WP: مخاوف من اندلاع صراع واسع النطاق في الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT
استعرض تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" لمراسلتها ليز سلاي، تداعيات الأحداث والتصعيد في غزة عقب عملية "طوفان الأقصى" التي نفذته فصائل المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال.
وذكر التقرير، "أن الهجوم المذهل الذي شنته حماس داخل إسرائيل أدى إلى استبدال الآمال في عصر السلام في الشرق الأوسط بالخطر الحقيقي المتمثل في نشوب حرب إقليمية جديدة".
وأضاف، "في الوقت الحالي ينصب التركيز على الأزمة المباشرة في غزة، ومصير الرهائن، ومستقبل حماس، وقد يستغرق الأمر أسابيع أو أكثر حتى تفي إسرائيل بتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتدمير القدرات العسكرية لحماس، وسوف تستهلك هذه الجهود الجزء الأكبر من القدرات العسكرية الإسرائيلية لبعض الوقت".
وأوضح، "أن نتنياهو قال أمس الاثنين، لمسؤولين إسرائيليين، (سنغير الشرق الأوسط)، في الوقت الذي كثفت فيه الطائرات الحربية قصفها لغزة قبل الغزو البري الواسع المحتمل، كان عدد القتلى في الأيام القليلة بالفعل يرتفع بسرعة حيث أبلغ الجانبان عن المزيد من الضحايا".
وتابع، "أن حماس كانت قد غيرت الشرق الأوسط بالفعل، عندما ألحقت بإسرائيل اليوم الأكثر دموية في تاريخها، الأمر الذي قلب حسابات طال أمدها حول تفوق إسرائيل العسكري وقدرتها على تحمل الضغوط من أجل استيعاب تطلعات الفلسطينيين في إقامة دولة".
وتقول الصحيفة، "إن واحدا من الأسئلة المفتوحة، هو ما إذا كان من الممكن أن يقتصر الحريق المتصاعد على غزة، لقد أدى الهجوم إلى إشعال التوترات المهملة التي طالما وقفت في طريق السلام الحقيقي، من الدور المزعزع للاستقرار الذي تلعبه إيران وحلفاؤها إلى مصير الفلسطينيين، والتي تجاوزتها الجهود التي تقودها الولايات المتحدة للتوصل إلى تسوية سلمية بين إسرائيل ودول الخليج العربية في المنطقة".
ونقلت عن حسين إبيش، وهو زميل في معهد دول الخليج العربية ومقره واشنطن قوله، "يمكن أن يخرج هذا عن نطاق السيطرة بسهولة، كل شيء جاهز لسلسلة متتالية من الأحداث التي ستبلغ ذروتها بمهاجمة إسرائيل لإيران".
وأضاف، "كانت هناك سلسلة من المكالمات الهاتفية بين زعماء المنطقة والعالم تهدف إلى إيجاد سبل لمنع نشوب حرب أوسع نطاقا، كما قللت إسرائيل من احتمال تورط إيران في هجوم حماس، وقالت الولايات المتحدة أيضا إنها لم تر أي مؤشرات على تورط إيران، ونفت إيران أي دور لها ما يشير إلى عدم وجود رغبة في صراع على مستوى المنطقة".
من جانبه قال مايكل هورويتز، رئيس المخابرات في شركة ليبيك الاستشارية الأمنية ومقرها القدس، "إن من الرسائل أرى أن هناك محاولات لاحتواء الوضع. لكننا في الحقيقة فقط في بداية شيء سيستمر لفترة طويلة جدا".
وتابعت الصحيفة، "أن التوترات أبرزت المتزايدة يوم الاثنين على طول الحدود اللبنانية الإسرائيلية خطر فتح جبهة ثانية.، وكانت إسرائيل قد نصحت بالفعل سكان المناطق الواقعة على طول حدودها الشمالية بإخلاء المنطقة".
وذكرت لينا الخطيب، مديرة معهد الشرق الأوسط في جامعة SOAS في لندن، "أن الدلائل تظهر حتى الآن أن حزب الله يرغب في البقاء خارج الصراع، حيث بإمكان إسرائيل أن تلحق أضرارا جسيمة بلبنان، كما أن حزب الله سيخاطر بخسارة مكانته داخل البلاد إذا كان سيدعو إلى هجوم إسرائيلي مدمر"، وفقا للصحيفة.
