لجريدة عمان:
2025-10-13@09:45:30 GMT

العرب ومعرض فرانكفورت للكتاب

تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT

تكشف القضية الفلسطينية القناع عن حقيقة المحافل الدولية السياسية والثقافية، حتى غدت فلسطين هي المحك ومعيار القيم الإنسانية والحقوق والقوانين والضمائر الحية، فخلال خمسة وسبعين عاما وُئِدت حقوق الشعب الفلسطيني، وقُبِرت مأساتهم في وسائل الإعلام المؤثرة على الرأي العام الدولي، ولكن بعد السابع من أكتوبر عادت تلك المؤسسات الموالية للكيان الصهيوني في كل مكان لتشن هجمة على الفلسطينيين وعلى حركة حماس تحديدا -إحدى الفصائل الفلسطينية المدافعة عن حق الإنسان الفلسطيني في الحياة على أرضه بعزة وكرامة- ولكن ناكري الحقيقية والمتصهينين لا يريدون الاعتراف للفلسطيني بحقه، أو حتى التعريف بالمأساة الفلسطينية؛ فغير مقبول ذكره أو ذكرها والتطرق إليها في محافل ثقافية يفترض أنها مساحات حرة للاستماع للآراء المخالفة وإتاحة الفرصة أمام الآخر للتعبير عن آرائه بكل صدق وشفافية، وهذا ما حدث مع الفيلسوف السلوفيني سلافوي جيجك (74 عاما)، أثناء كلمته في معرض فرانكفورت للكتاب 2023م، فبعد إقراره بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، أشار جيجك إلى جوهر الصراع الذي يتجاهله البعض إما تعصبا أو خوفا من الاتهام بمعاداة السامية المُفصلة على القياس الصهيوني، فمعاداة السامية سهم يُسدد لكل من ينتقد إسرائيل، مثلما حصل مع الكاتب الألماني جونتر جراس (1927-2015) الحائز على نوبل للآداب سنة 1999م، بعد انتقاده الغرب بسبب التغاضي عن برنامج إسرائيل النووي والتركيز على إيران، فشنّت وسائل الإعلام حربا على صاحب (الطبل والصفيح).

أما الفيلسوف السلوفيني سلافوي فقد قال بصريح العبارة: «لن يكون هناك سلام في الشرق الأوسط دون حل القضية الفلسطينية»، ثم تحدث صراحة عن صدمته بعد حرمان الروائية الفلسطينية عدنية شبلي (49 عاما) من تكريمها في معرض فرانكفورت. طبعا لم يُستقبل حديث جيجك بالتصفيق ولا بالإعجاب فقد انسحب العديد من المسؤولين من القاعة وقاطعه أوفي بيكر مفوض معاداة السامية في ولاية هيسن (فرانكفورت تقع في ولاية هيسن).

قدم سلافوي جيجك كلمة بلده سلوفينيا، ضيف شرف المعرض، وهي عادة اتبعها معرض فرانكفورت منذ سنة 1979م لتقديم رؤية شاملة عن الثقافة والفنون والآداب في البلد المستضاف. قبل كلمة جيجك أعلنت عدة دول عربية وإسلامية (منها هيئة الشارقة للكتاب، جمعية الناشرين العرب، ماليزيا، وإندونيسيا) انسحابها من المعرض احتجاجا على تأجيل منح جائزة الكتاب للكاتبة عدنية شبلي، مما يعني أن المعرض يخضع لأجندة سياسية تمظهرت في منع دور النشر الروسية من المشاركة في المعرض منذ الحرب الروسية الأوكرانية وتخصيص منصات للكتّاب الأوكرانيين، بل منح الكاتب الأوكراني سيرجي جادان (47 عاما) جائزة السلام لعام 2022م، وهذا دليل على خضوع المعرض لإدارة السياسة الألمانية، وأن المعرض الذي يقام منذ سنة 1949 ليس مكانا للنشر ولا منصة لحرية الرأي والتعبير، وهذا يقودنا إلى عدة تساؤلات عن القوانين الدولية وحق الرأي والتعبير، فهذه المصطلحات والقيم شاخت ولم تُعد صالحة لراهننا ولا لزماننا بعد انتهاكها من قبل واضعيها والمبشرين بها، مما يعني أن العالم بأسره بحاجة إلى صياغة نظم وقوانين وتشريعات على أسس العدالة والمساواة والشراكة تضع الإنسان وحياته وكرامته وحقوقه فوق أي سياسة وأيديولوجيا.

