اعتبر موقع "فير أوبزرفر" الأمريكي (Fair Observer) أن إعدام السعودية لطيارين اثنين قبل أكثر من أسبوعين يعكس مخاوف من احتمال حدوث انقلابات عسكرية في ظل حالة "سخط داخل جيش منهك يتقاضى أجورا زهيدة".

وفي 14 سبتمبر/ أيلول الجاري، أعلنت وزارة الدفاع إعدام الطيارين في الجيش المقدم ماجد بن موسى عواد البلوي والرقيب يوسف بن رضا حسن العزوني، مضيفة أن الأول أُدين بارتكاب "جريمة الخيانة الحربية"، فيما أُدين الآخر بـ"جرائم الخيانة بصورها الثلاث (العظمى والوطنية والحربية)".

وقالت مصادر في المعارضة السعودية للموقع، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، إن "البلوي وحسن أُعدما بعد رفضهما قصف أهداف مدنية في اليمن".

ومنذ 2015، تقود السعودية تحالفا عسكريا عربيا يدعم القوات الموالية للحكومة الشرعية في اليمن ضد قوات جماعة الحوثي، المدعومة من إيران، والمسيطرة على محافظات ومدن بينها العاصمة صنعاء (شمال) منذ 2014.

و"ربما أيضا تم التسجيل لهما وهما ينتقدان  ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. ولا يمكن لأي محكمة شرعية أن تبرر الحكم على شخص بالإعدام لرفضه قصف المدنيين في اليمن، ومن هنا جاءت تهم الخيانة غير المحددة. ومحاكم المملكة مسيسة إلى حد كبير وتخدم رغبات نظام ولي العهد"، وفقا للموقع.

واعتبر أن "الهدف هنا هو إرسال رسالة ردع قوية إلى المنشقين المحتملين الآخرين، ومنع البلوي والحسن من أن يصبحا محفزين لتمرد مسلح ضد محمد بن سلمان، لاسيما وأن السعودية واجهت من قبل انشقاقا في الجيش".

اقرأ أيضاً

الدفاع السعودية تعلن إعدام ضابطين بتهمة الخيانة

محاولات سابقة

و"كانت هناك محاولات من أفراد في الجيش السعودي للإطاحة بالنظام في الماضي، وأشهرها في 1969، عندما خطط أعضاء من القوات الجوية لانقلاب ضد الملك فيصل"، كما تابع الموقع.

وأردف أن "خطتهم تمثلت في تفجير القصر الملكي في الرياض لقتل الملك وأمراء آخرين رفيعي المستوى وتشكيل "جمهورية شبه الجزيرة العربية"، لكن في أعقاب المؤامرة الفاشلة، قُتل نحو ألفي شخص، بينهم 28 برتبة مقدم و30 برتبة رائد ونحو 200 ضابط آخر".

وزاد بأنه "في مايو/ أيار الماضي، وعلى الرغم من خضوعه لحظر السفر، انشق مهند السبياني، عضو الحرس الوطني السعودي السابق، وتوجه إلى المملكة المتحدة، حيث أعلن أنه شهد العديد من الانتهاكات المروعة بحق محتجزين ومهاجرين، بالإضافة إلى تهريب المخدرات والأسلحة".

و"الأكثر إثارة للقلق بالنسبة للنظام هو انشقاق العقيد طارق الزهراني الشهر الماضي، والذي كان جزءا من الحرس الملكي المكلف بحماية الملك وأقاربه المقربين، لذا فإن محمد بن سلمان محظوظ لأن الزهراني لم يحاول اتخاذ المزيد من الإجراءات المباشرة (يقصد استهداف ولي العهد)"، كما أردف الموقع.

وفي اليمن، بحسب الموقع، توقفت الحرب إلى حد كبير خلال العام الماضي، لكن السعودية غير قادرة على إخراج نفسها من الحرب، وبعد أكثر من 8 سنوات من القتال، لم تكشف الحكومة بعد عن خسائرها العسكرية.

وأضاف أن "الحرب في اليمن لا تفسر كل الاستياء في الجيش، فالجنود السعوديون، وخاصة في المستويات الدنيا، لا يُعاملون بشكل جيد بشكل عام".

وتابع أن "رواتبهم أقل بكثير من أي مكان آخر في الخليج، ويبدأ بما يعادل 1790 دولارا شهريا (لا يتلقون أي علاوات خاصة)، مقارنة بالراتب الشهري المبدئي للجندي الكويتي البالغ حوالي 2360 دولارا والجندي القطري 2500 دولار،".

