تشهد أسواق النفط العالمية مرحلة حافلة بالتقلبات، مع استمرار التوترات بين أكبر مستهلكين للطاقة في العالم، الولايات المتحدة والصين، وسط مزيج من المؤشرات المتباينة التي تضغط على الأسعار من جهة وتدعمها من جهة أخرى.

وارتفع خام برنت فوق 63 دولارًا للبرميل بعد تراجع حاد بلغ 3.8% يوم الجمعة، وهو أكبر انخفاض منذ أغسطس الماضي، فيما استقر خام غرب تكساس الوسيط عند حدود 60 دولارًا للبرميل.

ورغم أن التراجع عكس مخاوف الأسواق من تباطؤ الطلب العالمي، فإن تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن استعداده لاستئناف المفاوضات التجارية مع بكين أعادت قدراً من التفاؤل إلى المتعاملين.

وقال ترمب في تصريحات الأحد إن الولايات المتحدة ستكون “بخير مع الصين”، رغم عزمه المضي في فرض رسوم جمركية بنسبة 100% على السلع الصينية ابتداءً من الأول من نوفمبر 2025، ما اعتبرته الأسواق إشارة إلى احتمال تخفيف حدة المواجهة الاقتصادية بين الجانبين.

في المقابل، ردت الصين بإعلان فرض رسوم إضافية على السفن الأميركية الوافدة إلى موانئها، تدخل حيز التنفيذ في 14 أكتوبر، ما أدى إلى زيادة تكاليف الشحن وارتفاع أسعار ناقلات النفط، فضلاً عن اتساع حالة الغموض في السوق. وتزامن القرار مع إجراءات أميركية مماثلة استهدفت السفن الصينية، في تصعيد متبادل يهدد باضطراب سلاسل الإمداد العالمية.

ورغم اللهجة التصالحية من الجانب الأميركي، فإن المراقبين يرون أن التوتر الجيوسياسي ما زال يلقي بظلاله على الأسعار.

 كما أثارت التهديدات الأميركية بفرض رسوم جديدة على المعادن الثمينة مثل الفضة والبلاتين موجة من القلق الإضافي، دفعت المستثمرين إلى التعامل مع النفط جزئيًا كملاذ آمن وسط اضطراب الأسواق.

وفي جانب آخر، تتزايد المخاوف من تخمة المعروض في السوق، مع ارتفاع إنتاج تحالف “أوبك+” خلال الأسابيع الماضية.

ويرى حارس خورشيد، المدير التنفيذي للاستثمار في “كاروبار كابيتال”، أن الأسواق كانت قد استوعبت بالفعل أسوأ السيناريوهات، وأن لهجة ترمب الأكثر اعتدالاً قد تمنح الأسعار فرصة محدودة للتعافي، لكنها تظل هشّة في غياب تقدم حقيقي في المفاوضات التجارية.

ويُتوقع أن تبقى أسواق النفط تحت ضغط مزدوج من وفرة المعروض العالمي والتوترات الجيوسياسية، رغم التراجع المؤقت في المخاطر الإقليمية بعد اتفاق الهدنة بين إسرائيل وحماس.

ويرى محللون أن هذا الهدوء النسبي قد يحد من موجات الارتفاع في الأسعار، لكنه لن يبدد تماماً المخاوف من تقلبات جديدة إذا ما تجددت التوترات في الشرق الأوسط أو تعثرت المحادثات بين واشنطن وبكين.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: أسعار النفط أسعار النفط العالم ارتفاع أسعار النفط ارتفعت أسعار النفط انخفاض أسعار النفط

إقرأ أيضاً:

