جاء بيان وزارة الخارجيَّة العُمانيَّة الَّذي حذَّر من مغبَّة العمليَّات العسكريَّة البَرِّيَّة الَّتي يعتزم جيش الاحتلال الإسرائيلي القيام بها في قِطاع غزَّة لِيضعَ التوصيف الفعلي والدقيق لِمَا يحدُث بحقِّ الشَّعب الفلسطيني، وهو أنَّ ممارسات الاحتلال هي جرائم حرب وجرائم ضدَّ الإنسانيَّة وتشجبها كافَّة القوانين والأعراف الإنسانيَّة والدوليَّة.
ولفتَتْ سلطنة عُمان في بيان وزارة الخارجيَّة إلى استمرار التصعيد الخطير وسياسة العقاب الجماعي والانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني الَّذي تمارسه قوَّات الاحتلال الإسرائيلي في حربها الغاشمة على قِطاع غزَّة، محذِّرةً من الآثار الكارثيَّة والخطيرة للعمليَّات العسكريَّة البَرِّيَّة الَّتي يعتزم جيش الاحتلال الإسرائيلي القيام بها على المنطقة والعالَم وعلى فرص تحقيق السَّلام والاستقرار.
والواقع أنَّ توصيف جرائم الاحتلال في قِطاع غزَّة، وكذلك في الضفَّة الغربيَّة يتَّسق مع مواد نظام روما الأساسي، الَّذي أُنشئت بموجبه المحكمة الجنائيَّة الدوليَّة، حيث إنَّ استهداف أحياء سكنيَّة مكتظَّة في مناطق قِطاع غزَّة، إضافة إلى تعمُّد استهداف ومهاجمة مرافق طبيَّة ودينيَّة ومنشآت مَدنيَّة هو جرائم حرب.
ويضاف إلى ذلك محاولة قوَّات الاحتلال الإسرائيلي تهجير السكَّان في قِطاع غزَّة أو إجبارهم على الانتقال من مناطقهم من خلال الدَّعوات المتكررة المصحوبة بالتهديد وصبِّ النَّار وهدم المنازل على رؤوس ساكنيها لدفعهم لترك منازلهم.
وأيضًا فإنَّ قطع المياه والكهرباء والاتِّصالات عن القِطاع جريمة حرب يضاف إليها تسليح المستوطنين وحثُّهم على ارتكاب جرائم القتل، ونزع صفة البَشَر عن الفلسطينيِّين.
كذلك فإنَّ «إسرائيل» تتنصل من التزاماتها كقوَّة احتلال، حيث إنَّ اتفاقيتَيْ روما وجنيف تلزم دولة الاحتلال بأن تؤمِّن الصحَّة العامَّة والشروط الصحيَّة، وأن توفِّرَ بأقصى ما تسمح بـه وسـائلها الأغذية والعناية الطبيَّة للسكَّان في الأراضي المحتلَّة، ونصَّت على ذلك المادَّتان (56،55) من اتفاقيَّـة جنيف الرابعة. وبالتَّالي فإنَّ ما تقوم به سُلطات الاحتلال الإسرائيلي تُعدُّ انتهاكًا واضحًا لهذه المـواد، حيـث أدَّى الحصار والإغلاق الإسرائيلي المفروض على قِطاع غزَّة إلى نقصٍ حادٍّ في كميَّـات الأدويـة والمـواد الطبيَّة الاستهلاكيَّة، الأمْرُ الَّذي أدَّى إلى تعطيل العمل في مشافي القِطاع، بالإضافة إلى منع دخول المواد الغذائيَّة الأساسيَّة للسكَّان القِطاع، وهذا يُمثِل انتهاكًا جسيمًا للالتزامات الَّتي تقع على عاتق دَولة الاحتلال الإسرائيلي وفقًا لقانون الاحتلال.
وتظلُّ مناشدة سلطنة عُمان في بيان وزارة الخارجيَّة المُجتمع الدولي بضرورة التدخل الفوري لوقف الحرب والانتهاكات الإسرائيليَّة المستمرَّة وفقًا لقرار الجمعيَّة العامَّة للأُمم المُتَّحدة الصادر بتاريخ 27 أكتوبر حقنًا لدماء الأبرياء ولتمكين إيصال المساعدات الإنسانيَّة العاجلة والضروريَّة للمَدنيِّين هي دعوة العقل الواجب الأخذ بها.
هيثم العايدي
كاتب صحفي مصري
[email protected]
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائیلی ات الاحتلال
إقرأ أيضاً:
"الأحرار": الوضع الإنساني بغزة كارثي مع البرد وهطول الأمطار
غزة - صفا وصفت حركة الأحرار الفلسطينية، الوضع الإنساني الذي يعيشه أبناء شعبنا في الخيام، بأنه كارثي مركب مع البرد وهطول الأمطار. وقالت الحركة في بيان وصل وكالة "صفا"، يوم الأربعاء، إن شعبنا يعاني المزيد من النزوح، والأمراض، ومخاطر الغرق لكافة مراكز الإيواء، وتحويلها لبيئة غير صالحة للعيش، الأمر الذي يؤدي لتهديدات مباشرة على حياة ساكنيها. وأكدت أن غياب الحماية الدولية، تطلق يد الاحتلال في التمادي بخروقاته لاتفاق وقف إطلاق النار، واستمراره بجرائمه ضد الإنسانية. وأضافت أن منع إدخال الاحتلال للكرفانات، ومواد العزل والخيام المناسبة، وأقل مقومات الحياة، يجعله يتحمل المسؤولية القانونية الكاملة أمام المجتمع الدولي. وطالبت الحركة الأمم المتحدة، وكل الهيئات الإغاثية، ومؤسسات حقوق الإنسان، بالاستجابة الطارئة، والتدخل العاجل، لحماية المدنيين، والضغط على الاحتلال بإدخال الكرفانات والخيام العازلة، والأغطية ومواد الإنقاذ، فهو واجب دولي يضع الجميع تحت المسائلة القانونية.