التطبيع ..ومؤامرة تهديم أركان العراق!!
تاريخ النشر: 25th, September 2023 GMT
سبتمبر 25, 2023آخر تحديث: سبتمبر 25, 2023
حامد شهاب
كل ماجرى للعراق من عمليات تحطيم لإرادة شعبه وتدمير لقدرات هذا البلد منذ السبعينات وحتى الآن هو لإرغام العرب على ” التطبيع” مع إسرائيل والإعتراف بها كدولة وإقامة علاقات طبيعية معها..
كان العراق هو البلد الوحيد الذي يعد ( خط الصد الأول ) للدفاع عن كل العرب، وعن كل من يحاول إستهدافهم بأية طريقة.
بل كان العراق يعد عنصر ” التوازن ” في معادلات المنطقة ، وهو الوحيد القادر على فرض إملاءاته على الدول الكبرى للرضوخ للحق العربي.
ومنذ زيارة الرئيس المصري أنور السادات لإسرائيل في 10 تشرين الثاني 1977 ، وما سبقتها من دعوات مماثلة للاعتراف بها في عهد الرئيس التونسي بورقيبة بعد حرب 1967 ، وعمليات ” التطبيع” العربية مع هذا الكيان الغاصب لحقوق الشعب الفلسطيني لم تنقطع في يوم من الأيام.
أجل كانت زيارة السادات للقدس واعلان اعترافه بهذا الكيان الغاصب أول إختراق عربي سهل على إسرائيل تحييد أكبر دولة عربية هي مصر وتوالت دول عربية أخرى للإعتراف بهذا الكيان الغاصب بعضها علني والآخر من تحت العباءة..
وكان مؤتمر القمة العربي الذي إنعقد ببغداد عام 1978 أول رد عربي كان من الممكن أن يكون الجدار الرافض لأي تطبيع أو ركوع للصهاينة لكن الرياح جرت بعدها بما لايشتهي السفن..
ووجدت إسرائيل وبدعم أمريكي أن العراق هو الحاجز والدرع العربي الكبير الذي بقي وحيدا يعارض بقوة هذا التوجه ويحذر من الإنخراط في تلك اللعبة الخطيرة على مستقبل الأمة وشعوبها ودولها..فاصرت على تدميره وإستباحة شعبه بأية طريقة وتحت أية ذريعة.. وتحقق لها ما ارادت..
كان العراق يؤكد أن أية تسوية للقضية الفلسطينية لا تأخذ في الإعتبار حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على أرضه ووطنه ، وبما يتوافق مع مطالب منظمة التحرير الفلسطينية بإعتبارها الممثل الشرعي للحق الفسطيني تعد خيانة للقضة العربية ينبغي الوقوف بصلابة ضدها بكل الطرق المتاحة للردع والمقاومة..
وما إن إنهار العراق عام 2003 ، وإنهالت عليه 34 دولة قادتها الولايات المتحدة وإسرائيل لتدمير أرضه وشعبه وهدم أركان قوة الردع التي كانت تشكل العقبة الكبرى بوجه التطبيع حتى تحقق لإسرائيل وأمريكا ما أرادت وأجهضت حلم الجماهير العربية في أن تجد العراق وهو يحقق لها حلمها في إستعادة الحق الفلسطيني .
كان الخطأ الوحيد الذي إرتكبه العراق بداية التسعينات وبخاصة بعد خروجه منتصرا من حربه مع إيران ، هو إحتلال الكويت ، ولم يجد العراق في حينها ” مخرجا” للتجاوب مع رغبة العرب في مغادرة قواته أرض الكويت ، لكي لايكون مبررا للغرب لإستياحته بهذه الطريقة التي خرج منها العراق وهو مدمر كليا وخسر آلاف الضحايا من حرب ليس لها فيها للعراقيين ناقة ولا جمل .. لكن العراق كما يبدو أيقن في وقتها انه أن خرج من الكويت أو بقي فيها فهو مدمر على كل حال..
وللتاريخ فإن إيران في البداية كانت رافضة للإحتلال الأمريكي ليس حبا بالعراق ولكنها كانت ترى فيها أنها ستكون ” الهدف اللاحق ” للأمريكان في إحتلال بلادها ..لكن الأمريكيين أرسلوا رسائل تطمين كثيرة لطهران ، ودعوها لإشراك معارضتها معهم وهم من يسهلون عليها الهيمنة على مقدرات العراق..
بل الأمر والأدهى من ذلك أن إيران بعد إحتلال العراق 2003 أستفردت بكل الدول العربية وراحت تهدد كياناتها وأنظمتها الواحدة بعد الآخرى ، تحت شعار إقامة ” ولاية الفقيه” وكان العراق قد إستبيح كاملا من إيران، بعد أن أعطاها الأمريكان حق إستباحة العراق واحتلاله عن بكرة أبيه ، ومن ثم سهلوا لها الهيمنة على مقدراته..
