بغداد اليوم-متابعة

قادات اجراءات "التشديد" من البنك المركزي العراقي على الدولار النقدي او مايسمى بـ"دولار المسافرين" لحرمان العديد من المسافرين من حصصهم من الدولار، ليتسبب البنك المركزي بدفع العديد من المسافرين لشراء الدولار من السوق الموازي وهو اجراء يتسبب برفع سعر الدولار اكثر، حيث ادت اجراءات البنك المركزي لاضافة ضغط الطلب النقدي على الدولار، بالاضافة الى طلب التجار للدولار الموازي لغرض التهرب من الضريبة او لتمويل تجارتهم من الدول المحظورة من الدولار.


ولم تتسبب اجراءات البنك المركزي بذلك فحسب، بل أدت لاتاحة فرصة "التلاعب والفساد" في المصارف المتاح لها الوصول الى الدولار النقدي في البنك المركزي دون غيرها، حيث قامت هذه المصارف بالحصول على الدولار بواسطة اوراق المسافرين وعدم تسليمها لهم بدعوى نفاد الكميات المخصصة، لتقوم ببيعها في السوق الموازي والاستفادة من فارق العملة، فضلا عن تعاملات ابتزازية اخرى، من قبيل حصول الموظفين على مايقارب الـ100 دولار كرشوى من المسافرين مقابل السماح لهم بالدخول لايداع اموال الدينار للحصول على حصتهم من الدولار لغرض السفر.

وفي بيان له قرر مصرف الرافدين الحكومي، بتاريخ 24 سبتمبر/ أيلول الماضي، التريث في بيع الدولار للمسافرين في عدد من فروعه، بسبب عدم تعزيز البنك المركزي العراقي حصته من العملة الأميركية.

ووفقاً لتعميم صادر من المصرف إلى فروعه بما يخص حصصها من الدولار، تقرر التريث في استقبال إيداعات المسافرين لقاء صرف الدولار النقدي إلى إشعار آخر.


شهادات مسافرين

في السياق، ينقل تقرير صحفي عن أحمد سلمان، 43 عاماً، قوله إنه ذهب إلى أكثر من بنك عراقي كان مخولاً باستلام إيداعات المسافرين، إلا أن هذه البنوك أغلقت أبوابها أمامهم بسبب تعليمات إدارة مصرف الرافدين، بعدم اعتماد عدد من فروعه والاعتماد على فروع عدة، مما أحدث اكتظاظاً بالمسافرين في طابور منذ ساعات متأخرة من الليل وحتى الصباح.

وأضاف سلمان أنّه توجه إلى أحد فروع مصرف الرافدين في جانب الكرخ من العاصمة بغداد، لكن حماية المصرف لم يسمحوا له بالدخول لأن العدد المحدد لاستلام إيداعات المسافرين 25 مسافراً فقط، وأن هذا العدد قد اكتمل، مشيراً إلى أن إدارة البنك أبلغتهم بعدم إدخال أي مراجع يروم الإيداع لغرض السفر.


كذلك أشار إلى أن أحد عناصر حماية البنك أخذه إلى كابينة الحراسة وطلب منه مبلغاً مقداره 150 ألف دينار عراقي (115 دولاراً تقريباً)، لأحد الموظفين، من أجل إضافته ضمن قائمة اليوم التالي، والسماح له بدخول البنك لغرض الإيداع.

وقال سلمان إنه رفض الامتثال لهذا الإجراء بسبب مخالفته الشرعية والقانونية، مبيناً أنه ذهب إلى سوق بورصة الحارثية لتصريف الدينار إلى دولار، لأن موعد سفره قد أقترب ولا بد من الحصول على العملة الصعبة.


وفي المصرف ذاته، أكد المواطن عقيل الزوبعي أنه لم يتمكن من إيداع أمواله من أجل الحصول على الدولار لأغراض السفر لمرات عدة.


