موقع 24:
2025-06-12@23:29:18 GMT

التحولات الخضراء في جامعات الإمارات

تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT

التحولات الخضراء في جامعات الإمارات

يلقى مفهوم الجامعات الخضراء والمستدامة اهتماماً كبيراً على مدى العقود القليلة الماضية، وتقوم مؤسسات التعليم العالي بدور فعال في ترسيخ الممارسات المستدامة، وإجراء البحوث، وتثقيف الأجيال المقبلة.

كما برزت الاستدامة كمسألة حيوية وأولوية إستراتيجية عليا للجامعات في جميع أنحاء العالم، وذلك من خلال دمجها الركائز الثلاث للاستدامة، أي البيئية والاقتصادية والاجتماعية، في جميع جوانب المؤسسة، بغية تحقيق رؤية خفض الانبعاثات الكربونية، وهذا يتطلب من أي مؤسسة نهجاً قوياً متعدد الجوانب، والاهتمام بكل ما من شأنه تحسين المناخ والحفاظ على البيئة.

ولنا أن نذكر التجارب الناجحة التي نفذتها العديد من الجامعات عبر أمريكا الشمالية وأوروبا وأستراليا وآسيا، وقيامها بتحولات ناجحة لتصبح مؤسسات خضراء، ومن الأمثلة الجديرة بالذكر جامعة كاليفورنيا بيركلي، وجامعة نوتنغهام، وجامعة ييل، وجامعة طوكيو، وجامعة سنغافورة الوطنية.

وقد أظهرت دولة الإمارات العربية المتحدة التزامها بالاستدامة عبر مختلف السياسات، ومحركات التنويع الاقتصادي، والسعي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

ولعل أهم ما يمثل دليلًا على ذلك الاهتمام الإماراتي أن جدول الأعمال الوطني لجامعة الإمارات العربية المتحدة 2021، قد أقر انتقال الجامعات إلى مؤسّسات "خضراء ومستدامة" كهدف أساسي، فهذا اعتراف من قادة الإمارات العربية المتحدة بالأهمية الكبيرة لتحويل نظام التعليم العالي فيها، ليتماشى مع أهداف التنمية المستدامة، وبدأت بالفعل انتهاج آليات عمل جديدة ومشتركة لتحقق التحولات الناجحة نحو التنمية المستدامة، ومع ذلك، لا تزال الجامعات في المراحل الأولى من تنفيذ المبادرات الشاملة المتعلقة بالحرم الأخضر.

وقد شملت المبادرات استدامة المباني الخضراء، والطاقة المتجددة، وإدارة النفايات، والنقل المستدام، وحفظ المياه، وسياسات الشراء، والتعليم المستدام.

وتعتبر الاستدامة أولوية إستراتيجية في الرؤية الوطنية للبلد بشكل عام، وفي جدول أعمال التعليم العالي على وجه الخصوص، فإن جامعات الإمارات العربية المتحدة تتمتع بفرصة كبيرة لتكون مثالًا تحتذيه الدول الشقيقة في تحويل جامعاتها ومجتمعاتها الطلابية، وتشمل تخضير الحرم الجامعي، وكفاءة العمليات، والتعليم والبحث، والتواصل المجتمعي.

وإن شئنا إلقاء مزيد من الضوء على التجارب الرائدة في هذا الصدد، فلعل معظمنا قد سمع وقرأ عن أن جامعة خليفة وجامعة الشارقة من بين الجهات التي تدمج الاستدامة في تخطيط الحرم الجامعي.. علاوةً على ذلك، هناك تزايد في اعتماد الطاقة المتجددة، والمباني الخضراء، والمناظر الطبيعية البيئية، ومبادرات الكفاءة البيئية، والتفكير النقدي، وصنع القرار لانشاء مؤسسات تعليمية تحظى بأكثر استدامة، وقد تطورت أدوات تقييم الاستدامة من التركيز على مقاييس الكفاءة البيئية إلى الاهتمام بالأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والثقافية.. إلخ، وهناك محاولات وطنية مخلصة لإدماج الاستدامة في المناهج الدراسية والبحوث، ومشاركة الطلاب من خلال الأنشطة الدراسية المشتركة، والتوعية البيئية، والتعاون المجتمعي، وتأثير المجتمع المحلي.

