يعتبر الهجوم واحداً من أكثر الضربات دموية ضد الجيش خلال الحرب الأهلية الدائرة منذ أكثر من 12 عاماً.

شيعت سوريا اليوم الجمعة (6 أكتوبر/تشرين الأول 2023) جنازات عشرات الأشخاص الذين قتلوا في هجوم بطائرات مسيرة على حفل تخريج طلاب في الكلية الحربية في حمص أمس الخميس، في واحدة من أكثر الضربات دموية ضد الجيش خلال الحرب الأهلية الدائرة منذ أكثر من 12 عاماً.

 وأعلنت سوريا الحداد لمدة ثلاثة أيام.

مختارات مخدر الحرب.. ماذا نعرف عن الكبتاغون المُنتج في سوريا؟ احتجاجات السويداء.. بوادر ثورة جديدة أم غضب بسبب غلاء الأسعار؟

وقصفت عدة طائرات مسيرة فناء الكلية الحربية في حمص حيث كانت العائلات مجتمعة مع الضباط الجدد، ووقع الهجوم بعد دقائق من مغادرة وزير الدفاع علي محمود عباس. 

الدفاع والخارجية تتعهدان الرد بقوة

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم. واتهمت وزارتا الدفاع والخارجية السوريتان ما وصفتها بـ"الجماعات الإرهابية" بشن الهجوم، دون الخوض في مزيد من التفاصيل، وتعهدتا بالرد بكل قوة.

وخرجت نعوش الضحايا الملفوفة بالعلم السوري من المشفى العسكري في حمص صباح اليوم الجمعة. وعزفت فرقة عسكرية موسيقى جنائزية وأدت القوات المصطفة التحية. وقال عباس خلال الجنازة للصحفيين: "الشهداء الذين ارتقوا أمس ثمن دمائهم غال جدا".

وقال ياسر محمد، وهو ضابط حديث التخرج نجا من الهجوم لكن والدته لقيت حتفها "جاءت أمي لتحتفل بي، كما لو كانت قادمة لحضور حفل زفافي". وتحدث لرويترز بصوت تخنقه الدموع: "كنا سعداء، وكنا نلتقط الصور، ثم فجأة... إنه يوم صعب ومأساة كبيرة".

وقالت وزارة الصحة السورية إن 89 شخصا قُتلوا، بينهم 31 امرأة وخمسة أطفال. وقدر المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يتابع الصراع السوري، عدد القتلى بأكثر من 120 شخصا.

واستمرت القوات الحكومية السورية طوال الليل وحتى صباح الباكر من اليوم الجمعة في قصف الأراضي التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في محافظتي إدلب وحلب الشماليتين بالمدفعية، وفقا للمرصد ومجموعة الدفاع المدني المعروفة باسم " الخوذ البيضاء " التي تعمل في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.

وذكر المرصد أن القصف أدى لمقتل 12 مدنياً على الأقل. ومنعت السلطات إقامة صلاة الجمعة خوفا من تعرض المساجد للهجوم.

قالت وزارة الصحة السورية إن 89 شخصا قتلوا في الهجوم ، بينهم 31 امرأة وخمسة أطفال.

هجوم غير مسبوق

كان هجوم أمس الخميس استخداما غير مسبوق للطائرات المسيرة ضد القوات الحكومية في الحرب التي بدأت باحتجاجات ضد الرئيس بشار الأسد في عام 2011 تحولت إلى صراع أودى بحياة مئات الآلاف وتشريد الملايين.

وفي يونيو/حزيران، هاجمت طائرة مسيرة مدينة القرداحة، مسقط رأس عائلة الأسد، في محافظة اللاذقية. لكن الهجوم الذي وقع أمس الخميس واستخدم فيه سرب من الطائرات المسيرة يمثل أكثر الهجمات دموية وتنسيقاً التي يستخدم فيها هذا السلاح ضد القوات الحكومية حتى الآن.

وقال الباحث فيم زفيننبرغ لرويترز إن مقاتلي المعارضة المسلحة من المتشددين بدأوا باستخدام طائرات مسيرة محلية الصنع في أوائل عام 2018 بهجمات شملت استهداف قاعدة حميميم الجوية الساحلية حيث مقر العمليات الروسية في سوريا. وأضاف أنه مع عدم ظهور أشلاء في لقطات مصورة عن الهجوم، لا يمكن استخلاص إلا القليل من النتائج عن نوع الطائرات المسيرة أو حمولتها.

واعتمد الأسد بشكل كبير على الدعم العسكري من روسيا وإيران والفصائل المدعومة من طهران خلال الحرب، بعد أن هزت الانشقاقات الجيش السوري في بداية الصراع. وتساعد روسيا في الجهود المبذولة لدعم الجيش السوري.

وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أرسل برقية تعازي للأسد اليوم الجمعة ووصف الهجوم بأنه "جريمة وحشية".

