صحيفة الجزيرة:
2025-06-28@03:56:03 GMT

القصف الإسرائيلي الهمجي يحول غزة إلى ركام

تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT

أمضى مازن محمد ليلته في مدخل المبنى الذي يسكن فيه، مع عائلته وعدد من الجيران، للاحتماء من القصف الإسرائيلي. عندما خرجوا صباحا، لم يصدقوا ما رأوه: مبان مدمرة وركام في شوارع خالية في غزة.
ويروي محمد (38 عاما) وهو أب لثلاثة أطفال “ما إن شاهدنا الحي، تساءلت أنا وزوجتي معا: هل هذا حقيقي؟. شعرنا أننا في مدينة أشباح وكأننا الناجون الوحيدون”.

وتقطن العائلة في حي الرمال في غرب غزة الذي تعرّض لمئات الغارات الجوية الإسرائيلية الليلة الماضية. ويقول محمد “لم نستطع المغادرة أو البقاء في الشقة لأنها في الطابق العاشر، وقد تحطم زجاج النوافذ وتناثرت الشظايا”.

ويقول سكان إن الغارات ترافقت خلال الليلة الساخنة مع قصف متواصل من زوارق بحرية، وسط انقطاع كامل للتيار الكهربائي ولخطوط الانترنت والمياه.

مع طلوع الصباح، خرجت مئات العائلات الى الشوارع. كان كثيرون يحملون حقائب وأكياسا وضعوا فيها ملابس وأغراضا شخصية، وكانوا يسيرون بمعظمهم على الأقدام لندرة سيارات الأجرة. بينما ركب آخرون سياراتهم التي سلمت من القصف، وقد وضعوا على أسطحها فرشات اسفنجية يمكن استخدامها للنوم حيث سيجدون مكانا لاستقبالهم.
ويقول مازن محمد الذي كان يقود سيارة “صُدمت عندما شاهدت أحياء كاملة مدمرة والركام يغلق العديد من الشوارع الرئيسية”، ما اضطره لأخذ شوارع التفافية للوصول الى وجهته في حي النصر في وسط مدينة غزة حيث ستقيم العائلة لدى أصدقاء موقتا.

وقتل في القصف الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السبت 900 شخص، وفق سلطات قطاع غزة. بينما بلغ عدد القتلى في إسرائيل نتيجة العملية العسكرية التي شنتها حركة حماس أكثر من 900.

“لم أعد إنسانة”
ويعيش كثيرون في غزة في هاجس الموت.

خارج مستشفى الشفاء في غرب غزة، يجهش رجال بالبكاء بعد أن نقلوا أحباء أو اصدقاء لهم الى المستشفى وما لبثوا أن فارقوا الحياة.

وخلفت الغارات الإسرائيلية دمارا واسعا في محيط مستشفى الشفاء، المستشفى الرئيسي في القطاع، بعد أن دُمّرت عمارة سكنية من ستة طوابق قربه.

وتقول مي يوسف (34 عاما) “أشعر أنني قريبة من الموت، إن لم أكن أنا، فموت آخرين أهتم لأمرهم”.

وتتابع السيدة، وهي أم لطفلين، “أشعر أنني لم أعد إنسانة، أنني عاجزة. لم أستطع تهدئة أطفالي، ابنتي الصغيرة أصابتها حمى من شدة الخوف. وجدنا صعوبة كبيرة لإيجاد صيدلية لشراء مسكّن وخافض للحرارة”.

وأغلقت أيضا جميع المحال التجارية، باستثاء عدد قليل منها التزم أصحابها بفتحها لساعات قليلة لإعطاء المواطنين فرصة لشراء مواد تموينية.

وحاولت وزارة الاقتصاد في غزة طمأنة المواطنين عبر بيانات صحافية قالت في أحدها “إن السلع الأساسية في السوق تكفي لمدة ثمانية شهور، بينما تكفي كميات الطحين لثلاثة شهور”.

ويشغل التزوّد بالغذاء بال المواطنين، خصوصا مع قرار السلطات الإسرائيلية إغلاق معبر كرم أبو سالم (إيريز) التجاري الذي تمر عبره البضائع حتى إشعار آخر، وتشديدها الحصار على قطاع غزة.

اقرأ أيضاًتقاريراكتشاف موقع يُعد من أهم مواقع ما قبل التاريخ بجبل عراف في حائل

وتبدو المخابز الأمكنة الوحيدة التي يخاطر سكان بالتواجد أمامها، ويقف العشرات في طوابير لشراء الخبز.

في أحد الأفران، يطلب رجل خمس ربطات من الخبز، إلا أن العامل يخبره بأنه لا يحق له بأكثر من ربطتين لتلبية حاجات الجميع.