ترى الصحيفة، أنه يمكن أيضا استدراج الولايات المتحدة، فقد أرسلت القيادة المركزية الأمريكية حاملة طائرات ضاربة إلى شرق البحر الأبيض المتوسط لمواجهة مخاطر أي طرف يسعى لتوسيع الصراع.
ونقلت عن مسؤول دفاعي كبير، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته قوله، "إن الولايات المتحدة تشعر بقلق عميق بشأن احتمال انضمام حزب الله إلى الصراع، محذرا من أن ذلك سيكون "قرارا خاطئا".
ويقول مايكل هورويتز، رئيس المخابرات في شركة ليبيك الاستشارية الأمنية، "إذا ألصقت الهجوم بإيران، فأنت تحاصر نفسك وعليك الرد ضد إيران. لا أعتقد أنه من مصلحة إسرائيل فتح جبهة أخرى قبل أن تحتوي على هذه الجبهة".
من جانبها تقول لينا الخطيب، "إنه على المدى الطويل، يثير الهجوم تساؤلات أوسع حول جدوى الجهود الرامية إلى إحلال السلام في المنطقة دون الأخذ في الاعتبار التطلعات الفلسطينية المحبطة أو الدور الإقليمي المتوسع لإيران، التي تسلح وتمول حلفائها على حدود إسرائيل".
وأكد تقرير الصحيفة، "أن هم إسرائيل الملح يتلخص في القضاء على التهديد الذي تفرضه حماس في غزة، لكن الهجوم أعاد إلى ذهن الإسرائيليين الخطر الدائم المتمثل في العيش إلى جانب مسلحين مدججين بالسلاح”.
وأضاف، "قد يكون أحد الردود هو الشروع في عمليات مستقبلية ضد حزب الله في لبنان أو حتى محاولة إسقاط النظام في إيران، لكن ميزان القوى في المنطقة تحول بشكل كبير على مدى العقدين الماضيين، حتى أنه ليس من الواضح على الإطلاق ما إذا كانت إسرائيل قادرة على التغلب على أي منها".
وتابع، "تشير تجربة حزب الله في قتال القوات الإسرائيلية الغازية خلال حرب عام 2006 في لبنان إلى أن النصر الإسرائيلي ضد حماس في غزة ليس مضمونا".
وعن ذلك يقول هورويتز، "في مرحلة ما، قد تشعر إسرائيل أن الأمر أكثر من اللازم وأن هناك حاجة إلى عملية لإزالة قدرات حزب الله. لكننا في وضع حيث النصر على أي من هذه المجموعات بعيد المنال حقا".
وقال عبد الخالق عبد الله، المعلق السياسي الإماراتي، إن النهج الآخر هو إحياء الجهود للتوصل إلى تسوية سلمية تركز على حقوق الفلسطينيين. وأشاد بـ "المقاومة البطولية" للفلسطينيين للاحتلال الإسرائيلي في تغريدة له نهاية الأسبوع.
وتحدث للصحيفة قائلا، "إنه يدعم الجهود المستمرة لإحلال السلام في المنطقة من خلال عملية اتفاقيات إبراهيم التي تقودها الولايات المتحدة، والتي بموجبها تقوم الدول العربية، بما في ذلك الإمارات، بتطبيع العلاقات مع إسرائيل بغض النظر عن التسوية مع الفلسطينيين".
وتوقع أن هجوم حماس من شأنه أن يؤخر التركيز الحالي للعملية، لكنه لن يخرجها عن مسارها، وهو تأمين اتفاق بين إسرائيل والسعودية، القوة الإقليمية الأكثر أهمية. لكنه قال إن ذلك سيزيد الضغط على السعودية لإدراج الفلسطينيين في أي اتفاق تتوصل إليه.
