عربي21:
2025-05-10@22:13:35 GMT

تركيا ومحاولة فعل ما يمكن فعله

تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT

أثار موقف رئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان من عملية طوفان الأقصى، والهجمات الوحشية التي يشنها الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة، استغراب الكثير من محبيه في الشارع العربي واستياءهم من ذاك الموقف الذي يصفونه بـ"الضغيف" وحتى "المتخاذل"، لأنهم كانوا يتوقعون من الرئيس التركي موقفا كالذي أبداه في منتدى دافوس عام 2009، كما أنهم يعلقون آمالا كبيرة على تركيا، وينتظرون منها في بعض الأحيان مواقف وخطوات تفوق قدرتها.



المثل العربي يقول: "من لدغته الحية يخاف من الحبل"، وهناك مثل تركي مشابه يقول إن من يحرق لسانه بالحليب الساخن يأكل اللبن الزبادي وهو ينفخ فيه لتبريده، في إشارة إلى الحذر الشديد. ولعل هذان المثلان يساعدان في فهم موقف تركيا التي عانت من تدهور علاقاتها مع عدة دول في المنطقة بسبب موقفها الداعم لثورات الربيع العربي، وهو موقف مشرف إلا أن تركيا دفعت ثمنه غاليا، وبذلت جهودا حثيثة في الآونة الأخيرة لترميم العلاقات التي تراجعت بسببه.

الحكومة التركية برئاسة أردوغان تسعى إلى فعل كل ما تقدر على فعله، لوقف إطلاق النار وحماية الفلسطينيين، كما تتطلع إلى دور الوساطة في الملف الفلسطيني على غرار الدور القطري
أنقرة تدرك أن إسرائيل تتمتع بحماية الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وغيرها، وأن هناك أنظمة عربية تتمنى أن تنجح إسرائيل في القضاء على حركة حماس وإعادة حكم القطاع إلى السلطة الفلسطينية، كما أن قوى إقليمية أخرى لها حساباتها الخاصة. ولذلك، تحسب ألف حساب قبل أن تقدم على أي خطوة كي لا تجر البلاد إلى مخاطر تهدد أمنها القومي. وهي سياسة يراها البعض ترددا لا ينبغي له ويؤدي إلى تضييع فرص لا تعوض.

الحكومة التركية برئاسة أردوغان تسعى إلى فعل كل ما تقدر على فعله، لوقف إطلاق النار وحماية الفلسطينيين، كما تتطلع إلى دور الوساطة في الملف الفلسطيني على غرار الدور القطري، وترى أن خطوات كطرد السفير الإسرائيلي لا تخدم ما ترمي إليه. وتدرك جيدا أن الطريق إلى غزة يمر من معبر رفح، وأنها بحاجة لتعزيز علاقاتها مع القاهرة لتتمكن من الوقوف إلى جانب سكان القطاع وتخفيف آلامهم ومعاناتهم.

تصريحات رئيس حزب الحركة القومية، دولت بهتشلي، في إدانة جرائم إسرائيل، جاءت أشد من تصريحات حليفه أردوغان. ويبدو أن هناك تبادلا للأدوار بين شركاء تحالف الجمهور المؤيد للحكومة. وقال بهتشلي، في كلمته الأخيرة أمام نواب حزبه، إن الأمم المتحدة لم يعد لها تأثير، كما أن منظمة التعاون الإسلامي لا أمل فيها، مضيفا أن الدول الإسلامية تشاهد قصف القطاع دون أن تحرك ساكنا، وأن مهمة حماية غزة والدفاع عنها في هذه الحالة تقع على عاتق الشعب التركي. وأشاد في ذات الوقت بالاتصالات التي يجريها أردوغان، وأعلن أنه يؤيد تحركات الرئيس التركي.

المعارضة التركية بدورها تبدي ارتياحا من الموقف التركي الرسمي والجهود الدبلوماسية التي تبذلها أنقرة لوقف الاشتباكات ومساعدة سكان القطاع، إلا أن بعض أحزابها، كالحزب الجيد برئاسة ميرال آكشنير، تتهم في ذات الوقت حماس بــ"الإرهاب". ولا يشارك حزب السعادة برئاسة تمل كاراموللا أوغلو وحزب المستقبل برئاسة أحمد داود أوغلو رأي حليفهما في الطاولة السداسية، بل يدعمان المقاومة الفلسطينية، كما رحبا بتصريحات بهتشلي التي تدعو إلى حماية سكان القطاع.

الحكومة التركية أرسلت عدة طائرات محملة بالمساعدات الإنسانية والأدوية والمستلزمات الطبية إلى مطار العريش المصري لإدخالها إلى القطاع، كما أرسلت فريقا يتألف من 20 طبيبا متخصصا. ويعتزم وفد من البرلمان التركي زيارة القطاع للتعبير عن تضامن تركيا مع سكان غزة، والاطلاع على الأوضاع الإنسانية والانتهاكات الإسرائيلية.

تسعى أنقرة إلى توحيد مواقف الدول الصديقة لفلسطين لتشكيل جبهة ضاغطة على إسرائيل وحلفائها، وضامنة لحقوق الشعب الفلسطيني. ويقوم وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، بزيارات للعواصم العربية للقيام بهذه المهمة الصعبة
التعاطف الشعبي في الشارع التركي مع ما يحدث في قطاع غزة كبير للغاية، وهناك فعاليات مختلفة في كافة المدن التركية لدعم صمود المقاومة الفلسطينية. كما أن معظم هؤلاء المتعاطفين مع الشعب الفلسطيني يؤيدون موقف الحكومة التركية من الأحداث، ومساعيها الحثيثة لوقف إراقة الدماء في القطاع وتضميد جراح سكانه.

