مدير مكتب الجزيرة بفلسطين: هكذا عامل القسام وإسرائيل الأسرى خلال عملية التبادل
تاريخ النشر: 13th, October 2025 GMT
رصد مدير مكتب الجزيرة في فلسطين وليد العمري تباينا واضحا بين مشاهد الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية، والطريقة التي تعاملت بها سلطات الاحتلال مع الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم، معتبرا أن الفارق بين الجانبين يعكس طبيعة المنظومتين الأخلاقية والسياسية لكل طرف.
وأشار العمري إلى أن المقاومة حرصت في عمليات الإفراج الأخيرة على أن تتم بطريقة "غير مهينة" للأسرى الإسرائيليين، موضحا أن مقاتلي كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- أداروا العملية بانضباط وتنظيم دقيقين، منسقين مع الصليب الأحمر الدولي، بما أظهر أنهم أصحاب قرار وسيطرة ميدانية كاملة.
وأوضح أن إسرائيل كانت منزعجة بشدة من المشاهد التي بثتها المقاومة في المرات السابقة، حين ظهر مقاتلو القسام وهم يسلمون الأسرى الإسرائيليين بطريقة منظمة، مما منحهم صورة المنتصر والمتحكم في الأرض. لذلك، بحسب العمري، أصرت تل أبيب في المفاوضات الأخيرة على منع تكرار هذه المشاهد، الأمر الذي قبلت به حماس لتجنب مزيد من التعقيدات.
وأضاف أن غياب الصور هذه المرة جعل المشهد أكثر غموضا، لكنه لم يُلغِ حقيقة أن التسليم تم من مواقع متعددة في قطاع غزة، شملت أماكن في الوسط والجنوب، إلى جانب تسليم جثث بعض الأسرى الإسرائيليين الذين قُتلوا خلال الحرب.
ولفت إلى أن الجانب الإسرائيلي تعامل على النقيض من ذلك مع الأسرى الفلسطينيين، إذ رافقت عمليات الإفراج إجراءات مشددة وإهانات متكررة للأسرى وذويهم، مشيرا إلى أن قوات الاحتلال طافت خلال الساعات الماضية على منازل أسرى ذوي محكوميات عالية، محذّرة إياهم من أي مظاهر فرح أو احتفال.
وبيّن أن سلطات الاحتلال مارست التنكيل بالمفرج عنهم حتى قبل خروجهم من السجون، حيث أُطلقت قنابل الغاز والصوت لتفريق الأهالي الذين تجمعوا قرب سجن عوفر، كما نقل الأسرى إلى المعابر وهم مقيدون، في مشهد يعكس، بحسب العمري، "رغبة إسرائيل في الانتقام وليس في تنفيذ اتفاق تبادل إنساني".
إعلانوأضاف أن وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير كان من أكثر المسؤولين الإسرائيليين تحريضا على الأسرى الفلسطينيين، إذ زار المعتقلات قبل أيام من التبادل وتعمد إهانتهم، في خطوة وصفها العمري بأنها "تجسد العقلية العقابية التي تتعامل بها الحكومة الإسرائيلية مع الفلسطينيين حتى في لحظات الفرج".
معاملة لافتة
في المقابل، أبرزت وسائل الإعلام الإسرائيلية تفاصيل جديدة عن معاملة المقاومة للأسرى الإسرائيليين قبل الإفراج عنهم، إذ سمحت كتائب القسام لعدد منهم بإجراء مكالمات هاتفية ومحادثات مصورة مع عائلاتهم قبيل إطلاق سراحهم، في خطوة غير مسبوقة بتاريخ الصفقات بين الجانبين.
ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت أن بعض الأسرى تحدثوا مباشرة مع ذويهم من داخل غزة، بينهم الأسير متان أنغريست الذي ظهر في مكالمة مؤثرة مع والدته، إحدى أبرز الناشطات في حركة أهالي الأسرى التي ضغطت على حكومة بنيامين نتنياهو لوقف الحرب.
ووفقا للصحيفة، فإن هذه الاتصالات، إلى جانب طريقة التسليم الهادئة والمنظمة، أعطت الانطباع بأن المقاومة أرادت إظهار التزامها بالمعايير الإنسانية، رغم الحرب الطويلة التي استمرت عامين وأودت بحياة عشرات الآلاف من الفلسطينيين.
