أكد معالي محمد عبدالله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء الرئيس المشارك لمجالس المستقبل العالمية أن حكومة دولة الإمارات والمنتدى الاقتصادي العالمي تجمعهما رؤية مشتركة ورغبة كبيرة في تصميم مستقبل أفضل للمجتمعات، تطورت على مدى أكثر من عشرين عاماً على التعاون الاستراتيجي.

جاء ذلك، في الكلمة الافتتاحية لأعمال مجالس المستقبل العالمية 2023، التي تستضيفها دولة الإمارات العربية المتحدة في دبي خلال الفترة من 16 إلى 18 أكتوبر الحالي، بالشراكة بين حكومة الإمارات والمنتدى الاقتصادي العالمي، بحضور ميريك دوشيك المدير الإداري للمنتدى الاقتصادي العالمي وعدد من المسؤولين في المنتدى ومن حكومة دولة الإمارات.

ويشارك في هذا الحدث الدولي البارز الذي يسعى لتشكيل معالم المستقبل والإجابة على التساؤلات الكبرى التي تواجه الإنسان في مختلف القطاعات الحيوية، نحو 600 من المسؤولين الحكوميين ورواد الأعمال والخبراء والمختصين ومستشرفي المستقبل من مختلف أنحاء العالم.

وقال معالي محمد القرقاوي: “تجمعنا مع المنتدى رؤية مشتركة ورغبة كبيرة في المساهمة في تصميم مستقبل أفضل للبشرية، وشغف الإجابة على الأسئلة الكبرى التي تواجه مجتمعاتنا”، مشيراً إلى أن ما يميز الإنسان عن الآلات يتمثل في استمراره في طرح أسئلة أكبر وأكثر، ويتزايد شغفه باستشراف المستقبل واستقراء الخطوة الكبرى القادمة للبشرية.

وأكد معالي محمد القرقاوي أن بناء المستقبل يرتبط باستمرار قدرة الإنسان على البحث عن إجابات لأسئلة تحرك الفضول المعرفي، مشيراً إلى أن مجالس المستقبل العالمية التي تضم نحو 600 من قادة الفكر من 80 دولة، وأكثر من 120 من أفضل جامعات العالم، و22 منظمة دولية، تؤدي دوراً محورياً في توليد الأفكار، في مجالات التحول الرقمي، والتغيرات الجيوسياسية، والمناخية، والتحولات الاقتصادية والاجتماعية، والمستجدات في قطاع الفضاء، وقطاعات العلوم والتكنولوجيا المتقدمة.

وتناول الرئيس المشارك لمجالس المستقبل العالمية في كلمته الافتتاحية، 3 تساؤلات رئيسية تواجه المجتمعات حالياً في رحلتها إلى المستقبل، تركز على مستقبل العدالة الإنسانية والمساواة البشرية في القيمة الإنسانية، وفي الفرص الاقتصادية والتقنية، في ظل ما يشهده العالم من زيادة في الفجوة الاقتصادية في العالم.

وتطرق إلى تفاقم الفروق التقنية في ظل التطور غير المسبوق في الذكاء الاصطناعي، حيث تضاعفت قوة الحوسبة في الذكاء الاصطناعي أكثر من 300 ألف مرة في الفترة من عام 2012 إلى عام 2020، فيما لا يزال 37% من سكان العالم، أو حوالي 3 مليار شخص غير قادرين على الوصول إلى الإنترنت.

وأشار معالي محمد القرقاوي إلى أهمية العمل المشترك لإعادة تعريف حماية الحقوق الأساسية للإنسان، والاتفاق عليها دولياً، والتي تتضمن حقّه في الحياة الكريمة وفي الفرص الاقتصادية المتساوية وفي الوصول للمعرفة والتقنية، وفي العيش في بيئة متوازنة تنعم بها الأجيال القادمة.

وقال إن السؤال الثاني يتعلّق بحماية هذا الكوكب للأجيال القادمة، وهو أحد الأسئلة الوجودية التي ترتبط به أسئلة الطاقة الجديدة، والاقتصاد الجديد، والتحالفات التنموية الجديدة، والتطورات التقنية المبتكرة، والأسئلة المتعلقة بحماية موارد الطبيعة، ورفع الوعي على مستوى الأفراد والمجتمعات والدول للتصدي لأكبر تحد يواجه الكوكب.

وأضاف أن البشرية قد تواجه تحدي لجوء أكثر من 1.5 مليار شخص بسبب المناخ بحلول عام 2050، وقد تتكبد خسائر اقتصادية تفوق 32 ترليون دولار حتى 2050، في حال لم يتم التعامل مع سؤال المناخ، مشيراً إلى أن استضافة دولة الإمارات لأكبر تجمع مناخي عالمي (COP28)، ستساهم بشكل كبير في الإجابة على بعض هذه الأسئلة، مؤكداً أن دور أعضاء مجالس المستقبل العالمية يتمثل كذلك في مناقشة كيفية تسريع التحوّل إلى عالم أكثر استدامة ووعياً بيئياً”.

وقال الرئيس المشارك لمجالس المستقبل العالمية إن السؤال الثالث يتمثل في ماهية النموذج الأفضل للحوكمة في الحكومات والمنظمات الدولية للتعامل مع التحديات المستقبلية في التحول الرقمي والتحديات المناخية والاقتصادية وغيرها، ولفت إلى أن جائحة فيروس كوفيد 19 علمت العالم أن الفرق بين الحكومات الناجحة والفاشلة كان في قدرتها على التعامل مع الأزمات بمرونة وحكمة وإنسانية.