حزب العدالة والتنمية سينظم يوم السبت مظاهرة حاشدة في مدينة إسطنبول للتنديد بجرائم إسرائيل والتضامن مع الشعب الفلسطيني. ومن المنتظر أن يشارك فيها أردوغان مع حلفائه، ويلقي كلمة أمام الجماهير، ويتوقع أن ينتقد الرئيس التركي في كلمته موقف الولايات المتحدة والمجتمع الدولي من انتهاكات إسرائيل.

الحكومة التركية تبحث عن طريق يحمي أرواح الفلسطينيين وحقوقهم، ويتوافق في ذات الوقت مع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، إلا أن الموقف الغربي الداعم لإسرائيل يسد كافة تلك الطرق. ولذلك، تسعى أنقرة إلى توحيد مواقف الدول الصديقة لفلسطين لتشكيل جبهة ضاغطة على إسرائيل وحلفائها، وضامنة لحقوق الشعب الفلسطيني. ويقوم وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، بزيارات للعواصم العربية للقيام بهذه المهمة الصعبة.

twitter.com/ismail_yasa

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه أردوغان الإسرائيلي غزة تركيا الدبلوماسية إسرائيل تركيا أردوغان غزة دبلوماسية مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الحکومة الترکیة الشعب الفلسطینی کما أن

إقرأ أيضاً:

“الديمقراطية”: المطروح حول حكم أمريكي لغزة احتلال يرفضه الشعب الفلسطيني

يمانيون../
اعتبرت “الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين”، اليوم الخميس، أن ما جرى تناقله عن مشروع تتولى فيه الإدارة الأميركية حكم قطاع غزة لمدة طويلة بعد الانسحاب الصهيوني من أجل نزع سلاح المقاومة وإعادة هندسة القطاع لضمان “أمن العدو”، احتلال آخر يرفضه الشعب الفلسطيني.
وقالت الجبهة في بيان: إن “المطروح هو استعمار آخر، واحتلال آخر، يرفضه شعبنا، أياً كان الاسم الذي يحمله، كما أن شعبنا لا يحتاج إلى من يدربه على إدارة شؤونه وبناء دولته الوطنية”.
وأضافت “لدى شعبنا في الوطن والشتات من الوعي والإدراك والنضج السياسي والخبرات المؤسساتية ما يمكن من بناء الدولة الفلسطينية المستقلة، رئيسها فلسطيني، ورئيس حكومتها فلسطيني، وكذلك وزراؤها، وأعضاء مؤسساتها الوطنية، التشريعية، القضائية، والأمنية وغيرها، وهو ليس بحاجة إلى استيراد نماذج استعمارية جديدة، مغلفة بالكلام المعسول والوعود الفارغة”.
وحذرت “الديمقراطية” مما تخطط له الإدارة الأميركية من مشاريع تستهدف حقوق الشعب الفلسطيني ومستقبله، وعلى الأخص فصل القطاع عن الضفة لتهديم أسس الدولة المستقلة وتدميرها.
وأردفت “لم يعد مقبولاً أن تعيش الحالة الفلسطينية حالة سكون ورهان على الخارج لرسم مستقبل شعبنا ودولتنا وحقوقنا الوطنية المشروعة، كذلك لم يعد مفيداً الآن، كما في السابق، إتباع سياسة التنازلات المجانية، بما فيها شيطنة سلاح المقاومة وشيطنة المقاومة نفسها باعتبارها إرهاباً، وزرع الألغام أمام إنهاء الانقسام كالاشتراط بالتزام اتفاق أوسلو وإتباع ما يسمى المقاومة السلمية”.
وأكدت الجبهة الديمقراطية أن “الوقائع باتت أكثر من دامغة، وإن كثيراً من الألغام باتت تحيط بمشروعنا الوطني”.
وتابعت “آن الأوان – وقبل فوات الأوان – من أجل خطوات فاعلة، من بينها إطلاق حوار وطني شامل على أعلى المستويات، باعتباره السبيل إلى الوصول إلى توافقات سياسية تصون قضيتنا وشعبنا وأرضنا، وكذلك تشكيل حكومة وفاق وطني تكون هي المسؤولة عن إدارة قطاع غزة كما الضفة، بعد الانسحاب الصهيوني من القطاع”.

مقالات مشابهة

  • إجراءات صارمة عقب حادثة التنمر التي هزت سيفاس التركية
  • أردوغان: استقرار العراق وأمنه مرتبط بأمن تركيا
  • بولاط: القطاع التركي الخاص مستعد للمساهمة بإعمار العراق
  • أردوغان: تركيا والعراق يرغبان بالإسراع في استئناف تدفق النفط من خط أنابيب مشترك
  • “الديمقراطية”: المطروح حول حكم أمريكي لغزة احتلال يرفضه الشعب الفلسطيني
  • الرئيس التركي: انتهاكات العدو الصهيوني تحول المنطقة إلى بركة دماء
  • في زيارة رسمية إلى تركيا .. فاطمة بنت مبارك تصل إلى اسطنبول وأمينة أردوغان في مقدمة المستقبلين
  • أردوغان: حزب العمال الكردستاني سيتخلى عن السلاح ومرحلة جديدة تبدأ في تركيا
  • تركيا تحجب حساب إمام أوغلو على منصة "إكس" بأمر قضائي!
  • تركيا.. مباحثات ثنائية بين أردوغان والسوداني