جريدة الرؤية العمانية:
2025-12-10@20:19:57 GMT

لم تكن امرأة عادية

تاريخ النشر: 10th, December 2025 GMT

لم تكن امرأة عادية

 

 

 

آية السيابية **

 

وراء كل قائد استثنائي، تقف امرأة استثنائية، تغرس بذور رؤيته وتصقل قياديّته وتُسقيه الحكمة منذ نعومة أظفاره! تغزل بذكاء وبصيرة متّقدة ملامح الشخصية القيادية في عقل ابنها وروحه. امرأة تقود الجنوب حين كان ابنها قائدا للشمال. امرأة تذود عن ابنها ووطنها. متّزنة العاطفة راجحة العقل.

نموذج أصيل للمرأة الألمعيّة. ومن قال إن المرأة تُقاد ولا تقود فقد كفر بما أوتيت هذه المرأة من عظَمة! كيف لا! وهي البطن التي حملت السلطان قابوس بن سعيد، القائد الفذ، فقيد عُمان التي امتدّ كمدها في يومها الباكي سماواتها السبع.

عن فتاة في الخامسة عشرة من عمرها تقريباً، حينما علمت بأنها سوف تضعه ذكرا، قررت إنجاب ابنها منفردة في دورة المياه. خشية على وليدها وهو الوريث الأوحد للحكم من أي عملية قتل أو مناورة أو احتيال استبدال الطفل الوليد بأنثى لا تورّث الحكم. فاصطبرت على ما لا يطيقه إلا من أوتي حكمة وبصيرة.

امرأة ورث عنها ابنها الفراسة، وحدة الذكاء والبصيرة، وورثت هي عن أبيها الشيخ أحمد بن علي المعشني، اليقين والتوكل والإيمان الفطري. وقد قيل في الأثر: "إنَّ النَّفس إذا تجرَّدت عن العوائق، صار لها من الفِرَاسَة والكشف بحسب تجرُّدها". تتجلى واقعية هذه المقولة من خلال ما تسرده الطبيبة البريطانية آن كوكسون أو من أصبح اسمها (أمينة) بعد اعتناقها الإسلام، عندما تصف تبسّط السيدة ميزون في مأكلها وحديثها. وما التواضع والتبسّط إلا أعلى درجات الرفعة ورقي المقام.

وعن إسلام طبيبة السيدة الجليلة ميزون، تقول آن كوكسون: أن ما أدهشها هو تعاطي بيبي ميزون للدين بحكمة فائضة ويقين مُتسع.

من جملة الصفات التي أورثتها الأم العظيمة لابنها القائد العسكري والأب الحاني قابوس، هو الانتماء الكبير للثقافة العُمانية. والنأي عن كل طامس لها. كانت السيدة ميزون -كما وصفتها فاطمة بنت ناصر في سرد جميل جمعها بطبيبتها آن كوكسون في لندن- امرأة قوية العزم، فصيحة اللسان والمنطق، ومتقدمة على الكثير من القيادات النسائية في عهدها. كانت قائدة ماهرة، تسعى حباً في التأثير لا في السيطرة ونفي الآخر. تُصغي باهتمام إلى التفاصيل. وهذا ما جعلها تسهم بذكاء متقد في إخماد ثورة ظفار.

يروي كتاب "بيبي ميزون وطبيبتها آن" تفاصيلَ قيّمة في حياة السيدة الجليلة وابنها السلطان قابوس بن سعيد رحمهما الله. ويذكر مواقف مؤثرة بين الطبيبة آن والسلطان قابوس، منها حضورها لاحتفال العيد الوطني الخامس عشر؛ حيث تأثرت بمشهد الأطفال وهم يركضون نحو السلطان هاتفين باسمه، مما جعلها تبكي من شدة التأثر. وهنا تتكشف لنا شخصية القائد الإنسان والأب الحنون.

لم تكن مجرد امرأة عادية! كانت السيدة ميزون بنت أحمد المعشني. ولم تنجب إلّا ابنًا واحدًا. كان ربيب الحكمة فقامت عُمان على أكتافه 50 عامًا.

