طرحت تصريحات رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي، بأن مصر لم تقم بإغلاق معبر رفح منذ اندلاع الحرب في غزة، وأن التطورات على الأرض وتكرار القصف الإسرائيلي للجانب الفلسطيني للمعبر حال دون استمرار عمله، تساؤلات عن مدى قدرة مصر على إدخال المساعدات المكدسة في العريش إلى غزة.

وأكد السيسي خلال مؤتمر صحافي مع المستشار الألماني أولاف شولتز في القاهرة الأربعاء، استمرار مصر في استقبال المساعدات الإنسانية والتزامها بنقل تلك المساعدات لقطاع غزة عن طريق معبر رفح البري عندما تسمح الأوضاع بذلك، كما قال.



وفي الأثناء، تتكدس تكدست مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات الغذائية والطبية في مدينة العريش المصرية بانتظار فتح معبر رفح، البوابة الوحيدة لإدخال المساعدات إلى نحو 2.2 مليون نسمة في قطاع غزة المحاصر، مع استمرار استقبال المساعدات عبر مطار العريش من مختلف أنحاء دول العالم.

 — AlQahera News (@Alqaheranewstv) October 18, 2023
 — عبدالعزيز مجاهد|Abdulaziz Mujahed (@elmogahed02) October 18, 2023
ودعت مصر في وقت سابق، جميع الدول والمنظمات الإقليمية والدولية الراغبة في تقديم مساعدات إنسانية وإغاثية إلى الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، إلى إيصال تلك المساعدات إلى مطار العريش الدولي لحين السماح بدخول من قبل الجانب الإسرائيلي.


ولا تزال طائرات محملة بأطنان من المساعدات المحلية والدولية تتوجه إلى المطار، وقد تمت الاستعانة بالمساحات المتاحة في إستاد العريش لتخزين هذه المواد، بعد امتلاء المخازن المخصصة.

وبالتزامن مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، قصف طيران الاحتلال معبر رفح وبوابته بين مصر وقطاع غزة عدة مرات، دون أن يصدر أي بيان رسمي مصري بشأن هذه الاعتداءات والتجاوزات، ما أدى إلى قطع الطريق بين الجانبين وتوقف العمل في المنفذ الحدودي، والحيلولة دون دخول أي مساعدات إنسانية.

وهدد الاحتلال الإسرائيلي، بحسب ما ذكرته قناة 12 العبرية الثلاثاء الماضي، بضرب أي شاحنات تحمل مساعدات وبضائع تحاول الدخول من الجانب المصري إلى قطاع غزة، في الوقت الذي أوشكت فيه إمدادات الوقود والغذاء والدواء على النفاد.

 

— صحيح مصر (@SaheehMasr) October 18, 2023
فعل إسرائيلي وغياب رد القاهرة

إزاء منع دخول أي مساعدات إنسانية للقطاع المحاصر، قررت السلطات المصرية عدم السماح بمغادرة الرعايا الأجانب القطاع عبر ممر إنساني آمن إلى مصر، وربطت ذلك بالسماح بإدخال شاحنات المساعدة إلى غزة.

وقالت الرئاسة المصرية إن السيسي بحث في اتصال هاتفي مع نظيره الأمريكي جو بايدن الوضع الإنساني في قطاع غزة، وأضافت أنه تم الاتفاق على إدخال المساعدات إلى غزة عبر معبر رفح بشكل مستدام.

وذكر بايدن في تصريحات صحفية قبل مغادرة تل أبيب أنه اتفق مع السيسي على فتح معبر رفح للسماح بمرور 20 شاحنة للمساعدات الإنسانية لغزة كبداية، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تعمل مع شركائها من أجل "تحرك الشاحنات عبر الحدود في أسرع وقت ممكن"، وتوقع أن تدخل المساعدات يوم الجمعة، ولكنه اشترط عدم تدخل حركة حماس في توزيعها.


يد مصر مغلولة في عهد السيسي

من جهته، وصف مدير مركز إنسانية العالمي في إسطنبول، أشرف عبد الغفار، تصريحات السيسي بشأن معبر رفح "بأنها مضللة، والمعبر مغلق بأمر الاحتلال"، مضيفا: "للأسف مصر في عهد السيسي لم تكن ولن تكون حرة، السيسي شئنا أم أبينا أتى بشروط وهي تمكين إسرائيل وإضعاف مصر إلى الدرجة التي نراها واقفة عاجز عن إدخال أي مساعدات وحمايتها".

ورأى عبد الغفار أن "إضعاف مصر مسألة حيوية لأنها القادرة على مواجهة جيش الاحتلال"، حسب قوله.

وأوضح عبد الغفار، مقرر لجنة الإغاثة الإنسانية السابق في نقابة الأطباء المصريين، أن "مصر في عهد الرئيس الراحل محمد مرسي أدخلت المساعدات وأوفدت رئيس حكومتها دون أن تستأذن أحدا، ولو أرادت إدخال المساعدات لأدخلتها ولكن السيسي يكتفي بالشجب والإدانة، بل ووصف المقاومة بالإرهاب مقابل صمت الغرب على نسف الديمقراطية، وطمس حقوق الإنسان، وقتل المعارضين في رابعة والنهضة ورمسيس وغيرها" وفق تقديره.

وقال إن "الاحتلال لن يُمنح السيسي ميزة إدخال المساعدات رغم حاجته إلى أي ورقة تنقذه داخليا قبيل انتخابات الرئاسة، فمعبر رفح بانتظار قرار أمريكي إسرائيلي، وجميع المؤشرات تؤكد أن القضية الفلسطينية ليست على قائمة أولويات أمن مصر القومي أو ملفاتها الخارجية إذا كان قد فرط في المياه والغاز، فهل يشتري قضية الآخرين، ويؤيد سحق المقاومة ويقترح على الإسرائيليين تهجير الفلسطينيين إلى الجنوب في صحراء النقب".

