ارتبطت زراعة النخيل وإنتاج التمور في المملكة بالكثير من الأسر السعودية، كونها مصدرًا اقتصاديًا رئيسيًا لكسب العيش وصنفًا غذائيًا قيمًا لا تكاد تخلو منه الموائد، وعلى مر السنين كانت المرأة عنصرًا فعالاً في عمليات الزراعة والإنتاج، حتى أن بعض المهام والمهن المتعلقة بالنخيل والتمور اقتصرت فقط على عليها لقدرتها على إنجازها ببراعة.

وبين الماضي والحاضر، تنوعت مشاركة المرأة السعودية في عمليات زراعة النخيل وإنتاج التمور واختلفت طبيعة مشاركتها بحسب كل مرحلة، حيث كانت في السابق تشارك في جميع مراحل الزراعة والحصاد والتخزين"الشنة"، بالإضافة إلى إعداد الأطعمة التقليدية المرتبطة بالتمور، ومع تطور زراعة النخيل وإنتاج التمور توسعت مشاركتها في صناعة منتجات التمور بشكل غير مسبوق.

أخبار متعلقة ولي العهد: دولنا ستستمر في كونها مصدر آمن وموثوق للطاقةفريق بحثي يدرس الاستفادة من زراعة "فاكهة التنين" في المملكةأسبوع المناخ.. المملكة تُلهم العالم للحفاظ على الموارد البيئية

تجربة جديدة... نخلة تحمل بداخلها خمس أصناف من #التمور في #الأحساء #اليوم pic.twitter.com/7gGB477LIT— صحيفة اليوم (@alyaum) October 15, 2023زراعة وإنتاج التمور

على هامش مزاد مهرجان تمو ر العلا 2023 الذي تنظمه الهيئة الملكية لمحافظة العلا في نسخته الرابعة، أكد المُزارع عبد العزيز بن علي الحربي، أن المرأة في الماضي شاركت في جميع مراحل زراعة وإنتاج التمور بدءًا من عمليات تلقيح النخل "التوبير" مرورًا بمرحلة جني التمور أو ما يعرف "صرام النخل"، وصولاً إلى مرحلة التخزين "الشنة".

وأضاف الحربي؛ أن دور المرأة في العصر الحالي اتخذ أشكالاً أخرى نظرًا لتطور تقنيات الزراعة، حيث برعت المرأة السعودية في إعداد وصناعة منتجات وحلوى التمور مثل "الحيسة" و"المعمول" و"دبس التمر "، بالإضافة إلى مشاركتها في الصناعات التحويلية المرتبطة بالنخلة مثل حرفة الخوص.

المرأة السعودية

ومن جانبه، قال محمد الجود مالك أحد أصحاب المزارع بمحافظة العلا: "إن المرأة السعودية كانت ولا زالت شريكًا رئيسيًا في زراعة التمور، ففي السابق كانت المرأة هي المساعد الأول للزوج بحكم أن المزارع كانت عائلية، حيث تنوعت مشاركتها في لقط التمور وتعبئتها وحشوها داخل الشنّة، وهي من المهام التي برعت فيها المرأة السعودية وكانت تقتصر عليها".

وأشار "الجود" إلى أن دور المرأة في العصر الحالي تنوع وأتخذ أشكالاً جديدة، لتشمل صناعة منتجات التمور مثل إعداد المعمول وحشو التمور بالمكسرات وغيرها من المأكولات، بالإضافة إلى مشاركتها في العديد من الصناعات والحرف اليدوية المرتبطة بالنخيل والتمور مثل صناعة الخوص والحصير وسفر الطعام وغيرها من المنتجات الحرفية.

