شمسان بوست / متابعات:

علماء يطوّرون مادة من الألواح الشمسية لمساعدة السيارات ذاتية القيادة على السير في الظلام

تتعدد فوائد مكونات الألواح الشمسية لتتجاوز توليد الكهرباء النظيفة
يشير مصطلح الضوء المستقطب إلى تلك الموجات الضوئية التي تخضع لترتيب بسيط ومنظم

تمهد الدراسة الطريق أمام تطوير سيارات ذاتية القيادة أكثر موثوقية
تجعل المادة خفيفة الوزن وعملية تصنيعها البسيطة من المناسب استعمالها في المستشعرات الصغيرة والرخيصة

يواصل العلماء مطالعتنا -بين الحين والآخر- بفوائد عديدة وغير متوقعة مقترنة باستعمال الألواح الشمسية، التي تجلى أحدثها في استغلال مادة مُستعمَلة بتلك الخلايا، في مساعدة السيارات ذاتية القيادة على السير في الظلام.

ويبرز توجه قوي في الوقت الحالي -اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة- نحو استغلال كل مكونات الخلايا الشمسية، وعدم تقييد فوائدها بتوليد الكهرباء النظيفة المستدامة التي تشتد الحاجة إليها لتحقيق أهداف التحول الأخضر، وتعزيز أمن الطاقة.

وتتويجًا لتلك المساعي، تمكّنت مجموعة من الباحثين في جامعة لينشوبينغ السويدية من استعمال مادة موجودة في الألواح الشمسية كمستشعرات ضوئية في الأجهزة الإلكترونية، عبر تطوير نوع من جهاز استشعار لديه القدرة على اكتشاف الضوء الأحمر المستقطب دائريًا، وفق ما أورده موقع تيك إكسبلور Tech xplore.

الضوء المستقطب دائريًا

تمهّد الدراسة، التي أجراها الباحثون ونُشرت في مجلة نيتشر فوتونيكس، الطريق أمام تطوير سيارات ذاتية القيادة أكثر موثوقية، إلى جانب استعمالات أخرى لا يمكن الاستغناء فيها عن الرؤية الليلية.

وتعكس بعض الخنافس التي لها أجنحة لامعة، ويرقات اليراع (حشرة آكلة للحوم)، وروبيان السرعوف (حشرة فرس النبي) الملون، نوعًا معينًا من الضوء يُعرف بالضوء المستقطب دائريًا، ويُعزى هذا إلى الهياكل المجهرية الموجودة في أغلفتها التي تعكس الموجات الكهرومغناطيسية بطريقة معينة.

ويشير مصطلح الضوء المستقطب إلى تلك الموجات الضوئية التي تخضع لترتيب بسيط ومنظم، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وعلاوة على ذلك، يمكن الانتفاع بالضوء المستقطب دائريًا في استعمالات تقنية عديدة مثل الاتصال بالأقمار الصناعية، والتصوير الحيوي، إلى غير ذلك من تقنيات الاستشعار.

ويرجع ذلك إلى أن الضوء المستقطب دائريًا يحمل قدرًا هائلًا من المعلومات، بفضل حقيقة مؤداها أن المجال الكهرومغناطيسي الموجود حول شعاع الضوء يتجه إما إلى اليمين وإما إلى اليسار.

ولاكتشاف الضوء المستقطب دائريًا، يحتاج المرء إلى مادة قادرة على استشعار الطريق الذي يتجه فيه الضوء.

مادة ابتكارية

هناك مادة تستطيع اكتشاف وفك شفرة الضوء المستقطب دائريًا في الطيف المنظور بأكمله، باستثناء المنطقة القريبة من الأشعة تحت الحمراء.

وعلى هذا الأساس طوّر الباحثون في جامعة لينشوبينغ -الآن- مادة، تُستعمل طبيعيًا في الألواح الشمسية العضوية، لالتقاط أشعة الضوء الخاصة تلك.

