خبراء أمميون يحذرون من إبادة جماعية في غزة
تاريخ النشر: 3rd, November 2023 GMT
حذر خبراء أمميون من أن الوقت ينفد لمنع الإبادة الجماعية والكارثة الإنسانية في غزة، معربين عن إحباطهم العميق من رفض إسرائيل وقف خطط تدمير قطاع غزة المحاصر.
وقال الخبراء -في بيان- "ما زلنا مقتنعين بأن الشعب الفلسطيني معرض لخطر الإبادة الجماعية.. لقد حان وقت العمل الآن"، مشيرين إلى أن "حلفاء إسرائيل يتحملون أيضا المسؤولية ويجب عليهم التصرف حالا لمنع نتائج مسار عملها الكارثي".
وأعرب الخبراء عن "الرعب المتزايد" من الغارات الجوية الإسرائيلية على مخيم جباليا للاجئين في شمال غزة قبل أيام، والتي قتلت وأصابت مئات الفلسطينيين، ووصفوها بأنها انتهاك فاضح للقانون الدولي.
وحذروا من أن "جميع العلامات تدل على أننا وصلنا إلى نقطة الانهيار"، مشيرين إلى أن مما يثير القلق الأخبار عن أن الأطفال مجبرون على شرب مياه البحر في ظل غياب المياه النظيفة، والتقارير المقلقة عن مرضى -بينهم أطفال- يخضعون لعمليات جراحية دون تخدير، إضافة إلى الأشخاص ذوي الإعاقة وكبار السن النازحين الذين يعيشون في الخيام لأن المنازل تحولت إلى أنقاض.
وقالوا "لقد وصل الوضع في غزة إلى نقطة تحول كارثية"، محذرين من الحاجة الماسة إلى الغذاء والماء والدواء والوقود والإمدادات الأساسية والمخاطر الصحية التي تلوح في الأفق.
ورحب الخبراء بقرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة بشأن حماية المدنيين والتمسك بالالتزامات القانونية والإنسانية التي وافقت عليها أغلبية ساحقة من الدول الأعضاء في 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ودعم الخبراء بقوة جهود الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لتوفير وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
ووقّع البيان 7 خبراء من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، بينهم مقررة الأمم المتحدة الخاصة فرانشيسكا ألبانيز المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأغودو المقرر الخاص للأمم المتحدة بيدرو أروجو المعني بحقوق الإنسان في الحصول على مياه شرب آمنة وصرف صحي آمن، والمقررة الخاصة إيرين خان المعنية بتعزيز وحماية الحق في حرية الرأي والتعبير.
ومن جانب آخر، أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) اليوم الجمعة استشهاد 23 شخصا على الأقل جراء قصف إسرائيلي استهدف 4 ملاجئ تابعة لها في قطاع غزة في أقل من 24 ساعة.
وكتبت الوكالة -على حسابها عبر منصة إكس- أن "عدد قتلى موظفيها جراء الحرب الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي وصل إلى 72".
وأضافت أن الملاجئ الأربعة التابعة لها في غزة -التي تعرضت أمس الخميس للقصف الإسرائيلي- تستضيف ما يقارب 20 ألف نازح فلسطيني، وأكدت مقتل 23 شخصا على الأقل جراء قصف هذه الملاجئ.
وأشارت إلى تضرر نحو 50 منشأة تابعة للأونروا منذ بدء الحرب.
وفي السياق، قدرت الأمم المتحدة الحاجات الإنسانية في قطاع غزة والضفة الغربية بـ1.2 مليار دولار حتى نهاية 2023.
وأفاد مكتب تنسيق العمليات الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا) -في بيان- أن "تكلفة تلبية احتياجات 2.7 مليون شخص -أي إجمالي سكان غزة، و500 ألف شخص في الضفة الغربية المحتلة- تقدر بنحو 1.2 مليار دولار".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: للأمم المتحدة قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
مسؤول حكومي: إسرائيل تمارس إبادة زراعية وبيئية في غزة
خاص- الجزيرة نت
تستهدف إسرائيل في حربها على غزة تدمير المساحات الزراعية بشكل ممنهج، ضمن مخططاتها للتدمير الشامل وجعل القطاع غير قابل للعيش، ويقترن ذلك مع إمعان في التدمير البيئي وصفته منظمات دولية وإقليمية ومسؤولون بكونه يشكل "إبادة بيئية".
وقال مسؤول في وزارة الزراعة الفلسطينية إن قوات الاحتلال الإسرائيلي دمرت 80% من الأراضي الزراعية في قطاع غزة، وذلك بحسب مسح ميداني أجرته الوزارة قبل اندلاع الموجة الأخيرة من العدوان في 18 مارس/آذار 2025.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4نظرة علمية من الفضاء على الإبادة الزراعية في غزةlist 2 of 4أصوات من غزة.. استهداف وتدمير ممنهج للقطاع الزراعيlist 3 of 4الصمود بالزراعة.. هكذا يواجه أهل غزة المجاعة والحربlist 4 of 4الفاو: إسرائيل دمرت 95% من الأراضي الزراعية في غزةend of listوتوقع المدير العام للتربة والري بوزارة الزراعة بغزة بهاء الدين الأغا أن يمتد الدمار إلى جميع المساحات الزراعية التي تصل إلى نحو 180 دونما (180 كيلومترا مربعا) من المحاصيل الشجرية مثل الزيتون والنخيل والدفيئات المزروعة بالخضروات والمحاصيل الحقلية، وذلك بسبب استمرار عمليات التجريف لمساحات جديدة من الأراضي.