وأوضح أنه اضطر لدفع مبلغ من المال مقداره 125 ألف دينار عن كل مسافر لأحد موظفي المصرف، من أجل إدخال أسمائهم ضمن قائمة المسموح لهم بالدخول إلى البنك من أجل الحصول على الدولار.


وأشار إلى أن الحال لدى شركات الصرافة لا يختلف عن إجراءات البنوك في استحصال أموال غير قانونية من المسافرين، وأن هذه الشركات لا تعطي المسافرين حقوقهم في التصريف، إنما تبيعها بأسعار مرتفعة قياساً بالسعر المحدد من قبل الحكومة العراقية.


احتكار الدولار

من جهته، أكد الباحث الاقتصادي عمر الحلبوسي أن مجموعة من المصارف تحتكر الجزء الأكبر من نافذة بيع العملة، مبيناً أن هذه المصارف تمتلك نفوذاً داخل البنك المركزي من خلال اللوبي الفاعل بالبنك المركزي وهو ما مكنهم من فرض نفوذهم في السوق.

وخلال حديثه قال إن "احتكار القلة للدولار جعل هذه المصارف تضارب في السوق السوداء، لتحقيق أكبر قدر من الأرباح على حساب انخفاض قيمة الدينار العراقي".


وأضاف أن إجراءات البنك المركزي لم تقدم حلولاً لمشكلة الدولار، إنما فاقمت المشكلة بعد إغلاقها لعدد من منافذ الإيداع للمسافرين، مما فرض الاحتكار في السوق الموازي.


وأكد الحلبوسي أن حالة الفساد في البنوك ومنافذ تسليم الدولار الرسمية منتشرة في المصارف منذ بدء بيع دولار المسافرين، ووصل سعر المسافر الواحد إلى أكثر من 250 ألف دينار مقابل السماح بدخول المسافر للإيداع.


وأشار إلى أن هناك مصارف قامت بإدخال المسافرين واستلمت أوراقهم لغرض البدء بتسليمهم الدولار وبعد إدخال معلوماتهم للمنصة تم إبلاغ المسافرين بنفاد الدولار، وتبين فيما بعد أن المصرف قد اشترى الدولار باسم المسافر دون علمه.


وأضاف أن هناك معلومات أثبتت قيام المصارف بشراء الدولار بأوراق عملائهم بالتعاون مع شركات السفر دون علم العملاء.

وانتقد الحلبوسي سياسة البنك المركزي في الحد من عمليات الفساد، ومحاسبة هذه المصارف، إنما تغاضى عنها لأنها تمتلك نفوذاً داخل البنك المركزي مما يجعلها فوق سلطة القانون، على حد وصفه.


تواطؤ وفساد

من جانب آخر، انتقد الخبير الاقتصادي ضياء المحسن سياسة البنك المركزي العراقي في مواجهة الأزمة النقدية التي تشهدها السوق العراقية، مع استمرار تذبذب سعر صرف الدولار وعدم السيطرة على الارتفاع الحاصل في قيمته بالسوق الموازي.


وأكد المحسن أن هناك تواطؤاً من قبل بعض الأطراف داخل البنك المركزي في ملف الدولار، لأن إدارة البنك المركزي على علم بما تقوم به شركات الصيرفة من بيع للدولار واستغلال لجوازات السفر، متهماً بعض الشخصيات داخل البنك المركزي بالتواطؤ في هذا الجانب.


وأضاف أن هناك جهات في إدارة البنك المركزي العراقي تعمل لحساب بعض الكتل السياسية والمصارف الخاصة، تتدخل لمنع رئيس الحكومة، محمد السوداني، من العمل على الحد من أنشطتهم، وتضغط من أجل استمرار فوضى الدولار أطول فترة ممكنة.


