موقع 24:
2025-10-19@13:01:17 GMT

تونس تتجه شرقاً

تاريخ النشر: 28th, September 2023 GMT

تونس تتجه شرقاً

تمثل زيارة وزير الخارجية التونسي نبيل عمار إلى روسيا لحظة فارقة في العلاقات بين البلدين، وجاءت في مرحلة تحاول فيها البلاد النهوض بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية لإعادة استقرار الدولة، بعد سنوات من التقلبات والاضطرابات.

وفي الوقت نفسه تواجه صعوبات داخلية وانتقادات غربية بالأساس، باتت أقرب إلى التدخل المباشر، على خلفية قضايا سياسية محلية ومسألة تدفق المهاجرين إلى السواحل الإيطالية.


بينما كان وزير الخارجية في طريقه إلى موسكو، قرر الرئيس قيس سعيّد تأجيل زيارة وفد المفوضية الأوروبية إلى تونس، هدفها لقاء شخصيات وأحزاب معارضة لدعمها في مواجهة السلطة، وهو ما اعتبرته الرئاسة «تدخلاً غير مقبول في الشؤون الداخلية للبلاد»، وخطوة فاضحة للضغط على تونس ومقايضتها على قضايا داخلية مقابل الدعم، بما في ذلك تخفيف شروط الحصول على قرض من صندوق النقد الدولي جرى بحثه منذ أشهر، ومازالت المفاوضات مجمدة وخاضعة للمساومات، بينما بدأت تونس البحث عن مصادر أخرى للتمويل والتحرر من الملاحقات الغربية المسمومة. وفي هذه المرحلة باتت العلاقات مع الاتحاد الأوروبي متوترة وباردة مع الولايات المتحدة، وهذان الطرفان هما الحليفان التاريخيان لتونس، لكن سياستيهما مؤخراً، خلقتا نفوراً تونسياً ينسجم، في جانب منه، مع حالة التبرم الإفريقية من هيمنة الغرب وتدخلاته.

تمثل زيارة وزير الخارجية التونسي نبيل عمار إلى روسيا لحظة فارقة في العلاقات بين البلدين، وجاءت في مرحلة تحاول فيها البلاد النهوض بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية لإعادة استقرار الدولة، بعد سنوات من التقلبات والاضطرابات، وفي الوقت نفسه تواجه صعوبات داخلية وانتقادات غربية بالأساس، باتت أقرب إلى التدخل المباشر، على خلفية قضايا سياسية محلية ومسألة تدفق المهاجرين إلى السواحل الإيطالية.
بينما كان وزير الخارجية في طريقه إلى موسكو، قرر الرئيس قيس سعيّد تأجيل زيارة وفد المفوضية الأوروبية إلى تونس، هدفها لقاء شخصيات وأحزاب معارضة لدعمها في مواجهة السلطة، وهو ما اعتبرته الرئاسة «تدخلاً غير مقبول في الشؤون الداخلية للبلاد»، وخطوة فاضحة للضغط على تونس ومقايضتها على قضايا داخلية مقابل الدعم، بما في ذلك تخفيف شروط الحصول على قرض من صندوق النقد الدولي جرى بحثه منذ أشهر، ومازالت المفاوضات مجمدة وخاضعة للمساومات، بينما بدأت تونس البحث عن مصادر أخرى للتمويل والتحرر من الملاحقات الغربية المسمومة. وفي هذه المرحلة باتت العلاقات مع الاتحاد الأوروبي متوترة وباردة مع الولايات المتحدة، وهذان الطرفان هما الحليفان التاريخيان لتونس، لكن سياستيهما مؤخراً، خلقتا نفوراً تونسياً ينسجم، في جانب منه، مع حالة التبرم الإفريقية من هيمنة الغرب وتدخلاته.
ADVERTISEMENT
Ads by
لا تسعى تونس إلى الانقلاب التام في علاقاتها مع القوى الغربية التي تمثل عدداً من شركائها التقليديين على غرار فرنسا وإيطاليا وألمانيا. ومنذ استقلالها دأبت انتهاج الحياد الإيجابي وعدم الدخول في سياسات الأحلاف والمحاور. وتاريخياً لم تكن علاقات تونس مع روسيا وقبلها الاتحاد السوفييتي حيوية أو استراتيجية بل كانت بحدودها الدنيا، وعلى سبيل المثال لم يسبق لرئيس تونسي أن زار موسكو، لكن في ظل التحولات العالمية الجارية بدأت القواعد تتغير وتنشأ سياسات جديدة تفرضها التحديات، فروسيا اليوم باتت تشكل مع الصين وقوى أخرى قطباً له وزن ومستقبل، وتونس، كبقية الدول الأخرى، تسعى إلى تأمين مصالحها بتنويع الشركاء.

