عن جولدا .. وأسطرة إدارة الهزيمة
تاريخ النشر: 1st, October 2023 GMT
في إنتاج لهوليوود وبسيناريو كاتب بريطاني سَعَى فيلم (جولدا) الذي يتناول تعامل رئيسة الوزراء الإسرائيليَّة السَّابقة جولدا مائير مع أحداث حرب أكتوبر 1973 لِيحاولَ الفيلم ـ مع إقراره بتلقِّي «إسرائيل» هزيمة كبيرة في الحرب خصوصًا في الأيَّام الأولى ـ استخراج بطولة أسطوريَّة لجولدا بالإيحاء بأنَّها استطاعت إدارة الموقف.
وعلى الرغم من تبنِّي الفيلم لسرديَّة إسرائيليَّة مفادها أنَّ هناك مَن أعْلَمَ «إسرائيل» بتوقيت بدء الحرب، وأنَّ عدم الأخذ بهذه المعلومات كان ناتجًا عن خلاف بَيْنَ أجهزة المخابرات الإسرائيليَّة، وتحديدًا الموساد والمخابرات العسكريَّة، إلَّا أنَّ سرديَّة الفيلم جاءت لتظهرَ أنَّ الهجوم فاق توقُّعات الإسرائيليِّين ليتجلَّى ذلك في مشاهد الرعب التي ارتسمت على وجوه أعضاء الحكومة وقادة الجيش لدى سماعهم المكالمات بَيْنَ الضبَّاط والجنود في ميدان المعركة.
لكنَّ الفيلم وحتَّى يقدِّم دفاعًا عن الأداء الإسرائيلي وتحديدًا أداء جولدا مائير ـ حيث إنَّه يُمثِّل سيرة ذاتيَّة بعيون جولدا مائير أو مرافعة دفاع عَنْها ـ فإنَّه عمد إلى أخذ الرواية الإسرائيليَّة التي تُضخِّم من دَوْر الثَّغرة عِنْدما تمَّ استغلال تطوير الهجوم وعبَرتْ قوَّات إسرائيليَّة إلى الضفَّة الغربيَّة لقناة السويس لِتسارعَ «إسرائيل» بتضخيم هذه الحادثة، بل تناولها الفيلم باعتبار أنَّ قوَّاتها اقتربت من القاهرة دُونَ أن يطرحَ الفيلم الإجابة على سؤال مُهمٍّ مفاده: كيف كانت ستستمرُّ هذه القوَّات على الضفَّة الغربيَّة دُونَ إمدادات؟ أو ماذا كانت تفعل قوَّة بهذا الحجم في مدينة بحجم القاهرة إن قدّر لها الوصول..؟ لِينضمَّ بذلك الفيلم في هذه الجزئيَّة إلى التضخيم الإعلامي المستمر لمسألة الثغرة والتي لا تتعدَّى كونها معركة من ضِمْن معارك عديدة خلال الحرب.
قَدْ يكُونُ فيلم جولدا موجَّهًا كرسالة للغرب بشكلٍ خاصٍّ بتصويره أنَّ حرب أكتوبر هجوم تعرضت له «إسرائيل» من جيرانها العرب الراغبين في إبادتها ـ وذلك بفصل الحرب عن ما سبقها من أحداث ـ وكيف تمكنت رئيسة الوزراء الإسرائيليَّة من تجنُّب هذه الإبادة.. إلَّا أنَّه وبالنسبة لنَا فهو ـ وعلى الرغم ممَّا تضمَّنه من ادعاءات بطولة ـ فهو اعتراف إسرائيلي بهزيمة لا يراها كثير من المنظِّرين الناطقين بالعربيَّة.
هيثم العايدي
كاتب صحفي مصري
[email protected]
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
اتهام إسرائيلي بالتجسس ونقل معلومات حساسة لإيران خلال الحرب
أفادت مواقع إخبارية إسرائيلية، اليوم الأحد، بأن لائحة اتهام وجهت ضد إسرائيلي من أصول إيرانية بتهمة التجسس ونقل معلومات حساسة إلى إيران خلال الحرب الأخيرة التي استمرت 12 يوما.
وذكر المحلل الاستخباراتي الإسرائيلي يوسي ميلمان أن هذه القضية ربما تكون "أخطر قضية تجسس حتى الآن ليهودي خان وطنه من أجل العدو الإيراني".
وأشار -في منشور على منصة إكس- إلى أن المشتبه به (اسمه ممنوع من النشر) هاجر إلى إسرائيل من إيران منذ عام 1999، وكانت له علاقة طويلة الأمد مع عملاء المخابرات الإيرانية في تركيا خلال الحروب الماضية في غزة والآن مع إيران.
ووفق لائحة الاتهام، فقد كان المشتبه به على علاقة طويلة مع مواطن إيراني يعيش في إيران.
وخلال عام 2024، التقى شريكه في تركيا وكشف لعملاء المخابرات الإيرانية هوية بحار إيراني كان يعمل على متن ناقلة نفط إيرانية يُزعم أنه قدم معلومات لصالح إسرائيل.
بالإضافة إلى ذلك، تشير لائحة الاتهام إلى أنه قدم لعميل إيراني معلومات حول نوايا إسرائيل مهاجمة إيران، ومسار الطائرات دون طيار من إسرائيل إلى الداخل الإيراني.
كما أكد للمخابرات الإيرانية تضرر قاعدة جوية إسرائيلية خلال الحرب الأخيرة بفضل معلومات قدمها، فضلا عن بيانات أخرى إضافية.