متى ستفعّل الإرادة الجمعية العربية والإسلامية؟

الشعوب هي مالكة الأرض والحكم والمواقف والتعامل مع الأعداء… والشعوب قالت كلمتها.

ننصح المسؤولين العرب بأن لا يكونوا كما قال الرسول (ص): «آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان».

أليس هذا التجييش الإعلامي والعسكري والمالي الأعمى الذي يمارسة الغرب الاستعماري تجاه شعب فلسطين عودة لأحقاد وكراهيات الحملات الصليبية القديمة؟

أليس الدافع عند ملايين الأمريكيين المسيحيين الصهيونيين، الذي يعلنونه ليل نهار، هو هوس ديني بضرورة انتصار الكيان الصهيوني، كمقدمة لرجوع السيد المسيح لينقذ هذا العالم؟

* * *

ما الذي يبقى من روح ومبادئ والتزامات الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي إذا كان موت الآلاف من أطفال غزة، حرقاً وقتلاً وتمزيقاً إلى أشلاء، ناهيك عن ألوف القتلى من المواطنين الآخرين، الذين ماتوا تحت أنقاض البنايات والبيوت ومجمعات العمل والمستشفيات ودور العبادة، وفي عرض الشوارع بفعل آلة التدمير الصهيونية الهمجية الدموية الحاقدة، التي قررت محو مقاطعة غزة وساكنيها من الوجود؟

إذا كان كل ذلك لم يستدع عقد اجتماع واحد لقمة عربية، أو لقمة إسلامية لبحث هذا الاعتداء الجبان على إخوة عرب مسلمين ومسيحيين محاصرين عزلا، واتخاذ مواقف مشتركة ملائمة لإيقاف هذا الكيان الصهيوني المجنون عند حده، وللإعلان أمام العالم كله أن هوية العروبة وأخوة الدين تستدعي قطع كل علاقة تبادلية سياسية واستخباراتية واقتصادية وإعلامية معه في الحال؟

وإنها، إذ تفعل ذلك فإنه استجابة لما طالبت به الملايين من العرب والمسلمين، التي لا ولن تعترف لهذا الكيان بحق الاستيلاء على ذرة من أوطان العرب والمسلمين.

بل لنكن أكثر صراحة: أليس هذا التجييش الإعلامي والعسكري والمالي، والدعم السياسي الأعمى، الذي يمارسة الغرب الاستعماري تجاه شعب فلسطين الأعزل، هو معاودة جديدة لروح وحروب وكراهيات الحملات الصليبية القديمة؟

أليس الدافع عند ملايين الأمريكيين المسيحيين الصهيونيين، الذي يعلنونه ليل نهار، هو هوس ديني بضرورة انتصار الكيان الصهيوني، كمقدمة لرجوع السيد المسيح لينقذ هذا العالم؟

وإذا كان الأمر كذلك أليس من واجب العرب المسلمين والمسيحيين، وواجب المسلمين غير العرب، الديني والأخلاقي والإنساني، أن يقفوا في وجه هذه المهزلة الصليبية الجديدة، التي تؤججها الصهيونية، منذ عقود حتى تقنع الغرب الأمريكي والأوروبي بأنها إنما تحتل أرض فلسطين باسم وعد إلهي متخيل لشعب مختار متخيل، يعرف القاصي والداني أنه لا يمكن أن يصدر من رب العالمين، رب الرحمة والعدل والقسط والميزان والمحبة والمساواة في الكرامة الإنسانية.

أليس كل ذلك هو المكون الخفي وراء كل تصريحات المسؤولين السياسيين الصهاينة، وتهديدات كبار العساكر الصهيونيين اليومية التي تقطر كرهاً وحقداً واحتقاراً لكل ما هو عربي أو إسلامي، سواء في فلسطين أو في بلدان العرب والمسلمين؟

ألا يلاحظ الجميع أن تصريحاتهم جميعاً لم تذكر قط بأن حربهم المجنونة ستحاول، فقط تحاول، في الحد الأدنى، تجنب قتل الأطفال والنساء وكبار السن؟

وإذن، أليس من حق الشعوب العربية والإسلامية أن تطرح هذا السؤال: إذا كنتم، أيها المسؤولون، لا ترون في خروج الملايين منا طلباً شعبياً ساحقاً، بأن تعتبروا الكيان الصهيوني كياناً استعمارياً معتدياً بهمجية بهيمية، على أخوة لنا في العروبة والدين، وبأن تتراجعوا عن اعتقاداتكم وظنونكم السابقة بأن محاولة التصالح والتطبيع مع هذا الكيان قد تدخل الرحمة والمحبة في قلبه، فإنكم في هذه الحالة لا تحكموننا بالشرعية الديمقراطية، التي تقول بأنكم خدمة لمطالب شعوبكم وأنكم لستم سادتهم.

وفي هذه الحالة فأنتم بين أمرين: إما أن تتراجعوا عن سياساتكم الخاطئة تلك، أو أن تتركوا مسؤولية الحكم لغيركم، سواء أكان هؤلاء من شرفاء أفراد العائلات الحاكمة أو من شرفاء العساكر النبلاء، أو ممن ستنتخبهم الشعوب في انتخابات جديدة.

ما عاد من حق أحد أن يتعامل مع موضوع الصراع الوجودي مع الإدعاءات والممارسات الصهيونية من جهة ومع الاستعمار الغربي الذي أوجد هذا الكيان، وأثبت مؤخراً أنه معه حتى لو كان ظالماً متوحشاً، لا يملك ذرة من شفقة إنسانية حتى مع الأطفال المولولين خوفاً وضياعاً، ما عاد من حق أحد أن يتصرف وكأنه يملك شخصياً البلدان التي يحكم. فالشعوب هي المالكة للأرض وللحكم وللمواقف وللتعامل مع الأعداء.

