بعيدا عن العاصمة الخرطوم، التي تشهد منذ منتصف أبريل الماضي اشتباكات ومواجهات بين الجيش وقوات الدعم السريع، هناك إقليم في حالة مروعة لا يحظى بالاهتمام الكافي إعلامياً.
هذا ما أكده عمال إغاثة شهدوا على الفظائع التي تحصل في إقليم دارفور، وهي منطقة شاسعة وقاحلة إلى حد كبير في غرب وجنوب غربي السودان.
فقد وصفوا الوضع المروع هناك بـ «نهاية العالم» أو يوم القيامة، لاسيما وسط تعطل خطوط إمداد المساعدات ونزوح الآلاف من الأشخاص داخليًا وعبر الحدود.


الأكثر شرا وقال أحد مسؤولي الإغاثة الذي فضل عدم الكشف عن هويته لصحيفة الغارديان البريطانية «نشهد صراعين منفصلين.. الأول يحظى باهتمام كبير، وهو بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو الملقب بحميدتي في الخرطوم، أما الثاني، فهو الأكثر شرا، ويدور في دارفور»، حيث اندلع العنف الطائفي مرة أخرى بعد أن استهدفت ميليشيات عربية ودانية قبائل المساليت.
كما أضاف أن أغلب المساليت هربوا من المنطقة. وحذر من وجود معدلات عالية من سوء التغذية.
إلى ذلك، أعرب المسؤول الإغاثي عن مخاوفه من أن يصل القتال إلى ولاية الجزيرة، الواقعة بين النيلين الأزرق والأبيض، والتي تعتبر بمثابة سلة الخبز للبلاد، والتي نزح إليها كثير من سكان العاصمة الخرطوم بعد اندلاع الحرب، فضلا عن وجود 1.1 مليون لاجئ من جنوب السودان في ولاية النيل الأبيض، قد لا يتبق لهم خيار سوى العودة إلى بلادهم.
وكان تيبور ناجي، الرئيس السابق لمكتب إفريقيا بوزارة الخارجية الأميركية في إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، أكد الأسبوع الماضي لمجلة فورين بوليسي أن هناك المزيد والمزيد من الميليشيات المتورطة في الصراع السوداني»، لاسيما في دارفور.
كما حذر من أن الوضع الإنساني سوف يزداد سوءًا».
يذكر أن برنامج الأغذية العالمي كان نبه بدوره أمس الثلاثاء من أزمة جوع طارئة تلوح في الأفق على الحدود بين السودان وجنوب السودان، في وقت تستمر فيه العائلات الفارة من القتال في عبور الحدود. ولفت إلى أن البيانات التي جمعها تظهر أنه «من بين ما يقرب من 300 ألف شخص وصلوا إلى جنوب السودان في الأشهر الخمسة الماضية، يعاني واحد من كل خمسة أطفال من سوء التغذية، كما يقول 90% من الأسر إنهم يقضون عدة أيام دون تناول الطعام».
ويعيش السودان الذي لم يكن أصلا في أفضل أحواله، بل يعد من ضمن البلدان الأكثر فقراً، منذ اندلاع الصراع الدامي، ترديا متصاعدا في الأوضاع الإنسانية والإغاثية والمعيشية.

المصدر: صحيفة الأيام البحرينية

كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا

إقرأ أيضاً:

بسبب سوء التغذية.. وفاة 13 طفلاً سودانياً في مخيم للنازحين بولاية دارفور

أعلنت مجموعة أطباء سودانية الثلاثاء عن وفاة 13 طفلاً لأسباب تتعلق بسوء التغذية الشهر الماضي في مخيم للنازحين في إقليم دارفور بالسودان، حيث تسببت الحرب الأهلية في أسوأ أزمة إنسانية في العالم. اعلان

تُعدّ الوفيات في مخيم لقاوة بشرق دارفور أحدث مأساة في السودان، الذي دخل في حالة من الفوضى في أبريل/ نيسان 2023 عندما اندلعت التوترات بين الجيش وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم، وانتشرت بسرعة إلى باقي مناطق البلاد.

مأساة المخيم

وأفادت شبكة أطباء السودان، وهي مجموعة من المهنيين الطبيين السودانيين في جميع أنحاء البلاد الواقعة في شمال شرق أفريقيا، بوفاة الأطفال في بيان. وقالت إن المخيم، الذي يستضيف أكثر من 7000 نازح، معظمهم من النساء والأطفال، يعاني من نقص حاد في الغذاء.

وحثت المجموعة المجتمع الدولي ومنظمات الإغاثة على زيادة المساعدات الإنسانية للمخيم في ظل تزايد معدلات سوء التغذية، وخاصة بين الأطفال. لكن منظمات الإغاثة ناشدت الأطراف المتحاربة السماح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية.

انتشار سوء التغذية وأمراض أخرى

أفادت اليونيسف في وقت سابق من هذا الشهر بارتفاع بنسبة 46% في عدد الأطفال الذين يتلقون العلاج من سوء التغذية الحاد الوخيم - وهو أخطر أشكال سوء التغذية - في جميع أنحاء دارفور بين يناير/ كانون الثاني ومايو/ أيار، مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي.

