لا تزال معضلة عبور المصابين من قطاع غزة إلى الأراضي المصرية عبر معبر رفح، دون حل، خاصة بعدما علقت حركة حماس إجلاء الأجانب وحاملي الجنسية المزدوجة إلى مصر بسبب رفض إسرائيل نقل جرحى فلسطينيين إلى مستشفيات مصرية بزعم أن بينهم عناصر من الحركة.

في هذا السياق، بحث وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، مع نظيريه المصري سامح شكري والأردني أيمن الصفدي، التطورات في الأراضي الفلسطينية، وفقا لما أفادت به وسائل إعلام تركية.

حملة الجوازات الأجنبية

وجاء ذلك خلال اتصال هاتفي، حيث أوضحت مصادر دبلوماسية تركية، أن وزير الخارجية فيدان، بحث مع سامح شكري، الجهود الرامية إلى إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة بشكل متواصل دون انقطاع.

وتبادل الوزيران الآراء حول ما يمكن فعله لوقف الهجمات التي تستهدف المدنيين في غزة، وتحقيق وقف لإطلاق النار بأسرع وقت ممكن.

كما تناول فيدان، في اتصال هاتفي مع نظيره الأردني الصفدي، أيضا سبل وقف الهجمات ضد المدنيين في غزة، وتحقيق وقف لإطلاق النار في المنطقة.

ويواصل الجيش الإسرائيلي منذ 30 يوما حربا مدمرة على غزة، قتل فيها 9770 فلسطينيا، منهم 4800 طفل، وأصاب أكثر من 24 ألف فلسطيني.

وكانت علقت حركة حماس علي إجلاء الأجانب وحاملي الجنسية المزدوجة إلى مصر بسبب رفض إسرائيل نقل جرحى فلسطينيين إلى مستشفيات مصرية بزعم أن بينهم عناصر من الحركة.

وعقب نفي حماس المزاعم الإسرائيلية، أفادت مصادر مطلعة بأن القاهرة أبلغت الوسيط الأميركي بضرورة توفير ممرات آمنة لمرور سيارات الإسعاف بأسرع وقت.

وأوضحت المصادر، أن القاهرة طلبت من واشنطن تعهدا أميركيا بضرورة خروج الجرحى إلى أراضيها دون استهدافهم أو ملاحقتهم، رابطة خروجهم عبر سيارات الإسعاف بخروج مزدوجي الجنسية.

كما لفتت إلى أن القاهرة أبلغت الوسطاء أن تعطل خروج الجرحى واستهدافهم سيعطل خروج مزدوجي الجنسية، مطالبة بتعهد أميركي بحل واضح خلال الساعات المقبلة.

النائب أبو العينين لـ الجمعية الوطنية بكوريا الجنوبية: موقف مصر واضح من وقف إطلاق النار في غزة هؤلاء روجوا لها.. رد قوي من مصر على حمولة البسكويت منتهي الصلاحية

كذلك ناشدت مصر وفق المصادر، مناقشة آلية دخول الوقود والمياه إلى قطاع غزة دون أي شروط مسبقة، وأبلغت أميركا بذلك بشكل عاجل لمنع تعطل المستشفيات.

جاء ذلك بعدما أفاد مصدر مسؤول في هيئة المعابر، بأنه لن يتم سفر أي من حملة الجوازات الأجنبية من قطاع غزة إلا بعد تنسيق وخروج الجرحى من مستشفيات غزة والشمال باتجاه معبر رفح بين القطاع المحاصر والأراضي المصرية، وفقا لوكالة "فرانس برس".

من جانبه قال عميحاي إلياهو وزير من حزب "عوتسما يهوديت" المتطرف، إن أحد خيارات إسرائيل في الحرب في غزة هو إسقاط قنبلة نووية على القطاع، وفقا لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل".

وردا على سؤال في مقابلة مع راديو كول بيراما عما إذا كان ينبغي إسقاط قنبلة ذرية على القطاع، قال وزير التراث عميحاي إلياهو "هذا أحد الاحتمالات".

الأوضاع داخل غزة

وقالت الصحيفة إن  إلياهو، من حزب إيتامار بن غفير اليميني المتطرف.

وأعرب إلياهو أيضًا عن اعتراضه خلال المقابلة على السماح بأي مساعدات إنسانية بدخول غزة، قائلاً: لن نسلم المساعدات الإنسانية للنازيين، متهما أنه لا يوجد شيء اسمه مدنيين غير متورطين في غزة، مؤيداً  سرقة أراضي القطاع وبناء المستوطنات هناك. وعندما سئل عن مصير السكان الفلسطينيين، قال: "يمكنهم الذهاب إلى أيرلندا أو الصحاري، ويجب على الوحوش في غزة أن تجد الحل بنفسها".

ويقول إن شمال القطاع ليس له الحق في الوجود، مضيفا أن أي شخص يلوح بعلم فلسطين أو علم الفصائل "لا ينبغي أن يستمر في العيش على وجه الأرض."

