سفينة تغرق.. والرسالة تطفو: الحوثيون يختبرون الخطوط الحمراء
تاريخ النشر: 7th, July 2025 GMT
يمن مونيتور/ مأرب/ خاص:
شن الحوثيون أول هجوم لهم على سفن البحر الأحمر منذ ديسمبر/كانون الأول، حيث قصفوا سفينة الشحن السائبة ماجيك سيز المسجلة في ليبيريا بزوارق بدون طيار وقنابل صاروخية ونيران أسلحة صغيرة. ما يخاطر بعودة القوات الدولية إلى البحر الأحمر وربما الهجمات الأمريكية.
بعد ساعات أعلنت هيئة بحرية بريطانية أن السفينة اشتعلت فيها النيران وأنها بدأت تغرق.
يحاول الحوثيون اختبار الخطوط الحمراء في الوضع الإقليمي الحالي مع توقف الحرب الإيرانية-الإسرائيلية، والهدنة الغامضة بين الحركة اليمنية والولايات المتحدة على وقف الهجمات.
كانت سفينة الشحن السائبة تعبر شمالا في البحر الأحمر على بعد حوالي 51 ميلا بحريا جنوب غرب ميناء الحديدة اليمني عندما تعرضت لهجوم من قبل ثماني زوارق فتحت النار بأسلحة صغيرة وقذائف آر بي جي، وفقا لتنبيه صادر عن شركة أمبري للأمن البحري. ورد “فريق الأمن المسلح (AST) التابع للسفينة بإطلاق النار”.
شركة أمبري قالت إنها يبدو أن زوارق بدون طيار تحمل قنابل أصابت السفينة بعد استهدافها بأسلحة صغيرة وقذائف صاروخية. ونشرت وسائل إعلام الحوثيين تقريرا عن الهجوم لكنها لم تتبناه مسؤوليتها. قد يستغرق الأمر ساعات أو حتى أياما قبل أن يعترفوا بالاعتداء.
وقد يؤدي تجدد حملة الحوثيين ضد الشحن إلى جذب القوات الأمريكية والغربية مرة أخرى إلى المنطقة، خاصة بعد أن استهدف الرئيس دونالد ترامب الحوثيين في حملة غارات جوية كبيرة، وجرى التوصل لاتفاق هدنة غامض في مايو/أيار الماضي.
وقال مارتن كيلي من مجموعة EOS للمخاطر: “كان حجم الهجوم بأنواع أسلحة متعددة يهدف إلى إغراق السفينة”.
وأضاف أن الحوثيين ربما أطلقوا أيضا صواريخ على السفينة، لكن ذلك لم يتم تأكيده.
ويأتي هجوم الحوثيين في لحظة حساسة في الشرق الأوسط ، حيث لا يزال وقف إطلاق النار المحتمل في الحرب بين إسرائيل وحماس معلقا على الميزان وبينما تدرس إيران ما إذا كانت ستستأنف المفاوضات حول برنامجها النووي بعد الضربات الجوية الأمريكية التي استهدفت مواقعها النووية الأكثر حساسية وسط حرب إسرائيلية ضد الجمهورية الإيرانية.
كتب محمد الباشا، المحلل اليمني في شركة “باشا ريبورت” الاستشارية للمخاطر: “من المحتمل أن تكون بمثابة رسالة مفادها أن الحوثيين ما زالوا يمتلكون القدرة والاستعداد لضرب أهداف بحرية استراتيجية بغض النظر عن التطورات الدبلوماسية”.
وأحال الأسطول الخامس التابع للبحرية الأمريكية ومقره الشرق الأوسط الأسئلة إلى القيادة المركزية للجيش التي قالت إنها على علم بالحادث دون الخوض في تفاصيل.
وقال معمر الإرياني، وزير الإعلام في الحكومة اليمنية إن “الهجوم يثبت مرة أخرى أن الحوثيين مجرد واجهة لمخطط إيراني يستخدم اليمن كمنصة لتقويض الاستقرار الإقليمي والعالمي، في وقت تواصل طهران تسليح الميليشيا وتزويدها بالتكنولوجيا العسكرية، بما في ذلك الصواريخ والطائرات والطائرات المسيرة والألغام البحرية”.
