بعد 80عاما من غرقها أثناء الحرب العالمية الثانية.. ظهور المدمرة البريطانية "كيث"
تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT
اكتشف العلماء المدمرة البريطانية إتش إم إس كيث التي تتواجد حاليًا في قاع قناة دونكيرك بعد أن مر أكثر من 80 عامًا منذ غرقها خلال عملية "دينامو" عام 1940 بالحرب العالمية الثانية والتي وصفها رئيس الوزراء البريطاني سابقًا، ونستون تشرشل، بأنها "معجزة الخلاص".
إجلاء الجنود والقصف الجويوبحسب صحيفة الديلي ميل البريطانية، أثناء محاولة العلماء التعرف على حطام السفن غير المكتشفة من بين 305 سفن مفقودة، استطاعوا التعرف على السفينة الحربية البريطانية "كيث" التي ساعدت في إنقاذ 338226 جنديًا من قوات الحلفاء من دونكيرك في عام 1940.
فكانت السفينة التي يبلغ طولها 330 قدمًا من بين حوالي 1000 سفينة عسكرية وتجارية وصيد الأسماك ومدنية صغيرة ساعدت في إنقاذ 338226 جنديًا من قوات الحلفاء من شواطئ دونكيرك.
وتسببت طائرة ألمانية في غرقها بالقناة الإنجليزية من خلاله قصفها عندما كانت تقوم بإجلاء 992 جنديًا إلى دوفر.
فسقطت قنبلة في الجزء الخلفي للسفينة التي يبلغ طولهها 330 قدمًا (100 متر) وانفجرت في غرفة المرجل (غرفة تضم المعدات الكهربائية والميكانيكية)، مما أدى إلى اندلاع حريق بها وغرقها. وحينها قُتل 36 رجلاً ولكن تم إنقاذ 8 ضباط و 123 من أفراد الطاقم.
السونار ثلاثي الأبعادوالآن، بعد مرور ما يقرب من تسعة عقود، شوهدت السفينة الحربية التي تعود إلى الحرب العالمية الثانية مرة أخرى بعد أن استخدم العلماء السونار لإنشاء نموذج ثلاثي الأبعاد لها وهي ملقاة في قاع البحر.
ويعود الفضل في كل ذلك إلى مشروع يضم إنجلترا التاريخية وDrassm - قسم الأبحاث الأثرية تحت الماء في فرنسا. وكان الهدف هو البحث عن حطام السفن غير المكتشفة المرتبطة بعملية دينامو، والتي تم الترويج لها في فيلم كريستوفر نولان عام 2017 دونكيرك، وتضمنت خسارة 305 سفن وأكثر من 30 ألف جندي.
ووفقًا لصحيفة ديلي ميل البريطانية، تمكن العلماء من تحديد ودراسة 27 حطامًا للمدمرة البريطانية كيث كجزء من أبحاثهم.
لم يكن 12 حطامًا من بينهم واضحًا قبل المسح، في حين أن أربعة منها إما دمرت أو كستها الرمال، لذلك لم يتم العثور عليها. كما يعتقد الخبراء أنهم ربما اكتشفوا أيضًا ثلاث سفن أخرى غير معروفة سابقًا مرتبطة بعملية إخلاء دونكيرك.
وأعرب دنكان ويلسون، الرئيس التنفيذي لمنظمة هيستوريك إنجلاند عن سعادته لهذا الاكتشاف قائلًا: "إنه أمر مؤثر للغاية أن نرى تفاصيل جديدة تظهر من حطام ثلاثين سفينة مرتبطة بعملية دينامو لأول مرة منذ أحداث دونكيرك خلال الحرب العالمية الثانية". مؤكدًا أن هذه النتائج تمنحنا فكرة رائعة عن تراثنا المشترك الذي لا يزال متواجد تحت الماء قبالة دونكيرك.
أدوات استكشافية علميةكانت الأداة الرئيسية التي استخدمها العلماء في اكتشافاتهم عبارة عن مسبار صدى متعدد الحزم تم تركيبه أسفل هيكل سفينة الأبحاث أندريه مالرو.
وهو يصدر مروحة من الصوت يتم تسجيلها أثناء ارتداده من قاع البحر، مما يمكّن علماء الجيوفيزياء من إنشاء صورة ملونة ثلاثية الأبعاد لأشياء عديدة مثل حطام السفن. وهذا هو مستوى التفاصيل الذي يستطيع العلماء بعد ذلك مطابقتها بمواصفات وأبعاد السفن مع الصور التاريخية.
على سبيل المثال، ساعدت أذرع الرفع التي كانت تُعلق عليها قوارب النجاة ذات يوم في تأكيد أن حطامًا واحدًا من الحطام الذي اكتشفه العلماء يعود إلى السفينة نورمانانيا، التي أغرقتها غارة جوية في 30 مايو/أيار.
وقال الباحثون إن العديد من حطام السفن في حالة جيدة جدًا، ولكن عند مقارنتها بالمسوحات السابقة، فمن الواضح أن هيكل السفينة الحربية البريطانية كيث قد تدهور في العقد الماضي.
لم يساعد استخدام هذه التكنولوجيا في الكشف عن صور مفصلة للغاية لسفن مثل المدمرة البريطانية كيث فحسب، بل ساعد أيضًا في تصحيح هوية حطامين آخرين وهما كاسحات الألغام المساعدة الفرنسية دينيس بابان وموسيون، اللتين أغرقتهما الهجمات الجوية في الأول من يونيو عام 1940.