أما عملية التسليم، فقد تمت على دفعتين، شملت الأولى 7 أسرى والثانية 13، ليبلغ مجموع من أفرجت عنهم القسام 20 أسيرا إسرائيليا، بحسب ما أكدته إذاعة الجيش الإسرائيلي، التي قالت إنه "لم يعد هناك أي رهائن أحياء لدى حماس" بعد تسليم الدفعتين إلى الصليب الأحمر الدولي.
وذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن قوافل اللجنة الدولية تحركت من مواقع في دير البلح ووسط القطاع باتجاه نقاط التسليم، في حين أشارت مصادر فلسطينية إلى أن من بين المفرج عنهم جنديين وعددا من المدنيين الذين أُسروا خلال هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
من ناحية أخرى، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن مصلحة السجون أنهت استعداداتها لإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين المشمولين في الصفقة، في حين أقرت الحكومة الإسرائيلية تعديلات على القائمة تضمنت إضافة أسماء واستبدال آخرين في اللحظات الأخيرة.
قلق إسرائيلي
وأشار العمري إلى أن هذه الإجراءات تعكس قلقا إسرائيليا مزدوجا، أمنيا وسياسيا، من أن تتحول مشاهد الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين إلى مظاهر انتصار، مؤكّدا أن الاحتلال كان حريصا على "كبح فرحة الفلسطينيين" بكل الوسائل.
ولفت إلى أن التجارب السابقة أظهرت أن الاحتلال عادة ما يعيد اعتقال بعض المفرج عنهم بعد فترة وجيزة، أو يعاقبهم بمصادرة ممتلكاتهم، مما يجعل لحظة الحرية مؤقتة ومتوترة بالنسبة لكثير من الأسرى وعائلاتهم.
وبينما كانت حشود الفلسطينيين تتجمع في خان يونس ومدن الضفة بانتظار لحظة الإفراج، كانت الكاميرات ترصد مشاهد مختلفة تماما على الجانب الإسرائيلي، حيث نُقل الأسرى المحررون بوساطة الصليب الأحمر في مركبات آمنة وسط استقبال رسمي بعيد عن الاحتفال الشعبي.
ويرى العمري أن المشهدين الفلسطيني والإسرائيلي يلخصان التباين الجوهري في التعامل مع الإنسان؛ فالمقاومة، رغم الحصار والدمار، حرصت على كرامة الأسرى الإسرائيليين، في حين سعت إسرائيل إلى إذلال الأسرى الفلسطينيين حتى بعد استيفاء اتفاق التبادل.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات الأسرى الإسرائیلیین الأسرى الفلسطینیین إلى أن
إقرأ أيضاً:
أبرز الأسرى الفلسطينيين في صفقة التبادل بين حماس وإسرائيل
رام الله- نشرت مؤسسات حقوقية فلسطينية، صباح اليوم الاثنين، القوائم النهائية للأسرى الفلسطينيين المقرر الإفراج عنهم في صفقة "طوفان الأحرار" بين حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وإسرائيل.
وتتضمن القائمة التي نشرتها هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني ومكتب إعلام الأسرى 250 أسيرا، بينهم 192 أسيرا محكومون بالسجن المؤبد، و25 من ذوي الأحكام العالية، و32 موقوفا، كما سيتم الإفراج عن 1718 أسيرا من قطاع غزة اعتقلوا بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ويستدل من القائمة أن 157 من الأسرى المقرر الإفراج عنهم ينتمون لحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، و65 ينتمون لحركة حماس، و16 ينتمون لحركة الجهاد الإسلامي، و11 ينتمون للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وأسيرا واحدا ينتمي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين.
كما تشير القوائم إلى إبعاد 154 أسيرا من ذوي الأحكام المؤبدة والعالية.
وفيما يلي الأسرى الأعلى حكما المقرر الإفراج عنهم:
نصري عايد حسين عاصي: من مخيم شعفاط بمدينة القدس، معتقل منذ 27 يوليو/تموز 2004، محكوم بالسجن المؤبد 18 مرة و70 عاما وينتمي لحركة حماس.
