يمانيون:
2025-10-15@04:57:22 GMT

ثورة 14 من أُكتوبر.. معركةُ وعيٍ لا تنتهي

تاريخ النشر: 14th, October 2025 GMT

ثورة 14 من أُكتوبر.. معركةُ وعيٍ لا تنتهي

عبدالمؤمن محمد جحاف

في كُـلّ عامٍ، تطلُّ علينا ذكرى الرابع عشر من أُكتوبر، لا كحدثٍ تاريخيٍ عابر، بل كنداءٍ متجدِّدٍ لاستحضار جوهر الثورة وروحها الأصيلة التي فجّرها الأحرارُ ضد الاحتلال البريطاني، لتظلَّ علامةً فارقةً في مسيرة التحرّر الوطني، وصرخةً مدوّيةً في وجه كُـلّ أشكال الوصاية والهيمنة.

وفي كلمته بهذه المناسبة، دعا الرئيس مهدي المشاط إلى ضرورة إعادة تصويب المفاهيم المرتبطة بالثورة، وإحياء معانيها الحقيقية التي حاول الأعداء على مدى عقودٍ طويلةٍ طمسها وتشويهها، من خلال اختراق الوعي الجمعي وتشويه معالم النضال الوطني.

فقد سعى أُولئك، كما قال، إلى تفريغ الثورة من مضمونها التحرّري، وتحويلها إلى مُجَـرّد مناسبة شكلية تُحتفى بها بخطابات جوفاء، في حين أن رسالتها الجوهرية كانت وما تزال، التحرّر من كُـلّ أشكال التبعية والاحتلال المقنّع.

ويؤكّـد الرئيس المشاط أن الأولى بمن تصدروا المشهد السياسي والثقافي أن يرسّخوا ثقافة الحرية ورفض الوصاية، وأن يعزّزوا مناعة الوعي الشعبي تجاه مخطّطات الاحتلال الجديد، بدلًا عن تهيئة الأرضية لبيئةٍ قابلةٍ لتجدد الاحتلال.

فالشعوب التي خبرت مرارة الغزو، لا تكتفي بالاحتفاء بذكرياتها الوطنية، بل تبني استراتيجيات شاملة تحصّن بها كيانها الثقافي والاقتصادي والسياسي، لتصبح أُمَّـة منيعةً على الانكسار والتبعية.

غير أن الواقع، كما يصفه الرئيس، جاء عكس ذلك تمامًا.؛ إذ تم تغييب التاريخ النضالي المجيد للمناضلين والثوار الذين فجروا ثورة أُكتوبر، وتجرأ أعداء الحرية على تزوير هذا التاريخ والاستخفاف بتضحيات الشعب اليمني، ودماء الشهداء التي سالت في كُـلّ سهلٍ وجبلٍ ووادٍ؛ مِن أجلِ كرامة الوطن واستقلاله.

لقد أفرز هذا التزييف فوضى مفاهيمية خطيرة، جعلت البعض يجمع – بلا حياء – بين الاحتفاء بذكرى ثورة أُكتوبر وبين التملّق لقوى الاحتلال الأجنبي الجديد، في مفارقةٍ تفضح سقوطًا قيميًّا ووطنيًّا غير مسبوق.

أُولئك الذين يبرّرون وجود المحتلّ ويمتدحون أدواره، هم في الحقيقة يطعنون الثورة في خاصرتها، ويهينون ذاكرة الأبطال الذين ضحّوا بحياتهم لتشرق شمس الحرية.

ويصف الرئيس المشاط هذا السلوك بأنه جريمة وطنية وأخلاقية لا يجوز السكوت عنها، داعيًا المثقفين والإعلاميين وحملة الأقلام إلى خوض معركة الوعي بجدٍّ ومسؤولية، لحماية ذاكرة الثورة من التشويه، وصون معناها من التحريف، وتجديد رسالتها التحرّرية في مواجهة المستعمرين الجدد الذين يحاولون اليوم إعادة إنتاج الاحتلال بوجهٍ آخر، وبوسائل أكثر خبثًا ودهاءً.

إن ثورة الرابع عشر من أُكتوبر ليست ذكرى نحتفل بها كُـلّ عام وحسب، بل هي مدرسة وعيٍ ومشروع تحرّري متجدد، يجب أن تُستعاد مبادئه في كُـلّ مرحلة من مراحل النضال الوطني.

فالمعركة اليوم لم تعد بالسلاح وحده، بل بمعركة الوعي، التي تُبقي جذوة الثورة مشتعلة في ضمير الأُمَّــة، وتمنحها القدرة على مواجهة كُـلّ أشكال الغزو الناعم والتبعية السياسية والاقتصادية.

لقد آن الأوان، كما شدّد الرئيس، لأن ينهض أبناء اليمن جميعًا بروح الثورة الأصيلة، وأن يجعلوا من الرابع عشر من أُكتوبر منارةً تهدي الطريقَ في معركة التحرّر الكبرى، ومعيارًا وطنيًّا يفرز الأحرار من المتساقطين، والوطنيين من المأجورين.