ليس هذا فحسب، فلا تزال هناك فرص كبيرة أمام جامعات الإمارات العربية المتحدة لاتخاذ خطوات تحويلية راسخة نحو الاستدامة الشاملة، فحيث هناك جامعات خضراء هناك ثقافة مستدامة.

ولا بد من التنويه بأن هناك ست جامعات عامة في الإمارات العربية المتحدة، تركز بدرجة كبيرة على الاستدامة، وهي: جامعة الإمارات العربية المتحدة، وجامعة زايد، والجامعة الأمريكية للشارقة، وجامعة الشارقة، وجامعة خليفة، وكليات التكنولوجيا العليا.

وعلى الرغم من إشادتنا بما تم في هذا المجال الحيوي، فلا بد من أن ينتهج المسؤولون آليات لتسريع التحولات الخضراء في جامعات دولة الإمارات، ولا بد من الاعتماد على المقاييس العالمية، وأن نركز على مصادر البيانات، وتقارير الاستدامة، والاستفادة من المواقع الشبكية الجامعية العالمية، ومن وثائق السياسات العامة، وإحصاءات التعليم العالي في الإمارات العربية المتحدة، فضلًا عن تحديث دراسات التقييم القائمة بشأن جامعات الإمارات العربية المتحدة.

والأهم من ذلك هو تحديد الثغرات والفروق بين المعايير العالمية والحالة الراهنة للإمارات العربية المتحدة، فهذا يوفر نظرة ثاقبة إلى سياسات الاستدامة في الجامعات وهيكلها وعملياتها التنفيذية ونتائجها القابلة للقياس، وذلك بزيادة التركيز على الشفافية المؤسسية، والاهتمام بالأثر القابل للقياس، بما يساعد على سدّ الثغرات وتقليل الفروق بينها وبين المعايير العالمية.

ولا ينفي هذا أن الإمارات العربية المتحدة قامت بمواءمة رؤيتها الجامعية الخضراء، مع أبعاد الاستدامة المعترف بها دولياً، وذلك من خلال حوكمة متكاملة، وإشراك أصحاب المصلحة، والاستفادة من الخبرات العالمية المتراكمة، وهناك فرص كبيرة آتية لامحال إلى دولة الإمارات العربية المتحدة من أجل التحول السريع إلى جامعات خضراء توازي الجانعات العالمية.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب انتخابات المجلس الوطني الاتحادي التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة عام الاستدامة الإمارات العربیة المتحدة جامعات الإمارات التعلیم العالی

إقرأ أيضاً:

البحث العلمي والتكنولوجيا تطلق جسور التنمية للاستفادة من العلماء المصريين بالخارج

أطلقت أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا دورة عام 2024 من برنامج "جسور التنمية" للمشروعات البحثية المشتركة بين الكوادر المصرية داخل الجامعات والمراكز البحثية وبين العلماء المصريين في الخارج، انطلاقًا من رؤية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لتعزيز التعاون العلمي والتكنولوجي مع جميع مكونات منظومة العلوم والابتكار داخل مصر وخارجها.

أكّد الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أن برنامج "جسور التنمية" يعكس التزام الدولة بربط العقول المصرية في الداخل والخارج لخدمة أهداف التنمية المستدامة، وتعزيز الريادة العلمية والاقتصادية لمصر. وأوضح أن استثمار طاقات أبنائنا من الكفاءات الوطنية داخل مصر وخارجها هو السبيل لتحقيق نقلة نوعية في البحث العلمي والتكنولوجيا، وهو ما تجسده هذه المشروعات البحثية المشتركة.