***

فيما مضى، كانت لي تجربة زيارة لمعرض فرانكفورت للكتاب لا سيما في دورتي (2016- 2017)، واستغربت من الحضور الباهت للدول العربية، إذ يقام المعرض لمدة أربعة أيام -يومان مخصصان للمشاركين ويومان للعامة- ويستقطب حوالي ثلاثمائة ألف زائر، وتصل قيمة تذكرة الدخول للفرد إلى حوالي 30 يورو، أي ما يقارب (13 ريالا عمانيا)، فيصدم الزائر للجناح العربي بقلة الإقبال وكذلك مواد العرض، إذ إن جل المشاركات عبارة عن كتب لدوائر حكومية وصور طبيعية. وبعض الجهات المشاركة تحضر معها ناقشات الحناء ليرسمن على أيادي الزائرات ويقدمن المشغولات اليدوية كالسعفيات والحرف في مكان مخصص للكتاب والعمليات المرتبطة به من الكتابة إلى التسويق إلى الترجمة والتوزيع وغيرها، وحين سألت صديقًا عربيًّا/ ألمانيًّا عن المشاركة العربية في المعرض سنة 2004م (يومها حل العالم العربي ضيف شرف على معرض الكتاب)، قال: «كانت فضيحة بمعنى الكلمة، إذ لم يُقدم العالم الذي اخترع الكتابة والتدوين ما يليق بالثقافة العربية»، بينما يضج المكان المخصص للإيطاليين أو الإيرانيين بالزوار والإصدارات الحديثة.

إن التكاليف التي تتحمّلها الجهات العربية المشاركة في معرض فرانكفورت للكتاب باهظة الثمن ولا تخدم الثقافة العربية؛ لأن المحتوى الثقافي المُقدم لا يُخاطب الزائر الألماني ولا الأوروبي، خاصة أن جل الإصدارات باللغة العربية، وبعض العارضين لا يتحدثون باللغة الألمانية مما يوجِد حاجزا بين المرسل والجمهور، لذا نأمل أن تشهد السنوات القادمة حضورا عربيا قويا في معرض فرانكفورت للكتاب، وأن تتوقف إدارة المعرض عن الاصطفاف السياسي خلف الكيان الصهيوني، وأن تحصل الكلمة الحرة على مساحتها في معارض الكتب.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: معرض فرانکفورت للکتاب فی معرض فرانکفورت

إقرأ أيضاً:

تفاصيل لقاء الأوبرا الثقافي في معرض دمنهور الثامن للكتاب.. الليلة

تشارك دار الأوبرا المصرية برئاسة الدكتور علاء عبد السلام، في فعاليات معرض دمنهور الثامن للكتاب بندوة ثقافية يقيمها النشاط الثقافى والفكرى بإشراف رشا الفقي.

 

وتدور حول الإبداع الفني وتأثيره على الهوية المصرية، وتستضيف الدكتورة أميرة الهندوم أستاذ بكلية التربية النوعية بجامعة الأسكندرية، الدكتورة هدى حسني مشرف مركز تنمية المواهب بأوبرا الأسكندرية ودمنهور، الدكتور محمد حسنى مدرب كورال الغناء بأوبرا الإسكندرية ودمنهور، الشاعر أحمد يحيى.

 

وتديره الدكتورة هبة الأصولي دكتوراه في علم اجتماع الفن، وذلك فى الخامسة والنصف مساء الجمعة 10 أكتوبر بقاعة المؤتمرات.

 

أنشطة دار الأوبرا

 

دار الأوبرا المصرية، أو الهيئة العامة للمركز الثقافي القومي، افتتحت في عام 1988 وتقع في مبناها الجديد والذي شُيد بمنحة من الحكومة اليابانية لنظيرتها المصرية بأرض الجزيرة بالقاهرة وقد بنيت الدار على الطراز الإسلامي.

 

ويعتبر هذا الصرح الثقافي الكبير، الذي افتتح يوم 10 أكتوبر عام 1988، هو البديل عن دار الأوبرا الخديوية، التي بناها الخديوي إسماعيل عام 1869، واحترقت في 28 أكتوبر العام 1971 بعد أن ظلت منارة ثقافية لمدة 102 عام.

 

ويرجع تاريخ بناء دار الأوبرا القديمة إلى فترة الازدهار التي شهدها عصر الخديوي إسماعيل في كافة المجالات، وقد أمر الخديوي إسماعيل ببناء دار الأوبرا الخديوية بحي الأزبكية بوسط القاهرة بمناسبة افتتاح قناة السويس، حيث اعتزم أن يدعو إليه عددا كبيرا من ملوك وملكات أوروبا.

 

وتم بناء الأوبرا خلال ستة أشهر فقط بعد أن وضع تصميمها المهندسان الإيطاليان أفوسكانى وروس، وكانت رغبة الخديوي إسماعيل متجهة نحو أوبرا مصرية يفتتح بها دار الأوبرا الخديوية، وهي أوبرا عايدة وقد وضع موسيقاها الموسيقار الإيطالي فيردي لكن الظروف حالت دون تقديمها في وقت افتتاح الحفل.

