بوابة الوفد:
2024-06-16@14:09:55 GMT

كل رجال أكتوبر

تاريخ النشر: 1st, October 2023 GMT

فى فيلا صغيرة لها حديقة بمصر الجديدة، توقفت سيارة مرسيدس سوداء موديل الستينيات، هبط منها رجل أنيق، طويل، صارم الملامح، ودلف سريعاً داخل البناء الذى لم يتصور أحد من المقيمين حوله ما يدور داخله. وقف شابان بالحديقة يتابعان عن كثب، وقال الأول للثانى: ألم تلاحظ شيئاً يا أحمد؟. ثمة شىء يحدث. ودخلا خلفه.

كان الشابان هما أحمد ماهر، وأحمد أبوالغيط، واللذان سيتوليان فيما بعد وزارة الخارجية تباعاً، بينما كان الرجل الأنيق هو محمد حافظ إسماعيل، مستشار الأمن القومى المصرى، وكان اليوم هو السبت السادس من أكتوبر 1973.

قبل أيام اتخذ الرئيس السادات قرار الحرب لاسترداد الأرض السليبة، واختار بعناية رجاله وعلى رأسهم «حافظ إسماعيل» الذى تمثلت مهمته فى مساعدة الرئيس فى إدارة الشق السياسى والدبلوماسى للحرب. وفى سبيل ذلك استعان «إسماعيل» ببعض الكوادر الشابة ذات الكفاءة.

ووفقاً لشهادة أحمد أبوالغيط فى الكتاب المهم جداً، الذى حمل شهادته حول «الحرب والسلام» فقد أيقن العاملون بمستشارية الأمن القومى وقتها أن الحرب ستندلع خلال ساعات، وبالفعل اجتمع «حافظ إسماعيل» بهم، وكلف أحمد ماهر بتسليم البيان الأول للقوات المسلحة لأشرف غربال فى مبنى ماسبيرو لإذاعته الساعة الواحدة والنصف ظهراً، وفيه نبأ قيام إسرائيل بشن غارات جوية ضد مصر، ورد مصر عليها.

وسأل «ماهر»عن موعد بدء العمليات، فأجابه «إسماعيل» بأنها الثانية وخمس دقائق، فاقترح «ماهر» تأجيل إذاعة البيان للثانية ظهراً، وهو ما وافق عليه مستشار الأمن القومى، ثم انطلقت الحرب.

واعترف الوزير النابه أحمد أبوالغيط بقلقه طوال أيام الإعداد، وخلال المعركة. وكتب بأنه لا يصدق السرعة التى تم بها العبور، ورغم التفاؤل السائد، فقد كان يأخذ جانب الحذر لأن هذا هو النهج الأنجح فى الصدامات المسلحة.

فقبل يومين، وتحديداً يوم الخميس 4 أكتوبر حضر السفير السوفيتى بالقاهرة لمقابلة حافظ إسماعيل، وسأله إن كانت مصر وسوريا تنتويان كسر وقف إطلاق النار مع إسرائيل، ونصحه «إسماعيل» بالحديث مع الرئيس السادات. وفى يوم الجمعة الخامس من أكتوبر عاد السفير السوفيتى برسالة إلى السادات، حذر فيها مصر من أى عمل عسكرى ضد إسرائيل لأن القدرات غير متكافئة، وستنتصر إسرائيل.

لكن «السيف أصدق أنباء من الكتب» كما يقول أبوتمام، وبدأت مصر الحرب وانتصرت وكبدت إسرائيل خسائر جسيمة حتى يوم 14 اكتوبر عندما تم تطوير الهجوم لتخفيف الضغط على الجبهة السورية، وحدثت الثغرة، ونجح شعب السويس فى منع احتلال المدينة، لتبدأ مصر مرحلة عمل دبلوماسى رفيع يستهدف استعادة سيناء بالكامل.

وفى يناير 1974 انسحبت القوات الإسرائيلية تماماً من الجيب غرب القناة، وبدأت محادثات السلام، ثم أصابها الفتور حتى كسرها السادات بزيارته الاستثنائية إلى إسرائيل فى 19 نوفمبر 1977 ليطلق مبادرة سلام شامل تسترد مصر بموجبها أرض سيناء الحبيبة.

يوضح «أبوالغيط» فى شهادته أن أوضاع مصر قرب حرب 73 كانت حرجة، باقتصاد ضعيف، وبوادر فتنة طائفية، وغضب شعبى، وكان الجميع يدرك أن الإمكانات المتاحة محدودة، وأن الحرب هى حرب تحريك للقضية لا تحرير للأرض، وهو ما تحقق بنجاح ساحق.

