الخرطوم – نبض السودان
شهدت العاصمة السودانية اشتباكات بين الجيش وقوات “الدعم السريع” في مناطق عدة بولاية الخرطوم، ودوت أصوات القذائف والانفجارات القوية في محيط سلاح المدرعات جنوب الخرطوم والقيادة العامة للقوات المسلحة وسط العاصمة، وسمعت في جنوب الحزام بالخرطوم أصوات دوي القصف المدفعي العنيف في مناطق تمركزات قوات “الدعم السريع” في نواح متاخمة لأرض المعسكرات والمدينة الرياضية والسوق المركزية.
وأوضحت مصادر عسكرية أن الطيران الحربي والطائرات المسيرة دمرت عدداً من الأهداف في محيط المدرعات وشرق النيل وشمال مدينة الخرطوم بحري، ومعسكراً للتدريب على طريق سوبا الغربي.
وأشارت المصادر إلى أن مدفعية الجيش في قاعدتي وادي سيدنا وكرري العسكريتين قصفتا تجمعات لـ “الدعم السريع” شمال وجنوب غربي أم درمان، واستمرت العمليات النوعية والتمشيط البري الذي تقوم به قوات العمل الخاص المشتركة مستهدفة نقاط ارتكاز “الدعم السريع” وسط أحياء أم درمان القديمة والمنطقة الصناعية وأم بدة حتى تخوم سوق ليبيا وقندهار أقصى جنوب العاصمة، وذكر شهود أن الاشتباكات العنيفة تواصلت بمختلف أنواع الأسلحة في مناطق شمال جبل أولياء مع عمليات استطلاع وتحليق كثيف للطيران الحربي في سماء المنطقة.
وفي أم درمان، قال مواطنون، إن اشتباكات برية عنيفة دارت بين الجانبين في محيط حامية سلاح المهندسين ومحلية أم بدة وسلاح المهندسين جنوب أم درمان، وتمكنت قوات من الجيش من إيصال معونات غذائية إلى بعض أحياء الفتيحاب القديمة المجاورة للحامية التي ظلت محاصرة أسابيع عدة.
المصدر: نبض السودان
كلمات دلالية: الخرطوم تصعيد عسكري في الدعم السریع أم درمان
إقرأ أيضاً:
بريطانيا تفرض عقوبات على قيادات قوات «الدعم السريع» في السودان
فرضت المملكة المتحدة اليوم عقوبات على كبار قيادات قوات الدعم السريع في السودان، بعد الاشتباه بارتكابهم انتهاكات جسيمة تشمل القتل الجماعي، والعنف الجنسي، والاعتداء المتعمد على المدنيين في مدينة الفاشر.
ووفق البيانات الرسمية، من بين المستهدفين بالعقوبات عبد الرحيم حمدان دقلو، أخ ونائب قائد قوات الدعم السريع الفريق أول حميدتي، إلى جانب ثلاثة قيادات أخرى يُشتبه في ضلوعهم بالجرائم المذكورة.
وتشمل العقوبات تجميد أرصدة المستهدفين ومنعهم من دخول المملكة المتحدة، في خطوة تهدف إلى مساءلة المسؤولين عن الانتهاكات وحماية المدنيين من المزيد من الانتهاكات.
وفي تعليقها على الإجراءات، قالت وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر إن الفظائع التي ارتُكبت في السودان مروعة وتشكل وصمة في ضمير العالم، مؤكدة أن عمليات الإعدام الجماعي، والتجويع، واستخدام الاغتصاب كسلاح حرب لن تمر دون محاسبة.
تقرير مروع يوثق أكثر من ألف حالة اغتصاب وعنف جنسي ضد النساء في السودان
وثقت شبكة نساء القرن الإفريقي “صيحة” أكثر من 1294 حالة مؤكدة من العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي في 14 ولاية سودانية، خلال الفترة من 2023 وحتى 2025.
وأشارت الشبكة في بيانها إلى أن “قوات الدعم السريع مسؤولة عن الغالبية العظمى من الانتهاكات، حيث نسبت إليها 87% من الحالات التي تم فيها تحديد هوية الجناة”.
وأضافت “صيحة” أن العنف الجنسي في النزاع السوداني ممنهج، وليس مجرد أضرار جانبية، ويتبع تحركات النزاع ويعكس التحولات في السيطرة الإقليمية. وأظهرت البيانات أن 77% من الحالات التي توفرت عنها معلومات تفصيلية كانت جرائم اغتصاب، بينما وثقت الشبكة 225 حالة لأطفال، معظمهم فتيات تتراوح أعمارهن بين 4 و17 عامًا، يمثلون 18% من إجمالي الحالات الموثقة.
وأشار البيان إلى أن الجيش اعتقل أكثر من 840 امرأة في مناطق سيطرته مثل ود مدني بولاية الجزيرة، والقضارف، وبورتسودان بولاية البحر الأحمر.
كما ركز البيان على الاستهداف العرقي، حيث تعرضت النساء والفتيات من قبائل دارفور مثل المساليت، البرتي، الفور، الزغاوة للاستهداف المباشر، إضافة إلى نساء جبال النوبة المقيمات في الخرطوم اللواتي تعرضن للإهانة والعنصرية.
وذكرت الشبكة أن العنف المنهجي يسير عبر ثلاث مراحل متصاعدة تتبع تقدم القوات، تبدأ بالاستيلاء على المنازل ونهبها بالتزامن مع ارتكاب جرائم الاغتصاب، ثم المرحلة الثانية التي تستهدف النساء علنًا في الشوارع والأماكن العامة، والمرحلة الثالثة الأشد قسوة، وتشمل احتجاز النساء لفترات طويلة داخل المنازل أو المعتقلات، حيث يتعرضن للتعذيب والاغتصاب الجماعي والزواج القسري.