لقد شعرت دول الخليج أن أحلامها بتدمير العراق كان خطأ ستراتيجيا لايغتفر ، لأن العراق كان هو من يحمي كياناتها ويقف بما يمتلكه من قدرات ردع كبيرة بوجه إيران وكل من تسول له نفسه المساس بأية دولة عربية..
وما أن إنهار العراق ترضية لاطماع “زعامة” المنطقة، حتى تدحرجت دول الخليج نحو “التطبيع” مع إسرائيل الواحدة بعد الأخرى.. ولم يعد بمقدورها ان تحصل على “زعامة” كما كانت تتوهم ولو في أبسط أشكالها..
وراحت دول الخليج تلهث وراء سراب الأحلام الطوباوية بأنهم أن تحالفوا مع إسرائيل وأقاموا علاقات معها فقد ينقذهم من الهول والرعب الإيراني الذي بات يهدد أنظمتهم ويتوعدهم بالويل والثبور الواحد بعد الآخر.
وما أن انطلقت الدعوات الخليجية لإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل في أعوام 2022 و 2023 ، ثم أعقبتها الخطوة السعودية بقبول ” التطبيع” مع إسرائيل هذه الأيام ، حتى تهاوت آخر احلام العرب ، وأيقنوا ان إنهيار العراق قد أدى الى خضوع تلك الدول لرغبة إسرائيل بالاتفاق مع إيران لارغام دول الخليج على الوقوع في الحضن الإسرائيلي..شاءوا أم أبوا..
لقد أيقنت دول الخليج ومنها السعودية أن حلمها بتحطيم العراق وشل قدراته على المواجهة قد أصبح الان ميسورا أمامها، فقد تنفست الصعداء ، وصار الأمر أمامها متاحا لـ ” التطبيع ” وإقامة العلاقات مع إسرائيل ، حتى تحقق حلم الدولة اليهودية بأن تكون أرضها من الفرات الى النيل “قاب قوسين أو أدنى من التحقيق” ..
بل لم تكتف إسرائيل بأن يكون ” شعب الله المختار ” قد بلغ خارطته الجيبولتيكية وفق شعارها : ” من الفرات الى النيل ” بل تعدها الى عمق الأمة العربية والإسلامية والى أقدس مقدساتها في مكة المكرمة والمدينة المنورة لتكون في وقت قريب تحت الهيمنة الإسرائيلية وهي من تتحكم بمن يزورها وقد لاتسمح بقادم الأيام والسنين لأي عربي بزيارتها وستعود القدس هي القبلة التي تريد إسرائيل ليكون المسلمون واليهود يؤمونها على حد سواء.. تحت شعار ” الديانة الإبراهيمية”..
“مؤامرة التطبيع” أن صحت تسميتها فهي كمن يريد من الآخر أن ينزع ملابسه الداخلية ليسلم جسده لمن يريد إستباحته ، بلا حياء أو خجل..
“المثلية الجديدة” التي روجها آل صهيون بالتناغم مع الغرب المسيحي وأوجدت علما لها ودولا تشجع عليها ، هي واجهة لهذا “التطبيع” ..وكلا أوجه ” التطبيع ” العربية تقبل الرضوخ للحالتين في آن معا..
وإذا ما أن قبل العرب بـ ( السلام الإسرائيلي) الموهوم و توافقوا مع مفهوم ” الجندرية ” و ” الإبراهيمية” ، حتى بضمنهم ” العراق الجديد” وإرتضوا بهذا المصير الملعون ، فأكتب على العرب السلام ..
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
كلمات دلالية: مع إسرائیل کان العراق دول الخلیج
إقرأ أيضاً:
ترامب يقيل 3 مسؤولين مؤيدين إلى إسرائيل ويؤكد: لا تخصيب لليورانيوم في إيران تحت أي ظرف!
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن أي اتفاق محتمل بين الولايات المتحدة وإيران لن يسمح لطهران بإجراء “أي شكل من أشكال تخصيب اليورانيوم”، وذلك في ردّ على تقارير أفادت بأن العرض الأمريكي يسمح بإجراء تخصيب محدود.
وكتب ترامب على صفحته في منصة “تروث سوشيال”: “كان ينبغي أن يمنع التوقيع التلقائي إيران من التخصيب منذ زمن بعيد.. بموجب اتفاقنا المحتمل، لن نسمح بأي تخصيب لليورانيوم”.
كما أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أن الولايات المتحدة بدأت في تجديد مخزونها من الأسلحة بوتيرة لم تشهدها البلاد من قبل، في خطوة تهدف إلى تعزيز القدرات الدفاعية وردع التهديدات المستقبلية.
