قضية الوحدة الترابية في قلب اهتمامات جامعة القاضي عياض
تاريخ النشر: 2nd, November 2023 GMT
تزامنا مع الذكرى الثامنة والأربعين للمسيرة الخضراء، يسعد المركز الوطني للدراسات والأبحاث حول الصحراء، التابع لجامعة القاضي عياض في مراكش، أن يعلن عن إصدار مؤلفين حول قضية الوحدة الترابية. الأول مؤلف جماعي ضم، بين دفّتيه، ستة عشر فصلا ساهم فيها نخبة من الأكاديميين والخبراء والباحثين المغاربة من مختلف التّخصصات، تبحث في جذور قضية الصحراء المغربية ومختلف تطوراتها الراهنة، وهو ما جعل هذا الجهد الجماعي نوعيّاً ومفيداً لعموم الدارسين والمهتمين بمغربية الصحراء، ولا سيما ان المملكة تمكنت خلال السنوات الأخيرة، من تحقيق إنجازات كبيرة، على الصعيدين الإقليمي والدولي، لصالح الموقف العادل والشرعي للمملكة، بخصوصها.
والمؤلف الثاني هو ترجمة لكتاب “بداية التواجد الإسباني في الجنوب المغربي” للباحثة الإسبانية أنخلا هيرنانديس مرينيو. وللإشارة، لم يختر المركز هذا الكتاب اعتباطا، بل خضع اختياره لعديد الاعتبارات المختلفة والمتداخلة في الوقت نفسه، من بينها ارتباطه بالانخراط الكامل والمسؤول لجامعة القاضي عياض، من خلال المركز الوطني للدراسات والأبحاث حول الصحراء، في مواكبة الجهود الدبلوماسية والمكاسب والتطورات الإيجابية والملموسة التي تعرفها قضية الصحراء، وسعيها الدائم إلى تنويع الروافد والمسارات خدمة للمسار التنموي المتواصل الذي خطّه جلالة الملك محمد السادس دام له النصر والتمكين بالأقاليم الجنوبية التي أصبحت بفضل رؤيته الحكيمة والسديدة فضاء مفتوحا للتنمية والاستثمار، الوطني والأجنبي. وانسجاما مع التوجيهات الملكية السامية التي تؤكد أن تفعيل الاختيارات السياسية والتنموية لا ينحصر في الجبهة الداخلية، ولا سيما في ظل التحولات الجارية محليّا وإقليميا ودوليّا، تدرك الجامعة بكل مكوناتها أن هذا التفعيل يقتضي، أساسا، تضافر جهود الدبلوماسية الرسمية والموازية، لمضاعفة جهود اليقظة والتعبئة، للدفاع بالعلم وبالقانون، عن مغربية الصحراء، وعن مبادرة الحكم الذاتي، التي أشاد المنتظم الأممي بجديتها ومصداقيتها، علاوة على تقديم الكتاب للعديد من الوثائق التاريخية التي تؤكد على مغربية الصحراء، وارتباط الأهالي بالسلطان وبوطنهم، ومقاومتهم ومهاجمتهم للمواقع الإسبانية، بتنسيق مع السلطان، وبإذن منه، بعد أن زوّدهم بالأسلحة المختلفة.
ولعل إصدار المركز لهذا الكتابين القيّمين، علاوة على تنظيم مسابقة أطروحتي حول الوحدة الترابية، والإعلان عن أول جائزة وطنية تعنى بالدراسات والأبحاث حول تلك الديناميات، والحرص على تتويج الأعمال المتميزة في صنفي الأطروحات والكتب ذات الصلة، أحد الشواهد، وغيرها كثير، على الرغبة القوية في دعم وتحفيز كل المشاريع والمبادرات العلمية التي تعزز مسار إعطاء إشعاع وحيوية أكبر لانخراط الجامعة، إلى جانب باقي الشركاء والمؤسسات العامة والخاصة، والوطنية والدولية، في التعريف برأس المال المادي واللامادي للأقاليم الجنوبية.
