أثارت حيرة العلماء.. ماذا تعرف عن عين الصحراء في موريتانيا؟
تاريخ النشر: 14th, October 2025 GMT
تعتبر عين الصحراء في موريتانيا، والمعروفة أيضًا باسم البنية الريشاتية، واحدة من أغرب التكوينات الجيولوجية على وجه الأرض والتي أثارت حيرة العلماء على مدار سنوات طويلة.
تقع العين المثيرة للجدل في قلب الصحراء الموريتانية، وتحديداً في هضبة أدرار بالشمال الغربي للبلاد، حيث تمتد هذه الدائرة العملاقة وكأنها تم رسمها بعناية في قلب الرمال.
عندما اكتشفت عين الصحراء لأول مرة، اعتقد العديد من العلماء أنها فوهة نيزك نتيجة شكلها الدائري الدقيق. لكن الأبحاث الحديثة، خاصة تلك التي استندت إلى صور الأقمار الصناعية وتحليل الصخور، أثبتت أن الحقيقة أكثر تعقيدًا.
بحسب هذه الأبحاث، فالعين ليست نتاج انفجار خارجي، بل هي قبة جيولوجية ضخمة تشكلت بسبب قوة من باطن الأرض قبل مئات الملايين من السنين.
تشير الدراسات إلى أن الصهارة (الماغما) صعدت من أعماق الأرض، لكنها لم تخرج إلى السطح، بل توقفت تحت الطبقات الرسوبية، ما أدى إلى انبعاثها للأعلى في شكل قبة ضخمة.
بعد أن بردت الماغما وتصلّبت، بدأت عوامل التعرية، مثل الرياح والمياه، في نحتها ببطء، ما كشف عن الطبقات القديمة.
القبة الجيولوجية المتآكلةتمتد عين الصحراء لمسافة تتراوح بين 40 إلى 50 كيلومترًا، أي ما يعادل مساحة مدينة كبيرة. وإذا نظرت إلى صور الأقمار الصناعية، سوف تلاحظ أن الدوائر البارزة ليست متناسقة تمامًا، بل تتفاوت في شكلها وتآكلها.
تتكون الحلقات الخارجية من صخور صلبة مثل الحجر الرملي والكوارتزيت، بينما تحتوي الحلقات الداخلية على صخور أكثر ليونة مثل الحجر الجيري والطَّفَل، مما يجعلها تتآكل بشكل أسرع.
تعتبر عين الصحراء مثالاً نادرًا لدراسة ظاهرة "القبة الجيولوجية المتآكلة". يتمكن الجيولوجيون من خلال تحليل الصخور في هذه المنطقة من إعادة بناء تاريخ المناخ القديم والأنشطة البركانية التي مرّت على الصحراء الكبرى.
كما تُستخدم المنطقة كمختبر لدراسة عمليات التعرية الهوائية، إذ تلعب الرياح دورًا أكبر في تشكيل المنظر الحالي من المياه.
الأساطير المرتبطة بعين الصحراءبجمال شكلها وغموض أصلها، ارتبطت عين الصحراء بالعديد من الأساطير. يعتقد بعض الأشخاص أنها موقع مدينة أتلانتس المفقودة التي تحدث عنها أفلاطون بسبب دوائرها المدهشة.
ومع ذلك، لم تُظهر الدراسات الجيولوجية أي آثار لحضارة بشرية قديمة هناك، حيث يعود عمر الصخور إلى عصور سابقة بكثير.
وبحسب العلماء، تشكل هذه البنية الضخمة فرصة فريدة للعالم لتعميق فهمهم لتاريخ الأرض. وعند المرور بالقرب من هذه الأعجوبة الجيولوجية، يدرك الزائر أن هذا الجمال هو نتاج قوى طبيعية عظيمة، وليس من صنع البشر.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: عين الصحراء موريتانيا عین الصحراء
إقرأ أيضاً:
بتقنية جيوفيزيائية فرنسية.. بحوث الصحراء يُعزز جهود استكشاف الموارد المائية والتوسع الزراعي
شهد مركز بحوث الصحراء، بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، تجربة تشغيل ناجحة لأحد أحدث أجهزة الاستكشاف الجيوفيزيائي متعددة الأبعاد (Syscal Pro)، فضلا عن كابل متطور لدراسات التربة، من إنتاج كبرى الشركات الفرنسية المتخصصة.
يأتي ذلك في إطار توجيهات علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، باستمرار جهود تطوير القدرات البحثية والتطبيقية لمركز بحوث الصحراء، وتعزيز دوره الوطني في استكشاف الموارد المائية وتحديد صلاحية الأراضي الصحراوية للتنمية.
وشهدت عملية التشغيل التجريبية حضور كل من الدكتور حسام شوقي، رئيس المركز، والدكتور محمد عزت، نائب رئيس المركز للمشروعات، والدكتور عمرو عبد الجواد، رئيس شعبة المياه والأراضي الصحراوية، إلى جانب فريق من الباحثين المتخصصين بقسم الاستكشاف الجيوفيزيائي.
ويأتي هذا الإنجاز التقني ليعزز من قدرات المركز الوطنية في استكشاف وتحديد الموارد المائية الجوفية بدقة متناهية، وتقييم مدى صلاحية الأراضي الصحراوية الشاسعة لأغراض التنمية الزراعية والعمرانية، بما يتوافق مع التوجهات الاستراتيجية للدولة المصرية.
ويُعد هذا الدعم التقني، الذي شمل أيضاً أنظمة قياس جيوكهربائية رأسية (VES) وأجهزة تصوير مقطعي ثنائي وثلاثي الأبعاد، إضافة نوعية لقسم الاستكشاف الجيوفيزيائي، حيث يتيح تحليل الطبقات تحت السطحية وتحديد مواقع الخزانات الجوفية الضحلة والعميقة بكفاءة أعلى.
ومن جانبه أكد الدكتور حسام شوقي، رئيس المركز، أن اقتناء هذا الكابل المتقدم يُعد خطوة مفصلية نحو تطوير القدرات التقنية للمركز، وسيسهم بشكل مباشر في دعم دراسات استصلاح الأراضي وتحديد أفضل المواقع للزراعة والتغذية الجوفية، بما يخدم استراتيجية الدولة في التوسع الأفقي وتحقيق الأمن الغذائي.
وأشار إلى ان هذا التحديث التكنولوجي المستمر لمنظومته البحثية، يؤكد التزام المركز الراسخ بدعم خطط الدولة نحو تحقيق التنمية الزراعية المستدامة والاستفادة القصوى من الموارد المائية غير التقليدية، ومواصلة دوره الريادي كصرح بحثي وطني متقدم.
ومن جهته، أوضح الدكتور محمد عزّت نائب رئيس المركز، أن دمج هذه الأجهزة في العمل الميداني سيمكن الباحثين من إنتاج خرائط ثلاثية الأبعاد دقيقة للتربة والخزانات الجوفية، مما يقلل بشكل كبير من الزمن اللازم لتقييم صلاحية الأراضي الجديدة للاستصلاح.
فيما أشار رئيس شعبة المياه والأراضي الصحراوي، إلى أن تبني المركز لهذه التقنية المتقدمة ضمن منظومة شعبة المياه والأراضي الصحراوية، يعكس التزام مركز بحوث الصحراء بتوظيف التكنولوجيا الحديثة لخدمة أهداف التنمية الزراعية وتحسين كفاءة إدارة الموارد المائية والتربة، خصوصاً في المناطق الصحراوية والمستصلحة حديثًا.