ويتواصل انطلاق صافرات سيارات الاسعاف وسيارات الدفاع المدني ليلا نهارا في جميع مناطق القطاع. وتقول وزارة الصحة في غزة إن 15 سيارة إسعاف تعرضت للاستهداف.

ويرغب كثيرون من سكان قطاع غزة بمغادرة القطاع المحاصر، والذي في ظل إغلاق كل المعابر منه الى إسرائيل، لا يربطه بالخارج إلا معبر رفح مع مصر الذي تعرّض للقصف ثلاث مرات منذ بدء التصعيد.

ويقول عدد من الغزاويين إنهم دفعوا مئات الدولارات لتسجيل أسمائهم عبر شركة “يا هلا ” التي تنظم رحلات الخروج عبر رفح. والمعبر مفتوح إجمالا فقط للحالات الإنسانية ومقابل أذونات.

وقال أحد العاملين في الشركة لفرانس برس إن “الإقبال شديد والحجز مكتمل لأسبوع كامل على الأقل”.

ودفع القلق أبو أحمد الشنطي (47 عاما) للتوجه الى حي الرمال لتفقّد محله لبيع الملابس. ويقول “لم أتمكّن من العبور بسيارتي الى الشارع الذي يتواجد فيه محلي. مشيت حتى المكان لأرى محلي مدمرا ومحلات كثيرة مدمرة قربه وقد سوّيت بالأرض”.

ويتابع “إسرائيل تقصد تدمير كلّ شيء في غزة وإبادتها”.

المصدر: صحيفة الجزيرة

كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية قطاع غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

69 شهيداً بغارات إسرائيلية على غزة وأونروا تحذر من العطش والموت

القدس المحتلة-سانا

استشهد 69 فلسطينياً وأُصيب العشرات اليوم، جراء غارات جوية نفذها الطيران الحربي الإسرائيلي على عدة مناطق في قطاع غزة.

وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، أن القصف استهدف أحياء التفاح والشيخ رضوان والزيتون في مدينة غزة، إضافة إلى مخيم النصيرات ووادي غزة ومدينة دير البلح وسط القطاع، ومدينتي خان يونس ورفح جنوباً، ومخيم جباليا شمالاً، ما أسفر عن وقوع عدد كبير من الشهداء والجرحى، معظمهم من النساء والأطفال.

وأفادت مصادر طبية فلسطينية، أن حصيلة الشهداء الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي المستمر منذ السابع من تشرين الأول 2023، ارتفعت إلى 56,259 شهيداً، وأكثر من 132,458 مصاباً، في حصيلة مرشحة للارتفاع في ظل استمرار القصف واستهداف البنى التحتية.

وفي السياق ذاته، حذّرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين /أونروا/ من كارثة إنسانية وشيكة، نتيجة انهيار أنظمة المياه في القطاع، بسبب استهداف البنية التحتية ومنع دخول الوقود منذ شهر آذار الماضي، ما تسبب بحالة عطش شديدة تهدد حياة السكان، ولا سيما في المخيمات المكتظة بالنازحين.

ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي شن حرب شاملة على قطاع غزة، تشمل القصف والتجويع والتدمير الممنهج والتهجير القسري، في تحدٍ صارخ لكل النداءات الإنسانية الدولية، وتجاهل لأوامر محكمة العدل الدولية الداعية لوقف الأعمال العدائية.

تابعوا أخبار سانا على 

مقالات مشابهة

  • ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين في القصف الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 79 شهيدًا
  • عشرات الشهداء بسبب القصف الإسرائيلي بغزة .. وجوتيريش: عمليات الإغاثة التي تدعمها أمريكا غير آمنة
  • استشهاد 14 فلسطينيا بينهم 5 أطفال في قصف الاحتلال الإسرائيلي مناطق بـ قطاع غزة
  • الرئيس عون أدان القصف الإسرائيلي: لتحرك فعلي من المجتمع الدولي لوضع حدّ لهذه الاعتداءات
  • عاجل. مقتل سيدة وإصابة 11 في القصف الإسرائيلي على جنوب لبنان
  • استشهاد 8 فلسطينيين .. مجـ.زرة جديدة في مدرسة بـ حي التفاح
  • 69 شهيداً بغارات إسرائيلية على غزة وأونروا تحذر من العطش والموت
  • “الحلم المواطنين الذي طال انتظاره”.. القضارف: الحل الجذري لمشكلة المياه
  • الدمار الذي خلفه القصف الإسرائيلي على مبنى التلفزيون الإيراني
  • تقييم استخباراتي يؤكد: القصف الأمريكي الإسرائيلي أخر برنامج إيران النووي ولم يعطله