وقال الأستاذ في قسم الفيزياء والكيمياء والبيولوجيا في جامعة لينشوبينغ فينغ غاو: “بناء مستشعرات عالية الجودة قادرة على اكتشاف الضوء المستقطب دائريًا في الطيف الواقع بالقرب من منطقة الأشعة تحت الحمراء، مثّل تحديًا لمدة طويلة”.

وأوضح غاو: “لكن وبفضل تطوير مادة مُستعملة طبيعيًا في الألواح الشمسية العضوية، نستطيع -حاليًا- اكتشاف الضوء المستقطب دائريًا عبر الطيف الضوئي المنظور بأكمله”.

حلول تقنية

يمهّد هذا الاكتشاف الطريق أمام استحداث حلول تقنية غير تقليدية، لا يمكن الاستغناء فيها عن الرؤية الليلية، مثل السيارات ذاتية القيادة، إذ تجعل المادة خفيفة الوزن وعملية تصنيعها البسيطة من المناسب استعمالها في المستشعرات الصغيرة والرخيصة.

وتتألف المادة المستعملة في الألواح الشمسية العضوية من البوليمرات (سلاسل طويلة من المواد الهيدروكربونية)، وربما يكون لها تركيب جزيئي كروي يُعرف باسم الفوليرين، أو بنية مختلفة، فتسمى غير الفوليرينية.

والفوليرين عبارة عن جزيئات تتكوّن بالكامل من ذرات الكربون، وتكون على شكل كرة مجوفة، وتسمى أحيانا كرات بوكي buckyballs، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وتُصنّف المادة المستعمَلة في الدراسة الحالية بأنها غير فوليرينية، وهو ما يبرز ميزة كبيرة في الألواح الشمسية، بالإضافة إلى استعمالات أخرى مثل المستشعرات الضوئية.

الجزيء اليدواني

تُعزى قدرة هذه المادة على استشعار الضوء المستقطب دائريًا إلى عدم تناظرها، وهي الطريقة التي تتفاعل من خلال الجزيئات مع الضوء.

وبفضل خاصية الجزيء اليدواني (يُعرف أيضًا بعدم التناظر المرآتي)، يمكن للجزيئات المختلفة أن تستشعر إذا كان الإشعاع الكهرومغناطيسي يتجه إلى جهة اليمين أم إلى جهة اليسار.

والجزيء اليدواني أو عدم التناظر المرآتي أو التصاوغ الضوئي أو الصفة اليدوية، لا ينطبق على صورته في المرآة حتى إذا دار حول نفسه.

واليد مثال لذلك، فهي يدوانية، فاليد اليسرى هي صورة مرآة لليد اليمنى، ولكن لا يمكن أن تنطبقا حتى ولو جرى تدويرهما بأى درجة في المستوى نفسه.

وقال الزميل في قسم الفيزياء والكيمياء والبيولوجيا في جامعة لينشوبينغ لي وان: “الخطوة التالية هي توسيع تلك التجارب لتشمل مواد مختلفة عديدة، وفحص الطريقة التي يتفاعل من خلالها الضوء والجزيئات”.

وأضاف وان: “وبهذه الطريقة، نأمل أن نكون قادرين على زيادة الفاعلية”.

من جهته قال الزميل في مرحلة ما بعد الدكتوراه بقسم الفيزياء والكيمياء والبيولوجيا في جامعة لينشوبينغ في روي تشانغ: “يمكن أن يكون التحكم في تماسك الجزيئات أمرًا مهمًا للغاية”.

المصدر: شمسان بوست

كلمات دلالية: السیارات ذاتیة القیادة فی الألواح الشمسیة

إقرأ أيضاً:

اكتشاف آلية تشكل الرياح الشمسية "البطيئة"

اكتشف فريق دولي من علماء الفلك باستخدام مسبار "سولار أوربيتر" أول دليل مادي على أن ما يسمى بـ"الرياح الشمسية البطيئة" تنشأ في مناطق مغلقة من هالة الشمس .