وختم، "هذه دعوة للاستيقاظ للدول الغربية لإعطاء الفلسطينيين شيئا، ليس أمام الإسرائيليين أي خيار، وعليهم أن يتقبلوا حقيقة أن الاحتلال ليس هو السبيل للتعامل مع الفلسطينيين".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة الاحتلال حماس الولايات المتحدة حزب الله حماس الولايات المتحدة حزب الله الاحتلال طوفان الاقصي صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة الشرق الأوسط فی المنطقة حزب الله فی غزة
إقرأ أيضاً:
صفقات الغضب بين ترامب و نتنياهو
لترامب فلسفة في التعامل مع الصفقات خاصة السياسية منها، فأينما تواجدت تواجد هو معها ، ليس بهدف التنسيق المشترك بين واشنطن وحلفائها، وإنما بهدف تحقيق المصالح الأمريكية فقط التي هي بطبيعة الحال مصالح إدارته، حتى لو كان ذلك على حساب أقرب حلفاء واشنطن في الشرق الأوسط، -"إسرائيل"-، فما هي فلسفة تعامل ترامب مع نتنياهو ؟.
مصلحة ترامب.. وتجاهل الالتزامات التاريخية لإسرائيلحلفاء نعم.. لكن المصلحة الأمريكية هي الأولوية، هذه هي فلسفة تعامل ترامب مع نتنياهو ، فعلى مدار الأسابيع الماضية، غرد مسؤول البيت الأبيض خارج سرب التفاهمات التاريخية بين واشنطن وتل أبيب شأن الشرق الأوسط وقضاياه، وأصبحت تحركات ترامب قائمة وفق مصالح واشنطن وليس وفق للالتزامات التاريخية الأمريكية المعهودة تجاه إسرائيل.. وهو ما أغضب -"رجل الحرب في إسرائيل"-.
اتفاق محتمل بين واشنطن وطهرانالبداية كانت من إيران، حيث جاءت جولات المفاوضات بين واشنطن وطهران في مسقط وروما بشأن الملف النووي لإيران على عكس الرغبة الإسرائيلية التي كانت تريد التصعيد ضد طهران عبر العمل العسكري، لكن ترامب يرى في التفاوض مع إيران فرصة ومكسبا سياسيا واقتصاديا يمكن الاستفادة منها حال الوصول إلى اتفاق مشترك بين الولايات المتحدة وإيران.. وهو أمر على ما يبدو أقرب للحدوث.
التفاهم مع الحوثيين دون ضمانات لإسرائيلوجاء التفاهم الأمريكي مع الحوثيين في اليمن ليزيد من فجوة اختلاف الأولويات بين الولايات المتحدة وإسرائيل، حيث نجحت إدارة ترامب في إبرام صفقة مع الحوثيين عن طريق الوسيط العماني، توقف من خلالها الجماعة اليمنية استهداف السفن الأمريكية وسفن الحاويات في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، في الوقت الذي لم يتم الحديث فيه عن عدم استهداف إسرائيل مرة أخرى.
الإفراج عن عيدان ألكسندر.. طعنة إسرائيلوكانت غزة حاضرة أيضا في مشهد اختلاف الأولويات بين الولايات المتحدة وإسرائيل، حيث مثلت مفاوضات واشنطن الغير مباشرة مع حماس بشأن الإفراج عن المحتجز الإسرائيلي الأمريكي عيدان ألكسندر - "طعنة"- كما وصفها المسؤولين في إسرائيل، حيث نجحت من خلال واشنطن الإفراج عن أحد أهم المحتجزين بالنسبة للولايات المتحدة، وكانت الصفقة في المقابل عنصر ضغط على إسرائيل من أجل إدخال مساعدات إنسانية إلى القطاع .. وهو ما حدث بالفعل.
تفادي تورط واشنطن في صدامات طويلةويعتمد ترامب في إدارة علاقات الولايات المتحدة مع الشرق الأوسط على عقلية رجل الأعمال وصانع الصفقات، واضعاً الاستثمارات والفرص الاقتصادية في قلب تحركاته الدبلوماسية، حتى لو كان ذلك يتعارض مع سياسات حلفاء واشنطن التقلدين والتاريخين، فترامب يسعى لتفادي التورط في صدامات طويلة.
بين الدبلوماسية المرنة والتلويح بالردع العسكري.. يتبنى الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب نهج الغموض الاستراتيجي في سياسته الخارجية، لا سيما تجاه قضايا الشرق الأوسط، في محاولة لإعادة تشكيل معادلات القوة الإقليمية وتعزيز النفوذ الأميركي ضمن بيئة دولية معقدة ومتشابكة.