عزام الأيوبي لـعربي21: الأحزاب الإسلامية تعلمت من تجاربها السابقة وأصبحت أكثر نضجا (فيديو)
تاريخ النشر: 11th, October 2023 GMT
قال أمين عام ملتقى "العدالة والديمقراطية"، عزام الأيوبي، إن الأحزاب الإسلامية في المنطقة العربية خرجت من تجاربها التي أُحبطت مطلع ثورات الربيع العربي أكثر نضجا، مشيرا إلى أن المشكلة حينها تمثلت في استفراد البعض بالقوى الإسلامية ما تسبب بضعفها.
وأضاف الأيوبي خلال لقاء مصور مع "عربي21" أن الأحداث التي لا تقتل الإنسان تزيده قوة، موضحا أن "الدرس الأكبر الذي تلقته الأحزاب الإسلامية والقوى الإصلاحية في المنطقة هو أن النجاح الكامل لأي مشروع لا بد أن يستند إلى أوسع شريحة من أبناء المجتمع".
وشدد الأيوبي على فشل أي مشروع سياسي يعتمد على دعم مكون واحد فقط، كما نوه إلى أنه المشاريع المتعلقة بنهضة المجتمعات يجب أن لا تبنى بالكامل على الأيديولوجية وإنما ينبغي أن تبنى على قواعد تشمل صالح جميع فئات المجتمع.
وتابع: "وهذا أمر أظن أن أحزابنا الإسلامية اليوم أصبحت أكثر وعيا حياله، ولن تسمح لأعدائها أبدا بأن يستفردون بها مجددا"، لافتا إلى أن "الاستفراد دائما يجعلك ضعيفا أمام قوى متجذرة في السلطة وتمتلك كل أنواع القوى الناعمة والخشنة".
وردا على سؤال طرحته "عربي21" حول ما إذا تمكنت الأحزاب الإسلامية من التوجه نحو الهوية الوطنية الجامعة لكافة التوجهات والأفكار المختلفة عنها، أوضح الأيوبي أن هذه الأحزاب بالفعل بدأت بذلك "لأن مشروع المجتمع لا يمكن أن يبنى ابتداء على فكر أيديولوجي واحد يفرض على الشعب فرضا، فتبني أيديولوجيا ما هو محض اختيار حر للفرد لا يجب أن يجبر عليه"، على حد قوله.
وأكمل الأيوبي: "لا بد أن يتمكن الإطار الناظم لأي مجتمع من تقبل كل أنواع الاختلافات. ومجتمعاتنا الإسلامية في الأصل استطاعت على امتداد التاريخ أن تستمر لفترات طويلة من خلال قدرتها على استيعاب الاختلافات الاجتماعية".
واعتبر السياسي اللبناني أن "القوى الإسلامية اليوم باتت قادرة على التفريق ما بين القناعة الخاصة في تبني أي أيديولوجية وما بين المشروع الجامع الذي يفترض أن يكون قائما على أساس المواطنة وليس على أساس الانتماء الفكري أو الأيديولوجي".
وحول مدى جاهزية الأحزاب الإسلامية على العمل المشترك وتوحيد الصف لأجل إرساء نظم ديمقراطية في المنطقة، أكد الأيوبي على أن "قاعدة العمل الأساسية هي الانفتاح على القوى المتنوعة سواء بالمشاركة الكاملة أو بالتعاون فيما يتعلق بمستقبل بناء المجتمعات".
وفي السياق، أشار إلى أن أحد أهم أهداف الملتقى الذي يترأسه هو "فتح باب العمل المشترك أمام جميع من يؤمن بقيم العدالة والديمقراطية بشكل كامل، ويقبل بالمشاركة بغض النظر عن مدى الاختلاف في التوجهات".
وشدد في حديثه لـ "عربي21" على أن "سعي بعض دول العالم إلى فرض نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب يشكل فرصة حقيقية للأحزاب في المنطقة لإعادة ترتيب أوراقها انطلاقا من الانتماء الوطني بهدف بلورة صيغة جديدة للحكم في هذه الدول؛ تكون مرجعيتها مستندة إلى الشعب وأساسها يقوم على العدالة"
يشار إلى أن ملتقى "العدالة والديمقراطية" أقام مؤتمرا نهاية شهر أيلول /سبتمبر الماضي في مدينة إسطنبول التركية بمشاركة 25 حزبا إسلاميا من مختلف دول العالم الإسلامي بهدف مناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك على الساحتين الإقليمية والعالمية، إضافة إلى تبادل الرؤى والتجارب بين الأحزاب المشاركة.