** كاتبة وروائية عمانية

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

انطلاق مؤتمر الجمعية الدولية لدراسات الترجمة والدراسات الثقافية في جامعة السلطان قابوس

 

مسقط- الرؤية

لأول مرة على مستوى الشرق الأوسط استضافة سلطنة عُمان ممثلة بجامعة السلطان قابوس صباح أمس "الأربعاء" فعاليات المؤتمر الدولي الثامن للجمعية الدولية لدراسات الترجمة والدراسات الثقافية بعنوان «الترجمة المستدامة في عصر استخلاص المعرفة وتوليدها وإعادة إنتاجها»، وذلك تحت رعاية معالي الأستاذة الدكتورة رحمة بنت إبراهيم المحروقية وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، وحضور صاحب السمو السيد الدكتور فهد بن الجلندى آل سعيد رئيس جامعة السلطان قابوس، إضافة إلى مجموعة من الأكاديميين والباحثين والمتخصين من مختلف المؤسسات الحكومية والخاصة من داخل سلطنة عُمان وخارجها، ويعقد المؤتمر برعاية كل من وزارة الإعلام ووزارة الثقافة والرياضة والشباب.

وفي كلمته الافتتاحية، قال الدكتور عبدالجبار الشرفي الأستاذ المشارك بقسم اللغة الإنجليزية والترجمة ورئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، إن المؤتمر استقبل 336 ملخصا بحثيًا من مختلف أنحاء العالم، خضعَت جميعها لعملية تحكيم دقيقة وصارمة أشرف عليها 80 عالمًا وباحثًا من المتخصصين الدوليين. وقد تم اعتماد 236 ملخصا تشكل المادة العلمية لهذا المؤتمر

وأضاف الشرفي أن برنامج المؤتمر على مدى أربعة أيام، تتوزع خلالها 49 جلسة علمية تعرض في كل جلسة خمس أوراق، تلتقي جميعها عند محور أساسي واحد هو: الاستدامة في الترجمة والدراسات الثقافية وهو موضوع يكتسب أهمية مضاعفة في ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها العالم اليوم؛ بما تشكله تقنية الذكاء الاصطناعي والتقدم الهائل الحاصل في برامج الترجمة الآلية من فرص وتحديات تؤثر تأثيرًا مباشرًا على الترجمة علمًا وبحثًا وتعليمًا وممارسة وصناعة.

وقال الأستاذ الدكتور عبد الجبار الشرفي- في كلمته- إن المؤتمر يحتضن معرضا تشارك فيه إحدى وعشرين مؤسسة تمثل القطاع الحكومي والقطاع الخاص يجمعها كلها اهتمامها بالترجمة ثقافة وممارسة وصناعة. وأشار إلى أن هذه النسخة من المؤتمر تأتي هذا العام برؤية متجددة وتقدم برنامجًا معرفيًا وثقافيًا موازيًا للبرنامج العلمي؛ إذ يضم 5 ندوات تفتح نقاشات معمقة حول الترجمة والتقنيات، والترجمة والصناعة، والترجمة والهوية، ودور مؤسسات الترجمة في استدامة الثقافة والتراث.

وقالت الأستاذة الدكتورة سو آن هاردنج رئيسة الجمعية الدولية لدراسات الترجمة والدراسات الثقافية، إن المؤتمرات السابقة للجمعية، انطلقت من سيؤول في كوريا الجنوبية قبل 24 عامًا، وتوالت استضافاتها في كيب تاون وملبورن وبلفاست وبيلو هوريزونتي وهونغ كونغ وبرشلونة، مؤكدة أن انعقاد هذه النسخة في جامعة السلطان قابوس بمسقط يُعد أول مؤتمر للجمعية يُقام في الوطن العربي وعلى أرض شبه الجزيرة العربية.

وقالت إن جامعة السلطان قابوس تقدم ومن خلال هذا المؤتمر رؤية جديدة لدعم العلوم الإنسانية وتعزيز ثقافة المؤتمرات في سلطنة عُمان، تعتمد على توسيع مفهوم التفاعل بين التخصصات الإنسانية من جهة، وبين مؤسسات الدولة والمجتمع والقطاع الخاص والشباب من جهة أخرى، بما يتجاوز الإطار الأكاديمي ليشمل مجالات التعاون المجتمعي الأوسع. وتهدف الجامعة إلى إعادة تعريف دور مؤتمرات العلوم الإنسانية بوصفها منصات فاعلة في بناء المجتمعات المعرفية واستدامتها، ودعم الاقتصاد الإبداعي، وبناء شراكات استراتيجية بين الجامعة والمؤسسات ذات الصلة، إلى جانب توفير تجربة تعليمية محفزة لطلبة الجامعة والمؤسسات الأكاديمية من خلال التفاعل المباشر مع الجلسات العلمية والمبادرات الشبابية والمشروعات الوطنية. أيضا تسعى الجامعة إلى تأسيس منظومة متكاملة مع كلية الآداب والعلوم الاجتماعية لتعزيز حضور العلوم الإنسانية ورفع الوعي بأهميتها وتوجيه الاستثمار نحوها بما يخدم الأهداف الاستراتيجية المشتركة.

