سلطت تصريحات وزير خارجية مصر، سامح شكري، بشأن استيراد بلاده ما يسمى بمياه افتراضية في صورة واردات غذائية بقيمة نحو 15 مليار دولار، الضوء على واحد من أهم الأسباب لتعثر مفاوضات سد النهضة بين دولتي المصب والمنبع حيث تصر إثيوبيا على حصولها على حصة إضافية في ظل وجود بدائل عديدة أمامها.

وقال شكري في كلمته أمام الجمعية العامة الـ 79 للأمم المتحدة، إن مصر تعاني من عجز مائي يزيد عن 50% من احتياجاتها المائية؛ ما يفرض عليها إعادة استخدام المياه المحدودة المتاحة لعدة مرات، واستيراد مياه افتراضية في صورة واردات غذائية بقيمة تقترب من 15 مليار دولار سنويا.



بحسب شكري، فإن مصر تأتي على رأس قائمة الدول القاحلة وتواجه ندرة حادة في المياه، فهي الأقل في معدل هطول الأمطار بين دول العالم، في حين يتجاوز عدد سكانها 105 ملايين نسمة، مشيرا إلى اعتماد مصر على نهر النيل بنسبة 98%.


وأنحى باللائمة على إثيوبيا في بناء سد النهضة دون تشاور ودراسات وافية لآثار السد، مشيرا إلى تمادي أديس أبابا في ملء وتشغيل السد بشكل أحادي، في خرق صريح للقانون الدولي. ورغم ذلك أكد حرص بلاده الانخراط بجدية في عمليات التفاوض الجارية، وأنه لا مجال للاعتقاد الخاطئ بإمكانية فرض الأمر الواقع عندما يتعلق الأمر بحياة ما يزيد عن 100 مليون مصري.

سامح شكري:
مصر تعاني من عجز مائي 50% من احتياجاتنا، وظروفنا تقتضي استيراد مياه افتراضية في صورة واردات غذائية بقيمة تقترب من 15 مليار دولار سنويا. pic.twitter.com/D1Tum3jHRQ

— Cairo 24 - القاهرة 24 (@cairo24_) September 24, 2023

نظام السيسي يؤهل مصر والعالم لاستيراد المياه من اثيوبيا لأول مرة في التاريخ !!
شكري: مصر تستورد مياه افتراضية بقيمة 15 مليار دولار سنويا.. زغرطي ياللي مش غرمانة!!

أكد وزير خارجية النظام العسكري المصري، سامح شكري، أن ندرة الموارد المائية، والعجز في نصيب الفرد من المياه في مصر،… pic.twitter.com/Du1gmePu3E

— Ahmed Hassan El Sharkawi- شرقاويات (@sharkawiahmed) September 24, 2023
ولاقت تصريحات شكري انتقادات واسعة، واعتبر البعض أنها تفتح الباب أمام استيراد المياه من إثيوبيا لأول مرة في التاريخ نتيجة اعتراف النظام المصري بحق أديس أبابا في بناء السد من خلال التوقيع على اتفاق إعلان المبادئ عام 2015 في الخرطوم بالسودان.

للمرة الثانية فشل جولة مفاوضات سد النهضة
وأعلنت مصر فشل جولة التفاوض الجديدة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، للمرة الثانية في أقل من شهر منذ استئناف المفاوضات بين الدول الثلاث (مصر، السودان، إثيوبيا) في 27 آب/ أغسطس، بعدما توقفت منذ نيسان/ أبريل 2021.

وقالت وزارة الري المصرية، في بيان، إن الجولة التفاوضية الجديدة بشأن سد النهضة مع إثيوبيا لم تسفر عن تحقيق تقدم يذكر، مشيرة إلى أن الجولة شهدت توجه أديس أبابا للتراجع عن عدد من التوافقات، التي سبق التوصل إليها مع القاهرة والخرطوم.

وقال المتحدث باسم وزارة الموارد المائية والري، محمد غانم إن إثيوبيا ترفض الأخذ بأي من الحلول الوسط المطروحة، والترتيبات الفنية المتفق عليها دوليا التي من شأنها تلبية المصالح الإثيوبية اتصالا بسد النهضة، دون الافتئات على حقوق ومصالح دولتي المصب.

