هل يُنهي فيلم تايلور سويفت معاناة أصحاب دور السينما؟
تاريخ النشر: 12th, October 2023 GMT
متابعة بتجــرد: تستعد نجمة البوب الأميركية، تايلور سويفت، لفصلٍ جديدٍ في حياتها المهنية، إذ يراهن شباك التذاكر السينمائي عليها، حالياً، من أجل التعافي، والتخلص من آلامه وخساراته بسبب وباء «كورونا»، وإضرابات هوليوود، إذ سيُعرض فيلم «Taylor Swift: The Eras Tour»، الذي يتحدث عن حفلاتها الموسيقية، في دور السينما يوم 13 أكتوبر الحالي.
ويشير الخبراء بمجال السينما إلى أن هذا الفيلم بمثابة اختبارٍ راقٍ حول ما إذا مثل هذا المحتوى، يمكن أن يجلب الجماهير إلى دور العرض السينمائية، ويُقدم بأسلوبٍ فيلمي جديد، ويوفر مساحةً جديدة أمام صُناع الأفلام.
ووفقاً لمحللي شباك التذاكر والمديرين التنفيذيين لدور العرض، فإنه من المتوقع أن يحقق فيلم سويفت 120 مليون دولار في عطلة نهاية الأسبوع الافتتاحية، ما سيعطي دفعة لمبيعات التذاكر في المسارح المختلفة.
كما يتوقع محللو شباك التذاكر أن يحقق فيلم سويفت ما بين 150 إلى 225 مليون دولار، خلال عرضه في دور العرض بالولايات المتحدة وكندا.
ورغم هذه التوقعات وتأثير تايلور الكبير على جمهورها، إلى جانب الفيلم الموسيقي الذي ستُقدمه زميلتها نجمة البوب بيونسيه في ديسمبر المُقبل، فإن ذلك لن يعوّض تماماً الثغرات التي أحدثتها إضرابات هوليوود، إذ إن هذه الإضرابات أعاقت عودة صناعة السينما، وأوقفت الزخم الذي حققته أفلام الصيف الناجحة، مثل: «باربي»، و«أوبنهايمر».
وفي هذا الشأن، قال شون روبينز، كبير المحللين في «Box Office Pro»: «سوف تملأ سويفت وبيونسيه بالتأكيد بعض الفجوات، ولكنهما لن تستطيعا تعويض الإيرادات، التي كان من الممكن أن تأتي بفضل عرض أفلام: (الكثبان الرملية.. الجزء الثاني)، و(كرافن الصياد)، والجزء الجديد من سلسلة (غوستباسترز)».
لكن ما حدث أن هذه الأفلام الثلاثة تم نقلها إلى عام 2024، لأن نجومها لا يستطيعون ترويج أفلامهم بينما لايزال اتحاد الممثلين «ساج أفترا» مضرباً.
وبعد أن أجلت الاستوديوهات تلك الإصدارات، سارع أصحاب المسارح إلى ملء شاشاتهم بما تسميه الصناعة «المحتوى البديل»، مثل أفلام الحفلات الموسيقية من جولات بيونسيه، وسويفت.
وقال بروك باجبي، نائب الرئيس التنفيذي لمسارح «بي آند بي»، وهي خامس أكبر سلسلة دور عرض أميركية، إذ تضم 529 شاشة عرض في 14 ولاية، إن الإعلان عن فيلم سويفت «كان مفاجأة كبيرة غير متوقعة»، وإن دور السينما تهدف إلى تحويل الفيلم، الذي سيُعرض من الخميس إلى الأحد، إلى حدثٍ احتفالي، إذ ستفرش السجاد الوردي، وستنشئ أكشاكاً للصور، وستشجع المعجبين على الرقص أثناء العرض.
ولايزال القلق مستمراً بين أصحاب دور السينما من أن إضراب اتحاد الكتاب والممثلين الأميركيين، سوف يعطل قائمة الأفلام في العام المقبل، إذ إنه حتى لو توصلت الاستوديوهات الكبرى والممثلون إلى اتفاق بحلول عيد الشكر، إلا أنه من المحتمل ألا يتم استئناف الإنتاج حتى يناير 2024 بسبب العطلات، وهذا من شأنه أن يعيق تدفق الأفلام الجديدة إلى دور العرض العام المقبل.
main 2023-10-12 Bitajarodالمصدر: بتجرد
كلمات دلالية: دور السینما دور العرض
إقرأ أيضاً:
د. عصام محمد عبد القادر يكتب: القلوب البيضاء .. صفاء الوجدان وسر السلام
جوهر الطبيعة الإنسانية النقية لأصحاب القلوب البيضاء يعبر عن صفاء النفس أو الروح؛ فرغم ضجيج العالم من حولك؛ فإنك تشعر بطمأنينة وسلام داخلي يتعدى حدود الآخرين، ويولد طاقة لديك تمنحك المقدرة على الوصال دون كلل أو ملل، ويساعدك في تحسين علاقاتك المتعددة مع بني البشر بغض النظر عن درجة القرابة أو طبيعة الصلات، وهنا نوقن أن البياض يعني بالضرورة هجر كل ما يؤدي بنا إلى صور التحاقد أو التحاسد أو الضغائن أو الخبائث؛ لتصبح حسن النوايا وطيب السريرة سمة ملازمة واتصاف قيمي نبيل.