فالثورة التي حرّرت الجنوب بالأمس، هي نفسها التي يجب أن تلهم اليوم معركة استعادة الكرامة والسيادة في وجه الاحتلال الجديد، لتظل راية الحرية خفّاقة في سماء اليمن، عصيّة على الانكسار، ومضيئة للأجيال القادمة.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: من أ کتوبر

إقرأ أيضاً:

محافظ شبوة: ثورة 14 أكتوبر قضت على آمال المحتل البريطاني في إيجاد موطئ قدم له في البحر العربي

الثورة نت/..

أكد محافظ شبوة عوض العولقي أن العيد الـ 62 لثورة الـ 14 من أكتوبر المجيدة، مناسبة ثورية عظيمة قضت على آمال المحتل البريطاني في إيجاد موطئ قدم له في البحر العربي وأنهت محاولاته للسيطرة على أهم ميناء بحري في الشرق الأوسط.

وأوضح المحافظ العولقي في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن ثورة الـ14 من أكتوبر، توجت نضالات الثوار اليمنيين الرافضين للاحتلال والخنوع بطرد الاستعمار البريطاني بقوة السلاح وإنهاء الوصايا البريطانية على جنوب الوطن.

واعتبر هذه الثورة، علامة مضيئة في تاريخ اليمن، حيث وثقت قدرة اليمنيين على طرد المستعمر الذي جثم على أراضي جنوب الوطن ما يقارب 129 عاماً، وكسر أسطورة الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس بعد أن انطلقت شرارتها من جبال ردفان الأبية.

ولفت إلى أن احتفال أبناء الشعب اليمني بهذه المناسبة الوطنية، يؤكد اعتزازهم بهذا اليوم الذي توحّد فيها مناضلو ثورة الـ ٢٦ من سبتمبر والـ١٤ من أكتوبر لطرد الاحتلال وانتزاع حرية اليمن من براثن أسوأ استعمار عرفه التاريخ، وانتصرت تضحيات المناضلين بإعلان الاستقلال في الـ ٣٠ من نوفمبر 1967م.

وتطرق محافظ شبوة إلى أن ما يمارسه الاحتلال السعودي الإماراتي من تجويع ونهب ممنهج لثروات الجنوب بتواطؤ مرتزقته، ما يحتم على كل الأحرار والشرفاء من أبناء الشعب اليمني مواصلة الكفاح المسلح لطرد الاحتلال، متوكلين على الله ومستلهمين من قيم ومبادئ ثورة الـ 14 لانتزاع حريتهم واستقلالهم وسيادتهم من المحتلين الجدد.

وأفاد بأن أبناء اليمن في جنوب الوطن وشماله ينتظرون توجيهات قائد الثورة ورئيس المجلس السياسي الأعلى لخوض معركة تطهير جنوب الوطن من الاحتلال والمرتزقة، انتصاراً لتاريخهم الرافض كل أشكال الخضوع للمحتل على مر التاريخ.

وأشار العولقي إلى أن اليمن قادر على حماية سيادته وأمنه واستقراره بفضل الله وبتضحيات وبطولات اليمنيين وإصرار القيادة الثورية والسياسية والعسكرية، تجسيدًا لثورة الـ ٢١ من سبتمبر المجيدة، التي استطاعت إيجاد واقع جديد عبر تصحيح مسار وأهداف الثورة اليمنية ٢٦ سبتمبر و١٤ أكتوبر بعد أن التف أبناء اليمن حولها باعتبارها مشروع وطني جامع حمل في طياته الحرية والاستقلال والخروج من الهيمنة والارتهان للخارج.

مقالات مشابهة

  • ثورة 14 أُكتوبر.. معركةُ وعيٍ لا تنتهي
  • قراءة في خطاب الرئيس المشاط عشية ذكرى ثورة الـ 14 من أكتوبر..
  • المحضار: ثورة 14 أكتوبر جسّدت واحدية الثورة اليمنية وآمال الشعب في الوحدة والحرية
  • أُكتوبر يتجدد
  • ثورة 14 اكتوبر من انتفاضات الريف إلى شوارع عدن.. مسيرة اليمنيين ضد الاحتلال مستمرة
  • 14 أُكتوبر.. الثورةُ المتجدِّدة
  • الرئيس المشاط: سنواصل الدفاع عن بلدنا حتى تحرير كل شبر من أراضي الجمهورية اليمنية وطرد كل محتل غاصب
  • محافظ شبوة: ثورة 14 أكتوبر قضت على آمال المحتل البريطاني في إيجاد موطئ قدم له في البحر العربي
  • محافظ حضرموت: ثورة 14 أكتوبر مستمرة وحيّة في وجدان اليمنيين حتى استكمال التحرر