وأوضح الأغا -في حديث خاص للجزيرة نت- أن العدوان الإسرائيلي أفقد أكثر من 50 ألف مزارع وعامل في القطاع الزراعي أعمالهم، كانوا يرعون نحو ربع مليون شخص من أفراد أسرهم.
وحذر المسؤول الحكومي من أن قصف الاحتلال الإسرائيلي مباني وأراضي قطاع غزة بعشرات آلاف الأطنان من الذخائر المحتوية على معادن ثقيلة ومواد سامة يصعب التخلص منها على المدى القصير، وسيكون لها تبعات كارثية على التربة التي لم تعد صالحة للزراعة، وتواجه تحديات تلوث الأرض والموارد المائية والهواء ببقاياها.
وشدد الأغا على أن المواد الخطرة الموجودة في الذخائر تسبب سميّة مباشرة وفورية للنباتات والحيوانات، مما يؤدي لزيادة عدد الوفيات، وانخفاض النمو، والإجهاد، والأمراض، وتلف الكائنات الحية.
وأوضح أن آثار المواد المتفجرة ستمتد إلى عقود عبر التراكم البيولوجي من خلال شبكات الغذاء، وتركيز كميات من هذه المواد في بعض الكائنات الحية.
إعلانونوه إلى أن آثار بعض أنواع المواد الخطرة تبقى في التربة والمياه الجوفية ومياه البحر والرواسب البحرية لفترات طويلة قد تستمر لعقود.
وأشار الأغا إلى أن الخصائص الكيميائية للمواد المتفجرة تبقى في الحطام، وقد يؤدي إزالتها أو معالجتها إلى مخاطر التعرض لها بشكل مباشر.
وشدد الأغا، الذي يعد خبيرا في الشأن البيئي، على أن آثار المتفجرات على صحة الإنسان تصل لدرجات قاتلة، حيث يُعدّ "تي إن تي" (TNT) مادة مسرطنة محتملة، ويمكن أن يؤدي التعرض طويل الأمد لها إلى تلف الكبد والكلى، بينما يؤثر شرب المياه الملوثة بمادة "آر دي إكس" (RDX) على الجهاز العصبي، وقد يصيب الإنسان بنوبات صرع وتشنجات وغثيان وقيء.
وذكر أن المعادن الثقيلة شديدة السمية، وخاصة الزرنيخ والكادميوم والكروم والرصاص والزئبق يمكن أن تسبب تلفا في العديد من الأعضاء حتى عند التعرض لمستويات منخفضة منها، كما أن التعرض المُزمن لمستويات منخفضة من الرصاص يؤدي إلى تأخر في النمو وتأثيرات طويلة المدى على الدماغ، والصحة العامة.
وتطرق الأغا إلى دراسة أجريت بعد الحروب السابقة على غزة، وركزت على عينات من التربة المأخوذة من حفر القنابل في الأراضي الزراعية، حيث أظهرت وجود مستويات مرتفعة من النيكل والكروم والنحاس والمنغنيز والرصاص، وهو ما يشكل خطرا كامنا على حياة أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون في قطاع غزة.
وبحسب الأغا، فإن تعافي التربة من التراكمات السامة يحتاج عقودا من الزمن، وهو ما من شأنه أن يفشل أي عملية إعادة زراعة الأرض مجددا على المدى القريب.
ونبه لضرورة فهم مدى ونوع التلوث الذي طال طبقة المياه الجوفية الساحلية، لضمان عدم تعرض الناس لمزيد من المواد الكيميائية الخطرة والمعادن الثقيلة في مياههم أو غذائهم.
إعلانويعتقد أن وقف العدوان على قطاع غزة أولوية قصوى للبدء بعمل شاق لاستعادة الخدمات مثل معالجة مياه الصرف الصحي وجمع النفايات الصلبة، واستعادة ظروف معيشية آمنة لقطاع من الأراضي المكتظة بالسكان، والتي تعاني من ندرة المياه والتلوث وتتطلب تخطيطا دقيقا للغاية.
ودعا الأغا إلى تكاتف جهود المؤسسات الدولية للمساهمة فور وقف العدوان بعملية إزالة الأنقاض بما تحتويها من ملوثات، لضمان عدم انتشارها، وتجنب خلق مخاطر جديدة على سكان غزة.
وأكدت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) في تقييم لها أن 95% من الأراضي الزراعية في قطاع غزة لم تعد صالحة للزراعة بسبب الدمار الذي خلفته الحرب الإسرائيلية المدمرة على القطاع.
وأكد التقييم الذي بني على صور أقمار صناعية أن حرب إسرائيل التي تستهدف الحجر والبشر في القطاع لم تترك سوى ما يعادل تقريبا 4.6% من المساحة الزراعية في القطاع.