لجريدة عمان:
2025-05-28@09:50:36 GMT

نوافذ: قبل أن يبدأ معرض مسقط

تاريخ النشر: 7th, October 2023 GMT

يوم الأربعاء الماضي أعلنت إدارة معرض مسقط الدولي للكتاب على صفحتها في منصة إكس عن فتح باب التسجيل للمشاركة في المعرض في نسخته الثامنة والعشرين، التي ستقام في الفترة من 21 فبراير حتى 2 مارس 2024م. وقد جاء هذا الإعلان بينما يتواصل معرض الرياض الدولي للكتاب محقِّقًا نجاحًا كبيرًا، سواء من ناحية استقطابه للجمهور، أو من خلال فعالياته الثقافية النوعية، التي احتلت سلطنة عمان مكان الصدارة منها، كونها ضيف شرف المعرض هذا العام، أو من خلال اهتمامه بالتفاصيل الصغيرة التي هي أساس كل نجاح.

وإذا كان من دواعي الفرح أن يكون معرض مسقط واحدا من أهم معارض الكتاب العربية اليوم، ومن أكثرها إقبالا من قبل الجمهور، فإن ثمة سلبيات ظهرت في السنوات الماضية تعكّر صفو هذا الفرَح، ينبغي التكاتف من الجميع للقضاء عليها. ولأن إدارة المعرض كانت حاضرة في الرياض فإنه يحدوني الأمل أن تستفيد من تنظيمه الناجح، وأن تتلافى بعض ملاحظات دورات معرض مسقط السابقة.

أبرز هذه الملاحظات هي شحّ الفعاليات الثقافية النوعية، التي لا أقول إنها معدومة، ولكنها ضئيلة بالمقارنة مع فعاليات أخرى مكرورة اقتُرِحتْ لمجرد ملء الجدول، ولا تقدم أية إضافة ثقافية، وأعزو ذلك إلى عدم وجود جهة وازِنة تغربل اقتراحات الجهات الثقافية العُمانية المتعددة من الفعاليات، وتنتقي منها الأفضل. قد يقول قائل إن ثمة لجنة ثقافية للمهرجان، وهذا هو دورها، وهذا صحيح، لكنها على ما يبدو لا يهمها أن تضطلع بدور أكبر من استقبال الاقتراحات وإقرارها، في المقابل رأينا كيف أن اللجنة الثقافية لمهرجان مسقط التي ضمت مثقفين عُمانيين منخرطين في الشأن الثقافي استطاعت في العقد الأول من الألفية الجديدة تنظيم فعاليات ثقافية نوعية لا تزال تُذكَر إلى اليوم.

الملاحظة الأخرى هي التأخر في إعلان تفاصيل معرض مسقط والمشاركين فيه وفعالياته الثقافية حتى اللحظة الأخيرة التي تكون عادة قبل تدشين المعرض بأسبوع أو اثنين، الأمر الذي يُضيع على منظّمي الفعاليات الثقافية من جمعيات وصالونات أدبية وأندية ثقافية فرصة الاستعداد الجيد لعدم التأكد من قبول هذه الفعاليات، إذ لا تستطيع هذه الجهات مخاطبة الشخصيات التي اقترحتْها ما لم تتلق الموافقة المؤكدة عليها، ناهيك عن الاستعدادات اللوجستية الأخرى وأقلها تجهيز تصميم جيّد يتضمن عنوان الفعالية وصورة ضيفها بشكل فني مقنع، وقد رأينا في نسخة العام الماضي كيف أن أكثر من كاتب عُماني فوجئ باسمه في وسائل الإعلام مشاركا في فعالية من فعاليات المعرض هو آخر من يعلم عنها! والأدهى والأمر أن يتصدّر اسم الأديب العالمي أمين معلوف قائمة أهم ضيوف معرض مسقط بينما هو معتذر أصلا بسبب التأخر في مخاطبته قبل فترة قصيرة فقط من بدء المعرض، ومن كان مثله تنبغي مخاطبته قبل أشهر عديدة من الفعالية المُزمعة، لا في اللحظة الأخيرة. وهنا تبرز مرة أخرى أهمية رئيس اللجنة الثقافية الذي أسمّيه «المصبّ»، إذْ من المفترض أن تصبّ فيه كل الفعاليات والأنشطة، ويتأكد هو بدوره من إتمام كل الاتفاقات حول الفعاليات الثقافية المزمعة، وموعد إقامتها ومكانه، وموافقة الضيوف، ثم يتيح بعد ذلك المعلومة المؤكدة لإدارة المعرض، ثم لوسائل الإعلام.

