حزب الله لن يسلّم حماس قيادة المحور
تاريخ النشر: 2nd, November 2023 GMT
كتب ابراهيم بيرم في" النهار": ثمة من يرى أن "حزب الله" عندما اندفع في تموز 2006 لينفذ عملية أسر الجنود الإسرائيليين التي جرّت على لبنان حرباً إسرائيلية مدمّرة، ما كان ليقدم على هذا الفعل إلا بعدما وجد في حينه أن حركة "حماس" التي كانت قد بسطت سلطتها على غزة وقطاعها حديثاً توشك على الاختناق بفعل ضراوة الهجمة الإسرائيلية عليها.
- عدم ترك "حماس" تُستفرد.
- عدم زج لبنان في أتون حرب يرتعد كثر منها سلفاً ويطلبون من الحزب ألا يغامر.
- أن الحزب أفهم من يعنيهم الأمر أن انخراطه أكثر في المواجهات وتشغيله ترسانة صواريخه سيحوّل الصراع الدائر من صراع فلسطيني – إسرائيلي يقف فيه العالم الى جانب الشعب الفلسطيني الى مواجهة إقليمية ستكون إيران طرفاً فيها ولإيران دائرة واسعة من الخصوم والأعداء خصوصاً من العرب.
والحزب بذا حقق أمرين اثنين: إبقاء القيادة والإمرة بيد "حماس" حصراً، وانتقاله هو وباقي المحور الى دور المساند.
وفي ظل ذلك كله لم يكن مستغرباً أن ينبري من يسأل هل صار "حزب الله" على وشك أن يسلّم راية "قيادة المحور" الى حركة "حماس" من الآن فصاعداً انطلاقاً من اعتبارات عدة أبرزها:
- أن الحزب قد أدّى قسطه للعلى طوال العقود الأربعة الماضية وخلال المواجهة الحالية.
- أن الحزب يقيم على اعتقاد بأن حركة حماس ذات المنبت الإخواني قد قطعت بالبراهين والأدلة علاقتها بمرحلة طويلة فارقت خلالها "المحور" وأجرت عملية نقد لتلك المرحلة ودورها فيها.
وبمعنى آخر، ثمة من يرى أن الحركة بقيادتها الجديدة موثوقة من طهران ولا سيما بعدما تولى أمر قيادة الحركة عملياً كلّ من يحيى السنوار وصالح العاروري. وأكثر من ذلك قطعت القيادة الإيرانية شوطاً متقدماً في مشوار تحسين علاقاتها مع جماعة "الإخوان المسلمين" بعدما أجروا مراجعة لأدائهم في مرحلة الربيع العربي.
وبعد كل تلك التطورات فتحت الأبواب لاحتضان قسم كبير وفاعل من قيادة "حماس" ولقبول "الجماعة الإسلامية" في لبنان أن تعطي اسمها كشريك للحزب في المواجهات الدائرة على الحدود.
وفي الموازاة كانت طهران تؤمّن لحليفتها حركة "حماس" دعم كل المرتبطين بها سواء في العراق وسوريا وأخيراً من الجماعة الأفعل وهي "أنصار الله – الحوثيون" في اليمن، الذين أعلنوا أنهم أطلقوا صواريخهم البعيدة المدى نحو الداخل الإسرائيلي وإن كانت إسرائيل لم تعط للأمر أهمية.
وحيال ذلك ثمة من يتبنّى نظرية أن طهران التي كرّست نفسها مرجعية إقليمية لم يعد يضيرها أن تقبل بـ"حماس" شريكة لأن ذلك يأتيها بشرعية عربية – سنية خصوصاً عندما يكون الأمر مرتبطاً بـ"الإخوان المسلمين" وإرثهم التاريخي. فضلاً عن ذلك فإن الحزب هو من بذل جهوداً استثنائية في الأعوام الأربعة الماضية بغية إعادة "حماس" الى حضن المحور.