إجلاء ضروري في 9 أيامبين 27 مايو و4 يونيو 1940، تم إنقاذ 338226 جنديًا من قوات الحلفاء من شواطئ دونكيرك بواسطة السفن العسكرية والتجارية وسفن الصيد و"السفن الصغيرة" المدنية.
وشاركت أكثر من 1000 سفينة - ترفع الأعلام البريطانية والفرنسية والبلجيكية والهولندية والبولندية والدنمركية والنرويجية والسويدية - في أيام وليالي الإخلاء التسعة. وذلك عندما أصبح الإخلاء ضروريًا بعد أن حاصرت القوات النازية قوات الحلفاء التي اجتاحت أوروبا واحتلت فرنسا.
وكانت عملية الإخلاء من دونكيرك واحدة من أكبر عمليات الحرب العالمية الثانية وكانت أحد العوامل الرئيسية في تمكين الحلفاء من مواصلة القتال. وشهدت عملية الإجلاء هذه، والمعروفة باسم عملية دينامو، إنقاذ ما يقدر بنحو 338 ألف جندي من قوات الحلفاء من شمال فرنسا. لكن 11.000 بريطاني قتلوا خلال العملية، وتم القبض على 40.000 آخرين وسجنهم.
وصفها رئيس الوزراء في زمن الحرب ونستون تشرشل بأنها "معجزة الخلاص"، ويُنظر إليها على أنها واحدة من الأحداث العديدة التي وقعت في عام 1940 والتي حددت النتيجة النهائية للحرب.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الحرب العالمية الثانية الحرب العالمیة الثانیة جندی ا حطام ا
إقرأ أيضاً:
معركة بحرية.. ظهور السفينة مادلين في ميناء تابع للاحتلال يُشعل غضبا دوليا
ظهرت سفينة المساعدات الإنسانية "مادلين" اليوم الاثنين، في ميناء أشدود الخاضع لسلطات الاحتلال الإسرائيلي، بعد ساعات من إعلان مصادر عبرية عن سيطرة القوات البحرية على السفينة واقتيادها قسرًا من عرض البحر، واحتجاز طاقمها المكوّن من نشطاء من جنسيات متعددة.
السفينة، التي أبحرت من ميناء كاتانيا الإيطالي مطلع يونيو، كانت جزءًا من "أسطول الحرية" الذي يهدف إلى كسر الحصار المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من 17 عامًا، حاملةً كميات محدودة من المساعدات الطبية والغذائية الرمزية، من بينها حليب أطفال، وأدوات طبية، ولوازم إسعاف أولي.
متحدث حركة فتح: اعتقال طاقم السفينة مادلين انتهاك للقانون الدولي
صحة غزة: 47 شهيدًا خلال الساعات الـ24 الماضية.. وفرنسا تطلب حماية “مادلين”
ووفقًا لمصادر إعلامية، فإن وحدة كوماندوز تابعة للبحرية الإسرائيلية نفذت عملية السيطرة على السفينة في المياه الدولية، على بُعد نحو 185 كيلومترًا من سواحل غزة، وقامت باقتيادها إلى ميناء أشدود تحت حراسة مشددة.
يضم طاقم السفينة عددًا من الشخصيات البارزة، بينهم الناشطة البيئية السويدية غريتا تونبرغ، وناشطون من عدة دول أوروبية وعربية، إضافة إلى صحفيين كانوا يوثقون الرحلة الإنسانية.
وتأتي هذه الخطوة في سياق التصعيد الإسرائيلي المتواصل ضد أي محاولات لكسر الحصار البحري، الذي تقول سلطات الاحتلال إنه "إجراء أمني ضروري"، بينما تؤكد منظمات حقوق الإنسان أنه انتهاك صارخ للقانون الدولي ويمثل شكلًا من أشكال العقاب الجماعي.
وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية إن النشطاء "سيخضعون للتحقيق"، وأشارت إلى نية ترحيلهم بعد الانتهاء من الإجراءات الأمنية، بينما ذكرت تقارير عبرية أن السلطات تعتزم عرض مقاطع من هجمات 7 أكتوبر أمام النشطاء أثناء احتجازهم، في خطوة وُصفت بأنها "ذات طابع دعائي واستعراضي".
ومن جهتها، نددت منظمات حقوقية دولية، من بينها منظمة العفو الدولية ومركز "عدالة" الإسرائيلي، بالعملية، ووصفتها بأنها "قرصنة بحرية" وانتهاك للحق في الملاحة السلمية، مطالبة بالإفراج الفوري عن الطاقم والسماح بوصول المساعدات إلى غزة دون عوائق.
ولم تتاخر ردود الفعل الدولية، إذ أعربت عدد من العواصم، منها باريس وروما وموسكو وأنقرة، عن استيائها من الحادثة، واعتبرتها تصعيدًا غير مبرر ضد عمل إنساني مشروع، في ظل الوضع الكارثي الذي يعيشه أكثر من مليوني فلسطيني في القطاع المحاصر.
ورغم أن الاحتلال تعهد بإيصال الشحنة إلى غزة عبر "القنوات الرسمية"، إلا أن الحادثة تعيد إلى الواجهة مجددًا قضية الحصار البحري والقيود الصارمة المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية، في وقت تتصاعد فيه التحذيرات الأممية من كارثة إنسانية في القطاع.