وحضر الملتقى الذي غطته "عربي21" لفيف من رجال السياسة العربية والتركية، من أبرزهم رئيس البرلمان التركي السابق مصطفى شنطوب، والرئيس السابق لحركة مجتمع السلم الجزائرية والأمين العام لمنتدى كوالالمبور عبد الرزاق مقري، والمستشار السابق لرئيس حزب العدالة والتنمية التركي، ياسين أقطاي.
ويرى القائمون على الملتقى أنه فضاء للتنسيق والتشاور، وإطار لتبادل الرؤى والتجارب السياسية وتعزيز الحقوق والحريات والعمل الديمقراطي وإطلاق المبادرات ودعم وحدة الأوطان واستقرارها ونهضتها، بحسب تعبيرهم.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية مقابلات الأحزاب الإسلامية الأحزاب الإسلامية مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الأحزاب الإسلامیة فی المنطقة إلى أن
إقرأ أيضاً:
الأونروا لـعربي21: أعددنا خططا إغاثية طارئة في قطاع غزة
قال المتحدث والمستشار الإعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، الدكتور عدنان أبو حسنة، إنهم أعدوا خططا إغاثية طارئة في قطاع غزة من أجل محاولة تلبية الاحتياجات الإنسانية الهائلة في القطاع خلال مرحلة ما بعد انتهاء الحرب.
وأكد، في مقابلة خاصة مع "عربي21"، أن "الأوضاع الإنسانية في غزة اليوم صعبة وخطيرة جدا، وستستمر كذلك لفترة أيضا؛ فكثير من التعقيدات والتحديات ستستمر لمدة أطول بكل أسف، وهناك معاناة كبيرة تتعلق بالإيواء المؤقت، وتقديم المساعدات الغذائية، وعلاج مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين يعانون من سوء التغذية".
وزاد: "كما تتعلق المشكلات بالبنى التحتية، وبأساسيات الصرف الصحي وتحلية المياه، وبالعديد من المستشفيات"، منوها إلى أن "القطاع الصحي بأكمله يحتاج إلى عمل كبير جدا، ولا أحد يستطيع أن يقدم صورة وردية، ولكن سيكون هناك جهد كبير وعمل جبّار مستقبلا".
مساعدات جاهزة لدخول غزة
ولفت أبو حسنة إلى أن "الأونروا لديها 6 آلاف شاحنة مُحمّلة بالمساعدات جاهزة للدخول إلى قطاع غزة، تحتوي على مواد غذائية وخيام وأغطية وفُرُش وأدوية، وقد تم شراؤها بمئات الملايين من الدولارات"، مضيفا: "المواد الغذائية الموجودة لدينا في هذه الشاحنات، التي تنتظر منذ شهور على أبواب قطاع غزة، تكفي سكان القطاع لمدة ثلاثة شهور تقريبا".
واستدرك قائلا: "لكن الأمم المتحدة تتحدث عن 170 ألف طن من المساعدات، يجب أن تدخل خلال شهرين، ومع ذلك لن تكون هذه الكميات كافية. نحن نتحدث عن مجتمع تم سحقه تماما، سواء على مستوى بنيته التحتية، أو على مستوى القطاع الصحي، أو القطاع الغذائي، أو قطاع الدعم النفسي".
وواصل حديثه بالقول: "كما نتحدث عن مدارس دُمّرت بصورة شبه شاملة؛ إذ تم تدمير 90% من المدارس بصورة كبيرة، والجامعات والمعاهد المتوسطة سُحقت تماما"، لافتا إلى أن هناك 8 آلاف مدرس و660 ألف طفل يعيشون بين الركام.
وأكمل: "نحن نتحدث عن إعادة الحياة إلى كل منظومات الحياة في قطاع غزة؛ فنحن بحاجة إلى عشرات الآلاف من الخيام، وإلى بيوت متنقلة أيضا، من أجل القيام بعملية الإيواء المؤقت، حتى نتمكن فعلا من استئناف عملية الإنعاش المبكر في القطاع".
وأضاف: "الأونروا سيكون لها بالتأكيد دور رئيسي وهام خلال المرحلة المقبلة، لأنها الجسد الوحيد الذي بقي متماسكا داخل قطاع غزة حتى الآن، ولديها 12 ألف موظف في قطاع غزة، بالإضافة إلى آلاف العاملين في قطاعات توزيع المواد الغذائية، والقطاع الصحي، والدعم النفسي، وجمع النفايات الصلبة، وصحة البيئة، ومختلف تخصصات الأونروا".
