صحيفة أثير:
2025-07-06@21:42:04 GMT

دروس (باسم يوسف) في تجويد الخطاب الإعلامي

تاريخ النشر: 22nd, October 2023 GMT

دروس (باسم يوسف) في تجويد الخطاب الإعلامي

أثير- عبدالرزّاق الربيعي

دروس كثيرة يمكننا أن نتعلّمها من استضافة البريطاني بيرس مورغان للإعلامي المصري باسم يوسف في برنامج حواري تناول ما يجري في قطاع غزّة، حيث انتشر اللقاء بسرعة البرق عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والجروبات، حتى تجاوزت مشاهداته الـ ١٣ مليون مشاهدة، وأبرز هذه الدروس، معرفة تأثير الخطاب الإعلامي، على الجمهور العريض، لو أحسنّا صياغته، وجوّدنا في طروحاتنا، وهذا هو الفرق بين الإعلامي المحنّك، الموهوب، والإعلامي الطارئ على المهنة، خصوصا لو جاء هذا الخطاب من شخص مؤثّر، وله متابعون، كثر في أنحاء العالم، مثل( باسم يوسف) – له أكثر من ١١ مليون متابع في منصة (x) و٥ ملايين في الانستغرام – الذي استغلّ كلّ لحظة من الدقائق الأربعين المخصّصة له، في توجيه رسائل إنسانية شرح من خلالها الأبعاد الإنسانية للقضية للعالم، عبر حوار هادئ، يخلو من الانفعال، والصراخ، كما اعتدنا في البرامج الحواريّة التي نشاهدها عبر القنوات الفضائية العربيّة، بل كان هادئا، يتكلّم بدم بارد، يخلو من أيّ انفعال، وقد حافظ على ابتسامته، وسخريته منذ بداية الحلقة عندما قال عن الشعب الفلسطيني إنه” شعب يصعب قتله، أعرف هذا، لأني متزوج واحدة منهم ، حاولت عدة مرات ولم أستطع قتلها ” حتى نهاية الحلقة عندما قال “على فكرة عائلة زوجتي بخير وأرسلوا لنا صورة المنزل فقد تم قصفه” وعرض صورة منزل مهدّم عبر هاتفه النقّال، ثمّ علّق” إنه جميل سيكون موضوعا جيدا لعيد الهالوين” ثم ابتسم، وهذا الأسلوب هو المناسب في عالم فقد منطقه، لكن ليس أية سخرية بل سخرية مريرة، أو ما تسمّى بالكوميديا السوداء، حتى في أسئلته الساخرة:
“ما هو سعر الصرف الحالي للأرواح البشرية؟
ما هو سعر الصرف المناسب لكي تكونوا سعداء؟”.


كذلك كان أداؤه الحركي عاليا، وكل حركة للعيون والأيدي محسوبة بدقّة- قال في حديث للسي إن إن في عام 2017م بأنه يأخذ دروسا في التمثيل، لا ليمثل، فهو، كما قال، يتلقى طلبات للتمثيل، لكنه يعتذر عن تلبيتها، بل ليتمكّن من توظيف أدواته التعبيرية في أحاديثه بشكل أفضل، ليكون تأثيره في الجمهور أكبر، عندما يطلق كلمته التي تمتلك فعل الرصاصة في عصر هيمنت عليه الصورة، مؤكّدا أن الكلمة لم تفقد تأثيرها، ولكن أية كلمة!؟ بالتأكيد الكلمة الصادرة من القلب، التي تقدّم على طبق شهي، وكان تمكنه عاليا لأنه حضّر جيّدا، لما سيقوله في الحوار في البرنامج الذي كان يبثّ بثا مباشرا على الهواء، متحدّثا بمنطق الإعلام الغربي، لكن بهيئة ساخرة، وكان واقعيا في طروحاته، يلجأ للتشبيهات البليغة عندما يريد تقريب الصورة ليكون تأثيره أكبر، كقوله عندما أراد أن يتحدّث عن خطاب الإعلام الإسرائيلي، الذي يصف ردّة فعل المقاومة الفلسطينية بالإرهاب” إنهم يطلقون النار على سمك في برميل وينزعجون من رذاذ الماء”، وكان يتحدّث بطلاقة وسرعة بحيث لم يترك المجال للمحاور المحنّك (بيرس مورغان) الذي شغل موقع رئيس تحرير عدة صحف بريطانية وأمريكية، وسبق له العمل في شبكة سي إن إن، أن يقاطعه، ليقول كل رسائله التي جهّزها، ونجح في ذلك، إلى أبعد حدّ، وأوضح أبعاد القضية للعالم وبالتأكيد كسب تعاطفه مع القضية الفلسطينية، فانتصر على محاوره الذي لم يتمكن من مجاراته، وكان جريئا في طروحاته، شجاعا، فقد قال كلمته دون أن يخشى ردّة فعل أمريكا التي يقيم بها، في لوس أنجلوس تحديدا، بعد هروبه من مصر عام 2017م، وكلنا نعرف حساسيّة الظرف، وعدم تساهل الغرب الذي جعل من إسرائيل خطا أحمر، رغم ما يدّعيه من تبنّيه للديمقراطية.
وهذا ما أخفق به إعلامنا التقليدي، الذي لم يزل يتبع الأساليب القديمة، وعرض البرامج الحوارية التي يعلو بها الصراخ، والخطب الإنشائية الحماسية، كما قال نزار قباني:
“إذا خسرنا الحرب لا غرابة
لأننا ندخلها بكلّ ما يملكه الشرقيُّ
من مواهب الخطابة
بالعنتريات التي
ما قتلت ذبابة”
وخلال 40 دقيقة أمضيناها في متابعة المبارزة الإعلامية في البرنامج تعلّمنا من (باسم يوسف) دروسا كثيرة، من أجل أن يكون خطابنا الإعلامي ناجحا، ومؤثّرا!.