وكتب ترامب على منصته الخاصة للتواصل الاجتماعي “تروث سوشل”: “لقد أجريتُ للتو محادثة رائعة مع قادة جيشنا. إنهم أقوى عسكريين لدينا على الإطلاق، ورغم أننا نُخزّن الأسلحة بمعدل غير مسبوق، نأمل ألا نضطر لاستخدامها أبداً”.
وأشار ترامب إلى أن هذا التجديد يأتي في إطار استراتيجية شاملة لتعزيز الردع العسكري، مؤكداً أن الإدارة الحالية تضخ استثمارات ضخمة في قطاع الصناعات الدفاعية لضمان تفوق الولايات المتحدة في مواجهة أي تهديدات عالمية.
وأوضح أن العمل جارٍ على تسريع إنتاج أنظمة تسليح متطورة، تشمل الصواريخ الدقيقة والطائرات المسيرة، لدعم القدرات العملياتية للجيش الأمريكي وسط التحديات المتزايدة على الساحة الدولية.
وجاء تصريح ترامب عقب نشر موقع “أكسيوس” تقارير استندت إلى مصادر تشير إلى أن مقترح الاتفاق الأمريكي يسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم بمستوى منخفض لفترة غير محددة، وهو ما قوبل بردود فعل مختلفة.
من جانبها، أكدت الخارجية الإيرانية أن تسلم المقترح الأمريكي لا يعني قبوله، فيما أعرب مسؤولون إيرانيون عن موقفهم الرافض لأي قيود على تخصيب اليورانيوم.
في سياق منفصل، صرحت الرئاسة التركية، بأن المحادثات التي جرت بين روسيا وأوكرانيا أمس الاثنين في قصر سيراجان بإسطنبول تبعث على الأمل في تحقيق وقف إطلاق نار مستدام، مؤكدة أن تركيا ستواصل جهود الوساطة برعاية الرئيس رجب طيب أردوغان.
وقال ممثل الرئاسة التركية لوكالة “سبوتنيك”: “أي عملية تفاوض، تجلس أطرافها على طاولة المفاوضات، تشكل لحظة إيجابية، وهناك أمل في أن تؤدي المفاوضات في إسطنبول إلى وقف إطلاق نار دائم”.
وتأتي هذه التصريحات عقب الجولة الثانية من المفاوضات التي عقدت بحضور وفدي روسيا وأوكرانيا، وممثلي وزارة الدفاع التركية، والتي ترأس الجانب الروسي فيها مساعد الرئيس فلاديمير ميدينسكي.
وأوضح ميدينسكي في بيان أن موسكو قدمت مذكرة تفاهم مفصلة حول التسوية السياسية في أوكرانيا، متضمنة خطوات لوقف إطلاق النار الشامل، مع وجود بعض التباينات في النقاط المتعلقة بآلية التنفيذ.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد اقترح سابقاً استئناف المفاوضات دون شروط مسبقة، فيما أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف استعداد الوفد الروسي لتقديم مذكرة تفاهم جديدة.
إدارة ترامب تقيل 3 مسؤولين “مؤيدين جداً” لإسرائيل وسط خلافات مع نتنياهو
قررت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشكل مفاجئ إقالة ثلاثة مسؤولين بارزين في البيت الأبيض ومجلس الأمن القومي، يُعتبرون من أبرز المؤيدين لإسرائيل.
وحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، جاءت هذه الخطوة على خلفية خلافات متصاعدة بين ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خاصة حول رغبة إسرائيل في شن هجوم “منفرد” على إيران دون التنسيق مع واشنطن، إضافة إلى استمرار الحرب في قطاع غزة.
والمسؤولون الثلاثة الذين تم إقالتهم هم ميراف سارن، الأميركية الإسرائيلية التي عينت مؤخراً رئيسة قسم إيران وإسرائيل في مجلس الأمن القومي، وإريك تريغر، منسق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المجلس، ومورغان أورتاغوس، نائبة المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف، ومبعوثة واشنطن إلى لبنان.
مصادر مطلعة أوضحت لـ”يديعوت أحرونوت” أن هناك احتمالاً لإقالة المزيد من المسؤولين المؤيدين لإسرائيل في إدارة ترامب.
واعتبرت الصحيفة أن هذه الإقالات تعكس تباعداً واضحاً بين إسرائيل والإدارة الأميركية، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة تتبع سياسة مستقلة لأسبابها الخاصة.
وكان ترامب قد طلب سابقاً من نتنياهو عدم شن هجوم على إيران، مشيراً إلى تقدم في المفاوضات النووية مع طهران واحتمال التوصل إلى اتفاق.