واللافت أن "حزب الله" لا يبدي استعداداً لمناقشة هذه النظرية "لأن مسار التطورات في المنطقة لا يسمح بطرح أمر كهذا على بساط المناقشة". لكن الباحث في قضايا المنطقة وصراعاتها الأكاديمي طلال عتريسي يستبعد في حديث لـ"النهار" أن يتخلى الحزب يوماً ما عن موقعه الريادي الحالي في الصراعات وأن يقبل بالتنازل طوعاً عن هذا الموقع وتسليم الراية لحركة "حماس" خصوصاً أن الأمر غير مطروح والتنظيمان ليسا في حال تجاذب بل هما في حال تنسيق وتناغم تامّين حيال المسار الميداني والسياسي لا بل إنهما حالياً في حال تكامل. والحزب والحال هذه لا ينظر بعين الريبة الى الدور الريادي الذي تقوم به الحركة في مواجهات غزة وقطاعها.
ويضيف عتريسي: "الثابت أن التعليمات المعطاة الى الحزب وجماعة أنصار الله في اليمن والمجموعات الحليفة في سوريا والعراق تقديم كل ما تطلبه حركة حماس من ألوان الدعم والإسناد ولكن الأكيد أن إمرة المحور وقيادته أمر مختلف وله حسابات إيرانية أيضاً".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
محللون: لبنان يريد نزع سلاح حزب الله لكنه لا يضمن إسرائيل
لا تبدو الحكومة اللبنانية قادرة على نزع سلاح حزب الله في ظل غياب أي ضمانات بعدم تعرض البلاد لاعتداءات إسرائيلية جديدة، وهو ما يجعل احتمال العودة للتصعيد أمرا قائما خلال الفترة المقبلة.
فالولايات المتحدة التي لا تتوقف عن مطالبة لبنان بنزع سلاح الحزب، لا تقدم أي ضمانات بعدم وقوع اعتداءات إسرائيلية على لبنان، ولا تلزم الجانب الإسرائيلي بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه مسبقا.
ففي حين ترفض إسرائيل الانسحاب من المناطق التي دخلتها في جنوب لبنان خلال المواجهة الأخيرة، ولا تتوقف عن ضرب أهداف في الأراضي اللبنانية، أكد المبعوث الأميركي توم براك ضرورة تجريد حزب الله من سلاحه في أقرب وقت ممكن وطالب الحكومة بتنفيذ المطلوب بدل الاكتفاء بالكلام.
وقد أكدت الرئاسة اللبنانية أن البلاد تمر بمنعطف خطير يقتضي حصر السلاح بيد الدولة، وأنها على تواصل مع الحزب بشأن هذا الملف، لكنها قالت إنها تحرز تقدما بطيئا في هذا الملف.
في المقابل، أكد الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، أنه لا مجال للحديث عن نزع السلاح قبل رحيل قوات الاحتلال عن الأراضي اللبنانية، وإلزام إسرائيل ببنود اتفاق وقف إطلاق النار المبرم نهاية العام الماضي. كما قال قيادي بالحزب إن الولايات المتحدة تحاول تجريد لبنان من قوته.
ومن المقرر أن تبدأ الحكومة اللبنانية بحث ملف نزع سلاح الحزب الثلاثاء المقبل، لكنّ هذا لا يعني بالضرورة عزمها المضي قدما في هذا الملف الذي سيجد إشكالية كبيرة في نقاشه، كما يقول الكاتب الصحفي نيقولا ناصيف.
ورغم عدم ممانعة رئيس مجلس النواب نبيه بري مناقشة نزع سلاح الحزب، فإن هذا لا يعني وجود توافق على هذا الأمر لأن الحكومة تتكون من 3 أطراف أحدها معتدل بينما الآخران لن يوافقا على هذه المسألة أبدا، وفق ما أكده ناصيف خلال مشاركته في برنامج "ما وراء الخبر".
إعلانالأمر الآخر المهم الذي تحدث عنه ناصيف، يتمثل في أن أعضاء الحكومة يعودون إلى انتماءاتهم السياسية فور خروجهم من مجلس الوزراء، مما يعني أن مناقشة نزع سلاح الحزب يأتي في إطار التزام حكومة نواف سلام، بما أقسمت عليه عند توليه مقاليد الأمور.
