تل ابيب تدفع بإتجاه الحرب الكبرى.. هل تريد توريط واشنطن؟
تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT
في بيان "حزب الله" الذي صدر امس تنديداً بالمجزرة التي إرتكبتها اسرائيل في مستشفى المعمداني في غزة، أكد ان ما حصل سيكون هناك ما بعده، ودعا الى يوم غضب شعبي والى نقلة نوعية في المواجهة مع اسرائيل، موحيا أن مستوى التصعيد العسكري لدعم غزة سيرتفع بسبب استمرار تل ابيب بإرتكاب المجازر ومحاصرة غزة وعدم توقف العدوان، وقد يكون هذا الأمر احد الاسباب التي يضعها الحزب في حساباته قبل اتخاذ أي قرار.
اللافت في ما تقوم به تل ابيب، وهي التي تحاول بشكل كبير تجنب أي معركة مع "حزب الله" ولا ترغب بأن تصبح حربها مع غزة حرباً متعددة الجبهات، أنها تحرج حلفاء حركة حماس في المنطقة وتضعهم أمام خيار واحد هو الذهاب نحو المعركة، اذ ان حجم المجازر التي تقوم بها اسرائيل تتجاوز الخطوط الحمراء الذي تحدث عنها "حزب الله" خلال تصريحات اكثر من قيادي في الايام الماضية.
ولعل ما قاله وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان قبل يومين، ووضع شرطاً واضحاً لعدم فتح جبهات أخرى، وهو وقف العدوان على غزة، كان يجب ان يجعل تل ابيب تتجنب التصعيد الفاضح في حال كانت ترغب بنزع فتيل التفجير، لكنها وبعكس ذلك عرقلت الهدنة التي كانت ترعاها واشنطن جنوب قطاع غزة من اجل ادخال بعض المساعدات، وبالتزامن مع زيارة الرئيس الاميركي إفتعلت مجزرة كبرى داخل مستشفى.
وبحسب مصادر مطلعة فإن تل ابيب تريد استغلال الحشد العسكري والسياسي الدولي الداعم لها من اجل القفز الى الأمام، وتوريط الولايات المتحدة الاميركية في معركة كبرى في المنطقة، على اعتبار ان اسرائيل ستحقق هدفين، الاول هو ضمان حصولها على دعم عسكري مباشر لا تستطيع من دونه الانتصار على اعدائها الذين باتوا يحاصرونها من أكثر من جبهة، والثاني انهاء مسار التسوية بين واشنطن وايران الى الابد.
وترى المصادر أن تسريبات كثيرة خرجت في الاعلام الاسرائيلي بعضها اعتبر ان الغارة على المستشفى نفذها طيار اميركي في حين اكدت معلومات اخرى ان القنبلة التي استخدمت أميركية الصنع، وكأن ما يحصل هو مساهمة في زيادة التوتر في المنطقة، لكن التطورات الشعبية التي بدأت تصيب عواصم اساسية مثل عمان اسطنبول وبغداد وبيروت وغيرها، تجعل الضغوط تصل الى ذروتها من اجل دفع اسرائيل لوقف اطلاق النار.
وتعتبر المصادر ان ما حصل، اما سيؤدي الى وقف اطلاق النار بعد ضغوط غربية كبيرة على اسرائيل، او ان المعركة ستتوسع بشكل كبير الى ساحات اخرى، خصوصا أن الموقف الشعبي بات اكثر استعدادا للذهاب نحو معركة كبرى. فهل تكون زيارة الرئيس الاميركي الى اسرائيل مدخلا للحل ام ستكون محصورة بدعم تل ابيب وخطواتها العسكرية ضد قطاع غزة؟ المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: تل ابیب
إقرأ أيضاً:
اتفاق سري بين واشنطن وتل أبيب..ما مصير غزة؟
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الجمعة، إن إدارته تسعى لضمان حصول سكان قطاع غزة على الغذاء، في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية واستمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية. ويأتي ذلك بالتزامن مع تقارير إعلامية تحدثت عن اتفاق بين واشنطن وتل أبيب على ما يسمى "مبادئ الحل" في غزة.
وأكد ترامب أن الولايات المتحدة قدمت 60 مليون دولار للمساعدات الإنسانية في غزة قبل أسبوعين، لكنه لا يرى أثرًا ملموسًا لتلك المساعدات، مضيفًا أن "من الضروري أن يحصل الناس في القطاع على الطعام".
ونقلت شبكة "ABC" الأميركية عن مسؤول في حكومة الاحتلال أن المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، الذي يزور الاحتلال الإسرائيلي حاليًا، توصل إلى تفاهم مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشأن مبادئ تتضمن وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن، ونزع سلاح حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، بالإضافة إلى زيادة المساعدات الإنسانية للقطاع المحاصر.
وفي السياق نفسه، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت إن ترامب يُتوقع أن يوافق اليوم على "خطة جديدة للمساعدات الإنسانية" إلى غزة، بالتعاون مع شركاء إقليميين ودوليين.
من جانبه، وصل وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول إلى تل أبيب قادمًا من القدس لإجراء محادثات مع المسؤولين الإسرائيليين بشأن ما وصفه بـ"تخفيف معاناة سكان غزة"، وسط ضغوط أوروبية متزايدة لإنهاء الحرب.
وعلى الأرض، تتصاعد مظاهر الغضب داخل الكيان الإسرائيلي، حيث تظاهر عشرات من ضباط الجيش والأمن السابقين أمام وزارة الدفاع مطالبين بوقف الحرب، فيما دعا ذوو الأسرى الإسرائيليين الولايات المتحدة إلى الضغط على نتنياهو لإبرام صفقة تبادل شاملة.
كما فرقت الشرطة الإسرائيلية مظاهرة في تل أبيب نظّمها ناشطون يطالبون بوقف سياسة التجويع في غزة، وسط تصاعد الغضب الشعبي من إدارة الحرب.
وفي ظل استمرار تدهور الأوضاع، حذر برنامج الأغذية العالمي من أن موجة الجوع في القطاع لا يمكن كبحها دون "زيادة هائلة في حجم المساعدات"، في وقت لا تدخل فيه إلى غزة إلا أعداد ضئيلة من الشاحنات مقارنة بالاحتياج الفعلي.
وقال المكتب الحكومي في غزة إن 104 شاحنات مساعدات دخلت أمس، لكن غالبيتها تعرضت للنهب نتيجة فوضى أمنية ممنهجة، متهما الاحتلال بممارسة سياسة "هندسة الفوضى والتجويع" لتفكيك البنية المجتمعية، في ظل حاجة القطاع لأكثر من 600 شاحنة يوميًا لتلبية الحد الأدنى من المتطلبات المعيشية.
وأكد المكتب أن "جريمة الفوضى والتجويع" التي تطال أكثر من 2.4 مليون إنسان، بينهم 1.1 مليون طفل، هي جزء من الإبادة الجماعية المتواصلة بدعم أميركي مباشر، محمّلاً الاحتلال والدول الداعمة له المسؤولية الكاملة عن استمرار الكارثة.
وبحسب أرقام رسمية ، أسفرت الحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 عن أكثر من 207 آلاف شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، فضلًا عن عشرات الآلاف من المفقودين والنازحين، في ظل دمار شامل ومجاعة تُعد الأخطر منذ الحرب العالمية الثانية.
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
قانوني وكاتب حاصل على درجة البكالوريوس في الحقوق، وأحضر حالياً لدرجة الماجستير في القانون الجزائي، انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن