بسبب حصار الاحتلال.. تفاقم أزمة المياه في غزة
تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT
رصدت صحيفة (فاينانشيال تايمز) البريطانية، في عددها الصادر اليوم الاثنين، تفاقم أزمة المياه في قطاع غزة ومعاناة سكانه من انقطاعها بسبب الحصار الإسرائيلي، مما دفع الأمم المتحدة إلى التحذير من انتشار الأمراض نظرًا لإضطرار السكان لشرب المياه الملوثة، ما زاد الظروف الصحية في القطاع سوءًا.
وسردت الصحيفة (في سياق تقرير نشرته عبر موقعها الالكتروني) معاناة أحد سكان القطاع وتدعى هنا أبو عودة وهي تعيش في منزلها بمدينة رفح في الطرف الجنوبي من القطاع مع 40 شخصًا، حيث لم يتمكنوا من الاستحمام منذ أكثر من أسبوع بجانب العيش في منزل واحد بعد أن اضطر مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى الفرار إلى جنوب القطاع بسبب القصف الإسرائيلي والأوامر بمغادرة المنطقة المكتظة بالسكان شمال القطاع المحاصر.
وقالت أبو عودة في لقائها مع الصحيفة: "ما نحصل عليه من مياه لا يكاد يكفي للشرب، نعطي الأولوية للأطفال ونمسح أجسادنا بقطعة قماش مبللة، لا يزال الجو حاراً جداً هنا، وهذا يسبب لنا مشاكل جلدية".
وأضافت الصحيفة، تعليقًا على ذلك، أن تأمين المياه أصبح تحديا كبيرا للعائلات الفلسطينية في القطاع الذي يسكنه 2.3 مليون نسمة، حيث بلغت درجة الحرارة أمس الأحد 31 درجة، واضطر الناس إلى شرب المياه الملوثة، وفقًا لوكالات الأمم المتحدة، التي أبلغت عن حالات انتشار الأمراض بسبب شرب المياه الملوثة وسوء الظروف الصحية.
وقالت جولييت توما المتحدثة باسم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة الفلسطينيين "الأونروا": إن الناس في جميع أنحاء غزة إما ليس لديهم مياه على الإطلاق أو إمدادات محدودة".. مضيفة "أنه حتى في ملاجئ الأونروا فإن مياه الشرب كانت نادرة".
وفرضت إسرائيل حصارا على غزة، وقطعت إمدادات الكهرباء والمياه والوقود، في اعقاب الهجمات التي شنتها حركة حماس على إسرائيل يوم 7 أكتوبر الجاري، وفقًا لمسئولين إسرائيليين في حين قال مسئولو صحة فلسطينيون إن أكثر من 4650 فلسطينيا قُتلوا في الهجمات الإسرائيلية على غزة من البر والجو والبحر منذ ذلك الحين.
وأبرزت (فاينانشيال تايمز) أن القطاع عادة ما يحصل على المياه العذبة من مزيج من الآبار وخط أنابيب قادم من إسرائيل ومحطات تحلية المياه على البحر الأبيض المتوسط لكن وكالات الإغاثة تقول إن نقص الوقود والكهرباء أصاب المحطات ومرافق ضخ المياه.
وقال مسئولون في الأمم المتحدة إن إسرائيل تسمح فقط بإمدادات محدودة وغير كافية من المياه عبر خط الأنابيب الممتد إلى جنوب غزة لمدة ثلاث ساعات يوميا في حين حذرت الأونروا من أن الأسوأ قادم.
وقالت المنظمة أمس الأحد إنه خلال ثلاثة أيام "سينفد الوقود الضروري لاستجابتنا الإنسانية في جميع أنحاء قطاع غزة".. مضيفة "أنه بدون الوقود، لن يكون هناك ماء، ولن تكون هناك مستشفيات ومخابز عاملة. الأمر سيؤدي إلى المزيد من خنق الأطفال والنساء وشعب غزة".
في الوقت نفسه.. أكدت الصحيفة البريطانية أن سعر المياه تضاعف منذ بدء الحصار مع الإشارة إلى دخول حوالي 20 شاحنة محملة بإمدادات الطوارئ إلى غزة يوم أمس الأول من مصر ونحو 14 شاحنة أخرى أمس الأحد لكن لم يكن من الواضح ما إذا كانت تحمل مياهًا.
ووصفت الأمم المتحدة الإمدادات بأنها "قطرة" مقارنة بالإمدادات الطارئة واللازمة لتلبية احتياجات السكان، وقال مسئولون في المنظمة الدولية إن المساعدات حتى الآن لا تمثل سوى 4% من المتوسط اليومي الذي تم إرساله قبل الصراع الأخير.
وفي خان يونس، جنوب قطاع غزة أيضًا، وقف محمد النجار مواطن غزاوي عمره 45 عامًا في طابور طويل أمام نقطة توزيع المياه. وكان قد أحضر عربة يجرها حمار تحمل خزاناً سعة 500 لتر أملًا في أن يتمكن من ملؤه بالماء.