التعليم العالي تستجيب لـ 7,956 شكوى خلال عام 2024/2025 .. عاشور: تعزيز جسور الثقة مع المواطنتوقيع 42 اتفاقية تعاون بين مصر وفرنسا.. حصاد وزارة التعليم العالي للتعاون الدولي في العام المالي 2024 _ 2025

أوضحت الدكتورة جينا الفقي، القائم بعمل رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، أن البرنامج يشكل جسرًا حيويًا يربط بين الخبرات المصرية المتنوعة في الداخل والخارج، مما يتيح فرصًا حقيقية لتطوير البحث العلمي في مجالات ذات أولوية لمستقبل مصر مثل الطاقة، والذكاء الاصطناعي، والصحة، مؤكدة أن البرنامج يخلق بيئة بحثية متكاملة تدعم الابتكار وتعزز التنمية المستدامة.

شهدت دورة 2024 استقبال 83 مشروعًا بحثيًا عبر المنصة الإلكترونية، حيث تم تقييم 69 مشروعًا مستوفيًا للشروط بمشاركة عدد من الجامعات والمراكز البحثية المصرية، إلى جانب مشاركة متميزة من العلماء المصريين بالخارج. بعد التقييم النهائي، تم اختيار 12 مشروعًا فائزًا في مجالات حيوية تشمل الطاقة، الذكاء الاصطناعي، الصحة، الدواء، وعلوم البيئة.

شارك في المشروعات الفائزة جهات مصرية متعددة منها جامعة النيل، جامعة زويل، جامعة القاهرة، المركز القومي للبحوث، مستشفى 57357، جامعة بني سويف، جامعة عين شمس، جامعة الزقازيق، والمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية.

أما الشراكات الدولية فقد شملت مؤسسات عالمية مرموقة مثل جامعة هارفارد بالولايات المتحدة، وجامعة ريجاينا بكندا، وجامعة غلاسكو كالدونيان في المملكة المتحدة، ومعهد لايبنتز لعلوم الأرض التطبيقية في ألمانيا، ومركز القلب في سيغبرغر كلينيكن بألمانيا، ومستشفى تكساس للأطفال وكلية بايلور للطب في الولايات المتحدة، وكلية الصيدلة والعلوم الصيدلية بجامعة ألبرتا في كندا، ومركز التكنولوجيا الدقيقة بجامعة هدرسفيلد في المملكة المتحدة، وجامعة برينستون في الولايات المتحدة، وكلية الهندسة بجامعة نيوكاسل في المملكة المتحدة، وجامعة التكنولوجيا الماليزية (UTM) في جوهور.

???? للاطلاع على قائمة المشروعات الفائزة، يُرجى زيارة الرابط التالي:

http://www.asrt.sci.eg/all-news-ar/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B9%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%A7%D8%A6%D8%B2%D8%A9-%D9%81%D9%89-%D8%A8%D8%B1%D9%86%D8%A7%D9%85%D8%AC-%D8%AC%D8%B3%D9%88%D8%B1/?lang=ar

طباعة شارك وزارة التعليم العالي البحث العلمي جسور التنمية

مقالات مشابهة

  • البحث العلمي والتكنولوجيا تطلق جسور التنمية للاستفادة من العلماء المصريين بالخارج
  • عاشور:جسور التنمية تساهم في ربط العقول المصرية لتحقيق التنمية المستدامة
  • مراسل سانا: انطلاق أولى رحلات شركة الطيران “فلاي شام” من مطار دمشق الدولي إلى مدينة أبو ظبي في دولة الإمارات العربية المتحدة
  • إليك المنتخبات العربية الآسيوية التي بلغت الملحق المؤهل لكأس العالم
  • مريم الكعبي محذرة من إثارة الفتنة بين الدول العربية: هناك من ينتظرنا أن نتفكك
  • رئيس جامعة أسيوط: إطلاق العدد الأول من المجلة العربية للتكنولوجيا الحيوية
  • جرائم حرب وإبادة جماعية.. تقرير أممي يكشف عن فضائح إسرائيل في جامعات غزة
  • وزير الخارجية يلتقي مجموعة من طلاب كبرى الجامعات البريطانية بالمملكة المتحدة
  • وزير الخارجية والهجرة يلتقي بمجموعة من الطلاب في الجامعات بالمملكة المتحدة
  • تحريض إسرائيلي على قطر ومزاعم بتمويلها لخطابات معاداة السامية