إسرائيل تستعد لحرب طاحنة في غزة.. وهكذا سيبدأ الهجوم
تاريخ النشر: 14th, October 2023 GMT
مع ترقب أنّ تشنّ إسرائيل هجوماً برياً ضد قطاع غزة مستخدمة قوات النخبة لديها وأحدث التقنيات، يتوقع أن يتحوّل القطاع المحاصر إلى مسرح لعملية عسكرية دامية ومرهقة وطويلة للغاية تشمل حرب مدن طاحنة. فقد رجّح محللون أن يبدأ الهجوم ليلاً لاسيما أن حماس محرومة من الكهرباء بينما المقاتلون الإسرائيليون مجهزون بأحدث أجهزة الرؤية الليلية التي تسمح لهم بالرؤية حتى من خلال الجدران.
براً وبحراً وجواً
وقال رازوكس إن الإسرائيليين سيرسلون كل وحدات النخبة ومركباتهم المدرعة والمشاة وخبراء المتفجرات والكوماندوس والقوات الخاصة. وسيكون لدى هذه القوات دعم من المدفعية والطائرات المسيّرة والطائرات المقاتلة والمروحيات القتالية، بحسب «فرانس برس».
كذلك أوضح أن الهدف الأولي قد يكون تقسيم قطاع غزة إلى قسمين، وفصل رفح في الجنوب عن مدينة غزة في الشمال. وتوقع أن تكون العمليات مدعومة بالآليات والمدرعات للسيطرة على الطرق الرئيسية كما حدث في بيروت عام 1982 قبل هجوم منسق في كل الاتجاهات برا وبحرا وجواً.
حرب مدن
بدوره، قال أندرو غالر من شركة الاستخبارات البريطانية «جينز»، إن حرب المدن تشكل دائماً «واحدة من أكثر البيئات التكتيكية واللوجستية تعقيدًا» لأي جيش نظامي. ويعمل مقاتلو حماس في متاهة من الأزقة الضيقة وشبكة من الأنفاق لا تستطيع أجهزة المخابرات الإسرائيلية كشفها إلا جزئيا.
فيما قال جون سبنسر من معهد الحرب الحديثة في الأكاديمية العسكرية الأميركية ويست بوينت، إن «في تاريخ حرب المدن، يمكن أن يستغرق تطهير مبنى واحد كنقطة حصينة أياماً أو أسابيع أو أشهر». وتزداد صعوبة العملية الإسرائيلية مع حقيقة أن حماس مدججة بالسلاح.
ترسانة حماس
وأشار الى أن حماس نشرت في 2014 ما بين 2,500 و3,500 مقاتل مجهزين بالصواريخ وقذائف الهاون والصواريخ الموجهة المضادة للدبابات وقاذفات القنابل اليدوية والبنادق الآلية والأسلحة الصغيرة. كذلك أضاف أن ترسانة الأسلحة لديها توسّعت منذ ذلك الحين، لا سيما مع إضافة «مجموعة كاملة من الطائرات المسيّرة - من الطائرات الانتحارية بدون طيار الى العسكرية - والمروحيات الرباعية التجارية الجاهزة والمعدلة لإسقاط الذخائر».
في موازاة ذلك أكد أليكس بليتساس، الخبير في شؤون الدفاع في مجلس الأطلسي، وهو مركز أبحاث أميركي مقره واشنطن، أن الضربات الجوية الحالية تهدف إلى «القضاء على قيادة وسيطرة حماس والقادة الرئيسيين والأنفاق ومخابئ الأسلحة وقاذفات الصواريخ لتقليل مخاطر الهجمات الصاروخية ضد المدنيين الإسرائيليين والمخاطر التي يتعرض لها أفراد (الجيش الإسرائيلي) خلال عملية برية».
وبالتالي، هناك احتمال بأن تنضم غزة، وهي واحدة من أكثر الأماكن اكتظاظا بالسكان في العالم، إلى قائمة المناطق الحضرية التي تحولت إلى أنقاض بسبب العمليات العسكرية، مثل الفلوجة في العام 2004 في العراق، والموصل في شمال العراق في العام 2017، وماريوبول في أوكرانيا في العام 2022.
ولا يترك هجوم السبت الماضي الذي شنّه مقاتلو حماس، وهو الأسوأ في تاريخ إسرائيل، سوى قليل من الشكوك حول حجم العملية المقبلة. ويرى محللون أن القصف الجوي المكثّف الذي تقوم به إسرائيل منذ بدء عملية حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، هو تحضير لهجوم بري كبير.
