وجودياً من وجهة نظر إسرائيلية، ليس فقط بسبب احتمالية استخدامه في حرب مباشرة، وإنما لما قد يسببه من تغيير جوهري في موازين القوة الإقليمية، مما يقوّض القدرة الإسرائيلية على فرض معادلات الردع أو التدخل العسكري متى شاءت.
الخيار العسكري يعود للواجهة.. "الأسد الصاعد" نموذجاً
مع تصاعد الخلافات حول بنود الاتفاق النووي، خاصة في ظل إصرار الوفد الإيراني على الاحتفاظ بحق التخصيب ضمن سقف محدد، قامت "إسرائيل" بتنفيذ هجوم مباشر داخل الأراضي الإيرانية، أُطلق عليه اسم "الأسد الصاعد"، بعد حملة دبلوماسية مكثفة قادها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لإقناع واشنطن برفض أي اتفاق دون "تخصيب صفري" لليورانيوم.
وبحسب الدراسة، فإن الموقف الإسرائيلي جاء مدفوعًا بفلسفة "الوقاية الهجومية"، أي أن الضربة الاستباقية أفضل من انتظار حصول إيران على قدرات نووية. كما تشير الدراسة إلى أن التوافق الأمريكي الإسرائيلي في هذه المرحلة تجسد بمشاركة وفد إسرائيلي رفيع المستوى في المفاوضات، ما انعكس على تصلب الموقف الأمريكي بدفع من "تل أبيب".
إجماع داخلي ودوافع سياسية
تلفت الورقة إلى أن العملية العسكرية الأخيرة حظيت بدعم المعارضة الإسرائيلية، في مشهد نادر يعكس إجماعاً استراتيجياً داخل المؤسسة السياسية الإسرائيلية بشأن "الخطر الإيراني".
كما تشير الدراسة إلى أن نتنياهو قد يوظف نجاح العملية سياسياً لتعزيز موقعه في الداخل، وربما الدعوة إلى انتخابات مبكرة بهدف استثمار الزخم الأمني والسياسي لإعادة فرض سطوته في المشهد الحزبي.
تساؤلات حرجة حول المستقبل
في خاتمة الدراسة، يطرح الباحث مجموعة تساؤلات حول اتجاهات السياسة الإسرائيلية مستقبلاً، ومنها: هل ستستمر "إسرائيل" في التدخل عسكرياً كلما حاولت إيران استعادة جزء من قدراتها النووية أو تطوير منصات إطلاق جديدة؟ وإلى أي مدى ستظل الولايات المتحدة داعمة لحرية "تل أبيب" في ضرب العمق الإيراني، خصوصاً إذا تغيرت الإدارات أو تبدلت الأولويات الدولية؟
الدراسة تُقر بأن الولايات المتحدة و"إسرائيل" تشتركان حالياً في هدف كبح إيران، إلا أن الاستمرار في هذا التوافق ليس مضموناً، خاصة في ظل السيولة السياسية الأمريكية، وتحوّلات المشهد الدولي، وعودة النقاش الداخلي الأمريكي حول جدوى الانخراط في نزاعات الشرق الأوسط.
ترى الدراسة أن "إسرائيل" لم تعد تكتفي بالتهديد، بل باتت تنفّذ، وهي اليوم في مرحلة فرض الوقائع العسكرية على الأرض، مستندة إلى دعم أمريكي جزئي وتواطؤ إقليمي في بعض الأحيان. لكن في المقابل، فإن تطورات الملف النووي الإيراني ومرونة طهران في التفاوض قد تُحدث مفاجآت، تجعل "الاحتكار النووي الإسرائيلي" موضع اختبار غير مسبوق في السنوات القليلة القادمة.