الصين تتعهد برد صارم على رسوم ترامب

صعدت الصين لهجتها ضد الولايات المتحدة، منددة بشدة بخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 100% على الصادرات الصينية، مؤكدة أنها سترد بإجراءات مضادة حاسمة لحماية مصالحها الوطنية.
وقالت وزارة التجارة الصينية، في بيان رسمي، وفقا لشبكة "سي إن بي سي"، إن واشنطن واصلت فرض سلسلة من القيود الجديدة ضد الصين منذ المحادثات التجارية الأخيرة في مدريد، بما في ذلك وضع شركات صينية على القوائم السوداء التجارية.
وأضافت الوزارة:"موقف الصين من الحروب الجمركية ثابت وواضح: لا نرغب في القتال، لكننا لا نخاف من القتال".
وانتقدت بكين التهديد المتكرر بفرض رسوم مرتفعة واعتبرته أسلوبا خاطئا للتعامل معها، محذرة من أنها "سترد بلا تردّد" إذا أصرت الولايات المتحدة على هذا النهج.
وكان ترامب قد أعلن الجمعة أنه سيطبق قيودا واسعة النطاق على الصادرات تشمل "عمليا" كل ما تصنعه الصين، بما في ذلك جميع البرمجيات الحيوية، إلى جانب الرسوم الجديدة، ومن المقرر تنفيذ الإجراءات في موعد أقصاه الأول من نوفمبر، بحسب ما نشره عبر منصته "تروث سوشيال".
جاءت هذه التطورات بعد يومين من خطوات مضادة أعلنتها بكين، شملت توسيع القيود على صادرات المعادن النادرة والتقنيات المرتبطة بها، وفرض رسوم على السفن الأمريكية في المواني الصينية، وفتح تحقيق لمكافحة الاحتكار ضد شركة “كوالكوم” الأمريكية لصناعة الرقائق.
ومن المرجح أن هذه الإجراءات تهدف إلى زيادة الضغط على واشنطن قبل اللقاء المرتقب وجها لوجه بين ترامب والرئيس الصيني شي جين بينج في كوريا الجنوبية.
وكان ترامب قد ألمح إلى احتمال إلغاء اللقاء، قبل أن يعود ويؤكد أنه "سيُعقد على الأرجح".
وأثارت القيود الصينية الجديدة على الصادرات مخاوف من اضطرابات في سلاسل الإمداد العالمية، إلا أن بكين أكدت أن تأثيرها سيكون "محدودا للغاية"، وأن الشركات ليست بحاجة إلى القلق، مشددة على أن أي طلبات للاستخدام المدني سيتم الموافقة عليها ما دامت تلتزم باللوائح.
وأعادت تصريحات ترامب القلق من نهاية فترة الهدوء النسبي في الحرب التجارية منذ التوصل إلى هدنة في مايو الماضي بجنيف، بعدما فرض الطرفان رسوما جمركية وصلت إلى 145% من جانب واشنطن و125% من جانب بكين.
ولم تصدر أية تعليقات فورية من البيت الأبيض أو مكتب الممثل التجاري الأمريكي أو وزارة الخزانة حول التصعيد الجديد.

طباعة شارك الصين فرض رسوم جمركية إضافية الصادرات الصينية

مقالات مشابهة

  • العشري يشيد بأهمية اجتماع وزير التموين بالغرف التجارية للحفاظ على استقرار السوق
  • اجتماع موسع بين التموين والغرف التجارية لبحث آليات استقرار الأسعار وتوفير السلع
  • النفط يرتفع بأكثر من 1% على خلفية التوترات الأميركية الصينية
  • النفط يرتفع 1% بعد خسائر حادة بفعل التوترات بين واشنطن وبكين
  • تصريحات ترامب ضد الصين تضرب العملات المشفرة.. خسائر تتجاوز 300 مليار دولار
  • الصين تتعهد برد صارم على رسوم ترامب
  • ترامب: فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 100% على الصين
  • الحرب التجارية العالمية عادت بقوة.. ترامب يعلن فرض رسوم جمركية بنسبة 130% على الصين
  • ترامب يعلن فرض رسوم 100% على الصين والنفط ينهار والذهب يواصل الارتفاع