محمد جمال محمد عقل: من مدينة جنين شمالي الضفة الغربية، معتقل منذ الثاني من ديسمبر/كانون الأول 2002، محكوم بالسجن المؤبد 17 مرة وينتمي لحركة فتح.
أحمد عادل جابر سعادة: من بلدة الطور بالقدس، معتقل منذ الأول من أبريل/نيسان 2003، محكوم بالسجن المؤبد 13 مرة وينتمي لحركة حماس.
عماد صلاح عبد الفتاح قواسمي: من مدينة الخليل، معتقل منذ 13 أكتوبر/تشرين الأول 2004، محكوم بالسجن المؤبد 16 مرة وينتمي لحركة حماس.
محمد كامل خليل عمران: من بلدة دورا جنوب مدينة الخليل جنوبي الضفة، معتقل منذ الأول من ديسمبر/كانون الأول 2002، محكوم بالسجن المؤبد 13 مرة وينتمي لحركة الجهاد الإسلامي.
إعلانرياض دخل الله أحمد العمور: من بلدة تقوع جنوب مدينة بيت لحم جنوبي الضفة، معتقل منذ السابع من مايو/أيار 2005، محكوم بالسجن المؤبد 11 مرة وينتمي لحركة فتح.
ماجد إسماعيل محمد مصري: من مخيم بلاطة بمدينة نابلس، شمالي الضفة، معتقل منذ 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2002، محكوم بالسجن المؤبد 10 مرات وينتمي لحركة فتح.
#عاجل | وصول مركبات لكتائب القسام لأحد مواقع الإفراج عن أسرى الاحتلال ضمن صفقة تبادل. pic.twitter.com/mKEsGYJTOr
— وكالة شهاب للأنباء (@ShehabAgency) October 13, 2025
عز الدين خالد حسين الحمامرة: من بلدة حوسان غرب مدينة بيت لحم، معتقل منذ السابع من مارس/آذار 2004، محكوم بالسجن المؤبد 9 مرات وينتمي لحركة فتح.
إياد محمد أحمد أبو الرب: من بلدة جلبون بمحافظة جنين، معتقل منذ 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2005، محكوم بالسجن المؤبد 8 مرات وينتمي لحركة الجهاد الإسلامي.
حمزة عمر عبد الفتاح المشارحة: من بلدة بيت فجار جنوب مدينة بيت لحم، معتقل منذ 13 أبريل/نيسان 2002، محكوم بالسجن المؤبد 6 مرات و20 عاما، وينتمي لحركة فتح.
أديب أحمد عبد الله أبو الرب: من مخيم نور شمس بمدينة طولكرم، معتقل منذ 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2002، محكوم بالسجن المؤبد 6 مرات، وينتمي لحركة فتح.
نادر صالح ممدوح صدقة: من مدينة نابلس، معتقل منذ 17 أغسطس/آب 2004، محكوم بالسجن المؤبد 6 مرات وينتمي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
منير عبد الله مرعي مرعي: من بلدة بيتا جنوب مدينة نابلس، معتقل منذ الثاني من أبريل/نيسان 2003 ومحكوم بالسجن المؤبد 5 مرات وينتمي لحركة حماس.
محمود باسم محمود أبو جنيد: من مخيم بلاطة شرق مدينة نابلس، معتقل منذ 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2003، محكوم بالسجن المؤبد 5 مرات وينتمي لحركة فتح.
عساف حافظ حسين زهران: من بلدة علار بمحافظة طولكرم، معتقل منذ 13 يوليو/تموز 2005، محكوم بالسجن المؤبد 5 مرات و20 عاما وينتمي لحركة فتح.
خطة ترامب
والخميس الماضي، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب توصل إسرائيل وحماس إلى اتفاق على المرحلة الأولى من خطته لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى، إثر مفاوضات غير مباشرة بين الطرفين في شرم الشيخ، بمشاركة تركيا ومصر وقطر، وبإشراف أميركي.
ودخلت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ عند الساعة 12:00 ظهر الجمعة بتوقيت القدس (التاسعة بتوقيت غرينتش)، بعد أن أقرت حكومة إسرائيل الاتفاق فجرا.
وتقدر تل أبيب وجود 48 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع في سجونها أكثر من 11 ألفا و100 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، قتل العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.