ولفت إلى أنه "قبل أن يصدر المدعي العام قرارا بمعاقبة أي شخص يشتكي علنا، بث الجنود مقاطع فيديو يناشدون فيها الملك المساعدة المالية، وقالوا إنهم بينما كانوا يقاتلون خارج البلاد، كانت عائلاتهم تواجه الإخلاء أو استعادة الممتلكات بسبب عدم سداد الديون".

اقرأ أيضاً

منظمة حقوقية: المدعي العام السعودي يطالب بإعدام 10 قضاة سابقين بتهمة الخيانة العظمى

3 عوائق

و"يظهر التاريخ أن الجيش غير المنظم والانهيار الكامل للانضباط كانا شرطين لكل ثورة منتصرة، لكن توجد عوائق تمنع الجيش في السعودية من أن يصبح رأس حربة الثورة"، كما زاد الموقع.

وتابع: "أولا، تنشط الشرطة العسكرية للغاية داخل الجيش، وتبحث عن أي علامات معارضة وتعتقل أشخاصا مثل البلوي وحسن".

وأضاف "ثانيا الجيش السعودي صغير جدا مقارنة بحجم بقية قوات الأمن الداخلي، والتي تضم منذ 2017 القوات الخاصة والمباحث السرية ووحدات مكافحة الإرهاب ومكافحة تمويل الإرهاب، كما أن قوات أمن الدولة تتمتع بموارد أفضل بكثير، ولديها أحدث المعدات والتدريب".

و"ثالثا، على الرغم من أن الجيش السعودي لا يزال مرتبا اسميا بشكل هرمي، إلا أنه في الممارسة العملية، يجب أن تمر جميع الاتصالات بين القوات البرية وكبار القادة عبر الديوان الملكي؛ ما يجعل من المستحيل تنسيق أي معارضة واسعة النطاق تشمل وحدات متعددة"، كما ختم الموقع.

اقرأ أيضاً

أدينوا بالخيانة العظمى.. السعودية تنفذ حكم الإعدام بحق 3 عسكريين

المصدر | فير أوبزرفر- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: السعودية إعدام الجيش اليمن محمد بن سلمان فی الیمن فی الجیش

إقرأ أيضاً:

بلومبيرغ: السعودية مازالت بعيدة عن التخلص من اعتمادها على النفط

نشر موقع "بلومبيرغ" تقريرا يسلط الضوء على فشل سياسة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في تقليص اعتماد المملكة العربية السعودية على النفط رغم مرور نحو عقد على إطلاق رؤية 2030.

وقال الموقع في تقريره الذي ترجمته "عربي 21"، إن عائدات النفط مازالت تشكل 60 بالمائة من إيرادات المملكة و65 بالمائة من الصادرات، رغم التقدم في قطاعات غير نفطية.

وأوضح الموقع أن ولي العهد محمد بن سلمان أعلن قبل حوالي عقد أن اقتصاد السعودية سيكون قادرًا على الاستغناء عن النفط بحلول سنة 2020، مستندًا إلى استثمارات ضخمة تهدف إلى دخول البلاد عهدا اقتصاديا جديدا. 

غير أن المؤشرات الحالية تُظهر أن الحكومة السعودية مازلت تعتمد بشكل كبير على العائدات النفطية، وربما زاد ذلك الاعتماد خلال الفترة الماضية.

وأضاف الموقع أن السعي لإنهاء ما وصفه محمد بن سلمان بـ"إدمان السعودية على النفط" أدى إلى تغييرات اجتماعية واقتصادية كبيرة، من أبرزها زيادة توظيف النساء وازدهار السياحة ونمو صناعات ناشئة مثل السيارات الكهربائية وأشباه الموصلات.

ومع ذلك، فإن تنويع الاقتصاد، وهو هدف محوري في رؤية 2030 التي يقودها محمد بن سلمان، يسير بوتيرة أبطأ مما كانت تأمله الحكومة.



الحاجة إلى أسعار نفط أعلى 
يقدر الموقع سعر التعادل المالي للنفط في دول الخليج خلال الفترة الحالية بـ96 دولارا للبرميل، وهو أعلى مما كان عليه قبل عقد من الزمن، وإذا ما أُضيفت الاستثمارات المحلية التي ينجزها صندوق الثروة السيادي السعودي، والتي تُعد عنصرًا أساسيًا في رؤية 2030، فإن الرقم يرتفع إلى 113 دولارا.

ويقدم هذا المؤشر تصورا عاما حول السعر الذي يمكن أن للميزانية السعودية تحمّله. فمنذ بداية سنة 2024، بلغ متوسط سعر خام برنت نحو 76.50 دولارا فقط، ما دفع الحكومة إلى تكثيف الاقتراض من أسواق السندات الدولية والنظر في بيع أصول لتمويل العجز المالي.