الموقف المصري.. قلة حيلة

من جانبه، اعتبر الباحث بالشأن العسكري في المعهد المصري للدراسات السياسية والاستراتيجية، محمود جمال، أن "القرار المصري بشأن إدخال المساعدات الإنسانية إلى الآن يتصف بقلة الحيلة والضعف وعدم القدرة على فرض أمر يجعل الصهاينة يقبلون بإدخال المساعدات إلى غزة بشكل فوري، ولكن المهم والملح الآن إصلاح وتهيئة المعبر من ناحية البوابة الفلسطينية، وهذا الأمر يصعب تنفيذه في استمرار القصف على غزة وعلى المعبر نفسه".

ونقلت وكالة رويترز عن مصدرين أمنيين مصريين، الخميس، أن معدات لإصلاح الطرق أُرسلت إلى معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة في إطار الاستعدادات لفتحه من أجل توصيل بعض المساعدات المكدسة.


وأوضح جمال في حديثه لـ"عربي21 أن "المعبر له بوابتان، بوابة من الجهة المصرية والبوابة الأخرى من الجهة الفلسطينية، والبوابة من الناحية الفلسطينية تم قصفها 4 مرات، وهذا صعّب من إدخال المساعدات من الجانب المصري للجانب الفلسطيني، لذلك يجب تهيئة الأرض ومعالجة البنية التحتية للمعبر بشكل عاجل حتى تستطيع المساعدات العبور إلى داخل القطاع".

واستدرك جمال: "الكيان يفرض حصارا كليا وينفذ عقابا جماعيا على غزة مخالفا للقوانين الدولية، فلم يسمح بعبور المساعدات بل وهدد بقصف المساعدات إذا حاولت العبور من معبر رفح من الناحية المصرية، وهذا ما قالته القناة الثانية عشر الصهيونية ولم ترد الحكومة المصرية على ذلك بل صرح سامح شكري وزير الخارجية المصري بأن هناك 4 موظفين مصريين أصيبوا بسبب القصف الصهيوني المتكرر على المعبر ولن تتخذ مصر أي خطوات تجاه ذلك الأمر"، وفق جمال

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية المصري السيسي معبر رفح غزة المساعدات مصر السيسي غزة مساعدات معبر رفح سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إدخال المساعدات المساعدات إلى قطاع غزة معبر رفح إلى غزة مصر فی

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة: خطة تمتد 60 يوما لتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة لقطاع غزة

قال توم فليتشر، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، إن لدى الأمم المتحدة خطة إنسانية عاجلة تمتد على مدى 60 يوماً، تستهدف تقديم مساعدات أساسية لسكان قطاع غزة، تشمل توفير الغذاء لأكثر من مليوني شخص، وإعادة تشغيل المستشفيات والمراكز الطبية، وعودة الأطفال إلى مقاعد الدراسة ولو بشكل محدود.

اللواء هشام الحلبي يكشف مراحل الانسحاب الإسرائيلي من غزةرئيس الهلال الأحمر: لدينا خطة لإدارة الأزمة في غزة بجميع السيناريوهات المحتملة

وأضاف فليتشر،  خلال لقاء خاص مع الإعلامية داما الكردي، على قناة "القاهرة الإخبارية": "تمكنا اليوم من إدخال غاز الطهي إلى غزة لأول مرة منذ مارس الماضي، حتى يتمكن السكان من إعداد الطعام مجددًا، كما نعمل على إدخال آلاف الخيام أسبوعياً لتأمين المأوى للنازحين، إنها خطة واسعة النطاق، لكننا نحتاج لاحقاً إلى خطة أكبر لإعادة إعمار غزة، وهي عملية قد تستغرق شهوراً بل سنوات".

ودعا فليتشر إلى عقد مؤتمر دولي تشارك فيه مختلف دول العالم لتقديم التزامات جادة تجاه إعادة الإعمار، قائلاً: "نحتاج إلى إعادة بناء المدارس والمستشفيات والمنازل والبنية التحتية بأكملها. إنها مهمة هائلة، ولا يمكننا أن نفشل".

طباعة شارك الأمم المتحدة غزة مساعدات الخيام الغذاء

مقالات مشابهة

  • دخول شاحنات الغاز والوقود لغزة لأول مرة منذ 10 أشهر.. هكذا نظمت الحكومة التوزيع
  • الأمم المتحدة: خطة تمتد 60 يوما لتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة لقطاع غزة
  • مدير مجمع الشفاء: تأخير إدخال المستلزمات الطبية لغزة يعني مزيد من الضحايا
  • من بائع البرتقال إلى اعتصام المعبر.. محطات رحلة الموقف الشعبي المصري لدعم غزة
  • برلماني: دخول المساعدات لغزة ثمرة مباشرة للجهود المصرية بقيادة الرئيس السيسي
  • شوارع قطاع غزة تتزين بالعلم المصري وصور الرئيس السيسي.. شاهد
  • حكمة الرئيس السيسي كلمة السر.. أحزاب تشيد بالدور المصري لإنهاء حرب غزة
  • برلماني: عودة النازحين ودخول المساعدات لغزة لحظة إنسانية صنعتها جهود مصر بقيادة الرئيس السيسي
  • أمل سلامة: دخول المساعدات لغزة انتصار لدبلوماسية مصر وحكمة الرئيس السيسي
  • إذاعة جيش الاحتلال: إدخال شاحنات المساعدات لغزة سيتم عبر الأمم المتحدة