وتعد الكلية الحربية في حمص من أقدم الكليات العسكرية في سوريا ويتخرج فيها جميع ضباط القوات البرية.

ع.ح./ع.ج.م. (رويترز) 

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: هجوم بطائرات مسيرة سوريا القرداحة الكلية الحربية في حمص الجيش السوري الحرب في سوريا العلم السوري الجماعات الإرهابية وزارة الصحة السورية الخوذ البيضاء المرصد السوري لحقوق الإنسان محافظة اللاذقية فلاديمير بوتين دويتشه فيله هجوم بطائرات مسيرة سوريا القرداحة الكلية الحربية في حمص الجيش السوري الحرب في سوريا العلم السوري الجماعات الإرهابية وزارة الصحة السورية الخوذ البيضاء المرصد السوري لحقوق الإنسان محافظة اللاذقية فلاديمير بوتين دويتشه فيله الکلیة الحربیة الیوم الجمعة فی حمص

إقرأ أيضاً:

قواعد جديدة للجيش السوري.. هل تُنقذ المؤسسة العسكرية من الفوضى أم تبقى بيانات بلا فعل؟

أصدرت وزارة الدفاع السورية قواعد سلوك جديدة للجيش الجديد تهدف إلى تعزيز الانضباط وصون الحقوق، لكن التساؤلات تبقى حول مدى إمكانية تطبيقها في ظل استمرار الفوضى الأمنية وعدم انضواء الفصائل تحت مظلة واحدة. اعلان

في خطوة تُعدّ الأولى من نوعها منذ بدء إعادة هيكلة الجيش السوري بعد سنوات من الحرب والانقسامات، أصدرت وزارة الدفاع السورية، مساء الجمعة، مجموعةً من القواعد السلوكية والانضباطية الملزِمة لكل من يرتدي الزي العسكري ضمن ما يُعرف بـ"الجيش السوري الجديد" .

وتهدف هذه الخطوة، وفق بيان رسمي، إلى "صون الحقوق والحريات، وبناء جيش وطني محترف ملتزم بالقانون، وقادر على حماية الوطن والمواطن".

ميثاق أخلاقي جديد لتنظيم السلوك العسكري

وأكدت وزارة الدفاع أن المجموعة الجديدة من القواعد تشكّل ميثاقًا أخلاقيًّا وسلوكيًّا ينظم تصرفات العسكريين من مختلف الرتب والمواقع، سواء في الميدان أو خارجه، وأثناء السلم كما الحرب.

وجاء في نص البيان أن هذا الميثاق يستند إلى قيم أصيلة تتمثل في الانضباط، والالتزام، واحترام القانون، وترسيخ الوحدة الوطنية ، مشددة على أن الجيش هو "عماد البلاد، ودرعها الحصين، وموضع ثقة الشعب وأمله في الدفاع عن وحدته وسلامته".

وتضمّن الملف تعريفًا دقيقًا للواجبات الأساسية التي يجب أن يتحلى بها كل عسكري، مثل الدفاع عن الوطن، والتضحية في سبيله، وحماية المدنيين، واحترام المواطنين دون تمييز، والتمسك بالأوامر المشروعة والنظام العام، مع التأكيد على ضرورة مراعاة حقوق الإنسان حتى في التعامل مع عناصر العدو.

كما رسمت القواعد حدودًا واضحة لما لا يجوز فعله تحت أي ظرف، بما في ذلك عصيان الأوامر، والتعدي على المدنيين، وإلحاق الضرر بالممتلكات، وممارسة التمييز الطائفي أو العرقي، وإساءة استخدام السلطة، والإخلال بالنظام العام، وخرق السرية العسكرية، والتصريح إعلاميًّا دون إذن.

Relatedالشرع: سوريا طوت صفحة الماضي ولن تكون ساحة لتقاسم النفوذوزارة الداخلية السورية تطلق عملية إعادة هيكلة شاملة للمنظومة الأمنية والإداريةهيكلية جديدة للجيش السوري تضم 130 فصيلاً ولشرق الفرات ترتيبات أخرىهل سيطبّق؟ الواقع يتحدّى البيانات

رغم الطموحات الكبيرة التي تحملها هذه القواعد، إلا أن التساؤلات تبقى مطروحة حول مدى إمكانية تطبيقها فعليًّا ، في ظل استمرار حالة الفوضى الأمنية في العديد من المناطق، وعدم انضواء فصائل كثيرة تحت مظلة الجيش النظامي.

فعلى الأرض، لا تزال حالات الانفلات الأمني والانتهاكات الإنسانية تبرز بوضوح ، مثل المجازر التي وقعت مؤخرًا في مناطق متفرقة من سوريا، بما فيها الساحل، وجرمانا، وصحنايا، وأطراف السويداء، وفي بلدة قطنا بريف دمشق، حيث اندلعت أعمال عنف واسعة بعد كمين نصبته قوى الأمن لمجموعة مهربين، أدت إلى مقتل ضابط، تلاها حرق متعمّد لمحال تجارية تعود لأشخاص من الطائفة الدرزية ، نفذتها عناصر أمنية وعسكرية.