المصدر: العربي الجديد

المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: البنک المرکزی العراقی داخل البنک المرکزی الدولار النقدی السوق الموازی من المسافرین هذه المصارف على الدولار من الدولار فی السوق أن هناک من أجل إلى أن

إقرأ أيضاً:

أستاذ قانون تجارى : مصر استعادت زمام الأمور بفضل الاحتياطي النقدي الكبير والقضاء على السوق السوداء للدولار

قال الدكتور أحمد سعيد، أستاذ القانون التجاري الدولي، وخبير التشريعات الاقتصادية، إن الآثار السلبية الوحيدة تتمثل في الحرب الدائرة في المنطقة، والتي أثرت على دخل قناة السويس، مقدرًا الخسائر المصرية في العام الماضي وهذا العام بأكثر من 15 مليار دولار بسبب انخفاض دخل القناة جراء المعارك في البحر الأحمر، ومع ذلك أكد أن كل الأمور الاقتصادية في مصر متزنة وقوية جدًا، وشهية الاستثمار العالمي في مصر إيجابية جدًا.

ودعا "سعيد"، خلال مداخلة هاتفية عبر قناة "إكسترا نيوز"، إلى الثقة في التقارير الإيجابية الصادرة عن المنظمات الدولية، تمامًا كما يتم التعاطي مع التوصيات السلبية، مشيرًا إلى أن المصريين كافحوا وتعبوا للوفاء بالتزاماتهم، مؤكدًا أن القيمة الحقيقية للجنيه المصري ليست هي الموجودة في السوق، وأن البنك الدولي أشار إلى أنه مقوم بأقل من قيمته بحوالي 25-30% بسبب الأزمات.

وأوضح أن مصر استعادت زمام الأمور بفضل الاحتياطي النقدي الكبير، وتحويلات العاملين في الخارج المستقرة، والقضاء على السوق السوداء للدولار، مؤكدًا أن المطلوب من الحكومة والبنك المركزي هو الاستمرار على مثل هذا الأداء من الاستقرار السياسي والاقتصادي.

وشدد على ضرورة الاستمرار في إعادة الهيكلة للاقتصاد المصري، مع الأخذ في الاعتبار المعايير الإنسانية في تطبيق الإصلاحات الاقتصادية التي قد تؤثر على المواطنين، مشيرًا إلى أن جاذبية مصر لرؤوس الأموال العالمية تتجلى في الاستثمارات في مشروعات مثل رأس الحكمة والساحل الشمالي، حيث أصبح الأثرياء الأوروبيون يُقبلون على شراء العقارات وإنشاء المصانع، مما يؤكد أن مصر أصبحت بيئة آمنة وجاذبة.

أستاذ قانون: مصر أصبحت بيئة خصبة وجاذبة للاستثمار الأجنبيتنفيذ مشروعات استثمارية.. تعاون بين محافظة المنوفية ومعهد بحوث البترولوزير الاستثمار يطرح أربع ركائز للإصلاح الاقتصاديباستثمارات 970 مليون جنيه.. اقتصادية قناة السويس توقع عقد إنشاء مصنع منسوجات طباعة شارك الاستثمار المشروعات مصر

مقالات مشابهة

  • بكم الصرف اليوم؟ آخر تحديث بالأسعار في عدن ومأرب وصنعاء
  • المصرف المركزي يعلن إطلاق منظومة “راتبك لحظي” الخاصة بموظفي القطاع العام
  • تراجع سعر صرف الدينار العراقي مقابل الدولار بنهاية الأسبوع
  • البنك الأهلي المصري يتيح فتح الوديعة عبر تطبيق الموبايل بآجال متنوعة
  • المصرف المركزي يربط استقرار السوق بسعر إغلاق الدولار يوم الأحد
  • المصرف المركزي يطلق منظومة «راتبك لحظي» لتسريع صرف مرتبات القطاع العام
  • المصرف المركزي يبقي على سعر الأساس عند 4.40%
  • أستاذ قانون تجارى : مصر استعادت زمام الأمور بفضل الاحتياطي النقدي الكبير والقضاء على السوق السوداء للدولار
  • «المركزي» يلغي رخصة شركة النهدي للصرافة
  • شعبة الاتصالات: استمرار الإعفاء يسهم في تقليل تهريب الهواتف ويعزز الشراء الشرعي