بين نوفمبر/تشرين الثاني 2023 ويناير/كانون الثاني 2025، استهدف الحوثيون أكثر من 100 سفينة تجارية بالصواريخ والطائرات المسيرة، مما أدى إلى إغراق اثنين منها وقتل أربعة بحارة. وقد أدى ذلك إلى انخفاض كبير في تدفق التجارة عبر ممر البحر الأحمر، والذي يشهد عادة عبور سلع بقيمة تريليون دولار عبره سنويا.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق أخبار محليةللأسف لا توجد لدينا رعاية واهتمام بالفنانين واصبحنا في عالم...
انا لله وانا اليه راجعون حسبنا الله ونعم الوكيل...
أنا طالبة علم حصلت معي ظروف صعبة جداً و عجزت اكمل دراستي و أ...
نحن اقوياء لاننا مع الحق وانتم مع الباطل...
محمد عبدالخالق سعيد محمد الوريد مدير بنك ترنس اتلنتيك فليوري...
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: الحوثیین فی بعد تصفیته
إقرأ أيضاً:
تحليل أمريكي: هل لايزال الحوثيون يمتلكون الجرأة لمنع الملاحة في البحر الأحمر؟ (ترجمة خاصة)
تساءل موقع "ذا ماريتايم إكزكيوتيف" المتخصص في الشؤون البحرية، فيما إذ لاتزال جماعة الحوثي تمتلك القدرة على إحداث المزيد من الاضطرابات في البحر الأحمر، بعد الهجمات الإسرائيلية والأمريكية التي تعرضت لها إيران في يونيو الماضي.
وقال الموقع في تحليل ترجمه للعربية "الموقع بوست" إنه مع محاولة النظام الإيراني التعافي من الأضرار الجسيمة التي سببتها الهجمات الإسرائيلية والأمريكية في يونيو/حزيران، يبقى السؤال مطروحًا: هل يمتلك الحوثيون القدرة على إحداث المزيد من الاضطرابات في البحر الأحمر؟ وهل لديهم النية لاستخدامها أم لا.
وأضاف "ظاهريًا، لا تزال نوايا الحوثيين العدوانية قائمة"، مشيرا إلى تصريحات قيادات الجماعة التصعيدية باستهداف السفن.
وأشار إلى أن المتحدث العسكري الرئيسي باسم الحوثيين، العميد يحيى سريع، يواصل إطلاق التهديدات: ففور الهجوم الأمريكي على إيران في 22 يونيو/حزيران، حذّر السفن الإسرائيلية والأمريكية من دخول المياه اليمنية، وقال إن اليمن ستدخل رسميًا الحرب ضد إسرائيل والولايات المتحدة.
وتابع "في 24 يونيو/حزيران، أعلن المتحدث السياسي الحوثي، محمد البخيتي، أن الحوثيين غير ملزمين بوقف إطلاق النار الأمريكي الإيراني، وسيواصلون عملياتهم ضد إسرائيل حتى التوصل إلى وقف إطلاق نار في غزة".
وأكد التحليل أن الحوثيين ظلوا على الحياد في الحرب التي شنّتها إسرائيل على إيران في وقت سابق من هذا الشهر، حيث أطلقوا بضعة صواريخ على إسرائيل، لكنهم في المقابل امتنعوا إلى حدّ كبير عن إطلاق النار، والتزموا بوقف إطلاق النار المتفق عليه سابقًا مع الولايات المتحدة.
ولفت إلى أن الجماعة منذ مطلع مايو بعد الاتفاق الذي أعلنه ترامب معها لم تشن أي هجمات من هذا القبيل على سفن الشحن في البحر الأحمر، مع أنهم استمروا في شنّ هجمات متقطعة بطائرات مُسيّرة وصواريخ ضد إسرائيل، والتي يبدو أن جميعها قد تم اعتراضها. لذا، فبينما لا يزال الخطاب عدائيًا، تُشير الأفعال على الأرض إلى تراجع في النشاط العدائي.
وأرجع التحليل أحد أسباب ذلك، إلى التأثير المباشر للهجمات الأمريكية والإسرائيلية على أهداف حوثية في اليمن، والتي دمرت مخزونات الصواريخ والطائرات المسيرة ومعدات الإطلاق، مما دفع الحوثيين إلى السعي لوقف إطلاق النار.