ولا يمكن لحزب الله ولا لحكومة لبنان القبول بنزع السلاح ما لم تحصل بيروت على ضمانات أميركية فرنسية والتزامات إسرائيلية واضحة بعدم وقوع أي اعتداءات مستقبلا، وهو أمر ترفضه الولايات المتحدة.
لذلك، فإن حكومة نواف سلام تتفهم مخاوف الحزب ولن تقبل بحصر السلاح في يد الدولة التي تعرف أنها لن تكون قادرة على حماية البلاد من أي عدوان مستقبلي ما لم تكن هناك ضمانات واضحة بهذا الشأن، برأي ناصيف، الذي قال إن التاريخ مليء بالدروس المتعلقة بالتعامل مع إسرائيل.
في الوقت نفسه، فإن هناك تطابقا كاملا بين موقفي حزب الله وحركة أمل فيما يتعلق بمسألة نزع السلاح، ولا يمكن الحديث عن خلاف جوهري بينهما في هذه المسألة.
وبناء على هذا التطابق، فإنه من غير المتوقع أن يقبل الطرفان بالقفز على اتفاق وقف إطلاق النار والمضي نحو نزع السلاح بينما لم تلتزم إسرائيل بما عليها من التزامات حتى اليوم، كما يقول الباحث السياسي حبيب فياض.
التصعيد خيار محتمل
وفي ظل هذا التباعد في المواقف، تبدو احتمالات التصعيد كبيرة لأن الأميركيين يريدون وضع لبنان بين خيارين كلاهما سيئ، فإما أن يستسلم لشروط إسرائيل وإما أن يُترك وحيدا لمواجهة مصيره ووقف كل المساعدات التي يعول عليها في إعادة الإعمار وبناء الاقتصاد.
وحتى لو قدمت الولايات المتحدة ضمانات مستقبلية، فإن حزب الله وحركة أمل لا يمكنهما القبول بتسليم السلاح وفق الشروط الأميركية الإسرائيلية وهو ما يعني -برأي فياض- إمكانية العودة للتصعيد الذي قد يصل في مرحلة ما إلى مواجهة شاملة.
في المقابل، يرى الباحث في الدراسات الإستراتيجية والأمن الدولي كينيث كاتزمان، أن الولايات المتحدة وإسرائيل لا تريدان محو حزب الله تماما كما هي الحال بالنسبة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وإنما تريدان نزع سلاحه والسماح له بالانخراط في السياسة.
وتقوم وجهة النظر الأميركية في هذه المسألة، على إمكانية ترسيم الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل وصولا إلى تطبيع محتمل للعلاقات مستقبلا، ومن ثم فإن إدارة دونالد ترامب -كما يقول كاتزمان- لا تصر على نزع سلاح الحزب اليوم أو غدا ولكنها تريده في النهاية لأنها تعتبره أداة إيرانية في المنطقة.
كما أن الفرق السياسية في لبنان نفسه ليست متفقة تماما مع الحزب حيث يعارضه بعضها ويتفق معه بعضها، وهو أمر يجعل مسألة تسليم سلاحه للدولة أمرا منطقيا، من وجهة النظر الأميركية.
لكن فياض يرى أن حديث كاتزمان عن التطبيع وخلاف اللبنانيين حول حزب الله "ينم عن عدم دراية بطبيعة الوضع في لبنان، الذي لن يطبع مع إسرائيل ولو طبعت كل الدول العربية"، مضيفا أن أقصى ما يمكن الوصول إليه هو العودة لهدنة 1949.
الموقف نفسه تقريبا تبناه ناصيف بقوله إن هناك 3 فرق لبنانية تتبنى مواقف مختلفة من حزب الله، حيث يريد فريق نزع سلاحه دون شروط، ويرفض فريق آخر الفكرة تماما، فيما يدعم فريق ثالث هذا المطلب لكنه يتفهم مخاوف الحزب.
إعلان