يعيش أهالي قطاع غزة حالة انتظار مستمرة في ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية، وتتنوع هذه الحالة ما بين انتظار البشريات، أو ترقب وصول أنباء سيئة تمس عائلاتهم وذويهم الذين تفرقوا عنهم.

ويستمر عدوان الاحتلال لليوم 29 على التوالي، متسببا بارتقاء أكثر من 9 آلاف شهيد وعشرات آلاف الجرحى والمصابين، في ظل انهيار المنظومة الصحية بسبب نفاد الأدوية والمستلزمات الطبية وانقطاع الكهرباء وتهديد توقف المولدات.



وترصد "عربي21" حالة الترقب التي يعيشها الفلسطينيون، وعن آمالهم وتمنياتهم في ظل حرب غير مسبوقة.



تقول فوز (13 عاما) إنها "تنتظر انتهاء الحرب وتتمنى العودة إلى المدرسة"، مضيفة "قبل الحرب كنت أتأفف من الدراسة والواجبات والاختبارات"، وتتعهد بألا تهمل دراستها ما أن تقف الحرب.

وتعرب الصبية الفلسطينية عن اشتياقها للأجواء الأسرية السابقة، قائلة "اشتقت لتجمع العائلة في بيت جدي كل يوم خميس، اشتقت للذهاب إلى الحمام بدون دور يستمر لساعة أو ساعتين كل يوم خلال طابور الحمام، ونفس المدة عندما تذهب إحدى شقيقياتي الصغار، وبالطبع أنا أو أمي نقف معهم".

وتكشف: "أخاف الذهاب إلى الحمام.. وأخاف فترة الليل وأضواء الصواريخ، أخاف من كلام الناس حول مغادرة غزة".

وعن انتظار العودة إلى بيتها في غزة، تقول فوز: "أصبح لدينا مفتاح عودة زي ما كنا نرى في الصور كما كانت تقول لنا جدتنا نقلا عن والدها، لكن مفتاح عودتنا جديد وحديث".



من جانبه، يقول كريم (40 عاما) إنه لا ينتظر أي شيء سوى سماع أخبار خسائر الاحتلال في التوغل البري، مضيفا "استشهد أبي وأخي وتدمر بيتنا، لذا أريد أن تستمر الحرب ليخسر الاحتلال مثلما نحن خسرنا كل شيء".

ويضيف كريم لـ "عربي21": "ما ينتظره كل يوم في فترات المساء هو تحسن جودة بث الراديو من أجل الاستماع إلى تحليل الخبير العسكري فايز الدويري، قائلا: "أشعر بالفخر لمجرد وجودي في غزة عند سماع الإنجازات التي يتحدث عنها حول المقاومة وتجهيزاتها وسط الحصار المفروض منذ سنوات".

ويذكر: "لا أدعي الشجاعة.. أنا مع زوجتي وأولادي في مدرسة إيواء تابعة للوكالة (الأونروا)، ومن المؤكد أن أخاف عليهم وعلى نفسي وأعمل على توفير الطعام والشراب لهم".

من جهة أخرى، تقول نور (28 عاما): "كان من المفترض أن أكون في غزة بتاريخ ٨ تشرين الأول/ أكتوبر، بعد أن كنت في رحلة عمل قصيرة خارج البلاد مع ابنتي التي لم تتجاوز العامين، أنا الآن بعيدة عن زوجي وأهلي".

وتردف نور لـ "عربي21": "الحرب بدأت وأغلقت المعابر ولم أتمكن من العودة، يوم واحد فصلني عن أن أكون بين عائلتي! وكل ما أنتظره الآن أن أعود إلى غزة، ولا يهمني إن لم تنته الحرب".

وتقول: "أريد أن أكون إلى جانب زوجي في هذه المحنة، وأن أطمئن برؤية أهلي بخير. لقد فقدنا بيت العائلة وبيت أخي وتضرر بيتي، لكن ما يهم أن الجميع بخير".


من ناحيته، يقول يحيى (33 عاما)، وهو مالك لشركة إنتاج إعلامي إنه "ينتظر توقف الحرب والموت والدمار، ننتظر أن نخرج من الحرب سالمين وإرادة منتصرة دون هزيمة، ومهما خسرنا وتضررنا على الصعيد الشخصي أو العملي، فأنا أنتظر انتصار إرادة الشعب على المحتل".

ويضيف: "لا أنتظر أي شي إيجابي يتعلق بالعمل والشركة"، مبيناً: "الناس تدمرت بيوتها والعديد من الزملاء والأعزاء فقدناهم وبعضهم فقد مصدر رزقهم وخسر كل أمواله واستثماره".

ويكمل: "إذا سأنتظر شيئا يتعلق بالعمل، سيكون عدم فقدان أحد من فريق العمل، وانتظار إمكانية أن نجتمع كلنا مرة أخرى بعد انتهاء هذه الإبادة الجماعية".