وقال النجار (في مقابلة مع الصحيفة): "لا يوجد ماء أو كهرباء حتى عندما نحصل على بعض المياه المنقولة عبر الأنابيب من البلدية لا توجد طاقة لتشغيل المضخات لرفعها إلى الخزانات الموجودة على السطح".. مضيفا أن 30 نازحاً لجأوا إلى منزله وفي بعض الأحيان يستغرق الأمر ساعات للحصول على الماء الذي نستخدمه للشرب والطبخ وغسل الأيدي والوضوء فقط.
ومن جهتهم.. قال سكان آخرون إن أسعار الوقود المستخدم في تشغيل المولدات الخاصة للتعويض عن انقطاع التيار الكهربائي ارتفعت ثلاثة أضعاف، ما دفعهم إلى الاعتماد على العربات التي تجرها الحمير لجلب المياه والقيام بمهمات أخرى، حيث لم يبق لديهم سوى القليل من البنزين!.
اقرأ أيضاًعشرات الآلاف يتظاهرون في أستراليا ضد الحرب الإسرائيلية على فلسطين
الرئاسة الفلسطينية تطالب بوقف العدوان على غزة
رئيس مجلس النواب يدعو لصياغة موقف عربي داعم للحق الفلسطيني
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: أخبار غزة إسرائيلي أسير في غزة اخبار غزة المقاومة في غزة انفاق غزة تهجير اهل غزة حرب غزة حرب في قطاع غزة شمال قطاع غزة شمال قطاع غزة إلى جنوبه صواريخ غزة غزة غزة الان غزة تحت القصف غزة مباشر غلاف غزة في غزة قصف غزة قطاع غزة محيط غزة مستوطنات غلاف غزة الأمم المتحدة میاه ا
إقرأ أيضاً:
نتنياهو يتوعد حماس ويهاجم الأمم المتحدة
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الأحد، إن حكومته تواصل التقدم في العمليات العسكرية و"ستدمر" حركة حماس في قطاع غزة، بالتوازي مع مفاوضات تهدف إلى إعادة المحتجزين الإسرائيليين من القطاع.
وجاءت تصريحات نتنياهو خلال زيارة إلى قاعدة "رامون" الجوية (جنوب) التابعة لسلاح الجو، برفقة وزير الدفاع يسرائيل كاتس، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت".
وأضاف نتنياهو: "نقاتل في قطاع غزة، وللأسف لدينا قتلى ومصابون، وأكد أن الهدف واضح، وهو القضاء على حركة حماس، وسنحققه مهما طال الزمن".
وادعى نتنياهو الاستمرار في إدخال ما سماه "الحد الأدنى" من المساعدات الإنسانية، واتهم الأمم المتحدة بـ"اختلاق الأعذار وترويج الأكاذيب ضد إسرائيل"، وفق قوله.
وزعم رئيس الحكومة الإسرائيلية أن هناك مسالك آمنة للمساعدات كانت موجودة طوال الوقت، واليوم أصبحت رسمية. ولا مجال للأعذار بعد الآن، حسب زعمه.
وتأتي هذه التصريحات، بعد ساعات من إعلان الجيش الإسرائيلي، "سماحه" بإسقاط كميات محدودة من المساعدات على غزة، وبدء ما أسماه "تعليقا تكتيكيا محليا للأنشطة العسكرية" في مناطق محددة بقطاع غزة.
وتتزامن تلك الخطوة الإسرائيلية مع تصاعد الضغوط الإقليمية والدولية نتيجة استفحال المجاعة بالقطاع وتحذيرات من خطر موت جماعي يهدد أكثر من 100 ألف طفل في القطاع، إلى جانب استهداف الجيش الإسرائيلي المجوّعين من منتظري المساعدات.
وانتقدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" الإنزال الجوي الإسرائيلي للمساعدات في غزة، مؤكدة أنه "لن ينهي" المجاعة المتفاقمة.
ومطلع مارس/آذار الماضي، تنصلت إسرائيل من اتفاق وقف إطلاق نار وتبادل أسرى مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، بدأ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، واستأنفت الإبادة، ومنذ ذلك الحين ترفض جميع المبادرات والمطالبات الدولية والأممية لوقف إطلاق النار.
إعلانوحسب أحدث حصيلة لوزارة الصحة بغزة، صباح الأحد، ارتفع عدد الشهداء جراء المجاعة وسوء التغذية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 133 فلسطينيا، بينهم 87 طفلا.
وتغلق إسرائيل منذ 2 مارس/آذار الماضي، جميع المعابر مع القطاع وتمنع دخول معظم المساعدات الغذائية والطبية، ما تسبب في تفشي المجاعة داخل القطاع.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، مخلفة أكثر من 204 آلاف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.