عربي21 ترصد قصصا من غزة.. ماذا ينتظر الفلسطينيون خلال الحرب؟
تاريخ النشر: 4th, November 2023 GMT
يعيش أهالي قطاع غزة حالة انتظار مستمرة في ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية، وتتنوع هذه الحالة ما بين انتظار البشريات، أو ترقب وصول أنباء سيئة تمس عائلاتهم وذويهم الذين تفرقوا عنهم.
ويستمر عدوان الاحتلال لليوم 29 على التوالي، متسببا بارتقاء أكثر من 9 آلاف شهيد وعشرات آلاف الجرحى والمصابين، في ظل انهيار المنظومة الصحية بسبب نفاد الأدوية والمستلزمات الطبية وانقطاع الكهرباء وتهديد توقف المولدات.
وترصد "عربي21" حالة الترقب التي يعيشها الفلسطينيون، وعن آمالهم وتمنياتهم في ظل حرب غير مسبوقة.
تقول فوز (13 عاما) إنها "تنتظر انتهاء الحرب وتتمنى العودة إلى المدرسة"، مضيفة "قبل الحرب كنت أتأفف من الدراسة والواجبات والاختبارات"، وتتعهد بألا تهمل دراستها ما أن تقف الحرب.
وتعرب الصبية الفلسطينية عن اشتياقها للأجواء الأسرية السابقة، قائلة "اشتقت لتجمع العائلة في بيت جدي كل يوم خميس، اشتقت للذهاب إلى الحمام بدون دور يستمر لساعة أو ساعتين كل يوم خلال طابور الحمام، ونفس المدة عندما تذهب إحدى شقيقياتي الصغار، وبالطبع أنا أو أمي نقف معهم".
وتكشف: "أخاف الذهاب إلى الحمام.. وأخاف فترة الليل وأضواء الصواريخ، أخاف من كلام الناس حول مغادرة غزة".
وعن انتظار العودة إلى بيتها في غزة، تقول فوز: "أصبح لدينا مفتاح عودة زي ما كنا نرى في الصور كما كانت تقول لنا جدتنا نقلا عن والدها، لكن مفتاح عودتنا جديد وحديث".
من جانبه، يقول كريم (40 عاما) إنه لا ينتظر أي شيء سوى سماع أخبار خسائر الاحتلال في التوغل البري، مضيفا "استشهد أبي وأخي وتدمر بيتنا، لذا أريد أن تستمر الحرب ليخسر الاحتلال مثلما نحن خسرنا كل شيء".
ويضيف كريم لـ "عربي21": "ما ينتظره كل يوم في فترات المساء هو تحسن جودة بث الراديو من أجل الاستماع إلى تحليل الخبير العسكري فايز الدويري، قائلا: "أشعر بالفخر لمجرد وجودي في غزة عند سماع الإنجازات التي يتحدث عنها حول المقاومة وتجهيزاتها وسط الحصار المفروض منذ سنوات".
ويذكر: "لا أدعي الشجاعة.. أنا مع زوجتي وأولادي في مدرسة إيواء تابعة للوكالة (الأونروا)، ومن المؤكد أن أخاف عليهم وعلى نفسي وأعمل على توفير الطعام والشراب لهم".
من جهة أخرى، تقول نور (28 عاما): "كان من المفترض أن أكون في غزة بتاريخ ٨ تشرين الأول/ أكتوبر، بعد أن كنت في رحلة عمل قصيرة خارج البلاد مع ابنتي التي لم تتجاوز العامين، أنا الآن بعيدة عن زوجي وأهلي".
وتردف نور لـ "عربي21": "الحرب بدأت وأغلقت المعابر ولم أتمكن من العودة، يوم واحد فصلني عن أن أكون بين عائلتي! وكل ما أنتظره الآن أن أعود إلى غزة، ولا يهمني إن لم تنته الحرب".
وتقول: "أريد أن أكون إلى جانب زوجي في هذه المحنة، وأن أطمئن برؤية أهلي بخير. لقد فقدنا بيت العائلة وبيت أخي وتضرر بيتي، لكن ما يهم أن الجميع بخير".
من ناحيته، يقول يحيى (33 عاما)، وهو مالك لشركة إنتاج إعلامي إنه "ينتظر توقف الحرب والموت والدمار، ننتظر أن نخرج من الحرب سالمين وإرادة منتصرة دون هزيمة، ومهما خسرنا وتضررنا على الصعيد الشخصي أو العملي، فأنا أنتظر انتصار إرادة الشعب على المحتل".
ويضيف: "لا أنتظر أي شي إيجابي يتعلق بالعمل والشركة"، مبيناً: "الناس تدمرت بيوتها والعديد من الزملاء والأعزاء فقدناهم وبعضهم فقد مصدر رزقهم وخسر كل أمواله واستثماره".
ويكمل: "إذا سأنتظر شيئا يتعلق بالعمل، سيكون عدم فقدان أحد من فريق العمل، وانتظار إمكانية أن نجتمع كلنا مرة أخرى بعد انتهاء هذه الإبادة الجماعية".
أما بثينة (29 عاما) وهي من مدينة طولكرم فتقول إن علاقتها بغزة والعديد من الأشخاص فيها تعمقت خلال الحرب الحالية، من منطلق شعورها بالمسؤولية وضرورة فعل شيء تجاه هذه الإبادة الجماعية.
وتضيف بثينة التي تعمل في مجال الإعلام لـ "عربي21" أنها تنتظر بالطبع "انتهاء الحرب وسلامة أهلنا في قطاع غزة، وسط معاناة المستشفيات من نقص الأدوية والوقود وانعكاس ذلك على طريقة علاج الجرحى والمصابين".
وتوضح أنه "خلال مجزرة المعمداني مثلا تخيلت أن أفراد عائلتي هناك، وبدأت في البكاء من منطلق هذا الاحساس والشعور".
وتكشف أنها حاولت ممارسة بعض الجوانب من حياتها بشكل طبيعي وشخصي، إلا أن الأحداث المتسارعة أعادتها فورا إلى الوضع الجاري، مضيفة "لا يمكن ممارسة الحياة بشكل طبيعي بنفس الطريقة المعتادة في ظل الأوضاع الحالية".
وتؤكد أنها تخشى فقدان الأشخاص الذين تعرفهم في غزة ومن عززت علاقتها معهم، مضيفة أن "أهل غزة كلهم أهلي وأنا أقف معهم جميعا".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية غزة الحرب غزة الحرب النازحون طوفان الاقصي سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی غزة
إقرأ أيضاً:
35 ألف طفل أوكراني في عداد المختطفين... وأهالٍ يواجهون الخطر لاستعادتهم من روسيا
وسط غبار الحرب التي اندلعت بين روسيا وأوكرانيا في شباط/ فبراير 2022، تتكشف واحدة من الأزمات الإنسانية المعقدة وأكثرها إيلامًا: اختفاء جماعي لآلاف الأطفال الأوكرانيين، يُعتقد أن عددهم يصل إلى 35,000 طفل، يُرجَّح أنهم محتجزون داخل الأراضي الروسية أو في مناطق تسيطر عليها القوات الروسية. اعلان
منذ بداية النزاع، اختُطف الأطفال الأوكرانيون من دور الأيتام، ومن ساحات المعارك بعد مقتل ذويهم، أو أُخذوا بالقوة من أسرهم. وتصر موسكو على نفي الاتهامات، حيث اتهم أحد المسؤولين الروس أوكرانيا بأنها "تنظم عرضًا حول الأطفال المفقودين" خلال المحادثات الأخيرة لوقف إطلاق النار في اسطنبول.
وفي شهادة مؤلمة لصحيفة الغارديان، روت ناتاليا، وهي أم أوكرانية، تفاصيل محاولتها اليائسة لاسترجاع ولديها المراهقين بعد أن احتُجزا لنحو ستة أشهر في معسكر روسي. بعد احتلال القوات الروسية لمسقط رأسها في خيرسون في أيلول/ سبتمبر 2022، نصحها أحد الجيران بإرسال الطفلين إلى مخيم للأطفال في مدينة أنابا الروسية، في رحلة مجانية مدتها 21 يومًا، على أن يعودا لاحقًا إلى خيرسون. لكنها تقول: "كان خطأً كبيرًا أن أسمح لهما بالذهاب".
عندما استعادت القوات الأوكرانية السيطرة على خيرسون لاحقًا، علق الولدان خلف خطوط التماس، ورفض المعسكر إعادتهما من دون حضور والدتهما.
وبعد الحصول على جوازات سفر وأوراق رسمية بدعم من منظمة أوكرانية، سافرت ناتاليا بمفردها إلى روسيا، وقد مرّت عبر حواجز تفتيش روسية، وقدمت مبررات لوجودها وسط الجنود، لتصل بعد ستة أيام من التنقل، في شباط/ فبراير 2023، إلى المخيم وتستعيد أطفالها. وتقول: "لا يمكنك حتى أن تتخيل مشاعري... أطفالي هم كل ما أملك في هذه الحياة".
أرقام مقلقة ونظام تبنٍ مريبحتى الآن، لم يتمّ استرجاع سوى 1,366 طفلًا أوكرانيًا، بحسب منظمة "إعادة الأطفال". ويُقدر فريق من جامعة ييل أن العدد الإجمالي قد يصل إلى 35,000 طفل، أُخذ العديد منهم من دور الأيتام أو من الشوارع أو تحت ظروف القتال، وأُرسلوا إلى معسكرات أو مؤسسات رعاية روسية، وربما جرى تبني بعضهم من قبل عائلات روسية.
فريق الباحثين في جامعة ييل، بقيادة ناثانيل ريموند، المدير التنفيذي لمختبر الأبحاث الإنسانية، استخدم قواعد بيانات روسية ووثائق رسمية وخرائط أقمار صناعية لتحديد هويات آلاف الأطفال. وقد وصف ريموند ما يجري بأنه "أكبر عملية اختطاف جماعي للأطفال منذ الحرب العالمية الثانية، تشبه ما فعله النازيون بالأطفال البولنديين".
وتكشف شهادات الأطفال العائدين عن تلقيهم تدريبات عسكرية في المعسكرات، كما تعرّضوا لعقوبات عند التحدث بالأوكرانية. وتوضح داريا كاسيانوفا، رئيسة شبكة حقوق الطفل الأوكرانية، أن الأطفال يُخدعون أحيانًا برسائل تخويفية تقول إن أهاليهم سيواجهون العواقب إن لم يلتزموا بما يُطلب منهم.
Relatedصواريخُ ومسيّرات.. لغة الحوار بين أوكرانيا وروسيا وترامب يرى أن بوتين يبحث غن مخرجروسيا تستولي على مستودع ليثيوم استراتيجي في أوكرانيا.. هل تنهار رهانات ترامب على الثروات المعدنية؟مقتل شخص وإصابة 17 آخرين في هجوم روسي على مدينة أوديسا جنوب أوكرانياوترى كاسيانوفا أن هذه الممارسات ليست جديدة، إذ سبق أن وثّقت اختطافات وترحيلات مماثلة خلال الغزو الروسي لشبه جزيرة القرم عام 2014، عندما عملت على إجلاء أكثر من 40,000 شخص من دونيتسك ولوهانسك، من بينهم 12,000 طفل. تقول: "كانت ابنتي في الحادية عشرة حينها، وقد أُرسل بعض أصدقائها الذين بقوا هناك إلى معسكرات تابعة للجيش الروسي".
وبحسب الخبراء، غيّرت روسسيا قوانينها مؤخرًا بما يسمح بتبنّي الأطفال الأوكرانيين من قبل مواطنين روس، ما يعقّد جهود الإعادة ويُهدد باختفاء هؤلاء الأطفال إلى الأبد داخل منظومة قانونية وإدارية روسية، يصعب اختراقها.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة