جريدة الرؤية العمانية:
2025-07-29@20:20:47 GMT

لا.. لن نركع

تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT

لا.. لن نركع

‏راشد بن حميد الراشدي **

تجويع وحصار لبلد شعبه أعزل، وقتل للأبرياء بأحدث أسلحة الفتك التي صنعها الإنسان، وجريرتهم أنهم يجاهدون من أجل تحرير وطنهم والمطالبة بحقوقهم المشروعة وإعلاء كلمة الحق والدين، وهم يصطرخون العالم من حولهم أن يناصرهم وينقذهم من يد محتل غاشم، سلب حقوقهم واعتدى على أرضهم، وقتل أهلهم، يقاتلونه من أجل كلمة الحق والعدل التي أرادوا أن يعرفها العالم.

. لكن لا حياة لمن تنادي!

عار ثم ألف ألف عار علينا جميعًا اليوم ورقاب الأطفال والعجزة والشباب تُدَك تحت غارات الإسرائيليين، وعلى مسمع من الجميع، والصمت يُخيم على العالم، ولا تتحرك دواخل المجتمع الدولي نصرة لفلسطين.

هم المعتدون، وهم من لا يُريدون السلام، وهم من ينقضون العهود والمواثيق، وهم من قوّضوا فرص التطبيع الذهبية.. هكذا تُدار كلمات الغدر في آلتهم الإعلامية المدججة بكل وسائل الكذب والقبح الذي تمارسه دولة محتلة لأرض طاهرة مقدسة.

ستبقى فلسطين حرةً أبية وسيرحل الغريب يومًا عنها، وستعود عربية تُشرق بنور الإسلام الذي ستعود به إلى سابق عهدها بإذن الله مهما أحاط بها المعتدون.

لا لن نركع.. يقولها كل فلسطيني وعربي حر شريف يؤمن بالله ويؤمن بأنَّ النصر قادم لا محالة مهما تكالبت عليهم الأمم.

لا لن نركع.. يقولها الشرفاء للخبثاء سدنة اليهود وأذنابهم وعبيدهم الذين سعوا ليناصروهم على ظلمهم وفظائعهم التي ارتكبوها في حق شعب فلسطين الصامد المجاهد الشجاع.

إنها معركة الكرامة والنصرة، فليس لها إلا الله، والفئة الصابرة المحتسبة التي ذكرها الله في كتابه عز قائلا: "كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإذْنِ اللَّه".

بالإيمان بالله الملك الديان توكل المجاهدون في سبيله نحو هدفهم الأسمى.. إمّا الشهادة أو النصر، الذي سيأتي، وإن غربت شمس اليوم ستشرق غدًا بإذن الله، وإن غدا لناظرهِ قريبُ.

اليوم ندعو أمة الإسلام كلٌ بمقدرته ومقدراته أن يقف مع أهلنا في غزة وأن نرفع أكفنا إلى الله بالدعاء بعد أن غدر بهم القريب قبل البعيد، وأن تقول الأمة كلمتها: كفى ما حدث ويحدث؛ فالظلم طغى وعمّ ظلامه الكون، ولا بُد من عدل يُشرق نوره، وجهاد يَبيد المحتل الغاشم عن بكرة أبيه.

لا لن نركع.. ولن تركع فلسطين ولو جلبتم العالم كله بعدته وعتاده؛ فللَّه رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، يقول تعالى: "مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا".

هكذا هم حُماة الحق والدين صامدون فوضوا أمرهم إلى الله فما ضعفوا وما استكانوا بل قاوموا واستبسلوا حتى يأتيهم فرج الله ونصره القريب بإذن الله..

يقول الله عز وجل : "وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ".

لا لن نركع.. يقولها أبناء فلسطين صغيرهم قبل كبيرهم وهم صامدون مرابطون على العزة والنصر؛ فليحفظهم الله ويُسدد رميهم ويحميهم من بطش عدوهم ويجعل كلمته هي العليا وكلمة الغاشمين هي السفلى لعنهم الله وأخزاهم وشتت شملهم.

اللهم احفظ المجاهدين في سبيلك وثبتهم وانصرهم يا رب العالمين، ولا حول ولا قوة إلّا بالله العلي العظيم.

** عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

لماذا تكره القبائل التي تشكل الحاضنة العسكرية والسياسية للجنجويد دولة 56؟

لماذا تكره القبائل التي تشكل الحاضنة العسكرية والسياسية للجنجويد دولة 56؟
لأنها صناعة الإنجليز الذين لم يدخلوا السودان كمستعمرين ولكن تلبية لمطالبة الآلف من السودانيين الذين كانوا يعيشون تحت وطأة الظلم والفقر والحكم القسري للخليفة عبد الله الذي أنقلب على وصايا الامام المهدي. دولة 56 هي التي بدأت بإنهاء حكم الخليفة عبد الله التعايشي الذي نقض عهد المهدي وانقلب على الخلفاء وكان ينتوي توريث ابنه بإيعاز من أخيه يعقوب. لم تكن دارفور نفسها خاضعة التعايشي آنذاك بل كانت أركان المهدية تقوم على جيش يتكون من مجموعة جيوش بولاءات مختلفة فحسب الوثائق البريطانية للعام 1891 في ارشيف السودان بجامعة درم البريطانية كان جيش الخليفة يتكون من 46 الف مقاتل منهم
8000 تعايشة
12000 رزيقات
3000 حمر وهولاء يعتبرونه الخليفة عبد الله قائدهم المباشر
10,000 جعليين
8000 من قبائل متفرقة من مديرية بربر
7000 من دنقلا وهولاء يعتبرونه الخليفة محمد شريف قائدهم المباشر
3000 من عرب كنانة وهؤلاء يعتبرون الخليفة علي ود الحلو قائدهم المباشر.
وطبعا الجميع يعلم أن تمردا قد قام في امدرمان ضد الخليفة في العام 1892 بقيادة الخليفة شريف ومجموعة من عمد بربر احتجاجا على الضرائب ومصادرة الأراضي وغيرها من الإجراءات التعسفية التي فرضت عليهم و المواطنين في مناطقهم. مجموعة من العمد كانت قد سافرت إلى مصر ونقلت احتجاجاتها وتذمر المواطنين وقد أخمد الخليفة عبد الله التمرد و حبس الخليفة شريف. هذة الوثائق طويلة ويمكن الرجوع لها في الرابط ادناه. ولكن الشاهد فيها إن الجلابة الذين يتم اتهامهم بإحتكار الامتيازات التاريخية هم في الواقع من كانت ترتكز عليهم الدولة المهدية ولكن والصراعات الداخلية التي حدثت نتيجة لسوء اداراة الخليفة عبد الله ورغبته في توريث الحكم هي ما عجلت بسقوط حكمه على يد الإنجليز لتتأسس دولة 56 على انقاض المهدية.
سبنا امام

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • أكاذيب الكيان الصهيوني التي لا تنتهي
  • غوارديولا يوجه رسالة مؤثرة للعالم بسبب مأساة فلسطين
  • ترامب: أنقذت العالم من 6 حروب.. وسأقلل مهلة الـ 50 يوما التي منحتها لبوتين
  • الأوقات التي تُكرَه فيها الصلاة؟.. الإفتاء توضح
  • الشعب واعي ويقف خلفه.. محمد أبو العينين: كل كلمة يقولها الرئيس السيسي بتسمع في الخارج بقوة
  • الدبلوماسية التي تغير العالم تبدأ بالتعاطف
  • لجان المقاومة في فلسطين تدين قرصنة العدو الصهيوني للسفينة حنظلة
  • طوال العامين الماضيين ظللت أعتذر عن دعوات الزواج التي قدمت لي من الأهل والمعارف
  • لماذا تكره القبائل التي تشكل الحاضنة العسكرية والسياسية للجنجويد دولة 56؟
  • الكوري سون نجم توتنهام يناشد العالم لدعم فلسطين