والشعوب قالت كلمتها.. ننصح المسؤولين العرب والمسلمين بأن لا ينطبق عليهم قول الرسول (ص): «آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان». لا نريد لهم أن يصبحوا كذلك المسؤول الذي ما زال يكذب ثم يكذب حتى يكتب عند الله كذاباً. نقول لهم كل ذلك احتراماً لهم وشفقة بهم، مع علمنا بتعقيدات اللحظة الدولية.

*د. علي محمد فخرو وزير بحريني سابق، كاتب قومي عربي

المصدر | الشروق

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الصهيونية الصليبية الإرادة الجمعية الجامعة العربية الحرب الوحشية منظمة التعاون الإسلامي الکیان الصهیونی العرب والمسلمین هذا الکیان

إقرأ أيضاً:

محمد صالح يحتفل بتأهل فلسطين لكأس العرب وسط ظروف الحرب في غزة

صراحة نيوز- يخوض المدافع الفلسطيني محمد صالح بطولة كأس العرب لكرة القدم هذا العام في ظروف يعتبرها “أفضل نسبياً” مقارنة بتجربته السابقة في كأس آسيا التي أُقيمت في قطر مطلع 2024، رغم استمرار الحرب في قطاع غزة حيث تعيش عائلته.

وبأجواء مفعمة بالفرح، ظهر صالح في المنطقة المختلطة الأحد بعد تعادل المنتخب الفلسطيني السلبي مع سورية، وهو التعادل الذي منح “الفدائي” تأهلاً تاريخياً إلى ربع النهائي. وأوضح صالح أنه يعيش حالياً وضعاً شخصياً أكثر استقراراً، لكنه يظل متأثراً بما يعيشه أهله في غزة، قائلاً: “الحرب ما زالت قائمة، وعائلتي لا تزال في غزة”.

رغم دخول هدنة حيز التنفيذ بين إسرائيل و”حماس” في أكتوبر الماضي، فإنها ما تزال هشّة، وسط تبادل الاتهامات بانتهاكها. هذه الأجواء أعادت إلى صالح ذكريات كأس آسيا قبل عامين، عندما تزامنت البطولة مع الحرب، وحينها اضطر للاعتذار بألم لأطفال غزة بعد الخسارة أمام إيران. لكنه اليوم يشعر بسعادة مختلفة: “هذه الفرحة لأهلنا في غزة، ولأرواح زملائنا الشهداء”.

صالح (32 عاماً)، الذي تعرض منزله للقصف في حي الرمال، يعيش حالياً بعض الراحة بعد انتقال والدته وشقيقه الأصغر إلى الدوحة حيث يلعب مع نادي الريان، بينما بقي والده وشقيقه الأكبر في غزة يواجهان صعوبات كبيرة لمتابعة مبارياته بسبب نقص الكهرباء وارتفاع تكاليف الوقود. كما واجهت والدته أزمة صحية ليلة مباراة سورية، لكنه يرى أن الوضع الحالي أفضل من فترة كان يفقد فيها التواصل مع عائلته بالكامل خلال الحرب.

ويتطلع صالح وزملاؤه لتحقيق إنجاز جديد بالوصول إلى نصف نهائي كأس العرب عندما يواجه المنتخب السعودي اليوم الخميس على استاد لوسيل. وأكد المدافع الفلسطيني أنه لا يفضّل مواجهة فريق على آخر: “ندرس أي فريق نواجهه ونلعب بإمكاناتنا، ونحن قادرون على مواجهة أي منتخب عربي”.

ويعتبر صالح أن وضعه الرياضي الحالي ممتاز بفضل احترافه في نادي الريان، على عكس البطولة السابقة عندما كان دون نادٍ، مشيداً بأداء المنتخب الفلسطيني الذي تصدر مجموعته القوية بوجود قطر وتونس، مؤكداً أن الفريق لعب بإمكاناته ويمتلك عدداً كبيراً من اللاعبين المحترفين.

وعن تأثير احتراف لاعبين فلسطينيين في الدوري القطري على فهمهم لطريقة لعب منتخب قطر، قال صالح: “هذا الأمر قد يكون عاملاً مساعداً، فبعض لاعبي قطر زملاؤنا في الأندية، ونعرف أسلوب لعبهم جيداً”.

مقالات مشابهة

  • ملتقى نجوم الإرادة يحتفي بإبداعات الطلبة في برامج الدمج الفكري ببهلا
  • مدرب فلسطين راضٍ عن الأداء أمام السعودية في كأس العرب
  • لاعب منتخب فلسطين يهاجم أمين عمر بعد ربع نهائي كأس العرب
  • عاجل: منتخب فلسطين يودّع كأس العرب بعد خسارته أمام السعودية
  •  كأس العرب 2025.. السعودية تعبر فلسطين وتتأهل إلى نصف النهائي
  • السعودية تقصي فلسطين وتبلغ نصف نهائي كأس العرب
  • منتخب السعودية يحسم القمة العربية ويعبر إلى نصف نهائي كأس العرب بفوز مثير على فلسطين «فيديو»
  • شكرا للفريقين علي المتعة التي قدماها المستكاوي يشيد بمباراة المغرب وسوريا
  • مشاهدة مباراة فلسطين والسعودية في كأس العرب 2025
  • محمد صالح يحتفل بتأهل فلسطين لكأس العرب وسط ظروف الحرب في غزة