تمثل زيارة وزير الخارجية التونسي نبيل عمار إلى روسيا لحظة فارقة في العلاقات بين البلدين، وجاءت في مرحلة تحاول فيها البلاد النهوض بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية لإعادة استقرار الدولة، بعد سنوات من التقلبات والاضطرابات.
وفي الوقت نفسه تواجه صعوبات داخلية وانتقادات غربية بالأساس، باتت أقرب إلى التدخل المباشر، على خلفية قضايا سياسية محلية ومسألة تدفق المهاجرين إلى السواحل الإيطالية.بينما كان وزير الخارجية في طريقه إلى موسكو، قرر الرئيس قيس سعيّد تأجيل زيارة وفد المفوضية الأوروبية إلى تونس، هدفها لقاء شخصيات وأحزاب معارضة لدعمها في مواجهة السلطة، وهو ما اعتبرته الرئاسة «تدخلاً غير مقبول في الشؤون الداخلية للبلاد»، وخطوة فاضحة للضغط على تونس ومقايضتها على قضايا داخلية مقابل الدعم، بما في ذلك تخفيف شروط الحصول على قرض من صندوق النقد الدولي جرى بحثه منذ أشهر، ومازالت المفاوضات مجمدة وخاضعة للمساومات، بينما بدأت تونس البحث عن مصادر أخرى للتمويل والتحرر من الملاحقات الغربية المسمومة. وفي هذه المرحلة باتت العلاقات مع الاتحاد الأوروبي متوترة وباردة مع الولايات المتحدة، وهذان الطرفان هما الحليفان التاريخيان لتونس، لكن سياستيهما مؤخراً، خلقتا نفوراً تونسياً ينسجم، في جانب منه، مع حالة التبرم الإفريقية من هيمنة الغرب وتدخلاته.
تمثل زيارة وزير الخارجية التونسي نبيل عمار إلى روسيا لحظة فارقة في العلاقات بين البلدين، وجاءت في مرحلة تحاول فيها البلاد النهوض بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية لإعادة استقرار الدولة، بعد سنوات من التقلبات والاضطرابات، وفي الوقت نفسه تواجه صعوبات داخلية وانتقادات غربية بالأساس، باتت أقرب إلى التدخل المباشر، على خلفية قضايا سياسية محلية ومسألة تدفق المهاجرين إلى السواحل الإيطالية.
بينما كان وزير الخارجية في طريقه إلى موسكو، قرر الرئيس قيس سعيّد تأجيل زيارة وفد المفوضية الأوروبية إلى تونس، هدفها لقاء شخصيات وأحزاب معارضة لدعمها في مواجهة السلطة، وهو ما اعتبرته الرئاسة «تدخلاً غير مقبول في الشؤون الداخلية للبلاد»، وخطوة فاضحة للضغط على تونس ومقايضتها على قضايا داخلية مقابل الدعم، بما في ذلك تخفيف شروط الحصول على قرض من صندوق النقد الدولي جرى بحثه منذ أشهر، ومازالت المفاوضات مجمدة وخاضعة للمساومات، بينما بدأت تونس البحث عن مصادر أخرى للتمويل والتحرر من الملاحقات الغربية المسمومة. وفي هذه المرحلة باتت العلاقات مع الاتحاد الأوروبي متوترة وباردة مع الولايات المتحدة، وهذان الطرفان هما الحليفان التاريخيان لتونس، لكن سياستيهما مؤخراً، خلقتا نفوراً تونسياً ينسجم، في جانب منه، مع حالة التبرم الإفريقية من هيمنة الغرب وتدخلاته.
ADVERTISEMENT
Ads by
لا تسعى تونس إلى الانقلاب التام في علاقاتها مع القوى الغربية التي تمثل عدداً من شركائها التقليديين على غرار فرنسا وإيطاليا وألمانيا. ومنذ استقلالها دأبت انتهاج الحياد الإيجابي وعدم الدخول في سياسات الأحلاف والمحاور. وتاريخياً لم تكن علاقات تونس مع روسيا وقبلها الاتحاد السوفييتي حيوية أو استراتيجية بل كانت بحدودها الدنيا، وعلى سبيل المثال لم يسبق لرئيس تونسي أن زار موسكو، لكن في ظل التحولات العالمية الجارية بدأت القواعد تتغير وتنشأ سياسات جديدة تفرضها التحديات، فروسيا اليوم باتت تشكل مع الصين وقوى أخرى قطباً له وزن ومستقبل، وتونس، كبقية الدول الأخرى، تسعى إلى تأمين مصالحها بتنويع الشركاء.
توثيق العلاقات مع روسيا يخدم مصالح تونس في المديين المتوسط والبعيد، بالنظر إلى الدور المتنامي الذي تلعبه موسكو بسرعة كبيرة جداً في إفريقيا وفي شمال القارة، بل إن تونس ظلت متأخرة عن الركب بسبب سياسة الحذر والتحفظ المفرطين في بعض الأحيان، بينما هناك دول أخرى في إفريقيا، أحدثت انقلاباً تاماً في علاقاتها الدولية، وباتت توثق تقاربها مع روسيا والصين بدل الارتهان إلى قوى غربية مثل فرنسا والولايات المتحدة.