المصدر: صحيفة أثير

كلمات دلالية: باسم یوسف

إقرأ أيضاً:

"يشترون البلاد".. جدل دبلوماسي في قبرص بعد تصريحات ضدّ المستثمرين الإسرائيليين

أثارت تصريحات زعيم حزب "أكيل" اليساري في قبرص، ستيفانوس ستيفانو، زوبعة دبلوماسية بعد حديثه عن "شراء الإسرائيليين للأراضي". التصريحات قوبلت بإدانة شديدة من سفارة الدولة العبرية، التي اعتبرتها "معاداة للسامية". اعلان

اندلع جدل دبلوماسي حاد في قبرص هذا الأسبوع بعد أن أدلى الأمين العام لحزب "أكيل" اليساري المعارض، ستيفانوس ستيفانو، بتصريحات وصف فيها المستثمرين الإسرائيليين بأنهم "يشترون الأراضي"، ويبنون "مدارس صهيونية ومعابد"، محذرًا من تحويل المناطق الساحلية إلى "غيتوهات مغلقة". التصريحات، التي وردت في مقابلة مع الإذاعة الرسمية، فجّرت اتهامات بمعاداة السامية، ما استدعى ردًا سريعًا من السفير الإسرائيلي في نيقوسيا.

السفير أورين أنوليك، وفي منشور على منصة "إكس"، اعتبر أن تصريحات ستيفانو "تجاوزت النقد السياسي إلى معاداة السامية الصريحة"، لأنها "استهدفت جماعة على أساس هويتها".

وتعود جذور الخلاف إلى أواخر يونيو، حين تبنى حزب أكيل قرارًا يدعو البرلمان لفرض قيود على برامج "التأشيرات الذهبية"، التي تمنح الإقامة لمواطنين من خارج الاتحاد الأوروبي مقابل شراء عقارات. وقد كرّر ستيفانو موقفه الأربعاء الماضي، محذرًا من عمليات "شراء منظم" من قبل إسرائيليين في مناطق مثل ليماسول ولارنكا.

بيانات حكومية أوردتها صحيفة "Cyprus Mail" تُظهر أن الإسرائيليين باتوا رابع أكبر مجموعة من المشترين الأجانب للعقارات في ليماسول ولارنكا، خلف البريطانيين والروس في بافوس، واليونانيين والروس في ليماسول، ما أثار قلقًا محليًا حيال ارتفاع أسعار العقارات وفقدان السيطرة على الأسواق.

Relatedمن الملاجئ إلى قبرص: شبان يروون لحظات الخوف في إسرائيلقبرص تتبنى توصيات مكتب التحقيقات الفيدرالي بشأن التصدي للتهرب من العقوباتغرق قارب قرب قبرص يخلّف 7 قتلى و12 مفقودًا

من جهتها، أدرجت "حركة مكافحة معاداة السامية" القضية في نشرتها الأسبوعية، تحت بند "خطاب الكراهية المعادي للسامية"، ووصفت تصريحات ستيفانو بأنها مثال على "أنماط كلاسيكية من المعاداة دخلت الخطاب الأوروبي السائد"، إلى جانب حوادث مشابهة في فرنسا والأرجنتين. وحذّرت المنظمة من أن تصوير النشاط اليهودي المجتمعي كمؤامرة للسيطرة على الأراضي "يعيد إنتاج نظريات تآمرية استخدمت تاريخيًا لنزع الشرعية عن الوجود اليهودي عالميًا"، مشيرة إلى خطر تأجيج التطرف في شرق المتوسط.

لكن حزب أكيل رفض بشدة اتهام الأخير بمعاداة السامية، مؤكدًا في بيان أنه "يعارض جميع أشكال الكراهية"، وأن انتقاداته تستهدف السياسات الحكومية، لا الهوية الدينية أو القومية لليهود. بدوره، اتهم ستيفانو السفير الإسرائيلي بمحاولة "قمع النقاش المشروع" بشأن أزمة الإسكان والأمن الوطني.

هذا ولم تصدر وزارة الخارجية القبرصية موقفًا رسميًا حتى الآن، لكن مسؤولًا في الوزارة قال لـ"Cyprus Mail" إن الحكومة "تراقب الخطاب العام" وتدرس إمكانية طرح القضية للنقاش البرلماني حول خطاب الكراهية قبل عطلة الصيف في أغسطس.

من جهتها، دعت السفارة الإسرائيلية في نيقوسيا القادة القبارصة من مختلف التيارات إلى "إدانة الخطاب الذي يصوّر اليهود كجماعة شيطانية".

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • وفد مجلس النواب الأردني يزور مدينة الإنتاج الإعلامي
  • غزة تجدد دروس ثورة الامام الحسين
  • في البحث عن نصر أبي زيد (في ذكراه)
  • ظلام الخدمات ونار الخطاب الطائفي..العراق نحو المجهول
  • خبير أسري: السعي للمساواة لا يجب أن يكون على حساب تماسك الأسرة
  • وداعًا يوسف الشيمي.. ناشئ طلائع الجيش الذي أوجع القلوب برحيله في حادث قطار بطوخ
  • واعظات بورسعيد يواصلن نشر الوعي الديني.. دروس للسيدات عن فضل عاشوراء وتدبر القرآن
  • المكتب الإعلامي لوزير الداخليّة: لا صحة لهذا الخبر
  • شيكابالا يبدأ مشواره الإعلامي فور اعتزاله كرة القدم
  • "يشترون البلاد".. جدل دبلوماسي في قبرص بعد تصريحات ضدّ المستثمرين الإسرائيليين