وزاد "سيحتاج الحوثيون إلى تجديد قدراتهم. لكن من الواضح أنهم لا يزالون يعتمدون على الإمدادات الإيرانية لتوفير أنظمة فرعية حيوية للصواريخ والطائرات المسيرة، وذلك بناءً على طبيعة التكنولوجيا التي صودرت على متن قوارب تُهرّب شحنات من إيران إلى الحوثيين".
واستدرك الموقع "لا بد أن هذا الإمداد قد تعطل أيضًا خلال حرب الأيام الاثني عشر على إيران. ثم في 17 مارس و29 أبريل، هاجمت القوات الأمريكية والبريطانية مصنعين تابعين لشركة الحبيشي للصلب، واللذين يُرجح أنهما أساسيان لقدرة الحوثيين المستقلة على تصنيع معدات صواريخ وطائرات مسيرة أقل تطورًا.
"سياسيًا، تضرر الحوثيون أيضًا. فقد فشلت إيران في دعمهم، وفي نظر الحوثيين، خذلت القضية الفلسطينية بحجب الدعم في لحظات حرجة من حملة غزة. في بعض الأحيان، لا بد أن الحوثيين شعروا أنهم الوحيدون في محور المقاومة الذين ما زالوا يقاومون، وأن التضحيات الكبيرة التي قدموها من أجل القضية لم تكن مفيدة ولا مُقدّرة" وفق التحليل.
وقال إن قيادة الحوثيين لم تكن مُستهدفة بشكل مباشر بالهجمات الإسرائيلية فحسب، بل أنهم بسبب الأضرار التي ألحقتها إسرائيل بالموانئ التي يسيطر عليها الحوثيون في الحديدة ورأس عيسى والصليف، فقدوا أيضًا جزءًا كبيرًا من قدرتهم على جني عائدات الجمارك، التي تعتمد عليها جهود أمن النظام.
وأكد موقع "ذا ماريتايم إكزكيوتيف" المتخصص في الشؤون البحرية أن الحوثيين يخشون الآن أن تُحوّل إسرائيل تركيزها إلى تحقيق نفس درجة اختراق هيكلهم القيادي في اليمن التي نجحت في تحقيقها في إيران - ويمكن القول إن اليمن الممزق بالفصائل أكثر عرضة لمثل هذه العمليات الاستخباراتية من إيران. وقد هدّد وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، بذلك بالفعل.
ويرى أن هذه الضغوط والتوترات تنعكس في السياسة اليمنية الداخلية - حيث إن قبضة الحوثيين على السلطة ليست آمنة كما قد تبدو للمراقب الخارجي، وحيث يمكن أن تؤدي الخلافات إلى تبديل الولاءات.
وأفاد أن قيادة الحوثيين شهدت توتراتٍ بشأن ردود الفعل على الانتكاسات الأخيرة. لكن، ومع استشعارها للضعف، سعت قواتٌ متحالفةٌ بشكلٍ فضفاضٍ مع الحكومة المعترف بها إلى استغلال الوضع الجديد.
وقال "مع استمرار الانقسامات المدعومة من الخارج داخل الحكومة المؤقتة في تدهورها، سيُمنح الحوثيون، الأكثر تنظيمًا وصرامةً، الوقت والمساحة للتعافي - لكن هذا لا يعني بالضرورة قدرتهم على تجديد العمليات الخارجية على المدى القريب، أو حتى استعادة الروابط مع إيران".
واستطرد "في الخلفية، يدرك الحوثيون الآن أيضًا أن كلاً من إسرائيل وأمريكا لديهما العزم السياسي على ملاحقتهم إذا تجاوزوا الحدود. في الواقع، بينما لا يزال الحوثيون يشكلون تهديدًا طويل الأمد، فإن إسرائيل تحديدًا ربما تبحث عن ذريعة لتجديد هجومها ضدهم بهدف تقليص هذا التهديد بشكل دائم".
وختم موقع "ذا ماريتايم إكزكيوتيف" المتخصص في الشؤون البحرية تحليله بالقول "الاستنتاج المؤسف هو أن الحوثيين يضعفون لكنهم لم يُهزموا تماماً، ونظرًا لغياب معارضة فعّالة لهم داخل اليمن نفسه، فإنهم سيستعيدون مع مرور الوقت حماسهم لتهديد كل من إسرائيل والشحن في البحر الأحمر، وستظل شركات التأمين على الشحن ومالكوها، بحق، حذرين من ممرات البحر الأحمر".