توثيق العلاقات مع روسيا يخدم مصالح تونس في المديين المتوسط والبعيد، بالنظر إلى الدور المتنامي الذي تلعبه موسكو بسرعة كبيرة جداً في إفريقيا وفي شمال القارة، بل إن تونس ظلت متأخرة عن الركب بسبب سياسة الحذر والتحفظ المفرطين في بعض الأحيان، بينما هناك دول أخرى في إفريقيا، أحدثت انقلاباً تاماً في علاقاتها الدولية، وباتت توثق تقاربها مع روسيا والصين بدل الارتهان إلى قوى غربية مثل فرنسا والولايات المتحدة.
ورغم انتهاج بعض الدول هذا المسار، فإن تونس ليست مضطرة إلى ذلك على الأرجح، لكن من حقها التوجه شرقاً وتعيد بناء شبكة علاقاتها بما ينسجم مع مصالحها ويواكب التوازنات الدولية الناشئة وفقاً لنظام تعدد الأقطاب. ففي مجرى التاريخ كل شيء يتغير ولا مكان للقوالب الثابتة، بما في ذلك العلاقات مع الدول، وتونس المنتمية إلى هذا المجتمع الدولي، لا يجب أن تبقى في مكانها حتى تدهمها التغيرات، وإنما عليها أن تستبق وتحسم خيارها بما يمليه التحول العالمي وتفرضه المصالح وضرورات السيادة والاستقلال.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني وزیر الخارجیة العلاقات مع

إقرأ أيضاً:

تونس.. إضراب عام في قابس احتجاجاً على «التلوث البيئي»

أعلن الاتحاد العام التونسي للشغل عن تنظيم إضراب عام في ولاية قابس يوم الثلاثاء 21 أكتوبر الجاري، دعمًا لتحركات الأهالي واحتجاجاتهم المتواصلة ضد التلوث البيئي المتفاقم، الذي تصفه منظمات المجتمع المدني بأنه بلغ مستويات “كارثية”.

وقال الاتحاد في بيان رسمي إن الإضراب يأتي “تنفيذًا لقرار الهيئة الإدارية الجهوية، دفاعًا عن الحق الدستوري في بيئة سليمة، وحرصًا على إنجاح هذه المحطة النضالية التي تعبّر عن صرخة جماعية في وجه التهميش والإهمال المزمن للجهة”.

هذا وتقع ولاية قابس على الساحل الجنوبي الشرقي لتونس، وتُعد من أهم المدن الصناعية في البلاد. لكنها تدفع منذ عقود ثمن وجود المجمع الكيميائي التونسي، المتهم بتدمير البيئة والصحة العامة في المنطقة، وسط شكاوى من الإهمال الحكومي المستمر.

وتشهد المدينة منذ أكثر من أسبوع احتجاجات يومية، ازدادت حدتها بعد حالات اختناق جماعي مسجّلة في مدرسة شط السلام، الواقعة على مقربة من المجمع الصناعي. هذه الحوادث فجّرت موجة غضب عارمة وسط السكان، الذين عبّروا عن سخطهم من تفاقم الوضع الصحي والبيئي.

ويركّز المحتجون على مطلب أساسي يتمثل في تفعيل قرار حكومي صادر عام 2017، يقضي بتفكيك الوحدات الصناعية التابعة للمجمع الكيميائي أو نقلها خارج المدينة. ويرى الأهالي والمنظمات البيئية أن المجمع مسؤول مباشر عن:

ارتفاع معدلات الإصابة بالسرطان بشكل لافت في السنوات الأخيرة.

تدمير البيئة البحرية وتراجع الثروة السمكية في خليج قابس.

تدهور جودة الهواء وانتشار الروائح السامة في الأحياء القريبة.

تلويث المياه الجوفية وتردي الخدمات الصحية في الجهة.

وأكدت منظمات بيئية أن السلطات المركزية تتحمل مسؤولية مباشرة في تدهور الوضع، نتيجة “تقاعسها عن تنفيذ التعهدات السابقة”، محذّرة من أن استمرار الوضع على ما هو عليه “يهدد بكارثة صحية وإنسانية وشيكة”.

مقالات مشابهة

  • ميجان ماركل تحتفل بانتصار جديد بينما يفقد الأمير أندرو ألقابه الملكية
  • تونس.. إضراب عام في قابس احتجاجاً على «التلوث البيئي»
  • ​تخريج كوادر تمريضية بمعايير دولية.. جامعة المنيا الأهلية تتجه لإنشاء كلية تمريض جديدة
  • محمد كريشان وفلسطين
  • «جنينة»: لتر بنزين 95 و92 أقرب ما يكون من السعر العالمي الحر بينما السولار هو الأكثر دعمًا
  • باكستان تتعرض لهزتين أرضيتين شدتهما 3.5 و3.9 درجة
  • هل باتت تركيا قريبة من دخول نادي منتجي الطاقة النووية؟
  • بعد سقوط الأسد… ماذا سيفعل الشرع مع روسيا؟
  • أسعار النفط تتجه إلى تسجيل خسارة أسبوعية
  • خبير: المؤشرات الاقتصادية للدولة تتجه نحو ارتفاع مستوى المعيشة للمواطن