وزاد: "نحن أعددنا خططا لعملية توزيع المواد الغذائية لأننا نملك الخبرة الكبيرة في هذا المجال، ونملك الموظفين، ونملك الأسماء أيضا، ونملك القدرة على كيفية الوصول إلى التجمعات السكانية في قطاع غزة. في شهري كانون الثاني/ يناير وشباط/ فبراير الماضيين أنشأنا 400 نقطة لتوزيع المواد الغذائية، واستطعنا الوصول إلى مليوني فلسطيني وتزويدهم بانتظام بالمواد الغذائية خلال 10 أيام".
خطط جاهزة
واستطرد قائلا: "كما لدينا خطط جاهزة للتنفيذ تتعلق بالتعليم، واستئناف العملية التعليمية، لأن سنتين من أعمار هؤلاء الطلاب ضاعت، وقبل ذلك أيضا سنتان بسبب جائحة كورونا. لذلك تجد أطفالا في عمر عشر سنوات في قطاع غزة لا يعرفون القراءة والكتابة، وهذه العملية يجب أن تُستأنف فورا، بالتعاون مع وزارة التعليم الفلسطينية، وبالتعاون مع الشركاء على الأرض، ونحن مستعدون أن نبدأ هذه العملية في مساحات تعليمية سواء في مراكز الإيواء، أو خارج مراكز الإيواء، أو حتى في خيام، كما بدأنا في عام 1950".
وعلى صعيد التحديات التي تواجه المنظمات الإغاثية والإنسانية في غزة خلال الفترة المقبلة، قال: "قد تكون إحدى المشاكل الكبرى التي تواجه المنظمات الإنسانية، وحتى سكان قطاع غزة، هي وجود عشرات الآلاف من المقذوفات التي قد تكون غير منفجرة أو انفجرت جزئيا. لذلك، فإن هذه عملية تحتاج إلى فرق كثيرة، سواء من الأمم المتحدة أو من خارجها، للتعامل مع الألغام والمتفجرات".
وتابع أبو حسنة: "بالنسبة لمراكز الإيواء وتوزيع المساعدات، نحن وأطقم الأمم المتحدة العاملة في هذا الإطار نقوم بتأمينها من ناحية وجود الألغام أو المتفجرات ومسحها، لضمان أن يكون هذا المكان مؤمنا لقدوم الناس إليه، وهذا ما فعلناه في السابق، وما سنفعله الآن، أما بالنسبة للمدارس فسيتم إعادة فتحها ولو جزئيا إذا تم إخلاؤها من النازحين".
وأردف: "لدينا خطط أيضا بالنسبة لعملية تشغيل عيادات الأونروا، حيث لدينا 22 عيادة مركزية في مختلف مناطق قطاع غزة. أثناء الحرب، كان حوالي 6 من هذه العيادات يعمل، إلى جانب نحو 30 نقطة طبية متحركة، ولكن اليوم نحن نسير باتجاه إعادة تأهيل جميع أو معظم هذه العيادات حتى نستطيع تقديم الخدمة الصحية الأولية المناسبة، لأن هناك اعتمادا كبيرا من الفلسطينيين على الأونروا".
وأشار إلى أن "عدد الزيارات الصحية لعيادات الأونروا منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 وحتى الآن بلغ حوالي أكثر من عشرة ملايين زيارة طبية، ونحن بحاجة إلى إدخال معدات طبية، وإدخال مختبرات، وإعادة إعمار ولو بصورة جزئية لبعض الأماكن في هذه العيادات، وإعادة تشغيلها، أو حتى إيجاد أماكن بديلة عند الحاجة".
وشدّد على أن "الصحة والتعليم هما أولوية قصوى بالنسبة للأونروا؛ فهما بالمناسبة البرنامجان اللذان قامت عليهما الأونروا وتفويضها منذ عام 1950 حتى هذه اللحظة".
لا غنى عن الأونروا
وحول موقف الاحتلال من الأونروا في مرحلة ما بعد الحرب، قال إن "إسرائيل دائما ما تحاول إلغاء الأونروا وتصفية دورها لأسباب سياسية، على أساس أنه إذا تم تصفية الأونروا، فإن إسرائيل تعتقد بأنه سيتم بذلك تصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين، وبالتالي تصفية معايير الحل السياسي القادم.. هكذا يفكرون ويتوهمون".