ويقول زياد داود، كبير الاقتصاديين في الأسواق الناشئة لدى "بلومبيرغ"، إن السعودية باتت أكثر اعتمادا على النفط رغم أن تقليص هذا الاعتماد هو هدف رؤية 2030.

وأشار إلى أن المملكة تحتاج اليوم لسعر نفط أعلى من عام 2016 لتحقيق توازن في حسابها الجاري، بسبب تصاعد الإنفاق العام على المشاريع الكبرى وضغوط شعبية لزيادة الدعم في ظل ارتفاع الأسعار.

زيادة كبيرة في الإنفاق
أشار الموقع إلى أن الحكومة دأبت على زيادة الإنفاق عندما ترتفع أسعار النفط، وهو نهج كانت تخطط للتخلي عنه في إطار سعيها لتقليل اعتمادها على النفط. وقد صرّح وزير المالية محمد الجدعان بأن المسؤولين "لم يعودوا ينظرون إلى سعر النفط".

ويعتزم المسؤولون السعوديون خفض الإنفاق في 2025 بعد تجاوز الأهداف في السنة الماضية، بسبب تمويل مشاريع ضخمة مثل "نيوم" وناطحة سحاب مكعبة في الرياض، إضافة إلى تسريع الاستثمارات في الصناعات الناشئة.

وقد نما الاقتصاد غير النفطي في المملكة بأكثر من 4.5 بالمائة خلال الربع الأول من السنة الحالية، بما يتماشى مع أهداف الحكومة، وأصبح هذا القطاع يشكل حاليا أكثر من نصف الناتج المحلي الإجمالي للمملكة البالغ 1.1 تريليون دولار.

كما ارتفعت إيرادات القطاع غير النفطي من نحو 50 مليار دولار في 2016 إلى أكثر من 134 مليارًا في 2024، لكن ذلك تزامن مع زيادة الإنفاق الحكومي مما أدى إلى استمرار تسجيل عجز مالي فصلي في المملكة لأكثر من سنتين.



ويتوقع صندوق النقد الدولي استمرار عجز الحساب الجاري السعودي حتى نهاية العقد الجاري. ويرى زياد داود أن ذلك يمثّل تحولا كبيرا في اقتصاد المملكة من مصدّر لرأس المال إلى باحث عن التمويل.
هدف غير واقعي

وأشار الموقع إلى أن السعودية تتمتع حاليا بسهولة الوصول إلى أسواق السندات العالمية، مستفيدةً من تصنيفها الائتماني "إيه إيه 3" حسب وكالة موديز، وهو نفس تصنيف المملكة المتحدة وفرنسا. وقد مكّنها ذلك من بيع ما يقرب من 15 مليار دولار من الديون السيادية بالدولار واليورو منذ بداية السنة الحالية.

وأوضح الموقع أن السعودية واجهت صعوبة في جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة رغم إصدار سندات سيادية ضخمة، إذ بلغت التدفقات 6 مليارات دولار فقط في الربع الأول من 2024، بعيدًا عن الهدف السنوي البالغ 37 مليارًا.

ويقول جيسون توفي، كبير اقتصاديي الأسواق الناشئة في "كابيتال إيكونوميكس"، إن السعودية حققت تحسنًا اقتصاديًا ملحوظًا، لكنه أشار إل

مقالات مشابهة

  • بلومبيرغ: السعودية مازالت بعيدة عن التخلص من اعتمادها على النفط
  • اختراق موقع قناة فضائيه تابعة للشرعية وبث رسالة تهديد
  • عاوز تدلعهم | خالد الغندور يوجّه رسالة صادمة لـ ممدوح عباس لهذا السبب
  • اختراق موقع تلفزيون حضرموت وبث رسالة تهديد
  • هل يعود ميتروفيتش مهاجم الهلال السعودي إلى البريميرليغ؟
  • عيدروس الزبيدي يدعو في اجتماع عسكري رفيع المستوى لقادة الجيش حضره قائد قوة الواجب السعودية إلى وحدة الصف والاستعداد للقضاء على عدو واحد مشترك
  • مقتل اثنين وفقدان ثالث في تحطم مروحية للجيش الألماني
  • أمانة جدة تتلف 3.9 طن من اللحوم الفاسدة في موقع عشوائي
  • سماحة المفتي يوجه رسالة إلى اليمن
  • شهداء وجرحى في جريمة فضيعة للجيش السعودي بحق 7 مواطنين من أبناء صعدة (شاهد الصور)