المصدر: مراكش الان
إقرأ أيضاً:
الجامعة الوطنيّة للعلوم والتكنولوجيا تنظّم معرضًا وندوة حول تاريخ الدولة البوسعيدية
العُمانية: نظّمت الجامعة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا اليوم معرضًا وندوة علمية حول تاريخ الدولة البوسعيدية، تحت رعاية معالي السّيد سعود بن هلال البوسعيدي محافظ مسقط، وبمشاركة نخبة من الباحثين والأكاديميين المتخصصين في التاريخ العُماني.
وأكد الدكتور بي محمد علي رئيس مجلس إدارة الجامعة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا في كلمته على أن تنظيم الندوة يأتي احتفالًا بيوم الجامعة وتجسيدًا لدورها في الإسهام المعرفي وتعزيز الوعي بالتاريخ الوطني، مشيرًا إلى أن شعار الندوة لهذا العام "الدولة البوسعيدية وأسس السلام في عُمان: من إرث التاريخ إلى نهضة الحاضر" يعكس مسيرة ممتدة من الاستقرار والحكمة التي شكّلت ملامح الهوية العُمانية.
من جانبه، وضح المكرّم الدّكتور علي البيماني رئيس الجامعة الوطنية أن الندوة تستمد أهميتها من مناسبة وطنية غالية تتمثل في ذكرى تأسيس الدولة البوسعيدية، التي مثّلت نقطة تحول مهمة في تاريخ عُمان، ورسخت مبادئ الحكم الرشيد القائم على الحكمة والعدل والشورى.
وأشار إلى أن تنظيم الندوة يأتي إيمانًا من الجامعة بأهمية تسليط الضوء على الإرث السياسي والفكري للدولة البوسعيدية، لما يمثله من نموذج راسخ في إرساء قيم الاستقرار والتسامح والتعايش، وهي قيم ما تزال حاضرة في السياسة العُمانية المعاصرة.
وتضمّنت الندوة جلستين علميتين ناقشتا ستة محاور رئيسة حول تطور الدولة البوسعيدية وسياسات السلام العُماني والنهضة الحديثة والمتجددة.
فقد تناولت الجلسة الأولى، التي جاءت بعنوان "تأسيس الدولة والتراث التاريخي"، ثلاثة محاور، استعرض الأول منها الجذور التاريخية وتطور مؤسسات الحكم في الدولة البوسعيدية وقدمه الدكتور إبراهيم البوسعيدي من جامعة السُّلطان قابوس.
فيما ناقش المحور الثاني بعنوان "عُمان وقيم التعايش... المبادئ والممارسات التاريخية" الدكتور ناصر السعدي من جامعة نزوى، مستعرضًا الإرث العُماني في التسامح الديني والاجتماعي.
وقدّم الأستاذ الدكتور عبد الحميد شلبي من جامعة الأزهر المحور الثالث بعنوان "خمسون عامًا من النهضة المباركة في عهد السُّلطان قابوس بن سعيد – طيب الله ثراه"، مستعرضًا التحولات الكبرى منذ عام 1970 وبناء الدولة الحديثة.
أما الجلسة الثانية التي حملت عنوان "النهضة المتجددة والدور الإقليمي والمجتمعي"، فتطرقت في محاورها الثلاثة إلى مسارات التطوير المؤسسي والرؤية المستقبلية في عهد حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله – وقدمها الدكتور موسى البراشدي من جامعة السلطان قابوس، إضافة إلى دور سلطنة عُمان في القضايا الإقليمية والدولية وقدمه الدكتور أحمد الحارثي من جامعة الشرقية، بينما ناقشت الدكتورة أحلام الجهورية من الجمعية التاريخية العُمانية دور المرأة العُمانية السياسي والاقتصادي والثقافي في العصر البوسعيدي وإسهاماتها المتنامية في النهضة المتجددة.
وفي الختام قام راعي المناسبة بالتجول في المعرض المصاحب الذي ضم 36 صورة توثّق محطات بارزة من التاريخ الوطني، مجسّدًا الأبعاد الحضارية والسياسية التي مرّت بها عُمان عبر العصور.