 

وقدمت أوبراريجوليتو في الافتتاح الرسمي، الذي حضره الخديوي إسماعيل والإمبراطورة أوجيني، زوجة نابليون الثالث، وملك النمسا وولى عهد بروسيا.

 

وكانت أتت الأوبرا كأحد مظاهر جمع الفنون السبعة، حيث يمكن العودة لتقديم أحمد بيومي في القاموس الموسيقي «الأوبرا» لملاحظة ما يخص تعاون وجمع الفنون فيها: [ أوبرا: الأوبرا عمل مسرحي غنائي Opera\it.Eng).(Opéra\Fr)) مؤلّف درامي غنائي متكامل يعتمد على الموسيقى والغناء، يؤدي الحوار بالغناء بطبقاته ومجموعاته المختلفة، موضوعها وألحانها تتفق وذوق وعادات العصر التي كتبت فيه، وتشمل الأوبرا على الشعر والموسيقى والغناء والباليه والديكور والفنون التشكيلية والتمثيل الصامت والمزج بينها، كما تشمل أغانيها على الفرديات والثنائيات والثلاثيات والإلقاء المنغم (Recitativo)، والغناء الجماعي (الكورال) بمصاحبة الأوركسترا الكاملة.

 

كما يقع قصر الفنون بساحة دار الأوبرا المصرية، ويقوم على نفس الأرض التي كانت تشغلها قاعة النيل الكبرى، والتي كانت إحدى سرايات أرض المعارض بالجزيرة، وقد قام بتصميمها مصطفى باشا فهمي، حيث كانت تستخدمها الجمعية الزراعية الملكية في عروض المعرض الصناعي الزراعي. 

 

وفي عام 1980 صدر قرار بتحويل هذه السراي إلى قاعة للفنون التشكيلية، وتم افتتاحها في عام 1984 خلال الدورة الأولى لبينالي القاهرة الدولي، ونظرًا لتعرض المبنى للتصدعات جراء زلزال القاهرة عام 1992 فقد تم إغلاقه، ثم أعيد افتتاحه من جديد في عام 1998 بعد تطويره وترميمه وأطلق عليه اسم قصر الفنون. 

 

ويتكون المبنى من أربعة طوابق تشمل العديد من قاعات العروض التشكيلية من بينها قاعتان رئيسيتان بالدور الأرضي، ومجموعة من القاعات الجانبية بالدور الأول تقع على جانبى القاعة الرئيسية، إضافة إلى صالات للعروض السينمائية والمحاضرات والمؤتمرات، ومكتبة فنية من أكبر المكتبات الفنية في مصر وهي توفر أعلى مستوى من الخدمات البحثية لكافة الشرائح من طلاب الفنون والباحثين والنقاد والصحفيين بالمجان، كما تضم هذه المكتبة ناديًا لتكنولوجيا المعلومات لخدمة جموع الباحثين عبر تقديم الوسائط المعلوماتية المختلفة. 

نتنياهو: ترامب أثبت مدى التزامه وصدقه تجاه إسرائيل الساقية تستضيف حفل ستاند أب كوميدي.. الليلة ابتسامة ما بعد الحرب.. مراسل القاهرة الإخبارية يرصد مشاهد مؤثرة من عودة النازحين لغزة رئيس وزراء قطر: نجاح المرحلة الأولى من وقف النار بغزة مسؤولية جماعية وزير الصحة يتابع تقريرًا عن المرور الميداني لـ28 مشروعًا صحيًا في 12 محافظة جامعة المنصورة تتصدر الجامعات المصرية في مؤشر البُعد الدولي بتصنيف التايمز إزالة بناء مخالف بقرية كفر الشبع بالمنوفية| صور وكيل تضامن الدقهلية تشدد على رفع مستوى النظافة بمجمع أيتام طلخا

مقالات مشابهة

  • «تريندز» يشارك في «فرانكفورت للكتاب 2025»
  • للعام الخامس على التوالي.. «تريندز» يشارك في معرض فرانكفورت الدولي للكتاب 2025
  • بحضور نحو 1.4 مليون زائر.. هيئة الأدب والنشر والترجمة السعودية تختتم معرض الرياض للكتاب
  • دار نشر جامعة قطر تشارك في معرض كتارا للكتاب 2025
  • جامعة دمنهور تضيء معرض الثامن للكتاب بندوة بعنوان "التراث بين الأمس واليوم"
  • ورش أطفال وفنون غنائية ضمن فعاليات معرض الزمالك للكتاب.. غدًا
  • تفاصيل افتتاح معرض شيري العالمي
  • “مانجا العربية” تطلق مبادرة “واعد” بالتزامن مع معرض الرياض الدولي للكتاب 2025
  • دور النشر العراقية تثري معرض الرياض الدولي للكتاب
  • تفاصيل لقاء الأوبرا الثقافي في معرض دمنهور الثامن للكتاب.. الليلة