وأضافت الوكالة الأممية أن أكثر من 40 ألف طفل أُدخلوا لتلقي العلاج من سوء التغذية الحاد الوخيم في ولاية شمال دارفور، وهو ضعف العدد المسجل في الفترة نفسها من العام الماضي.

وُجدت مجاعة في مناطق متعددة في دارفور ومنطقة كردفان الجنوبية.

كشفت المنسقية العامة لمخيمات النازحين واللاجئين في دارفور، الثلاثاء، عن تسجيل 2145 حالة إصابة بالكوليرا في منطقة الطويلة وحدها، إلى جانب 40 حالة وفاة، ووجود 207 مصابين في مراكز العزل، مع تسجيل معدل إصابة يومي يتراوح بين 100 و208 حالات.

Related مقتل 14 مدنياً في قصف لقوات الدعم السريع على مخيم نازحين بدارفورالنازحون في دارفور يصارعون الجوع وسط صراع مستمر وغياب للمساعداتالسودان: خمسة قتلى وعدد من الجرحى في الهجوم على قافلة إغاثة أممية في دارفور

تشكيل حكومة موازية

على صعيد تعميق الأزمة السياسية في البلاد، أعلنت قوات الدعم السريع، السبت، عن تشكيل حكومة موازية في السودان، في خطوة يرفضها الجيش، وحذرت الأمم المتحدة سابقا من مخاطرها على وحدة السودان.

وسيرأس قائد قوات الدعم السريع السودانية محمد حمدان دقلو (حميدتي)، المجلس الرئاسي في الحكومة الموازية، فيما سيكون قائد الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال عبد العزيز الحلو، نائبا له في المجلس المكون من 15 عضوا.

وخلال مؤتمر صحفي في نيالا، كبرى مدن إقليم دارفور، أعلن المتحدث باسم التحالف علاء الدين نقد، أنه جرى تعيين محمد حسن التعايشي رئيسا للوزراء في حكومة الدعم السريع، إلى جانب الإعلان عن حكام للأقاليم.

ووقّع أكثر من 20 كياناً سياسياً وفصيلاً مسلحاً في نهاية فبراير/ شباط الماضي في العاصمة الكينية نيروبي على الوثيقة السياسية التي شكّلت الأساس الذي ستقوم عليه الحكومة التي كُشف عنها.

سارعت وزارة الخارجية السودانية إلى شجب خطوة تشكيل الحكومة الموازية، ووصفتها، في بيان، بالحكومة بالوهمية والتي تسعي فيها قوات الدعم السريع إلى توزيع مناصب حكومية، مشيرة إلى أن هذه الخطوة فيها تغافل تام عن معاناة الشعب السوداني، على حد تعبير البيان.

وأدانت الخارجية السودانية موقف الحكومة الكينية التي استضافت الاجتماعات التحضيرية الخاصة بتشكيل الحكومة واعتبرتها انتهاكاً للسيادة السودانية.

وطالبت الحكومة السودانية كل المنظمات الدولية والحكومات بإدانة خطوة تشكيل الحكومة الموازية وعدم الاعتراف بها. وقالت إن أي تعامل مع حكومة الدعم السريع يُعتبر تعدياً على حكومة السودان وسيادتها على أراضيها.

كما وصف الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني، العميد نبيل عبد الله، خطوة تشكيل حكومة موازية بواسطة قوات الدعم السريع وفصائل موالية لها بالتمثيلية السمجة، على حد وصفه.

النظام الصحي يدفع ثمن الصراع

دمرت الحرب الأهلية النظام الصحي في السودان، مما أوجد بيئة خصبة للأمراض، وأثّر على صحة الملايين، بما في ذلك المجتمعات الضعيفة أصلاً. وتعاني البلاد من تفشي الكوليرا والحصبة والملاريا.

وقال شيلدون يت، ممثل اليونيسف في السودان: "هذه لحظة فارقة؛ فحياة الأطفال تعتمد على ما إذا كان العالم سيختار التحرك أم تجاهل الأمر".

أودت الحرب بحياة آلاف الأشخاص وشردت نحو 13 مليونًا من ديارهم، منهم 4 ملايين عبروا الحدود إلى الدول المجاورة.

كما اتسم القتال بفظائع، منها اغتصاب جماعي وقتل بدوافع عرقية، ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، لا سيما في دارفور، وفقًا للأمم المتحدة ومنظمات حقوقية دولية.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • صراع الهامش ضد المركز أم صراع الهامش والمركز من أجل البقاء؟
  • سأحدد متى ستكون لحظة المواجهة مع مناوي
  • أيُّ عصابة هذه التي تزعم حماية دارفور وتبتز أبناءها؟!
  • أنقذوا الفاشر حملة في السودان لفك حصار المدينة ووقف تجويعها
  • بسبب سوء التغذية.. وفاة 13 طفلاً سودانياً في مخيم للنازحين بولاية دارفور
  • داخل قوات مناوي ليس هناك رصيد تعاطفي يمكن أن ينقذ “ال دقلو” من غضب جنود المشتركة
  • عناوين الصحف السودانية اليوم الثلاثاء 29 يوليو 2025
  • بعد إعلان حكومة "تأسيس"...ما أسباب حالة الانقسام في السودان؟
  • سفير الخرطوم بالقاهرة: مصر قدمت خدمات جليلة للسودانيين المتواجدين في مصر
  • أمطار غزيرة في السودان خلال الساعات المقبلة