جاء في تقرير نشرته الخدمة الصحفية لجامعة "نورثمبريا" البريطانية:" تشير البيانات التي تم جمعها بمساعدة مسبار "Solar Orbiter" الشمسي إلى أن تدفقات الرياح الشمسية "البطيئة" تأتي من تلك المناطق في الشمس حيث تتلامس أجزاء من الهالة المغلقة والمفتوحة، وهذا ما يدعم النظرية التي تربط بين تشكل الرياح الشمسية "البطيئة" وإعادة ربط مجال الخطوط المغناطيسية، ما يسمح للمادة "بالهروب" من المناطق المغلقة من الإكليل الشمسي".

إقرأ المزيد "سفينة نوح اللغوية".. مشروع ياباني لحفظ لغات الأرض على سطح القمر

وتوصلت إلى هذا الاستنتاج مجموعة من علماء الفلك بقيادة أودو شوله الباحث في معهد أبحاث النظام الشمسي في غوتنغن عند دراسة البيانات التي جمعها المسبار في مارس عام 2022. وفي هذا الوقت، كما لاحظ العلماء، كان المسبار الشمسي على مسافة 0.5 وحدة فلكية (متوسط ​​المسافة بين الأرض والشمس) فقط من الشمس، مما سمح للعلماء آنذاك بدراسة بنية تيارين من الرياح الشمسية "البطيئة".

واستفاد العلماء عند دراستها من أن نسب المغنسيوم والنيون وبعض أيونات العناصر الثقيلة الأخرى في مادة الإكليل الشمسي تختلف مع اختلاف مناطقها. ما يجعل من الممكن تحديد مكان نشأة تيار الرياح الشمسية هذا أو ذاك والكشف عن آليات تكوينه. واسترشادا بهذه الفكرة، قام العلماء بقياس نسب المغنيسيوم والنيون في خمسة تيارات من الرياح الشمسية باستخدام أجهزة مسبار Solar Orbiter.

وتشير الحسابات التي أجراها العلماء إلى أن تيارات الرياح الشمسية "البطيئة" نشأت في تلك المناطق من سطح الشمس حيث توجد مناطق حدودية بين الثقوب الإكليلية وبقية هالة الشمس. وحسب الباحثين، فإن هذا الأمر يشير إلى أن الرياح "البطيئة" تنشأ نتيجة انقطاع وإعادة توصيل خطوط المجال المغناطيسي في هذه المناطق من الإكليل، مما يسمح للمادة من مناطقها الداخلية "بالهروب" إلى الفضاء الخارجي.

وكما لاحظ الباحثون، فإن نتائج أرصاد المسبار الشمسي تدعم النظرية القائلة بأن الرياح الشمسية "البطيئة" تتكون من مادة محاصرة عادة في ما يسمى بالمناطق المغلقة من الإكليل، حيث تبقى خطوط المجال المغناطيسي مغلقة. وخلص الباحثون إلى أن انقطاعاتها الدورية وإعادة الاتصال بها تخلق الظروف الملائمة لتشكيل انبعاثات غير متجانسة وغير مستقرة للغاية للرياح الشمسية "البطيئة".

المصدر: تاس

 

 

مقالات مشابهة

  • من دائري المعادي إلى المهندسين في دقائق.. 8 صور ترصد محور الفريق كمال عامر بـالجيزة
  • السعيد: جهود جامعة القاهرة تثمر بفوز 36 أستاذًا بجوائز التميز والتفوق العلمي
  • في أبوظبي.. هكذا تدفع سيارات السباق من دون سائق حدود التكنولوجيا الذاتية
  • ناسا: قمر الكويكب "دينكينيش" يتكون من شظايا هذا الجرم السماوي
  • فولفو وأورورا تطرحان شاحنة ذاتية القيادة.. تعرف على التفاصيل
  • إتفاقية بين ترينا سولار وماريزاد لتوزيع الألواح والمكونات الشمسية بالسوق المصرية
  • الشاب الكفيف أحمد عبود يكسر الظلام بمواهبه المتعددة
  • الصين.. ابتكار غشاء للنوافذ يسمح بمرور الضوء والحرارة انتقائيا
  • اكتشاف آلية تشكل الرياح الشمسية "البطيئة"
  • باحثون من زيورخ يطورون شوكولاتة أكثر صحية واستدامة