ردود فعل المجتمع: تفاؤل مشوب بالشكوك

أحمد، مواطن دمشقي، يقول ليورنيوز: "أنا متفائل بهذه الخطوة، لكن المشكلة أن عدد الفصائل كبير جدًّا، ومن الصعب السيطرة عليها فقط عبر بيانات وقواعد. هناك حاجة إلى حزم حقيقي، وإلى تفعيل آليات رقابية وعقابية. لقد انتهت مهلة العشر أيام التي أعطيت لبعض الفصائل لتقويم نفسها والانضمام للجيش، ولم يُعلن شيء حتى الآن".

من جهتها، سميرة، مقيمة في دمشق قرب هيئة الأركان ، ترى أن الأمور لا تزال بعيدة عن التحسن الحقيقي: "لا أؤمن بهذه القواعد طالما أن الهيكل التنظيمي والعقيدة العسكرية غير واضحة، وأن الهندام العسكري غير موحد، وأن التجيش الطائفي ما زال سائدًا. كيف نتحدث عن انضباط ونحن نرى عساكر بشعر طويل ولحى طويلة، يفتقدون إلى الشكل المنظم؟"

من جهته، يحذر مواطن، طلب عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية، من محاولات استنساخ تجارب سابقة في الشمال السوري داخل الجيش الجديد، ويقول: "نريد جيشًا للجميع، وليس جيشًا للسنة فقط. لم نشهد أي مبادرات حقيقية لدمج مسيحيين أو علويين أو دروز أو أكراد من خارج قسد في صفوف الجيش. إذا لم يتم تعزيز الوطنية ونبذ المحاصصة، فإن هذه الخطوة ستظل مجرد بيانات".

هيكلية الجيش الجديدة

وقبل أيام أكد وزير الدفاع مرهف أبو قصرة خلال لقاء تلفزيوني أن وزارة الدفاع عقدت اجتماعات مع 130 وحدة عسكرية وفصيلاً خلال الأشهر الماضية، شرحت خلالها الرؤية والهيكلية الجديدة التي ستنظم تحتها هذه الوحدات ضمن البنية التنظيمية للوزارة، مشيراً إلى تحقيق تقدم كبير في هذا المجال.

اعلان

وأوضح أنه تم منح مهلة مدتها 10 أيام للفصائل الصغيرة في المحافظات لمراجعة وزارة الدفاع وإتمام عملية الإدماج، وأن هذه المهلة لا تشمل شمال شرق سوريا حيث يجري التعامل مع هذا الملف ضمن اتفاق مختلف.

وشدد الوزير على ضرورةضبط جميع الجهات العسكرية تحت سلطة الوزارة، وعدم السماح بوجود أي جهة خارج إطارها التنظيمي، مؤكداً التعاون مع وزارة الداخلية لمنع أي تعديات أو تجاوزات على حقوق الشعب، ومنع فلول النظام السابق من زعزعة الأمن والاستقرار.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • قواعد جديدة للجيش السوري.. هل تُنقذ المؤسسة العسكرية من الفوضى أم تبقى بيانات بلا فعل؟
  • ليلة حمراء في الفاخر.. قوات مشتركة تتسلل خلف خطوط الحوثيين وتقضي على مجموعة داخل منزل قيادي بارز
  • قتلى ومصابون بقصف استهدف 3 مواقع في الساحل السوري (شاهد)
  • قتلى ومصابون في قصف استهدف 3 مواقع في الساحل السوري (شاهد)
  • الجمعة مش أول يوم العيد.. هذه الدول تخالف السعودية وتعلن السبت 7 يونيو عيد الأضحى
  • ارتفاع جديد لعدد قتلى فيضانات نيجيريا
  • وزير الدفاع اللواء المهندس مرهف أبو قصرة: إلى العاملين في الجيش والقوات المسلحة، إن التزامكم بلوائح السلوك والانضباط -التي ستصدر بعد قليل- يعكس الصورة المشرقة التي نسعى لرسمها في جيش سوريا، بعدما شوّهه النظام البائد وجعله أداةً لقتل الشعب السوري، فيما نعم
  • وزير الدفاع اللواء المهندس مرهف أبو قصرة: إيماناً بأن الجندية تمثل رسالةً سامية ومسؤوليةً وطنية كبرى، ولأن تصرفات أي عامل في القوات المسلحة تنعكس بالضرورة على الجيش بأكمله، كان من الضروري إعداد لائحة تتضمن الواجبات والمحظورات التي ترسم قواعد السلوك والانض
  • وزير الدفاع يلتقي الضباط القائمين على إدارة الكلية الحربية في هيئة التدريب بدمشق
  • معركة الفجر.. قوات الجيش تحبط هجوماً حوثياً مزدوجاً وتنتقل للهجوم في الضالع