وتابع: "هناك عناد للواقع على الأرض؛ فالأونروا هي الموجودة ولا يمكن مطلقا الاستغناء عنها ولا عن خدماتها. الجميع يعرف، من منظمات إنسانية وغير إنسانية، أن الأونروا موجودة في العملية التعليمية، ومتواصلة في عملية العلاج، وعيادات الأونروا مستمرة، وكذلك لها دور ملموس في جمع النفايات الصلبة، وتقديم المياه، والدعم النفسي. فقط منعونا من عملية توزيع المواد الغذائية، ولكننا نعتقد أننا عائدون بقوة إلى عملية التوزيع، لأنه لا يمكن الاستغناء عن هذا الدور على الإطلاق، لأنه بدون الأونروا ستكون فوضى شاملة".
وأوضح أن "مؤسسة غزة غير قادرة على مواصلة العمل في غزة خلال المرحلة المقبلة، ونحن نتوقع إغلاقها قريبا. هم مجموعة من العسكريين المتقاعدين الذين ليست لهم أي علاقة لا من قريب أو بعيد بالعمل الإنساني، ولا بقيم وأجندات العمل الإنساني القائمة على الحيادية والاستقلالية والشفافية".
وذكر أبو حسنة أن "مؤسسة غزة الإنسانية هي منظمة قامت لتنفيذ أجندة عسكرية سياسية تستهدف دفع الفلسطينيين إلى جنوب قطاع غزة من أجل الحصول على الطعام، تمهيدا لترحيلهم، وهذا السيناريو الخبيث فشل على أرض الواقع، ولذلك نعتقد بأنه سيتم تفكيك هذه المنظومة القاتلة خلال الأيام القادمة".
ولفت إلى أن "اتفاق وقف إطلاق النار المُعلن ينص على أن تعود منظومة الأمم المتحدة إلى العمل داخل غزة. لذلك، لن يكون هناك لزوم لذهاب الفلسطينيين لتسلّم المواد الغذائية، وقد يتعرضون للقتل أو الإصابة بجراح كما حصل مع الآلاف من الفلسطينيين خلال الفترة الماضية".
تخفيف الأعباء الإنسانية
وعبّر عن أمله في أن "يتم تطبيق وقف إطلاق النار بشكل مستدام، وأن تكون هناك خطوات وترجمة حقيقية على الأرض، حتى نستطيع من خلالها أيضا تخفيف الأعباء والمشاكل الإنسانية التي واجهت أكثر من مليوني فلسطيني في عمليات نزوح مستمرة".
ونوّه إلى أن "بعض الفلسطينيين تعرّضوا لأكثر من 15 مرة لعمليات النزوح، وبعضهم نزح 20 مرة. يُضاف إلى ذلك حجم الدمار الهائل؛ إذ تم تدمير أكثر من 80% من المنازل والبيوت والبنى التحتية في قطاع غزة. لقد دُمّرت هذه البنى تدميرا شاملا وغير مسبوق في بعض المناطق مثل رفح وشرق خانيونس وبيت لاهيا وبيت حانون وخان يونس، حيث تم تدمير 100% من البنى التحتية والطرقات والمنازل بصورة شاملة، والحملة الثانية التي قامت بها إسرائيل في مدينة غزة دمّرت معظم المدينة ولم يبقَ مكان يستطيع أحد أن يتحرك به".
وختم أبو حسنة حديثه بالقول إن "المطلوب اليوم هو مساعدات كبيرة ومتنوعة جدا، وليس فقط مساعدات كما كان في السابق بأعداد تتعلق بالمواد الغذائية أو المياه، بل المطلوب أكثر من ذلك بكثير، والمطلوب فقط من الجانب الإسرائيلي هو السماح بإدخال المساعدات في هدوء وسلام، وليتركونا بعد ذلك لننفذ هذه العمليات الإغاثية الطارئة بسرعة كبيرة".
والخميس، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، توصل إسرائيل وحركة "حماس" لاتفاق على المرحلة الأولى من خطته لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى، إثر مفاوضات غير مباشرة بين الطرفين بمدينة شرم الشيخ المصرية، بمشاركة تركيا ومصر وقطر، وبإشراف أمريكي.
ودخلت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين "حماس" وإسرائيل، حيز التنفيذ عند الساعة 12:00 ظهر الجمعة بتوقيت القدس (09:00 تغ)، بعد أن أقرت حكومة إسرائيل الاتفاق فجرا.
ويستند الاتفاق إلى خطة طرحها ترامب، تقوم على وقف الحرب، وانسحاب متدرج للجيش الإسرائيلي، وإطلاق متبادل للأسرى، ودخول فوري للمساعدات إلى القطاع، وعدم عودة حركة حماس إلى حكم غزة.