 

حصة إضافية وراء استمرار فشل المفاوضات
في تقديره يقول خبير المياه والسدود الدكتور محمد حافظ إن "إثيوبيا تريد تسليع المياه وبيعها لمصر، والسبب الرئيسي لفشل جولات المفاوضات هو إصرار إثيوبيا للحصول على حصة كبيرة كنا نظن أنها ما بين 9 مليارات متر مكعب و16 مليار متر مكعب، لكنها بحسب تصريحات أحد أعضاء الوفد المصري تبلغ 20 مليار متر مكعب حتى تكون حرة في بيعها كيفما تشاء سواء لمصر المتعطشة للمياه أو إلى إسرائيل".

في حديثه لـ"عربي21" أوضح أن "تصريحات شكري بشأن استيراد مصر مياها افتراضية تقدر بنحو 15 مليار دولار ليس كلامه هو بل كلام النظام المصري، وتكرر كثيرا وهو أمر واقع بالفعل، وجاء في سياق توضيح الموقف المصري"، مشيرا إلى أن "مصر تستورد تقريبا 50 مليار متر مكعب من المياه الافتراضية فكل؛ رغيف خبز أو أي منتجات زراعية أو غذائية تنتج مصر نصفها وتستورد النصف الثاني من الخارج".


وبشأن إصرار أديس أبابا للحصول على حصة إضافية، أكد حافظ أن "إثيوبيا لا تحتاج للحصة التي تطالب بها لاستخدامها في الزراعة لأن لديها مصادر كثيرة للمياه، ولكنها تحتاجها من أجل الضغط على مصر وجعلها في حاجة دائمة وماسة لها لأنها تملك مفتاح المياه لدرجة أن تجبر مصر على شراء المياه منها بدلا من إنفاق المليارات في تحلية المياه".



 "تسليع المياه وتبوير 4 ملايين فدان"
الصحفي المصري المتخصص في الشؤون الزراعية، جلال جادو، قال لـ"عربي21": "فشلت وكما كان متوقعا الجولة الثانية من مفاوضات السد الإثيوبي، ولا أحد يعلم حتى الآن إلى أين ستصل هذه الجولات من التناطح بين مصر وإثيوبيا، فأديس أبابا تصر على الحصول على حصة من مياه النيل الأزرق قدرها خبراء مشاركون في المفاوضات بـ 20 مليار متر مكعب، وهذا الرقم يساوي تبوير 4 مليون فدان تقريبا من أراضي مصر الزراعية".

وقدر تبعات هذه الخطوة بأنها "سوف تدفع مصر إلى تعويض هذا الرقم الضخم بمزيد من استيراد المياه الافتراضية التي قدرها السيد سامح شكري بـ 15 مليار دولار، وقدر وزير الري السابق الدكتور محمد عبد العاطي بأننا نستورد حوالي 34 مليار متر مكعب من المياه الافتراضية أي في صورة سلع زراعية".

وأوضح جادو: "قد تحتاج مصر إلى أكثر من 60 مليار دولار فقط لاستيراد منتجات زراعية بعد تبوير 4 ملايين فدان، من أين لمصر هذا وهي غارقة في الديون، بالتالي قد تضطر إلى شراء المياه من أديس أبابا وتحويلها إلى سلعة مثل الكهرباء وقد تنجح في مساعيها وخططها في ظل فشل النظام العسكري المصري في إدارة هذا الملف، والذي سيدفع الثمن في النهاية شعب مصر".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية مصر المياه سد النهضة الزراعة مصر زراعة أثيوبيا سد النهضة مياه سياسة تغطيات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة ملیار متر مکعب ملیار دولار أدیس أبابا سامح شکری سد النهضة المیاه من فی صورة على حصة

إقرأ أيضاً:

الكوارث الطبيعية تسبب أضراراً بـ 131 مليار دولار

ميونخ"د. ب. أ": تسببت الكوارث الطبيعية، مثل حرائق الغابات والعواصف والزلازل، في أضرار بقيمة 131 مليار دولار حول العالم في النصف الأول من عام 2025، بحسب تحليل أجرته شركة إعادة التأمين الألمانية "ميونخ ري".

ووفقا للتحليل، فإن ذلك ثاني أعلى إجمالي خسائر يتم تسجيله خلال نصف أول من العام منذ عام 1980.وتسببت حرائق الغابات في كاليفورنيا وحدها في أضرار تقدر بنحو 53 مليار دولار في يناير الماضي، ما يجعلها كارثة الحريق الأعلى تكلفة على الإطلاق، وفقا لـ"ميونخ ري".

وبوجه عام، يفاقم التغير المناخي وتيرة وشدة الجفاف والحرائق في أنحاء العالم حيث جاءت كانت الولايات المتحدة الأكثر تضررا من الكوارث الطبيعية، حيث تسببت العواصف والأعاصير الشديدة في خسائر إجمالية بلغت 92 مليار دولار، وهو ما يمثل 70% من الأضرار العالمية.