لذا فإن كل رجال أكتوبر الاستثنائيين يستحقون تقديرنا. نغفر لهم ما قدموا وأخروا. ننحنى لتضحياتهم العظيمة، ونُجلّهم ونحفظ لهم امتنان الناس جيلاً وراء جيل. كلهم كلهم: السادات، أحمد إسماعيل، الشاذلى، الجمسى، على فهمى، حسنى مبارك، سعد مأمون، فؤاد ذكرى، عبدالمنعم خليل، عبدالمنعم واصل، وحافظ إسماعيل، وغيرهم من القادة والجنود، شكراً لا ينتهى أبداً.

والله أعلم

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: سيارة مرسيدس الأمن القومي المصرى

إقرأ أيضاً:

بعيد الأضحى.. إسماعيل هنية يجدد موقف حماس من مقترح بايدن لوقف الحرب في غزة وإطلاق سراح الرهائن

(CNN)-- قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية إن الحركة لا تزال ملتزمة بحل الصراع على أساس ما اقترحه الرئيس الأمريكي، جو بايدن، وإنها جادة في التوصل إلى اتفاق يتضمن وقفا دائما لإطلاق النار، وانسحابا شاملا للقوات الإسرائيلية من غزة، وإعادة الإعمار وتبادل الرهائن بالسجناء الفلسطينيين.

وفي كلمة بمناسبة عيد الأضحى، أضاف إسماعيل هنية، أن استعداد الحركة للتوصل إلى اتفاق اتضح من خلال "ردنا الإيجابي على خطاب الرئيس بايدن، وترحيبنا بقرار مجلس الأمن الذي صدر قبل أيام قليلة".

ويتضمن قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الذي تم الاتفاق عليه الأسبوع الماضي ثلاث مراحل، ويشمل في البداية وقف إطلاق النار، وتبادل إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين بسجناء فلسطينيين، وفي النهاية، إنهاء الأعمال العدائية بشكل دائم، والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من غزة، والتوزيع الفعال للمساعدات، وإعادة الإعمار الكبرى لسنوات عديدة في القطاع.

وأكد إسماعيل هنية أن رد حماس كان- على حد تعبيره- "متسقا مع المبادئ الموجودة في خطاب بايدن، وقرار مجلس الأمن بشأن المراحل الثلاث للصفقة، وشروط وقف إطلاق النار".

وأضاف إسماعيل هنية أن "الاحتلال وحلفاءه لم يستجيبوا لهذه المرونة، وواصلوا مناوراتهم بهدف الالتفاف والخداع من خلال مقترحات وأفكار تهدف إلى تأمين إطلاق سراح الرهائن، ثم استئناف حرب الإبادة مرة أخرى"، حسب زعمه.

وأردف رئيس المكتب السياسي لحماس أن "الحل سيتحقق من خلال المفاوضات التي تؤدي إلى اتفاق شامل مهما تهرب العدو أو عرقل التوصل إليه".

وقالت الولايات المتحدة إن حماس ردت على الصيغة المقترحة بمزيد من التعديلات.

وأوضح وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن الأسبوع الماضي: "على حماس أن تثبت أنها تريد انتهاء هذا أيضا. إذا فعلت ذلك، فيمكننا إنهاء الحرب. وإذا لم تفعل، يعني أنها تريد استمرار الحرب".

مقالات مشابهة

  • هنية يؤكد الالتزام بإنهاء الحرب وفق خطة بايدن
  • بعيد الأضحى.. إسماعيل هنية يجدد موقف حماس من مقترح بايدن لوقف الحرب في غزة وإطلاق سراح الرهائن
  • إسماعيل هنية: نحن على موعد مع النصر.. والحرية لأسرانا قريبا
  • الحماية المدنية تخمد حريق بشقة سكنية في أكتوبر
  • ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 37 ألفا و296 شهيدا منذ بدء الحرب
  • السيطرة على حريق داخل مصنع "موبيليا" فى مدينة 6 أكتوبر
  • إخماد حريق داخل مصنع فى مدينة 6 أكتوبر دون إصابات
  • الضفة الغربية.. تحذير دولي من "كارثة صحية" تطرق الأبواب
  • إيهود باراك: “إسرائيل” تواجه أخطر أزمة في تاريخها منذ 7 أكتوبر
  • بأول مقابلة بعد استقالته مع حكومة الحرب الإسرائيلية.. إليكم ما قاله غانتس عن غزة والرهائن