أما بثينة (29 عاما) وهي من مدينة طولكرم فتقول إن علاقتها بغزة والعديد من الأشخاص فيها تعمقت خلال الحرب الحالية، من منطلق شعورها بالمسؤولية وضرورة فعل شيء تجاه هذه الإبادة الجماعية.

وتضيف بثينة التي تعمل في مجال الإعلام لـ "عربي21" أنها تنتظر بالطبع "انتهاء الحرب وسلامة أهلنا في قطاع غزة، وسط معاناة المستشفيات من نقص الأدوية والوقود وانعكاس ذلك على طريقة علاج الجرحى والمصابين".

وتوضح أنه "خلال مجزرة المعمداني مثلا تخيلت أن أفراد عائلتي هناك، وبدأت في البكاء من منطلق هذا الاحساس والشعور".


وتكشف أنها حاولت ممارسة بعض الجوانب من حياتها بشكل طبيعي وشخصي، إلا أن الأحداث المتسارعة أعادتها فورا إلى الوضع الجاري، مضيفة "لا يمكن ممارسة الحياة بشكل طبيعي بنفس الطريقة المعتادة في ظل الأوضاع الحالية".

وتؤكد أنها تخشى فقدان الأشخاص الذين تعرفهم في غزة ومن عززت علاقتها معهم، مضيفة أن "أهل غزة كلهم أهلي وأنا أقف معهم جميعا".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية غزة الحرب غزة الحرب النازحون طوفان الاقصي سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی غزة

إقرأ أيضاً:

كيف قرأ الفلسطينيون قرار إزالة 14 بؤرة استيطانية واعتقال 70 مستوطنا؟

رام الله- لم تمض سوى 48 ساعة على الخبر الذي نقلته القناة 12 العبرية ويفيد بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وجه باعتقال 70 مستوطنا وإخلاء 14 بؤرة استيطانية بالضفة الغربية، حتى نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت تفاصيل خطة استيطانية على النقيض تماما بتوفير مئات ملايين الدولارات للاستيطان والبؤر الاستيطانية.

والسبت ذكرت القناة الإسرائيلية أن نتنياهو أمر باعتقال 70 مستوطنا متهمين بالمسؤولية "عن أعمال عنف بالضفة" وبإخلاء 14 بؤرة استيطانية بالضفة الغربية تصنف "مصدرا للإرهاب اليهودي".

وأمس الاثنين، ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت، أن وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، خصص مبلغ 2.7 مليار شيكل (نحو 843 مليون دولار) لتعزيز الاستيطان في الضفة  خلال السنوات الخمس المقبلة، بما في ذلك 17 مستوطنة تم الاعتراف بها مؤخرا و36 مستوطنة وبؤرة استيطانية قيد التنظيم.

أمام هذا الواقع يرى فلسطينيون في أوامر نتنياهو "ذرا للرماد" في العيون، وإعلانا فارغ المضمون، خاصة وأن الاعتقالات لا تطال مستوطنين قتلوا 36 فلسطينيا وأصابوا العشرات في العامين الأخيرين.

تصنف مصدرا لـ"الإرهاب اليهودي والجريمة القومية".. القناة الـ12 الإسرائيلية تقول إن نتنياهو أمر بإخلاء 14 بؤرة استيطانية في الضفة الغربية، واعتقال وإجلاء نحو 70 مستوطنا لجأوا إلى المزارع والبؤر الاستيطانية pic.twitter.com/UR1WNzxB6Y

— قناة الجزيرة (@AJArabic) December 7, 2025

أوامر بلا معنى

وفق مدير دائرة القانون الدولي في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان حسن بريجية، فإن أوامر نتنياهو "بلا معنى" تخالفها الوقائع على الأرض.

وأضاف في حديثه للجزيرة نت أن الحديث عن إزالة 14 بؤرة لا تخضع للإجراءات الرسمية، نابع من اعتبارات إسرائيلية محضة وليس لكونها اعتداء وجريمة، وسرعان ما جاءت الأخبار أمس بالنقيض حيث ذكرت الصحافة العبرية أن الحكومة ستمول بناء وشرعنة عشرات المستوطنات والبؤر الاستيطانية.

إعلان

وأوضح أن إزالة 14 بؤرة، حتى لو حصل، لا يشكل إجراء ذو قيمة مع وجود أكبر من 250 بؤرة في الضفة الغربية، نحو نصفها أقيم في آخر عامين.

أما عن الاعتقالات فيجزم بريجية أنها لا تطال مستوطنين قتلوا أو هاجموا أو اعتدوا على فلسطينيين، معتبرا أن ما يجري مجرد استدعاءات ثم يطلق سراح المجرمين.

وبرأيه فإن المطلوب تدخل دولي لحظر عشرات آلاف المؤسسات والمنظمات الإسرائيلية الداعمة للاستيطان.

من جهته، يلفت الباحث الحقوقي في المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان عماد أبو هواش في حديثه للجزيرة نت إلى اثنين من المستوطنين بمسافِر يطا جنوبي مدينة الخليل كانا ضمن قائمة العقوبات الأميركية في الإدارة السابقة، وأزالتهما الإدارة الحالية، موضحا أنهما حرّان ويتحركان بلا قيود.

ويضيف أن المستوطن ينون ليفي المتهم بقتل الناشط عودة الهذالين أواخر يوليو/تموز بخِربة أم الخير أخلي سبيله إلى الإقامة الجبرية، في حين يمارس المستوطن "يسخار مان" حياته الطبيعية في تلال جنوب الخليل، وهكذا باقي القتلة في سائر أنحاء الضفة.

خطة استيطانية إسرائيلية بقيمة 2.7 مليار شيكل لتعميق الضم في الضفةhttps://t.co/85xwOzYZ7t

— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) December 9, 2025

خطوات تحت الضغط

وفق الخبير في الشأن الإسرائيلي علاء الريماوي، فإن إقرار 2.7 مليار دولار للبناء الاستيطاني في الضفة جاء ردا عمليا على ما نشر عن إخلاء بؤر استيطانية واعتقال مستوطنين، معتبرا أن "المبالغ المعلن عنها أمس مهولة وغير مسبوقة تاريخيا في أي حكومة".

وأوضح أن المخطط الجديد يعيد بناء الضفة على قاعدة استيطانية متسعة، ويعني عمليا نهاية شمالي الضفة الغربية من حيث إمكانية التوسع الديمغرافي فلسطينيا.

وحول دواعي إعلان نتنياهو، قال إنه جاء في ضوء انتقادات أميركية وأوروبية لتزايد عنف المستوطنين باعتبارها تؤثر على التحركات السياسية في المنطقة، خاصة في جولات التفاوض بشأن غزة ومن قبل الوسطاء في اتفاق وقف إطلاق النار.

ومن هنا، يقول إن المعلومات المتوفرة لديه تشير إلى أن الولايات المتحدة تحدثت إلى الإسرائيليين بخصوص ارتفاع عنف المستوطنين بشكل كبير.

وتابع أن تحرك نتنياهو "الشكلي" و"المراوغ" جاء بعد أن تحولت اعتداءات المستوطنين إلى مادة إعلامية دسمة في الإعلام الغربي، مبينا أن الحديث عن الاعتقالات يتعلق بأعمال عنف قام بها مستوطنون ضد الجيش الذي يحاول أن يثبّت نفسه كحاكم ومتحكم بالضفة الغربية ولا يريد أن يسلّم السيادة للمستوطنين.

وأوضح أن كافة أفعال المستوطنين قبل الحرب كانت تتم بتنسيق مع الجيش، لكن في العام الأخير من الحرب على غزة رأى مجلس المستوطنات أنه أعلى من الجيش في مسألة الوصاية على الضفة الغربية ومن هناك يحاول الجيش استعادة سلطته.

مخططات وجرائم

ووفق معطيات هيئة مقاومة الجدار والاستيطان حتى نهاية 2024 بلغ عدد المستوطنين بالضفة نحو 770 ألفا، يتوزعون على 180 مستوطنة و256 بؤرة استيطانية.

كما استولت سلطات الاحتلال على 55 ألف دونم (الدونم يساوي ألف متر مربع) وأقامت 25 منطقة عازلة حول المستوطنات بالضفة خلال عامي حرب الإبادة بين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 و7 أكتوبر/تشرين الأول 2025.

إعلان

وفق ذات الفترة درست الجهات التخطيطية 355 مخططا هيكليا استيطانيا وتمت شرعنة 11 بؤرة استيطانية، وإقامة 114 بؤرة جديدة، في حين أشعل المستوطنون 767 حريقا وهجروا 33 تجمعا بدويا وتضررت نحو 49 ألف شجرة. وفي المقابل نفذت سلطات الاحتلال 1014 عملية هدم وسلمت 1667 إخطارا لهدم منشآت فلسطينية.

مقالات مشابهة

  • بين مفاخرة ترامب بإنهاء 8 حروب ونتائج وساطاته الفعلية.. ماذا تقول الوقائع الميدانية؟
  • ماذا ينتظر الأقصى خلال عيد الأنوار اليهودي الوشيك؟
  • شتاء قاس وخيام بالية.. عربي21 ترصد معاناة النازحين في غزة (شاهد)
  • العاصفة بايرون تصل بلاد الشام.. ماذا ينتظر لبنان؟
  • السيّد: هل تكفي الدولارات القليلة التي تحال على القطاع العام ليومين في لبنان ؟
  • ماذا ينتظر المتهمين في قضية استغلال شيكات المطربة بوسي؟.. تفاصيل
  • اليمن.. عقدة الجغرافيا التي قصمت ظهر الهيمنة: تفكيك خيوط المؤامرة الكبرى
  • ماذا ينتظر الذهب في 2026؟
  • المرأة التي أيقظت العالم بطريقتها
  • كيف قرأ الفلسطينيون قرار إزالة 14 بؤرة استيطانية واعتقال 70 مستوطنا؟