وأضاف: “علّمنا التاريخ أن ثمن الفشل كبير وقد يمتد لأجيال، وتشير بعض الدراسات إلى أن تكلفة فشل الحكومات لا تقل عن 5 أضعاف مستوى الناتج المحلي للدول قبل فشلها، وسؤالنا يكمن في كيفية إعادة هندسة صنع السياسات، والتحول الجذري في تخطيط الاستراتيجيات، والسعي الحثيث نحو تطوير المهارات بما يتناسب مع الأسئلة الجديدة التي تواجهها البشرية”.

الجدير بالذكر، أن مجالس المستقبل العالمية عقدت بمشاركة نحو 600 خبير عالمي ومفكر ضمن 30 مجلساً، إلى جانب مسؤولين حكوميين وممثلين عن المنظمات الدولية والأكاديميين، في ملتقى سنوي يهدف لوضع خطط المستقبل والتي تحدد توجهات اجتماعات المنتدى الاقتصادي العالمي “دافوس” 2024.

وكانت حكومة دولة الإمارات والمنتدى الاقتصادي العالمي، وقعا في يناير الماضي، اتفاقية شراكة لتنظيم مجالس المستقبل العالمية، في خطوة جديدة لمسيرة الشراكة بين الجانبين، التي تم تتويجها في مايو 2022 بتوقيع اتفاقية شراكة عالمية استراتيجية مستدامة تهدف إلى تعزيز جهود استكشاف الفرص المستقبلية، وترسيخ التكامل والتعاون في دعم المبادرات العالمية ووضع الخطط والاستراتيجيات المستقبلية الشاملة.

وجمعت مجالس المستقبل العالمية منذ إطلاقها عام 2008، بالشراكة بين حكومة دولة الإمارات والمنتدى الاقتصادي العالمي، أكثر من 12 ألف مشارك من 100 دولة، في نحو 900 مجلس ناقشت مستقبل القطاعات الأكثر ارتباطاً بحياة الإنسان.وام


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

سكوري: منصة “تسريع فرص العمل في المغرب” هي المنصة الأولى من نوعها في العالم حول قضايا التشغيل وريادة الأعمال

زنقة20ا الرباط

أعطى وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات، السيد يونس السكوري،أمس الجمعة بمدينة مراكش، منصة “تسريع فرص العمل في المغرب”، بشراكة مع المنتدى الاقتصادي العالمي.

وتهدف هذه المنصة، التي تعد الأولى من نوعها على الصعيد الدولي، تتبع وتحليل تغيرات سوق الشغل على المستوى العالمي، وهي المنصة التي تجمع بين الفاعلين من القطاع الخاص والعام والمجتمع المدني، حول قضايا التشغيل وريادة الأعمال.

وأكد يونس سكوري،المنصة هي الأول من نوعها في العالم بشراكة مع المنتدى الاقتصادي العالمي الذي يضم أبرز الفاعلين الإقتصاديين في العالم وقد تم تطوير هذه التجربة النموذجية على المستوى الدولي”.

وأضاف أن المنصة وهي تجمع بين الفاعلين من القطاع الخاص والعام والمجتمع المدني، على رأس اتحاد مقاولات المغرب وجمعية مدبري الموارد البشرية ووالوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات، من حشد الدعم الكبير للمقاولات المغربية والدولية العاملة في التشغيل وفق مقاربات متعددة حول قضايا التشغيل وريادة الأعمال.

وتم خلال إطلاق المنصة التوقيع على اتفاقية مع الاتحاد العام لمقاولات المغرب والمنتدى الاقتصادي العالمي والجمعية الوطنية لمسيري ومكوني الموارد البشرية، والوكالة الوطنية لانعاش التشغيل والكفاءات، من أجل تعبئة الكفاءات الوطنية والمقاولات المغربية للانخراط في مبادرات نوعية لخلق فرص الشغل ببلادنا.

 

مقالات مشابهة

  • كلاوس شواب.. عراب «دافوس» ومهندس الثورة الصناعية الرابعة
  • الإمارات تفوز بجائزة القمة العالمية لمجتمع المعلومات 2024
  • الإمارات تفوز بجائزة مرموقة من القمة العالمية لمجتمع المعلومات
  • "أرضنا مستقبلنا".. المملكة تحتفي باليوم العالمي للبيئة بمشاركة 150 دولة
  • سكوري: منصة “تسريع فرص العمل في المغرب” هي المنصة الأولى من نوعها في العالم حول قضايا التشغيل وريادة الأعمال
  • أزمة تلوح في الأفق.. ثلثا سكان العالم سيواجهون ندرة المياه بحلول 2100
  • قرابة 17 ألف شخص من 136 دولة ومنطقة أكدوا مشاركتهم في منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي
  • ذياب بن محمد بن زايد يؤكد دعم الإمارات وتنسيق الجهود العالمية الرامية لمواجهة المرض
  • وزير الصحة يلتقي رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي “دافوس”
  • ذياب بن محمد: ندعم جهود مواجهة التصلُّب المتعدِّد