يذكر أن الهيئة الملكية لمحافظة العلا أطلقت مزاد مهرجان تمور العلا في سبتمبر الماضي ويستمر حتى 28 أكتوبر الجاري ويعقد صباح يومي الجمعة والسبت من كل أسبوع في حي العزيزية بمحافظة العلا، كما تطلق الهيئة "مهرجان التمور" خلال الفترة من 13 أكتوبر إلى 11 نوفمبر 2023 ويضم مجموعة متنوعة من فعاليات الحرف اليدوية والتشكيلية المستوحاة من التراث الثقافي للعلا بمشاركة عدد من الفنانين والحرفيين، إضافة إلى فعاليات يوم الشنّة.

المصدر: صحيفة اليوم

كلمات دلالية: واس العلا إنتاج التمور أخبار السعودية المرأة السعودية المرأة السعودیة وإنتاج التمور مشارکتها فی المرأة فی

إقرأ أيضاً:

بين الغبار والحصار.. مرضى القرنية بغزة يبحثون عن نور يعيد أبصارهم

لم تكن الفلسطينية خولة الطلاع، تتخيّل أن السنوات الطويلة التي قضتها في متابعة علاج القرنية المخروطية ستتوقف فجأة أمام جدار حرب الإبادة  الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة.

وكانت الطلاع (41 عاما) تقترب من موعد عملية زراعة القرنية الثانية التي انتظرتها بشغف، قبل أن يتحوّل كل شيء إلى رماد بعد تدمير الجيش الإسرائيلي للمستشفيات ومنع دخول المستلزمات الطبية.

وخلال عامين من حرب الإبادة، تكبدت المنظومة الصحية في غزة خسائر واسعة نتيجة الاستهداف الإسرائيلي المستمر، ما أدى لخروج 34 مستشفى و80 مركزا صحيا عن الخدمة، إضافة لتدمير 132 مركبة إسعاف، وفق بيانات مكتب الإعلام الحكومي بالقطاع.

وأنهى اتفاق وقف إطلاق نار دخل حيز التنفيذ في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، الإبادة الإسرائيلية التي استمرت عامين في غزة وخلفت أكثر من 70 ألف شهيد فلسطيني وما يزيد على 171 ألف جريح معظمهم أطفال ونساء، مع إعادة إعمار قدرت الأمم المتحدة كلفتها بنحو 70 مليار دولار.

ومنذ بدء ذلك الاتفاق، تخرقه إسرائيل بوتيرة يومية عبر عمليات القصف ونسف المنازل وإغلاق المعابر، والتضييق على المساعدات الإنسانية والطبية الداخلة إلى القطاع كما ونوعا، وفق معطيات فلسطينية رسمية.

معاناة يومية

خولة التي تشعر بالمعاناة كلما هبّت رياح تحمل غبارا أو أتربة وتحاول أن تغمض عينيها للتخفيف من الألم، قالت للأناضول: لا أرى بشكل جيد، وكل شيء صعب، الشمس والغبار والنار تؤثر على عينيّ. حتى القصف للمنازل المجاورة تسبب لي بحدوث تشويش في الرؤية.

وعانت خولة من القرنية المخروطية منذ عام 2008، وخضعت آنذاك لأول عملية زراعة قرنية ساعدتها على استعادة جزء من بصرها.

ومع ذلك، ظلّت مضطرة للالتزام بإرشادات صارمة: تجنّب الغبار، وعدم التعرّض للشمس، والامتناع عن حمل الأوزان الثقيلة. وعلى الرغم من الصعوبات، كانت تواصل علاجها وفحوصها الدورية، إلى أن اندلعت الحرب في غزة.

إعلان

وبصوت متعب يخفي خوفا عميقا من فقدان بصرها نهائيا، أضافت خولة: العلاج لم يعد متوفرا، وأسعاره ارتفعت، والفحوصات الشهرية ليست موجودة.

وتطالب بتوفير العلاج لمرضى القرنية المخروطية أو السماح لهم بالسفر إلى الخارج لزراعة القرنية.