ويتخلل المؤتمر العديد من حلقات العمل المصاحبة والجلسات على مدار 4 أيام منها جلسة تكنولوجيا الترجمة يديرها يعقوب المفرجي، وجلسة دور مؤسسات الترجمة في تعزيز استدامة الهوية والتراث والثقافة تديرها منال الندابي، وجلسة دور الترجمة في استدامة الهوية والتراث والثقافة تديرها ملاك البحري، وجلسة دور الترجمة في تعزيز التواصل الحضاري تديرها رحمة الحبسية، إلى جانب حلقة عمل إنشاء البيانات الافتراضية بتقنية الواقع الافتراضي يقدمها بدر الريسي.

ويُعد هذا المؤتمر من أبرز المنصات الأكاديمية العالمية المتخصصة في مجال الترجمة والدراسات الثقافية على مستوى العالم، إذ يجمع تحت مظلته نخبة من العلماء والباحثين والخبراء وأعضاء هيئة التدريس والطلبة من 61 دولة، ليشكل منبرا علميا رفيعا للحوار وتبادل الخبرات، واستكشاف أحدث الاتجاهات والنظريات والممارسات في هذا الحقل المعرفي الحيوي وتطبيقاته في مختلف مجالات الحياة مثل حفظ التراث وصونه وتحقيق السلام وتعزيز التفاهم الدولي ونقل المعرفة في مجال الطب والصحة العامة وترسيخ قيم العدالة في القضاء القانوني والقضائي وكذلك تطبيقاته في مجال السياحة والإعلام ومجال العلاقات الدولية وتعزيز مفهوم القوة الناعمة في العلاقات بين الدول.

ويأتي اختيار سلطنة عُمان لاستضافة النسخة الثامنة من المؤتمر تقديرًا لدورها العالمي في دعم قيم السلام والحوار والتفاهم بين الثقافات في ظل التحولات الدولية الراهنة، وباعتباره فرصة لتعزيز القوة الناعمة لعُمان من خلال حضور علمي وثقافي دولي واسع في مجالي دراسات الترجمة والتواصل الثقافي. وتسهم محاور المؤتمر في دعم إحدى ركائز رؤية "عُمان 2040" المتعلقة بالمواطنة والهوية والتراث والثقافة الوطنية، عبر ترسيخ دور الترجمة بوصفها أداة أساسية لاستدامة الهوية والحوار والتبادل المعرفي، وبما يعزز بناء مجتمع معرفي قادر على نقد المعرفة وتوظيفها وإنتاجها. ويتضمن المؤتمر معرضًا تشارك فيه مؤسسات حكومية وخاصة من سلطنة عُمان وخارجها لعرض مبادراتها وخبراتها في مجالات الترجمة والثقافة.





 

مقالات مشابهة

  • إعلان أسماء الفائزين بمسابقة السلطان قابوس للقرآن الكريم
  • انطلاق مؤتمر الجمعية الدولية لدراسات الترجمة والدراسات الثقافية في جامعة السلطان قابوس
  • مشاركة واسعة في حلقة عمل حول “الإصابات الرياضية” بصلالة
  • تكريم 448 من الطلبة المجيدين في الأنشطة والمسابقات بجامعة السلطان قابوس
  • بدء تمرين الدرع الشامل 2 في ميناء السلطان قابوس.. الخميس
  • بحث تعزيز التعاون العلمي والثقافي بين جامعتي السلطان قابوس وقازان الروسية
  • جامعة السلطان قابوس تُكرم 875 من الطلبة المجيدين علميا
  • جامعة السلطان قابوس تُكرم 875 من طلبتها المجيدين
  • استعراض مجالات التعاون العلمي بين جامعتي السلطان قابوس وقازان الروسية