من جانبه قال أستاذ العلوم السياسية، الدكتور طارق فهمي، أن الدولة المصرية تبذل جهود إنسانية داخل قطاع غزة وخارجه، لمساعدة الشعب الشقيق في الوصول إلى حل للقضية الفلسطينية ووقف إطلاق النار.

وأضاف "فهمي" في تصريحات لـ صدى البلد، أن مصر لم تدخر جهدا في سبيل مساندة القضية الفلسطينية واحتواء التصعيد داخل قطاع غزة، على الصعيد الإنساني والصعيد الدبلوماسي، في سبيل نقل صورة حقيقية للواقع المأساوي في قطاع غزة نتيجة العدوان الإسرائيلي الغاشم على القطاع، وخلق رأي عام عالي أكثر حيادية تجاه القضية، ما يؤكد على الدور المحوري للدولة المصرية داخل المنطقة.

وأشار أستاذ العلوم السياسية، أن هناك الكثير من المحاولات والضغوط تمارس على الدولة المصرية تهدف لاقتحامها في الصراع على أصعدة مختلفة، فنحن نتعرض لحرب شائعات ملونة وموجهة، ويجب الحرص على سرعة مقاومة ووأد تلك الشائعات، مشيداً بقدرة الدولة المصرية على فرض إرادتها في المنطقة.

ولفت إلى دور مصر في عدم السماح بمرور مزدوجي الجنسية من معبر رفح إلا بعد مرور المساعدات الإنسانية إلى داخل قطاع غزة، ما يدل دور مصر المحوري والمهم في المنطقة، مدينا الانتهاكات وجرائم الحرب التي يرتكبها جيش الاحتلال في حق المدنيين العزل داخل قطاع غزة من قتل للأطفال والنساء دون وجه حق.

جدير بالذكر، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي تلقى اتصالا من "أورسولا فون ديرلاين" رئيسة المفوضية الأوروبية.

وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المستشار أحمد فهمي بأن الاتصال تناول تطورات التصعيد العسكري الإسرائيلي في غزة، حيث تم استعراض الجهود الجارية لإدخال أكبر قدر من المساعدات الإنسانية لأهالي غزة في ضوء الوضع الإنساني المتدهور بالقطاع.

وأعربت رئيسة المفوضية الأوروبية عن التقدير لمصر على دورها القيادي في تقديم الدعم لأهالي غزة، خلال هذه الظروف الصعبة، وكذا تسهيل خروج أعداد من الرعايا الأجانب بالقطاع.

وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس أكد أن الجهود المكثفة التي تقوم بها مصر لتنسيق الإغاثة الإنسانية الدولية ليست بديلاً عن ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، مشدداً على المسئولية السياسية والأخلاقية للمجتمع الدولي عن التحرك الجاد والفاعل لحماية المدنيين الفلسطينيين ووقف سياسات العقاب الجماعي.

وأكد الرئيس السيسي في هذا السياق رفض مصر القاطع لتصفية القضية الفلسطينية دون حل عادل من خلال تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر، وضرورة العمل على التهدئة بما يتيح المجال أمام فتح المسار السياسي وصولًا إلى حل الدولتين، الذي يمثل الطريق الوحيد نحو السلام العادل والدائم في المنطقة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: غزة قطاع غزة الجيش الإسرائيلي حماس معبر رفح حملة الجوازات الأجنبية حركة حماس وزير الخارجية التركي إسرائيل المساعدات الإنسانیة داخل قطاع غزة فی المنطقة فی غزة

إقرأ أيضاً:

باكو تستضيف جولة مباحثات جديدة بين سوريا وإسرائيل

أنقرة (زمان التركية) – سيلتقي المسؤولون السوريون والإسرائيليون في العاصمة الأذربيجانية، باكو، لبحث الوضع الأمني في جنوب سوريا.

وأفاد مصدر دبلوماسي في حديثه مع وكالة الأنباء الفرنسية أن اجتماع الوزراء السوريين والإسرائيليين سيُعقد اليوم الخميس.

ويأتي اجتماع وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، ووزير الشؤون الاستراتيجية الاسرائيلي، رون ديرمر، بعد اجتماع مشابه عُقد في باريس الأسبوع الماضي.

وأضاف الدبلوماسي الذي رفض الإفصاح عن اسمه لحساسية الموضوع أن اللقاء سيتم عقب زيارة الشيباني إلى موسكو يوم الخميس.

تُعد زيارة الشيباني إلى موسكو أول اتصال مباشر للإدارة السورية الجديدة مع روسيا منذ الإطاحة بنظام بشار الأسد، وكانت روسا أحد أبرز الداعمين لنظام الأسد.

ومن الناحية العملية، تُعد إسرائيل وسوريا في حالة حرب منذ عام 1948.