بنية منهارة

في مستشفى شهداء الأقصى وسط قطاع غزة، حيث كان من المفترض أن تُتابع خولة علاجها، يقف الطبيب علي حجازي، اختصاصي طب وجراحة العيون، أمام واقع يصفه بـالمنهار تماما.

وشرح حجازي لمراسل الأناضول أن مرض القرنية المخروطية يبدأ تدريجيا، ويمكن تداركه مبكرا عبر الفحوصات اللازمة ونظارات طبية، لكن إذا تطور في ظل غياب تشخيص مبكر، يصل المريض لمرحلة يصبح فيها إجراء زراعة قرنية أمرا لا جدال فيه.

وقبل حرب الإبادة الإسرائيلية المدمرة، كانت وزارة الصحة تُشرف على برنامج ناجح لزراعة القرنيات في قطاع غزة، وأُجريت مئات العمليات من خلاله، إلا أن هذه المنظومة توقفت بالكامل بعد تدمير إسرائيل للمستشفيات في غزة، بحسب الطبيب.

وأضاف حجازي: كان لدينا أجهزة حديثة لفحص سماكة القرنية.. كلها دُمّرت. اليوم؛ لا تشخيص، ولا علاج، ولا عمليات والقطرات الأساسية غير متوفرة، ولا الحلقات، ولا حتى النظارات المناسبة.

وأشار إلى أن الجزء الأخطر في الأزمة هو أن المرضى الذين يحتاجون للخروج للعلاج لم يتمكنوا من مغادرة القطاع بسبب إغلاق المعابر، ما أدى إلى تفاقم الحالات التي كانت قابلة للعلاج سابقا.

علاج نادر

من جانبه، قال محمد ريان، مسؤول قسم الاستقبال والطوارئ في مستشفى شهداء الأقصى، إن الوضع ازداد تعقيدا مع موجات النزوح الكبيرة التي جلبت معها آلاف المرضى، بينهم مرضى القرنية المخروطية الذين فقدوا إمكانية الوصول للعلاج.

وأوضح ريان أن غزة كان فيها أطباء وأجهزة لفحص المرض وعمليات زراعة قرنية لكن الحرب دمرت كل شيء.

وأضاف لمراسل الأناضول أن جراحة القرنية الآن غير موجودة، كما التشخيص، بينما العلاج نادر.

وتابع: كل يوم نستقبل حالات فقدت الأمل لأنها لا تستطيع تلقي العلاج داخل او خارج غزة.

وأشار إلى أن غياب التشخيص المبكر، ونقص الأدوية، وتوقف برنامج زراعة القرنية، وافتقاد أجهزة القياس والتشخيص، كلها عوامل جعلت المرضى مثل خولة في مواجهة خطر فقدان البصر.

مقالات مشابهة

  • حريق هائل بسوق التمور في أرفود المغربية يخلف خسائر مادية دون إصابات
  • أزﻣﺔ ﺗﻘﺎوى اﻟﻘﻤﺢ ﺗﻬﺪد رﻏﻴﻒ اﻟﻌﻴﺶ
  • عمرو أديب: مصر محتاجة أمل وإنتاج جديد يعبر عن الناس
  • أندر المنتجات الزراعية.. انطلاق موسم البيريغرينا في "خيرات العلا"
  •  القوات البحرية تختتم مشاركتها في التمرين المشترك «بيرسياس-25» في قبرص
  • فوز مرشح مستقبل وطن وإعادة بين أبو العلا وجبيلي في أكتوبر| حصر عددي
  • من داخل عالم النمل الأبيض.. باحث مصري يقترب من حل يجمع بين تنقية المياه وإنتاج الوقود الحيوي
  • بين الغبار والحصار.. مرضى القرنية بغزة يبحثون عن نور يعيد أبصارهم
  • بالصور.. متطوعون يشاركون في زراعة الأشجار بكورنيش الدمام
  • الوادي: تفكيك شبكة إجرامية وحجز 10 آلاف قرص مهلوس مموهة وسط التمور