استيراد ماهية البياض للقلوب يعني ماهية النقاء، التي تجعلنا قادرين على التخلص من الهموم وسائر منغصات الحياة، بل، نتجاوز بها نوازل الدهر التي قد تقف حجر عثرة في سبيل تحقيق أمانينا وطموحاتنا؛ لذا تشعرنا نبضاتها بالسكينة التي تمنحنا بكل صدق معنى السلام الداخلي؛ فلا نسبب الضيق، أو الألم، أو الحرج، أو الخذلان، أو كل ما قد يضير بالآخرين؛ لكن نحاول جاهدين أن نغرس بذورَ الخير في كل موطن تصل إليه الأقدام؛ فتصبح الغايات متناغمة حول تحقيق ماهية السعادة التي يغترف منها الجميع دون استثناء.
يظل النقاء معبرًا عن حالة الصفاء التي يتجاوز فيها الوجدان الإنسان مراحل المادية ليصل إلى عمق المعاني التي نراها في الشعور بالطمأنينة والسكينة؛ فلا نفور من واقع يموج بالمتاعب، ولا خشية من شقاء يقع على الأبدان، ولا هرولة وراء مكاسب وأرباح نحقق ماهية النفعية من وجهة النظر الضيقة؛ لكن هناك اختلاف في مقاييس السعادة من وجهة نظر أصحاب القلوب البيضاء الذين يمتلكون واحةً كبيرةً من السلام الداخلي تشمل الجميع وتسعهم.
ذوو القلوب البيضاء يمتلكون الحكمة في تنوعاتها؛ إذ تبدو في ضبط العاطفة التي تُحدث توازناً للمشاعر والمقدرة على التعبير عما يجول في الصدور، وهذا يؤكد لنا أن هؤلاء البشر لا يتقبلون فلسفة العوز ولا يرتضون المذلة ولا يمارسون كل ما من شأنه أن يضير بكرامتهم، ولا يعطون الفرصة لأن تتخذ حيالهم تصرفات تضير بسمعتهم؛ ومن ثم نرصد العقلانية ولغة المنطق في صناعة واتخاذ قراراتهم؛ حيث التمسك بمنهجية التفكير التي تحقق النتائج المرجوة بكل هدوء وارتياح.
الإدراك الذي يقوم على معرفة قويمة سمة لأصحاب القلوب البيضاء؛ ومن ثم يستطيعون أن ينهلوا من طيف الخبرات ما يجعلهم قادرين على حسن التصرف في المواقف الضاغطة؛ لذا لا مكان للتسرع أو الانجراف وراء زيف البريق، وهذا يعني أن القيمة النبيلة في المكانة الأولى بالنسبة لهم، وعلى أثر ذلك تصبح المفاضلة فلسفتها قائمة على معيار رئيس يتمثل فيما ينفع الناس دون غيره، والبعد عن كل ما قد يسبب الضير أو الألم أو الحزن للآخرين.
الرضا لا يفارق أصحاب القلوب البيضاء؛ لأن التسليم والإيمان صفتان تبدو جلية في أداءات هؤلاء، وهذا يجعل الأرواح تتوق للمعاني التي ترقق الأحاسيس وتذهب بالمشاعر لواحات السعادة وتلك ما نسميه حكمة الوجدان الراقي، ناهيك عن مقدرة غير محدودة أو لا متناهية للعطاء، وهذا يعني أن صورة العلاقات الطيبة بين ذوي القلوب البيضاء والآخرين ممن حولهم تقوم على الوئام، وترسخ حالة التوازن؛ فيبدو التعامل في صوره الراقية.
الحياة المضجرة لا تحدث فجوات أو آثار غير سوية لدى من يحوزون القلوب البيضاء؛ حيث لديهم المقدرة على تحمل المسئولية ولديهم انضباطٌ تجاه ما يطرأ من تحديات وصعوبات ومشكلات وقضايا واقعية، ولا تغيب لديهم لغة العقل الممزوجة بالعاطفة التي تحافظ على نقاء الوجدان، وبناءً على ذلك نجد التسامح من القيم النبيلة التي يمارسها أصحاب القلوب السليمة، وهذا ما يبدد حالة الظلام ويفتح طاقات من النور يستهدي بها الإنسان كي يحيا بسلام مع النفس والآخرين.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.