وسيركز اجتماع باكو على الوضع الأمني في جنوب سوريا. وذكر التلفزيون الرسمي السوري أن أجتماع باريس شهد بحث التطورات الأمنية الأخيرة ومحاولات احتواء التصعيد في جنوب سوريا.

وجاء اللقاء الأخير بين سوريا وإسرائيل عقب المواجهات العنيفة التي شهدتها مدينة السويداء ذات الغالبية الدرزية في جنوب سوريا.

وفي بداية المواجهات، اشتبكت العشائر البدوية السنية مع الميليشيات الدرزية، غير أنه خلال فترة قصيرة تدخلت قوات النظام السوري وإسرائيل في الأحداث وزعمت الأخيرة أنها ترغب في حماية الدروز.

وشنت إسرائيل آنذاك غارات جوية على مقرات الجيش في دمشق وبالقرب من القصر الرئاسي.

وأعلنت الولايات المتحدة الداعمة للطرفين وقف إطلاق نار ليلة الثامن عشر من يوليو/ تموز.

وكان المسؤولون السوريون والإسرائيليون اجتمعوا في 12 يوليو/ تموز في باكو قبيل اندلاع الأحداث العنيفة في السويداء.

القواعد الروسية

تحتل إسرائيل هضبة الجولان السورية منذ عام 1967 وضمت المنطقة في عام 1981 عبر حملة لم يعترف بها المجتمع الدولي.

وبعد عام من حرب 1973، تم توقيع اتفاقية انفصال تؤسس منطقة عازلة بحماية الأمم المتحدة بين سوريا وهضاب الجولان المحتلة.

ومنذ الإطاحة بنظام الأسد، يتمركز الجنود الإسرائيليون في المنطقة العازلة ويشنون مئات الهجمات في سوريا.

وأقرت الإدارة السورية بعقد مباحثات غير مباشرة مع إسرائيل لخفض التوترات.

وأوضح المصدر الدبلوماسي أن الشيباني سيتوجه الخميس إلى روسيا وسيجتمع بالمسؤولين الروس لبحث عدد من القضايا من بينها القواعد الروسية داخل سوريا والتباحث بشأن شروط استمرار وجود القواعد وحقوق إدارتها.

وترغب موسكو في الحفاظ على القاعدة البحرية في طرطوس وقاعدة “حميميم” الجوية الواقعة بالقرب من مدينة اللاذقية.

وتعرضت موسكو لانتقادات عنيفة لدعمها نظام الأسد عسكريا في الحرب الأهلية في سوريا عام 2015 بشنها الكثير من الغارات الجوية على المناطق الخاصة لسيطرة المعارضة متسببة في مقتل الآلاف من المدنيين.

وبعد الإطاحة بنظام الأسد، لم تقطع الإدارة السورية الجديدة علاقاتها مع روسيا والتقى نائب وزير الخارجية الروسية آنذاك، ميخائيل بوغدانوف،  بالرئيس السوري، أحمد الشرع، في يناير/ كانون الثاني الماضي في دمشق.

هذا وأوضح المصدر الدبلوماسي أنه من المخطط بحث دعم التعاون الثنائي وإعادة إحياء العلاقات الدبلوماسية والأمنية والخطوات المتعلقة بالأمن الداخلي والمقاتلين الأجانب خلال زيارة الشيباني إلى موسكو.

Tags: أسعيد الشيبانيالتطورات في سورياالسويداءالعلاقات السورية الروسيةالغارات الاسرائيلية على سورياالمباحثات الروسية الإسرائيليةزيارة الشيباني إلى روسيا

مقالات مشابهة

  • تصعيد تجاري جديد تقوده إدارة ترامب يشمل كندا وإسرائيل ودولاً أخرى
  • مصطفى بكري يكشف خطة التنظيم الدولي للإخوان الإرهابية وإسرائيل لإرباك الدولة المصرية «فيديو»
  • باكو تستضيف جولة مباحثات جديدة بين سوريا وإسرائيل
  • «شهداء الأقصى»: الوضع داخل المستشفى كارثي بكل المقاييس
  • مستشفى شهداء الأقصى: الوضع داخل المستشفى كارثي بكل المقاييس
  • تحمل مساعدات مقدمة من مركز الملك سلمان.. 7 شاحنات إغاثية سعودية جديدة تصل قطاع غزة
  • قسام لـ سانا: نأمل أن يُسهم هذا التعاون في رفع جودة الخدمات، وتحقيق عوائد اقتصادية مجدية، وفتح آفاق جديدة للشراكة مع القطاع الخاص محلياً ودولياً، في إطار رؤية الهيئة حتى عام 2030
  • صور| 7 شاحنات إغاثية جديدة تدخل قطاع غزة من مركز الملك سلمان للإغاثة - عاجل
  • عبور 7 شاحنات إغاثية سعودية جديدة إلى قطاع غزة
  • تحمل مواد غذائية متنوعة.. عبور 7 شاحنات سعودية جديدة إلى قطاع غزة لإغاثة الشعب الفلسطيني الشقيق