وكان الحدث الأكثر فتكا هو الزلزال الذي هز ميانمار في 28 مارس الماضي، والذي أودى بحياة 4500 شخص.

وبحسب الخبراء في "ميونخ ري"، فإن الكوارث الطبيعية المرتبطة بالطقس أصبحت أكثر تواترا وشدة بسبب الاحتباس الحراري.

ونجت أوروبا من كوارث كبرى، وتكبدت خسائر متواضعة نسبيا بلغت حوالي 5 مليارات دولار.

ومع ذلك، حذر توبياس جريم، كبير خبراء المناخ في "ميونخ ري"، من التراخي، وقال: "لقد كان من حسن الحظ أن أوروبا تجنبت كوارث مناخية كبيرة في النصف الأول من العام".

وكان أحد الاستثناءات هو الانهيار الأرضي الذي وقع في مايو الماضي في كانتون فاليه السويسري، حيث طمر انهيار جليدي من الصخور والجليد قرية بلاتن ودمر 130 منزلا، متسببا في أضرار تقدر بنحو 500 مليون دولار.

وذكرت "ميونخ ري" أن ذوبان الجليد الدائم في جبال الألب بسبب تغير المناخ يزيد من المخاطر الجيولوجية في المناطق الجبلية.

ومن بين إجمالي الأضرار البالغة 131 مليار دولار، بلغت قيمة الأموال التي شملها التأمين 80 مليار دولار - وكلاهما أعلى بكثير من المتوسط المسجل في العقود الأخيرة، والذي قدرته الشركة بعد احتساب متغيرات التضخم بنحو 79 مليار دولار. وكان الاستثناء هنا هو عام 2011، الذي شهد زلزال وتسونامي اليابان بخسائر إجمالية أعلى مقارنة بمتوسط النصف الأول من العقود الثلاثة الماضية.

وفي سياق الكوارث الطبيعية في الوقت الراهن، يحاول المئات من عناصر الإطفاء اليوم إخماد حرائق تشتعل في أنحاء البرتغال وتخشى السلطات من أن تؤججها درجات الحرارة المرتفعة والرياح القوية.

وأُعلنت في كل أنحاء البلاد تقريبا حالة الإنذار بسبب مخاطر "قصوى أو مرتفعة جدا" من اندلاع حرائق، بحسب توقعات المعهد البرتغالي للبحر والغلاف الجوي.

ويكافح 1500 عنصر إطفاء قرابة 10 حرائق ولا سيما حريقين كبيرين في شمال البلاد ووسطها.

ففي وسط البرتغال يبذل يحاول نحو 500 عنصر السيطرة على حريق حول بلدية أروكا.

وفي الشمال تتسع رقعة حريق اندلع السبت في محيط بونتي دا باركا، علما بأن أربع طائرات انضمت لجهود الإطفاء.

وقال رئيس بلدية بونتي دا باركا أوغوستو مارينهو "إنه حريق ينطوي على صعوبات، في منطقة جبلية وينتشر بسرعة مع الكثير من الرياح" ويمتد قرب مناطق سكنية.

ومثل الكثير من الدول تشهد البرتغال كل صيف حرائق غابات.

وفي الصين، لقي ثلاثون شخصا مصرعهم وتمّ إجلاء أكثر من 80 ألف شخص في بكين بسبب أمطار غزيرة هطلت على العاصمة الصينية، بحسب ما أعلن الإعلام الرسمي اليوم.

وأصدرت وكالة الأرصاد الجوية الصينية اليوم إنذارا بالمستوى الثالث على سلم من أربع درجات محذرة من تساقط أمطار غزيرة في بكين ومنطقتي خبي وتيانجين المحاذيتين للعاصمة وعشر مقاطعات أخرى في شمال الصين وشرقها وجنوبها، على ما أوردت وكالة الصين الجديدة للأنباء (شينخوا) الرسمية.

وفي بكين، أفادت وكالة الصين الجديدة نقلا عن المركز البلدي لمكافحة الفيضانات أن "أحدث موجة من العواصف الرعدية الشديدة أسفرت حتى منتصف ليل الإثنين عن مقتل 30 شخصا".

من جانبها، أوردت صحيفة "بيجينغ ديلي" الرسمية على موقع ويتشات أنّه "حتى الآن تمّ إجلاء ما مجموعه 80332 شخصا" في العاصمة.

وسجل أكبر قدر من الاضرار في منطقة مييون بشمال شرق بلدية بكين.

وروت جيانغ وهي من سكان المنطقة لوكالة فرانس برس أن "المطار كانت غزيرة إلى حد استثنائي هذه المرة، لا يحصل هذا عادة".

وأوضحت أن "الطريق غارقة بالمياه، وبالتالي لا يمكن للناس الذهاب إلى عملهم"، مشيرة إلى طريق أمام منزلها يجري فيها سيل من المياه.

وشاهد صحافيون في وكالة فرانس برس في الموقع جرافة تنقل سكانا وكلبا إلى الأمان وعناصر إنقاذ يسيرون والمياه تغمرهم حتى الركبتين.

وعلى مقربة في مدينة موجيايو رأى صحافيون في فرانس برس خزانا يفرغ سيلا من المياه وسيارات إسعاف وآليات عسكرية تجوب الشوارع المغمورة بالمياه، وخطوط كهرباء جرفتها سيول وحلية.

وأسعف عناصر الإطفاء 48 شخصا كانوا محاصرين في مركز للمسنين، وفق شبكة سي سي تي في التلفزيونية العامة.

كذلك طالت الأمطار منطقتي هوايرو في الشمال وفانغشان في جنوب غرب البلاد.

وذكرت "بيجينغ ديلي" أن عشرات الطرقات باتت مقطوعة فيما قطع التيار الكهربائي عن أكثر من 130 قرية في المنطقة.

وكتبت الصحيفة "يرجى الانتباه إلى توقعات الطقس والتحذيرات، وتجنّب التوجه إلى المناطق العالية الخطورة إلا للضرورة القصوى".

وحض الرئيس شي جينبينغ مساء الإثنين السلطات على تسريع جهود إيواء سكان المناطق المعرضة لخطر فيضانات.

وخصصت الحكومة 350 مليون يوان (42 مليون يورو) لعمليات الإغاثة في تسع مناطق شهدت أمطارا غزيرة، بحسب ما أفاد تلفزيون سي سي تي في، مشيرا من جهة أخرى إلى تخصيص 200 مليون يوان (24 مليون يورو) للعاصمة.

وفي مقاطعة خبي المحيطة بالعاصمة، أسفر انزلاق تربة الإثنين في قرية عن أربعة قتلى وثمانية مفقودين، بحسب التلفزيون.

وغالبا ما تشهد الصين كوارث طبيعية ولا سيما في الصيف حين تهطل أمطار غزيرة على بعض المناطق فيما تسجل موجات حر في مناطق أخرى.

وتسجل الصين أعلى مستوى في العالم من انبعاثات غازات الدفيئة التي يؤكد العلماء أنها تسرع التغير المناخي وتجعل ظواهر الطقس القاسية أكثر تواترا وشدة.

كما أن الصين رائدة في قطاع الطاقات المتجددة وتطمح لتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2060.

وشهدت مقاطعة شاندونغ (شمال شرق) في وقت سابق هذا الشهر فيضانات مفاجئة أسفرت عن قتيلين وعشرة مفقودين. كما أدى انزلاق للتربة على طريق عام في مقاطعة سيتشوان (جنوب غرب) إلى مقتل خمسة أشخاص.

مقالات مشابهة

  • 131 مليار دولار قيمة خسائر الكوارث الطبيعية
  • «مياه الشرب» توضح سبب أزمة انقطاع المياه بالجيزة.. وتطالب المواطنين بالتواصل على الخط الساخن
  • متحدث مياه الجيزة: عودة المياه تدريجيًا.. وحل الأزمة خلال ساعات
  • إثيوبيا تغرق.. حقيقة المشاهد المتداولة لفيضانات أديس أبابا
  • الكوارث الطبيعية تسبب أضراراً بـ 131 مليار دولار
  • مصر تتجه إلى استيراد المزيد من الغاز وتزيد المنافسة العالمية
  • الأربعاء القادم..مياه الشرب ببني سويف: ضعف وقطع المياه عن المناطق التي تغذيها محطة أشمنت
  • مؤسسة مياه لبنان الشمالي – إهدن تدعو لعدم ركن السيارات فوق ريغارات المياه
  • أزمة انقطاع المياه والكهرباء في الجيزة.. أحمد موسى يطالب بخطة بديلة و”مياه الشرب” توضح الموقف
  • “المياه الوطنية” تنتهي من تنفيذ شبكات مياه في محافظة الخرج تخدم 14 ألف مستفيد في 10 أحياء