الملاحظة الأخرى تتعلق بالضيوف من كتاب ومثقفين وصحفيين، إذْ لا ينبغي أن تنتهي علاقة منظمي المعرض بهؤلاء بمجرد وصولهم إلى الفندق المحجوز لهم، بل على العكس تماما، هنا تبدأ المهمة لا تنتهي، فهؤلاء بحاجة إلى مَن يرشدهم إلى الفعاليات أو ينقلهم من مكان إلى آخر، وإلى من يسهر على راحتهم حتى وقت المغادرة، وتجربة معرض الرياض مُلهِمة في هذا الجانب، فقد أوكلت هذه المهمة إلى شركة خاصة كانت مهمتها العناية الفائقة بالضيوف بشكل يومي.

أما التقليد السنوي الجميل الذي بدأه معرض مسقط منذ عدة سنوات بتكريم شخصيات ثقافية عُمانية خلال المعرض فإن من الأهمية بمكان أن يكون هذا التكريم في بداية المعرض لا يومه الختامي، فهكذا هو ديدن معارض الكتاب الأخرى في العالم، وأن يُعلَن عن الشخصيات المكرمة قبل بدء المعرض، ليتسنى لها الاستعداد لذلك من جهة، ولوسائل الإعلام تغطية هذا التكريم بما يليق به من جهة أخرى.

هذه مقترحات بسيطة لتلافي بعض هنات معرض مسقط، من محبّ له، ومتابع عن كثب عبر سنوات عديدة، ويشعر بالفرح عندما يراه قبلة الناشرين والمثقفين في الوطن العربي.

سليمان المعمري كاتب وروائي عماني

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: معرض مسقط

إقرأ أيضاً:

سفير صربيا يفتتح معرض الفن الإفريقي في بلجراد بالمتحف الوطني للحضارة

افتتح سفير صربيا في القاهرة ميروسلاف تشيستوفيش اليوم الاثنين معرضا تحت عنوان " المتاحف كجسور للثقافة: لقاءات مصرية صربية في متحف الفن الإفريقي في بلجراد " وذلك في المتحف الوطني للحضارة المصرية.


ويعرض المعرض مجموعة من البرامج والمشروعات والمبادرات التي طُوّرت على مدار أكثر من أربعين عامًا من وجود متحف الفن الإفريقي في بلجراد ويقدم المسار الزمني للتواجد المصري في متحف الفن الإفريقي ، منذ فترة خمسينيات القرن الماضي وبداياته الأولى، مرورًا بالتطور المؤسسي والتكوين الإداري للمتحف، وصولًا إلى المعارض والمنشورات والأنشطة التعليمية المعاصرة التي تُركز على موضوعات التراث الثقافي المصري.


ويقدم هذا المعرض، لأول مرة، للجمهور المصري نظرة عامة مفصلة عن وجود وعمل متحف الفن الإفريقي، فضلاً عن التزامه المستمر بتقدير وحفظ التراث الثقافي المصري . 


ويأتي تنظيم المعرض ، تنفيذا لمذكرة التعاون الموقعة بين المتحف الوطني للحضارة المصرية ومتحف الفن الإفريقي في بلجراد.

طباعة شارك المتحف الوطني للحضارة المصرية سفير صربيا في القاهرة المتاحف كجسور للثقافة متحف الفن الإفريقي في بلجراد

مقالات مشابهة

  • طلاب الدورات الصيفية بالسخنة يزورون معرض الشهيد القائد بالحديدة
  • سفير صربيا يفتتح معرض الفن الإفريقي في بلجراد بالمتحف الوطني للحضارة
  • المجمّع الثقافي يستضيف معرض ميثاء عبدالله حتى 30 أغسطس
  • افتتاح معرض منتجات المرأة الريفية في مبنى زراعة ريف دمشق
  • رئيس جامعة المنصورة يفتتح معرض «بصمة خير للملابس»
  • إقبال كبير على معرض “كنوز مطروح” بمحافظة الدقهلية
  • حضور قوي في معرض بيروت الدولي للكتاب
  • حرس الحدود يُقيم اليوم معرضًا توعويًّا للتعريف بحملة "لا حج بلا تصريح" في منطقة نجران
  • افتتاح "معرض استديو الفن" لطلبة ماجستير الفنون بجامعة السلطان قابوس
  • «معرض ومتحف السيرة النبوية».. وجهة ثقافية تُثري تجربة ضيوف الرحمن