وشهد قطاع غزة معارك وقصفا مدمرا في العام 2014، عندما حشدت إسرائيل 75 ألف جندي احتياط لعملية استمرت 50 يوماً، لكنّ هذه المرة، استدعت السلطات الإسرائيلية 300 ألف.
المصدر: صحيفة الأيام البحرينية
كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا فی العام
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تأمر بإخلاء جنوب غزة استعداداً لهجوم «غير مسبوق»
حسن الورفلي (غزة، القاهرة)
أخبار ذات صلةدعا الجيش الإسرائيلي سكان قطاع غزة إلى مغادرة معظم المناطق في جنوب القطاع، في الوقت الذي يستعد فيه لشن هجوم غير مسبوق في المنطقة، وذلك وفقاً لأمر إخلاء تم نشره باللغة العربية.
ووفقاً لخريطة نشرها الجيش الإسرائيلي، تشمل أوامر الإخلاء مدينتي رفح وخان يونس الكبيرتين، بالإضافة إلى جميع المناطق الأخرى في جنوب قطاع غزة، باستثناء منطقة «المواصي».
وقد طالب الجيش الإسرائيلي سكان غزة بالتوجه نحو منطقة المواصي في جنوب غرب غزة، والتي تم تصنيفها كـ «منطقة إنسانية» خلال الحرب.
ومنذ أيام تتحدث وسائل إعلام إسرائيلية عن مخطط الجيش الإسرائيلي للسيطرة على 75 بالمئة من قطاع غزة خلال الشهرين القادمين.
وقُتل 52 شخصاً على الأقل أمس، في القصف الإسرائيلي، وفق الدفاع المدني الفلسطيني، من بينهم 33 في مدرسة تؤوي نازحين.
وأفاد الناطق باسم الدفاع المدني الفلسطيني محمود بصل، بمقتل 33 شخصاً على الأقل في قصف مدرسة «فهمي الجرجاوي» فجر أمس، في مدينة غزة وإصابة العشرات غالبيتهم من الأطفال، واصفاً ما حدث بأنه «مجزرة مروعة».
وفي وقت لاحق، أفاد الناطق باسم الدفاع المدني عن مقتل 19 فلسطينياً من عائلة عبد ربه إثر غارة جوية على منزل في جباليا في شمال قطاع غزة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي رصد ثلاثة مقذوفات أطلقت من جنوب قطاع غزة باتجاه التجمعات السكانية القريبة من القطاع، سقط مقذوفان داخل قطاع غزة واعترض سلاح الجو الإسرائيلي مقذوفاً ثالثاً قبل أن يعبر إلى داخل إسرائيل.
كذلك أفاد بأنه استهدف في الساعات الـ 48 الأخيرة أكثر من 200 موقع.
في غضون ذلك، تضاربت الأنباء، أمس، بشأن موقف حركة حماس والحكومة الإسرائيلية على مقترح قدمه المبعوث الرئاسي الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.
ففي الوقت الذي قال فيه مصدر فلسطيني مقرب من «حماس»، إن الحركة وافقت على مقترح ويتكوف، أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية أن ويتكوف نفى موافقة «حماس» على مقترحه وقال إن «تل أبيب قبلت به».
وأفاد المصدر، مفضلاً عدم الكشف عن هويته بأن «حماس وافقت على مقترح ويتكوف لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، حرصاً على مصلحة شعبنا ووقفاً للإبادة المستمرة».
وأضاف أن «ويتكوف قدم مقترحاً قبل أيام يتضمن إطلاق سراح 10 أسرى إسرائيليين من قطاع غزة على دفعتين مقابل هدنة تتراوح بين 60 يوماً وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة إلى المنطقة العازلة الممتدة على حدود القطاع». كما يتضمن المقترح، وفق المصدر، إطلاق سراح أسرى فلسطينيين من السجون الإسرائيلية بينهم مؤبدات وأحكام عالية. وأوضح أنه خلال فترة الهدنة يتم البدء بمفاوضات جادة توصل إلى وقف الحرب وبضمان أميركي.
في المقابل، أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية أن ويتكوف نفى موافقة حماس على مقترحه الذي يتضمن إطلاق سراح نصف المختطفين الأحياء ونصف جثامين القتلى.