ورغم انتهاج بعض الدول هذا المسار، فإن تونس ليست مضطرة إلى ذلك على الأرجح، لكن من حقها التوجه شرقاً وتعيد بناء شبكة علاقاتها بما ينسجم مع مصالحها ويواكب التوازنات الدولية الناشئة وفقاً لنظام تعدد الأقطاب. ففي مجرى التاريخ كل شيء يتغير ولا مكان للقوالب الثابتة، بما في ذلك العلاقات مع الدول، وتونس المنتمية إلى هذا المجتمع الدولي، لا يجب أن تبقى في مكانها حتى تدهمها التغيرات، وإنما عليها أن تستبق وتحسم خيارها بما يمليه التحول العالمي وتفرضه المصالح وضرورات السيادة والاستقلال.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني وزیر الخارجیة العلاقات مع
إقرأ أيضاً:
خبير علاقات دولية: روسيا اعتمدت الجنيه المصري في التبادلات التجارية مع مصر ودول البريكس
كتب- حسن مرسي:
أكد الدكتور رامي عاشور، أستاذ العلاقات الدولية، على التطور اللافت الذي تشهده العلاقات المصرية الروسية في الآونة الأخيرة، مشيرًا إلى أن هذا التطور هو استمرار للعلاقات التاريخية الوطيدة التي جمعت بين مصر والاتحاد السوفيتي سابقًا، مؤكدًا على استمرار هذا التعاون في ظل التحديات المشتركة وتوافق المواقف بين البلدين.
وخلال مداخلته على قناة "إكسترا نيوز"، أوضح عاشور أن روسيا تولي تقديرًا كبيرًا لمصر، خاصة بعد عام 2014، نظرًا لتوجه روسيا الثابت ضد التنظيمات المسلحة والإرهابية.
وقال: إن روسيا صنفت المباحثات مع مصر على المستوى السياسي برفيعة المستوى والتي لا تطبقها روسيا إلا مع دول قليلة تعتبر قوى كبرى.
وأشار أستاذ العلاقات الدولية إلى التكرار اللافت للزيارات المتبادلة بين البلدين، لافتًا إلى أن الرئيس السيسي يعد من أكثر الرؤساء مشاركة في الاحتفالات السنوية لذكرى الانتصار على النازية في روسيا، وهو ما يعزز اللقاءات الثنائية والتعاون في الملفات الأمنية المشتركة، مثل مكافحة الإرهاب والتطرف، وجهود إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل، ومواجهة التهديدات الأمنية في المنطقة.
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت العلاقات تتجاوز التعاون المرحلي نحو شراكة استراتيجية، أكد الدكتور عاشور أن العلاقات المصرية الروسية تشهد بالفعل نوعًا من الشراكة الاستراتيجية، موضحًا أن هذه الشراكة تنبع من الاشتراك في التحديات والتهديدات الإقليمية، حيث يتلاقى الموقف الروسي في كثير من جوانبه مع الموقف المصري في مواجهة هذه التحديات، على عكس بعض الاختلاف في المواقف مع الولايات المتحدة الأمريكية.
ونوه بأن التوجهات المصرية تتجه نحو التوافق مع المواقف الروسية بشكل أكبر، خاصة على المستوى الأمني، نظرًا للخبرة الكبيرة التي يمتلكها الجيش المصري في مكافحة الإرهاب، والتي تتوازى مع الخبرة الواسعة للجيش الروسي على المستوى العالمي في هذا المجال.
وفي سياق أهمية مصر بالنسبة لروسيا في تحركاتها بالشرق الأوسط وأفريقيا، قال الدكتور عاشور: إن هذا الاهتمام تجلى في دعم روسيا لتطلعات مصر، خاصة في مجال الطاقة النووية، مشيراً إلى تمويل روسيا لـ 85% من تكلفة محطة الضبعة النووية.
وأضاف أن روسيا كان لها دور في قبول مصر في مجموعة البريكس عام 2024، لافتًا إلى استفادة مصر من هذه العضوية، خاصة وأنها من أكبر الدول المستوردة للقمح في أفريقيا، وكانت تعتمد على روسيا وأوكرانيا قبل الأزمة الأوكرانية، وتوجهت بشكل أكبر نحو روسيا بعد ذلك.
ورداً على سؤال حول احتمالية الخروج باتفاقيات اقتصادية جديدة، أشار الدكتور عاشور إلى أن هناك توجهًا لتعزيز التعاون الاقتصادي بين دول البريكس لتقويض الهيمنة الدولارية، خاصة بعد "انكشاف الوجه الحقيقي" لدونالد ترامب، على حد تعبيره.
وقال: إن روسيا اعتمدت الجنيه المصري في التبادلات التجارية مع مصر ودول البريكس، ورأى أن مصر، في ظل قيادة الرئيس السيسي، تمثل نموذجًا لقوة الدولة وهو ما يعزز العلاقات الثنائية.
وأشار إلى أن زيارة الرئيس السيسي الأخيرة لروسيا تأتي بعد زيارة لليونان ذات أهداف اقتصادية في مجال الطاقة، معتبرًا أن الزيارة الروسية تحمل أبعادًا سياسية واقتصادية استراتيجية لمصر في ظل التحديات الإقليمية.
اقرأ أيضًا:
أبو مازن خلال لقائه السيسي بموسكو: إسرائيل تحتجز 2 مليار دولار من مستحقات فلسطين
السياحة تكشف عن موعد بدء موسم العمرة الجديد 1447هـ
زيادة غير مسبوقة.. موعد صرف منحة عيد الأضحى للعمالة غير المنتظمة
"منصف بعد ظلم سنين".. أول تعليق من ساويرس على تعديلات قانون الإيجار القديم
معهد الفلك: اكتمال بدر "ذو القعدة" الاثنين المقبل.. وهذا موعد عيد الأضحى
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
الدكتور رامي عاشور أستاذ العلاقات الدولية التبادلات التجاريةتابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الأخبار المتعلقةإعلان
إعلان
خبير علاقات دولية: روسيا اعتمدت الجنيه المصري في التبادلات التجارية مع مصر ودول البريكس
روابط سريعة
أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلامياتعن مصراوي
اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصيةمواقعنا الأخرى
©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا
القاهرة - مصر
27 14 الرطوبة: 17% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك