حكم الشرع فى إخراج الزكاة لاستكمال تجهيز مسجد
تاريخ النشر: 5th, November 2023 GMT
إن مصارف الزكاة بينها القرآن الكريم في قوله سبحانه: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ [التوبة: 60]، ومن بين جهات الصرف الواردة في هذه الآية قول الله سبحانه: ﴿وَفِي سَبِيلِ ٱللهِ﴾، ولقد اتفق فقهاء المذاهب الأربعة على أنّ المقصودَ بها الجهاد والقتال على اختلاف بينهم في ماهية الجهاد وأفراد المجاهدين وشروط الاستحقاق في هذا الباب.
ونقل الفخر الرازي في تفسيره لهذه الآية عن القفال عن بعض الفقهاء أنهم أجازوا صرف الزكوات إلى جميع وجوه الخير من تكفين الموتى وبناء الحصون وعمارة المساجد؛ لعموم قول الله سبحانه: ﴿وَفِي سَبِيلِ ٱللهِ﴾.
كما نقل ابن قدامة في "المغني" مثل هذا القول، ونُسِب إلى انس ابن مالك والحسن البصري رحمه الله أنهما قالا: "ما أعطيت في الجسور والطرق فهي صدقة ماضية"-انظر "المدونة" (1/ 335، ط. دار الكتب العلمية)-.
وفي مذهب الإمامية الجعفرية مثل هذا القول أيضًا.
ورجح بعض فقهاء الزيدية العموم في هذا الصنف ﴿وَفِي سَبِيلِ ٱللهِ﴾.
وعلى ذلك: فإنه إذا كان المسجد الذي يُرَادُ إنشاؤه أو تعميره هو الوحيد في البلد، أو كان بها غيره ولكن لا يتَّسِع للمصلين من أهلها، بل يحتاجون إلى مسجد آخر- جاز شرعًا صرف الزكاة في إقامة المسجد أو عمارته، ويكون الصرفُ على المسجد في هذه الحالة من المصارف المحددة في صنف: ﴿وَفِي سَبِيلِ ٱللهِ﴾.
أما إذا لم تكن البلدة في حاجة إلى المسجد على هذا الوجه كان الصرفُ إلى غيره من الأصناف المبينة في الآية الكريمة أحقَّ وأولى.
وعلى السائل أن يتحَرَّى الجهة الأولى بصرف الزكاة إليها، وليضع في اعتباره أن إطعامَ الجائع وكسوة العاري وتفريج كرب المسلمين في المقام الأول؛ فقد بدأ الله سبحانه في هذه الآية بالفقراء والمساكين، وهذا يشير إلى أنهم أولى الأصناف الذين تصرف لهم الزكاة، ويرشدنا إلى هذا قولُ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في حديث معاذ رضى الله عنه وغيره في شأن الزكاة: «تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ فَتُرَدُّ على فُقَرَائِهِمْ» رواه الشيخان. وبهذا يعلم الجواب عن السؤال.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
"الهلال الأحمر" بالمدينة المنورة يعيد النبض لحاجة نيجيرية بمسجد الميقات بعد تعرضها لتوقف قلبي
تمكنت الفرق الإسعافية التابعة لهيئة الهلال الأحمر السعودي بمنطقة المدينة المنورة -بفضل الله تعالى- من إنقاذ حاجة نيجيرية تبلغ من العمر 65 عامًا، بعد تعرضها لتوقف مفاجئ في القلب والتنفس داخل مسجد الميقات.
وأوضح مدير عام فرع الهيئة بالمنطقة الدكتور أحمد بن علي الزهراني، أن مركز الترحيل الطبي تلقى بلاغًا بوجود حالة فقدان وعي لحاجة داخل مسجد الميقات، وعلى الفور باشرت الفِرق الإسعافية الموقع، ووُجدت المريضة مستلقية على الأرض دون نبض أو تنفس.
وبين أن الفرق بدأت فورًا بتنفيذ بروتوكول الإنعاش القلبي الرئوي، وتمكنت -بفضل الله تعالى- من إعادة النبض واستقرار الحالة ميدانيًا، قبل نقلها إلى المستشفى السعودي الألماني لاستكمال الرعاية الطبية اللازمة.
ويأتي هذا التدخل في إطار الجاهزية الميدانية العالية التي تُوليها "الهيئة" لخدمة ضيوف الرحمن، وتقديم الرعاية الإسعافية العاجلة في مختلف المواقع الحيوية بالمنطقة.